(10-30-2009, 11:48 PM)بنى آدم كتب: إليك عزيزى ومضة من آراء العلماء فى تكفيرهم :
((( أورد ابن خلكان ملخصا وبالجملة عن الفلاسفة مثل الفارابي وابن سينا، وقال: (ولكن أكثر العلماء على كفرهما وزندقتهما حتى قال الإمام الغزالي في كتابه المنقذ من الضلال والمفصح عن الأحوال: لا نشك في كفرهما أي الفارابي وابن سينا، وقال فيه أيضا وأما الآلهيات ففيها أكثر أغاليطهم وما قدروا على الوفاء بالرهان على ما شرطوا في المنطق ولذلك كثر الاختلاف بينهم فيه ولقد قرب مذهب أرسطاطاليس فيها من مذهب الإسلاميين الفارابي وابن سينا ولكن مجموع ما غلطوا فيه يرجع إلى عشرين أصلا يجب تكفيرهم في ثلاثة منها وتبديعهم في سبعة عشر ولإبطال مذهبهم في هذه المسائل العشرين صنفنا كتاب التهافت) (شذرات الذهب للدمشقي، ج2، ص 353).
فالإمام الغزالي حكم بكفر الفاربي وابن سينا لأنهما استعملا العقل في مفهوم الإيمان. ويقول سيد قطب: (هناك جفوة أصيلة بين منهج الفلسفة ومنهج العقيدة وبين أسلوب الفلسفة وأسلوب العقيدة، وبين الحقائق الإيمانية الإسلامية وتلك المحاولات الصغيرة المضطربة المفتعلة التي تتضمنها الفلسفات والمباحث اللاهوتية البشرية) (خصائص التصور الإسلامي ومقوماته للأستاذ سيد قطب، دار الشروق، ص 10). )))
- جاليليو جاليلى لم تقتله الكنيسة إلا قتلا معنويا بعدما اعتذر قائلا :
(( إنى أقسم ويداى على الكتاب المقدس أن أنبذ نظرياتى الهرطقية الكافرة السالفة وإنى أعترف أن اخطائى سببها الطموح الكاذب والجهل التام وإنى أعلن الآن وأقسم ان الأرض لا تدور حول الشمس ))
هكذا أقسم جاليليو أمام محكمة التفتيش فى روما بعد ستة شهور من التحقيقات ورغم انه كان عجوزا مصابا بالنقرس ولكنه همس بينه وبين نفسه قائلا ( إنها برغم ذلك تدور ) وكان هذا فى 1633 وحكم عليه بمصادرة كتابه وان يصلى بمزامير التوبة السبعة مرة كل اسبوعوألا يفارق منزله حتى ترى اللجنة غير ذلك
- أفهم يا عزيزى من كلامك انك تمتلك نسخة من الإسلام شأن جميع المسلمين ... نسخة تختلف عن نسخ القرآنيين والسلفيين والجهاديين والإخوان والمعتزلة والعلمانيين المسلمين امثالى .. وهذا ما يحير اللبيب فكل مسلم له نسخته وهكذا ضاع النص وضاع الأصل وكلما حاول شخص ما ان يتحدث بنقد عن أى دين يفاجأ بأحدهم يقول له ان الخطأ ليس فى النص ولا فى الدين ولكن فى التطبيق ضاربا عرض الحائط ( كما تفعل أنت عزيزى ) بجميع التفاسير والآراء والممارسات على مدى 1400 سنة كاملة
وهذا ما أسميه انا صيغ توافقيه يلجأ إليها العاقل عندما يصطدم بنصوص قاتله مرعبة متخلفة جافة غير انسانية ولكن هذه الصيغ تختلف من مسلم لمسلم ومن مسيحى لمسيحى ومن إنسان لإنسان
كل هذا يسمى تمحلا وتحايلا على الحقائق الناصعة والتى لا تحتمل التأويل ولا لى النصوص لهذا فإن الحوينى ويعقوب وحسان وابن باز وابن عثيمين وغيرهم من أصحاب ذلك التيار هم اصدق نموذج للدين النصى الحقيقى لأنهم على الأقل مباشرين صادقين مع النص ومع انفسهم وليسوا متمحلين مثل البقية
عزيزى فيرى أنت رددت بسرعة عجيبة عندما أحلتك لعشرات ومئات الموضوعات التى تناقش التضاد بين القرآن والعلم بالمنتدى والأرشيف وبالتبعية فإنى فهمت أنك لم تراجع الموضوعات وإنما تحدثت بالثوابت التى بداخلك ولم يكن هذا ظنى بك عزيزى فأنا لمست فيك أدبا فى الطرح وعقلانية فى المناقشة فلم تجاوزت العقلانية ولم تعط نفسك مهلة حتى تراجع عدة موضوعات على الأقل قبل ان تعلق عليها بأنها كلها ظنون أو سوء فهم أو كما قلت أتمنى عزيزى أن تراجعها .. فقط راجعها ولو على سبيل معرفة لماذا ينكر البعض الأديان ولماذا ينكر البعض وجود إله .. لعل عندهم من المنطق الكثير .. بالتأكيد لن تعرف إلا إذا قرأت لهم والأرشيف أمامك والنادى فى متناول أناملك ولا ينقص الا الوقت والإرادة واللذان أتمنى عزيزى أن يتوفرا لديك
دمت بكل خير
- أفهم من هذا ان تكفير ابن سينا لم يأتي مثلاً لاختراعه التقطير البخاري لاستخراج الزيوت الزيوت او لاختراع ميزان الحرارة الهوائي، وإنما جاء بسبب فلسفته واستعمال عقله لمحاولة تفسير امور دينية قد يكفرني طالبان والقاعدة أيضاً من اجلها؟ ورغم أن افكاري قد يكفرني من أجلها الكثير مما يدعون بأنهم علماء للمسلمين فأنا لا اتهم الإسلام بالمغالاة والتعصب بل اتهمهم هم.
- أما بالنسبة لجاليليو فقد تم تكفيره بسبب اكتشاف علمي وقد حاولت الكنيسة قتل هذا الاكتشاف، بينما لم يكفر احد من علماء المسلمين ابن تيمية عندما قال بأن الأرض كروية رغم أن النص في القرآن يفهم الجاهلين بتفسيره انها مسطحة بمعنى "flat".
- فهمي المختلف عن باقي المسلمين للإسلام طبيعي باختلاف عقول البشر وبيئتهم ومحيطهم العلمي، ومن هنا جاء قول الرسول صلى الله عليه وسلم "الحاكم إذا اجتهد فأصاب فله أجران، وإن اجتهد فأخطأ فله أجر" بينما تجبر الأديان الأخرى على موافقة بما فيها دون استعمال العقل واعتبارها للإيمان بأنه مسلم به دون النقاش به، وتبادل الخبرات والعلم والرأي في الإسلام لا ينقص من شأنه بل على العكس، أم أردت ان يكون الإسلام هو الآخر دين ملزم للقلوب دون استخدام العقول؟ ولم يكن اجتهادي الخاص وقناعاتي لتبرير الإسلام لا لنفسي ولا لغيري ولم احاول التحايل على الحقائق التي تسميها انت بأنها ناصعة، وفي الحقيقة أن تأتي بقول لابن باز وتلصقه بالإسلام هو الصادم للعقول فأئمتنا حتى افضلهم مثل مالك بن انس، احمد بن حنبل، الشافعي وابو حنيفة يرد عنهم الخطأ والصواب فيأتي مؤلف الموضوع ويقول لي بن باز؟
إن محنة ابن حنبل كافية للتنبيه بان الإسلام دين للعقل، فقد اختلف مع المعتزلة في مسألة خلق القرآن (اهو مخلوق ام غير مخلوق) ورأى المأمون برأي المعتزلة وأمر بعزل جميع القضاة الذين اختلفوا مع المعتزلة ومنهم ابن حنبل حيث انه وجد بأن رأي المعتزلة يحول الله الى فكرة مجردة
لا يمكن تعقلها، وإن كنت لا تدري فإن مذهب ابن حنبل هو اكثر المذاهب تمسكاً بالنصوص وابتعاداً عن الرأي الشخصي.
وان اكبر اختلافاتنا مع الشيعة تأتي بأنهم يعصمون اامتهم ال12 عن الخطأ (يعني مثلهم مثل بابا الفاتيكان عند المسيحية) بينما يجتمع السنة على انه لا احد معصوم عن الخطأ بما فيهم أئمة المذاهب الأربعة الذين اقروا بأنفسهم بأن ارائهم تحتمل الخطأ:
"لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعرف من أين أخذناه" - ابو حنيفة.
"قيل لأبي حنيفة: يا أبا حنيفة هذا الذي تفتي فيه هو الحق الذي لاشك فيه؟ فقال: (لا أدري لعلّه الباطل الذي لاشك فيه...)"
" إنّما أنا بشرٌ أخطئ وأصيب، فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوا به، وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه" - مالك بن أنس.
"لا تقلدني!! ولا تقلد مالكاً!! ولا الشافعي!! ولا الأوزاعي ولا الثوري وخذ من حيث أخذوا" - احمد بن حنبل
قال أبو داود: قلت لأحمد: (الأوزاعي أتبع أم مالكاً؟ قال: (لا تقلد دينك أحداً من هؤلاء!! ما جاء عن النبي فخذ به)
فيأتيني أحدهم ويقول لي ابن باز ثم تأتي انت وتقول لي بأن حقيقة اسلامية صادمت عقلي لأن ابن باز قال هذا، ابن باز ليس حقيقة اسلامية ليصطدم عقلي بها.
- بالفعل صديقي لقد راجعت معظم المواضيع وقد رددت على ما يستحق الرد منها ولا زلت اقرأ معظم المواضيع اخرى وارجو ان لا تفهم بأن رأيي بأنها مجرد ظنون لم يأتي على عجل وإنما يأتي بناءاً على ما قرات حتى الآن، فمثلاً يأتي أحدهم ويستهزيء بالإسلام ويسأل متبجحاً ومتكابراً وكأنه جاء باليقين لما ينفي العقلانية عن الإسلام وكأنه أحد علماء القرن الواحد والعشرين ويسأل "هل تتكلم الحيوانات؟" وعندما أتوه من العلم ما يثبت بأن للحيوانات لغة خاصة أخذ يسأل عن الكيفية زيادة في طغيانه وتكابراً على الحق، إذا كنا لا نعقل الكيفية فهذا لمحدوديتنا وليس لمحدودية قدرة الله، وهو ما لم نأتي به علماً بعد، وكان الأجدى بطرح هذا السؤال من قبل واحد جاهل أيام الجاهلية فقد اعذره اما أن يأتي من يدعي العلم وفي منتدى للفكر ويسأل هذا السؤال ويحتج به على القرآن فهذا امر يصدم العقول فعلاً.
بحث
قائمة الأعضاء
التقويم
وثائق المساعدة
/
ابن باز ، و تكفير القائلين بثبوت الشّمس ودوران الأرض
