أصدقائي الأعزاء :

كنت قد سجلت في هذا النادي في فترة سابقة وبدأت وقتها نقاشات حاولت إقحام نفسي فيها من أجل المحافظة على لياقتي الذهنية في تحليل المعلومات وتقبل الآخر المخالف لوجهة نظري التي أتبناها ... ربما سمي هذا ترف فكري .... ولكن كنت على الدوام أعاني من مشكلة مزمنة وهي عدم رغبتي في النقاش وعدم اهتمامي بإظهار وجهة نظري في المواضيع المطروحة وحتى لو كنت أنا من طرح هذه المواضيع .... وهذه الأمر أمارسه في حياتي العملية فأنا غير مهتم بتحويل الآخرين ليتبنوا وجهة نظري أو حتى أن أوضح نفسي ...!!!

ومع ذلك بقيت متابعاً لهذا المنتدى لأنني كنت أجد فيه معظم التوجهات العقائدية على اختلافها وهذا الأمر كان بالنسبة لي عامل إثراء للمعلومات ولموثوقية هذه المعلومات فنحن كما تعرفون لا نستطيع أن نثق بمعلومة عندما تتطرح فقط من جهة واحدة أو مصدر واحد أو من اتجاه عقائدي ذو لون واحد .... المختصر وحتى لا أطيل عليكم لاحظت في الفترة الأخيرة نشاط بعض الأعضاء القدامى والجدد بالنسبة لي الذين لم أكن أراهم في فترات سابقة من مختلف الاتجاهات ونشاط حواري محموم حول مختلف القضايا لكن كانت مختلف الحوارات غنية بالشخصنة وإثبات الأنا ووجهة النظر الشخصية أكثر مما تحتوي على معلومات ... فهذا يضحك من جهل الآخرين ويسخر منهم محتكرا الفهم والعلم ، وذاك يتهم الآخر بالانبطاح واللبرلة (لا أعرف إذا ما كتبتها بشكل صحيح فأنا غير مثقف) محتكرا الوطنية والرؤية السياسية التي لا تقبل الخطأ ...إلخ ....
حتى وصل بي الحال للاعتقاد أننا كأشخاص نقرأ ونتثقف ونحاور لا لنبني عقولنا وشخصياتنا ونتواصل مع الآخر ولكن نفعل كل ذلك من أجل إثبات الأنا .....

أصدقائي جميعاً ما رأيكم لو قمنا جميعاً بمراجعة فكرية نقدية لذواتنا ليس على صفحات المنتدى ولكن بيننا وبين أنفسنا وأن نحاول الاستماع للآخر حتى لو أزعجنا في طروحاته دون السعي المحموم لإثبات الأنا وتسفيه الآخر ... لأن أي نقاش فكري أو علمي يفقد قيمته الحقيقية حالما نبدأ التسفيه والشخصنة والانتقاص من الآخر ....

وفي النهاية .... رغم ترددي على هذا النادي منذ أكثر من عام إلا أنني فقدت رغبة الكتابة منذ عام كامل وكل ما أتمناه أن لا أفقد رغبة القراءة أيضاً هنا .....

شكراً لسعة صدر الجميع

وآسف على الإطالة

اولا مرحبا بك مره اخرى زميلنا العزيز , فانت منقطع عن الكتابه منذ فتره ليست بالقليله ....

انا شايف انك معاك حق فى استنتاجك , فالغالبيه هنا لا يشغلها سوى اثبات " الانا " وما دمت انا من اكتب وانا من اطرح فيجب ان اكون انا على حق والاخر على باطل.

عموما ارى ان اثبات "الانا " هو انتصار للفكر اللذى احمله , فانا او انت او هو نحمل فكرا ونعبر عنه من خلال كتاباتنا , لكن الافه الغالبه هنا هى افه التعصب , وهى ليست غالبه هنا فقط , وانما هى غالبه فى العالم كله ولا استثنى احد , وقلائل هم من يعرفون كيفيه عرض وجهه نظرهم او طرح افكارهم دون التعصب لها , ولديهم المقدره على الاعتراف بالخطا وان يتخلوا عن تلك الافكار اذا ثبت عدم صحتها.

تحياتى لك.

(f)

صديقي عاشق الكلمة :

لا زلت أذكراختلافنا و نقاشاتنا في ساحة الحوار الديني على قلتها ... ولكن ما أذكره عنك أيضاً هو احترامك للآخر ومحاولتك بناء حوار متمدن مع الآخر حتى ولو كان الخلاف في الصميم ..... وكنت كلما قرأت لك (فترة ابتعادي عن الكتابة) كان يزداد يقيني بأن المتطرفين في الرأي والأسلوب أياً كانت توجهاتهم غير قادرين على نزع طريقتك الحضارية منك في الحوار المتمدن ....

وعلى ذكر الأنا ... فأنا أعتقد أن النقد الذاتي للأفكار التي نحملها (بغض النظر عن صحتها) يساهم بشكل أوبآخر في بناء شخصية سليمة خالية من التحجر والتوقف عند فكرة معينة .... خوفاً من أن يؤدي هدم الفكرة التي نعتقدها إلى هدم الآنا ...

برأيك كيف نحقق هذا الفصل بين ما نعتقده وما نحن عليه وهل هذا ممكن ...؟!


تحياتي لك أيضاً ......

(f)

Array
صديقي عاشق الكلمة :

لا زلت أذكراختلافنا و نقاشاتنا في ساحة الحوار الديني على قلتها ... ولكن ما أذكره عنك أيضاً هو احترامك للآخر ومحاولتك بناء حوار متمدن مع الآخر حتى ولو كان الخلاف في الصميم ..... وكنت كلما قرأت لك (فترة ابتعادي عن الكتابة) كان يزداد يقيني بأن المتطرفين في الرأي والأسلوب أياً كانت توجهاتهم غير قادرين على نزع طريقتك الحضارية منك في الحوار المتمدن ....
[/quote]

اشكرك شكرا جزيلا على هذا الاطراء واللذى اتمنى ان ينطبق عليا فعلا .

(f)

Array

وعلى ذكر الأنا ... فأنا أعتقد أن النقد الذاتي للأفكار التي نحملها (بغض النظر عن صحتها) يساهم بشكل أوبآخر في بناء شخصية سليمة خالية من التحجر والتوقف عند فكرة معينة .... خوفاً من أن يؤدي هدم الفكرة التي نعتقدها إلى هدم الآنا ...
[/quote]

صعب جدا يا زميلى العزيز ان يحدث نقد ذاتى للافكار اللتى نحملها ( ولا يمكن غض النظر عن صحتها من عدمه ) فاعتقادك بصحه افكارك يجعلها مسلمات غير قابله للنقد والنقاش , واقتناعك بها يعنى انك قد قمت بنقدها قبل ان تعتنقها وتسلم بها , وادركت بعد هذا النقد انها افكار صحيحه ولا غبار عليها .

ما يستحثك على العوده لها مره اخرى بالنقد هو ان يكون النقد خارجى وليس ذاتى , فالنقد الخارجى قد يشمل نقاط وجوانب قد تكون اغفلتها انت فى نقدك الذاتى , وهذا ما يضطرك للعوده لنقد تلك الافكار وتحليلها مره اخرى .

الشخصيه السليمه والخاليه من التحجر هى تلك الشخصيه اللتى احدثك عنها , فهى لا يشغلها" الانا " ولا هدم" الانا" , بقدر ما يشغلها معرفه الحقيقه والوقوف عليها , فان كانت الحقيقه تهدم الفكره اللتى اعتقدها ف( تغور ) الفكره فى سبيل الوصول الى تلك الحقيقه .


Array
برأيك كيف نحقق هذا الفصل بين ما نعتقده وما نحن عليه وهل هذا ممكن ...؟!
تحياتي لك أيضاً ......
(f)
[/quote]


يااخى والله انا طول عمرى اقول ان العقول ليست متشابهه , والمصيبه ان كل واحد عاجبه عقله هو وبس , ولكن فى نفس الوقت فان عدم تشابه العقول هذا ميزه وليس عيبا , والا اصبحنا نسخ كربونيه من بعضنا البعض.

بسبب اختلاف العقول هذا ستجد ان هناك من يفصل بين افكاره وقناعاته وبين نفسه , وهذا اكتسبوه فى الصغر نتيجه للتربيه او نتيجه لاى عوامل اخرى , فمن شب على شىء شاب عليه , ومن الصعب جدا اكتساب تلك الفضيله فى الكبر.

صديقي عاشق الكلمة :

النقد الذاتي يتولد نتيجة لسببين ... سبب خارجي وسبب داخلي ... وأنا أعتقد أن السبب الخارجي أحياناً قد يحفز العقل على التساؤل والبدء بعملية التغيير لكن غالباً ما تفشل هذه العملية والدليل بسيط ... أنظر من حولك وستعرف مدى بطئ عملية التغيير من الخارج ...
أما النقد الذاتي الذي أقصده وهو السؤال الذي يبدأ من الداخل بعد القيام بعملية تثقيفية وتجربة عملانية بالحياة ... لينتهي بتغيير جذري للشخصية إن كان نحو الأفضل أو الأسوء .... وهذا النقد يتعرض في أحياناً كثيرة للفشل أيضاً (ولكن بنسبة أقل) وسبب هذا الفشل هو تضخم الأنا فقد ترى إنسان كثير التجربة والقراءة ولكنه ذو مفاهيم متحجرة مقولبة جاهزة (ولا حاجة لي لأن أضرب مثالاً هنا) وقد ترى شخصاً آخر أقل قراءة وتجربة من الشخص السابق وتعجب بمدى إنفتاحه وتسامحه بشكل يبعث على التوقف والتأمل ....

أعتقد أن السر في الموضوع هو الأنا فإذا استطعنا أن نحيد الأنا قليلاً ونعيش الحياة بدون أن نمرر كل شيء على موشوراتنا الداخلية وعقدنا النفسية فإن الحياة سوف تصبح أسهل للشخص وللآخرين ....

وفي النهاية ليس المطلوب تطابق الأفكار فهي بصمات لعقولنا المختلفة أصلاً ... لكن المطلوب تحديد مساحة مشتركة بين الأنا والهو بحيث أن هذه المساحة تحفظ الاختلاف وتمنع التقاتل والحقد والضغائن عند اختلاف الأفكار ......

ولكن السؤال الذي خطر على بالي .... هل ممكن أن نمنع الصراع الوجودي عندما نحول أفكارنا لواقع ...؟!!!

آسف على الإطالة

وشكراً