{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الضَّمَّة ...
هاله غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,810
الانضمام: Jun 2006
مشاركة: #1
الضَّمَّة ...
(1)
... في عِزّ القيلولة أفزعَتْه طرقات عنيفة على الباب..
ـ يا أستاذ حِلّ.. أفتح أفتح.. الله يفتح عليك.

قَفَزَ حافياً.. أحسَّ بلذَّة بَرْد البلاط فتمهَّل قليلاً.
ـ افتح يا أستاذ.. حِلّ.
أدار المفتاح فدفعوا الباب في وجهه..
ـ خَيْر..؟ من اللي مات..؟
ـ أيّ مات..؟ فال الله ولا فالَك.. راقِد..؟! هذا وقت نَوم..؟ ما تْمَلّ م النَّوم كيف القطاطيس.

قال بشيء من العصبيّة:
ـ خَيْر.. أيش فيه..؟
ـ فيه كلّ خيْر.. يا سِيْدي قالوا آمر الْمنطقة يريد يمرّ علينا في العشيّة مرور الكِرام.. مستعجل.. الله يرحم اللي قَرّاك.. تَكْتِك له برقيّة تأييد.. يسمع خبَرْها اللي ما نظَرْها.. عَجِّلْ.. الراجل في الطريق.


(2)
... جلسوا على الصالون.. أحضروا منافِض السجائر.. دخَل أحدهم إلى المطبخ لإعداد الشاي..
ـ يا أستاذ.. أنت اهتمّ بالبَرقيّة بَسّ.. وَيْن السّكّر..؟


(3)
... دخل حُجْرته.. جَلَسَ أمام شاشة الحاسوب.. اتّكأ بمرفقَيْه على حافة الطاولة.. وضع رأسه بين كفَّيْه.. أخذ يُمَرِّر أصابعه داخل شَعره وهو يتأمَّل لوحة المفاتيح.. ويُحاول أن يعرف الفَرْق بين مرور الكِرام ومرور الجنرالات.. ثُمّ قال لنفسه:
ـ صيغة البَرقيّات تكاد تكون واحدة.. سأحاول أن أكتب شيئاً مختلِفاً.. فالبَرقيّة تظلّ نَصًّا على كلّ حال.


(4)
... في المساء اصطفَّ أهل القرية بِمُحاذاة الطريق ترقُّباً لآمر المنطقة.. كانوا ينظرون إلى ساعاتهم.. وإلى امتداد الطريق الذي تبتلع نهايتَه الغابة.. تطوَّع أحدهم لقراءة البَرقيّة.. كان ينظر إليها ويُتمتِم.. ثُمّ سَحَب أحد الواقفين بجانبه.. وأخذ يُجرِّب عليه نَبْرة الصَّوت التي سيستخدمها في قراءة البَرقيّة.


(5)
... اقتحمهم الرَّتل فجأة من طريقٍ فرعيٍّ آخر.. توقَّف.. أحدثت الإطارات صريراً حادًّا على الإسفلت.. لَوَّح الجنرال بيده.. وأمر الرَّتل بالتَّحرُّك..
ـ فيه برقيّة يا سَيّدي.
ـ بارَك الله فيكم.. أنا مستعجل.. هاتوا البَرقيّة نَقْراها في الطريق.

توارَى الرتّل في الْمُنعَطَف مُخَلِّفاً خيبة أمل كبيرة على الوجوه.. فالبَرقيّات الْمَقْروءة بصوت احتفالِي لها وَقْع خاصّ.


(6)
... قُبَيْل الفجر أفزعَتْه طرقات عنيفة على الباب..
ـ أفتح يا حيوان..!
ـ خير..؟ أيش فيه..؟

جلس العساكر على الصالون بأحذيتهم.. قال النقيب ـ وهو يضع عَصا الشَّرَف تحت إبطه ـ:
ـ أنت الحيوان اللي كتب البَرقيّة..؟ يا بهِيم.. فيه واحد يقول للجنرال: (أنت القمع الذي يَجْمَع شتات الأمّة).
ـ لا يا فندي.. والله فيه ضَمَّة على القاف.. القُمْع.. والقُمْع هو المحقن.
ـ أيش دَخَّل المحقن في الجنرال يا حمار..؟!
ـ يا فندي بدون المحقن يَحْدث إهدار للمُقَدَّرات.. مثلاً.. أنت لا تستطيع أن تسكب الماء في البرميل إلاّ عن طريق القُمْع ـ بضَمّ القاف ـ هذا اسمه في الفُصحى.. وكذلك الحليب في الشكوة.. وكل السوائل لا يُمكن أن تُسكَب في الأواني الضيّقة إلاّ عن طريق القُمْع ـ بضَمّ القاف ـ نقسم لَك بالله فيه ضَمّة.. حَتّى الْمَحْشي ـ يا فندي ـ لا يدخل المصارين إلاّ عن طريق القُمْع.. شفت أهميّة القُمْع..؟!
ـ أيّ مَحْشي وأيّ مصارين..؟ تضحك علَيّ..؟
ـ لا يا فندي هذا تشبيه.. هَذي بلاغة..
ـ تَوّا نوَرِّيك البلاغة.. أَطرحوه.

طرحوه على البلاط.. فكُّوا أحزمتهم.. استعملوا أعقاب بنادقهم.. وأحذيتهم.. وعلى الرغم من زَحْمة الأدوات.. إلاّ أنَّ عصا الشَّرَف وَجَدَتْ لها مكاناً أيضاً..!


(7)
...في غُرفة العناية الْمُركَّزة قالت له الْمُمرِّضة:
ـ نفتح لَك الرَّوْشَن يا أستاذ..؟
صَرَخ بفزَع:
ـ لا..لا .. بلاش الفَتْح.. ضمِّي.. ضمِّي الرَّوْشَن والبطاطين والفراش.. ضمِّي كلّ شي.

تكوَّر على نفسه.. ضَمَّ رُكبتَيه إلى صدره.. ضَمَّ كَفَّيه إلى بعضهما.. وأخذ يَهْذي:
ـ ضمُّوا.. ضمُّوا كلّ شي.. ضمُّوا.. ضمُّوا.. ضمُّوا..


أحمد يوسف عقيلة
http://www.ofouq.com/today/modules.php?name=News&file=article&sid=3249
11-29-2009, 09:23 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #2
RE: الضَّمَّة ...
أحمد يوسف عقيلة


he has very good story

http://www.arabicstory.net/index.php?p=author&aid=276


قصة ، من : أحمد يوسف عقيلة
( 1 )

... أحد المساءات الربيعية .. في تلك اللحظة التي يكون فيها قرص الشمس في متناول كفَّيك ..! اللحظة التي تتوهَّج فيها التنانير .. وتنعقد حُزَم الدخان فوق الوادي .. كانت القِطَّة تتمدَّد في تجويفٍ تحت الصخرة .. غائبة عن الوعي .. بلغ الألم مُنتهاه .. حتى تلاشى الإحساس بالألم ..!

أفاقت .. استدارت .. غمرها إحساس جارف بالأُمومة .. هذه أول مرَّة تعرف طعم هذا الإحساس ..!

تأمَّلت أُسرتها ..

خمس قُطيطات .. أربعٌ بِيض .. وواحدٌ أسود .

تشمَّمتْهم ..

ـ البياض لي .. والسواد له .. تُرى أين هو الآن ..؟ لا هَمَّ له سوى النزول من فوق قِطَّة .. واعتلاء أُخرى .. ثُمَّ يتلهَّى ويصطاد .. وكأنه لا علاقة له بالأمر ..! إنه لا يعرف حتى مذاق الألم .. ولكن .. لا بأس .. دعونا نتذوَّق اللحظة الراهنة .

لحستْهم .. واحداً واحداً .. ثُمَّ استلقت من جديد .. ومنحتْهم أثداءها الطافحة بالحليب .

( 2 )

في الصباح .. ألْقتْ نظرةً على صغارها العُميان ..

لقد ارتوتْ .. وهي الآن مستغرِقة في نومٍ عميق .. وكل واحد يدسُّ رأسه في حضن الآخر .

خرجت لاصطياد ما يمكن اصطياده .. تطلَّعت حولها .. إنها في مأمنٍ من شقاوة الأولاد .. فقد اختارت هذا التجويف الصخري البعيد .. حتى لا تكون هدفاً للمقاليع .

الْتفتت إلى بيتها ..

ـ ولكن ماذا لو تسلَّلت إحدى الأفاعي ..؟

ارتعشت وهي تتصوّر ذلك .

أخذت تُضيِّق الفتحة .. كوَّمت التراب في المدخل .. ثُمَّ ...

ـ ماذا يفعل هذا الثعلب الملعون هنا ..؟ إنه يتشمَّم كل شيء .. لا يجب أن يراني .

عادت .. حشرت صغارها في أعماق التجويف .. وأخذت موقف الدفاع ..

فكَّرت :

ـ إننا قريبون من المدخل .. في متناول المخالب .

شرعت تحفر إلى الداخل .. تحفر .. حتى توغَّلت .. ولم تعُد ترى صغارها .

عادت .. أخذت تلتقطهم من أعناقهم .. يتأرجحون بين فكَّي الأُمومة ..!

ـ والآن أصبحتم في مأمن .

مكثتْ قليلاً .. تلتقط أنفاسها .. ثُمَّ أطلعت رأسها من الفتحة ..

ـ اختفى الثعلب .. لكنَّ رائحته لا تزال قوية .

رفعت أنفها في كل الاتجاهات ..

ـ آه .. المخادع يترصَّد من خلف الصخرة .. يظنُّ أنه يخدعني .. صغاري لن يكونوا لُقمة سهلةً لأحد .

... وبقيت تسدُّ المدخل ..

... في المساء .. حطَّت بُومة على الخَرُّوبة المجاورة .. ونعبت نعيباً فاجِعاً .

ـ لم يعُد ينقصني سوى البومة ..! إنها أخطر من الثعلب .. لن تجد صعوبة في الدخول .. لكنني لن أترك صغاري الآن .. سأرى مَن منَّا ستصبر أكثر ..؟ هل ستبقَين فوق الغصن إلى الأبد ..؟!

( 3 )

... في آخر الليل أخذت القطيطات تموء .. وتتحسَّس الأثداء .

لم يغمض للأُم جفن ..

ـ ماذا أفعل لحمايتهم ..؟ ماذا أفعل لدفع الخطر عن العائلة ..؟ إذا خرجتُ الْتهمهم المُترصِّدون .. وإذا بقيتُ قتلهم الجوع .. ذلك السافل .. يغرز أسنانه في عنقي .. يقذف في أحشائي عائلة كاملة .. ثُمَّ يختفي ..! كأنَّ الأمر لا يعنيه .. لو أنه يأتي الآن لتناوبنا الحراسة .. ولكن لا مناص من الخروج غداً .. لابُدَّ من الخروج في نهاية المطاف .. لن أسمح لهم بدفننا أحياء .

أطلعت رأسها .. تأملت القمر الحائم فوق الوادي .. وظِلال الأشجار الباهتة ..

أطلقت البومة ثلاث نعبات متتالية مُؤكِّدةً وجودها .. ومسحت سحابةُ ضوءَ القمر .

( 4 )

في الفجر .. رفعت نفسها بوهن من بين صغارها .. التي لم تَكُفّ عن المواء طوال الليل .. زحفت ناحية المَخْرَج .. جفَّت الأثداء .. كان الجوع ينهشها .. كانت تسمع تكسُّر البَيض في الأعشاش الدافئة .. والزقزقات الأولى للعُصَيفيرات الوليدة .

أخرجت رأسها .. استرابت ..

ـ كالعادة .. الأمور على أسوأ ما يُرام .. الثعلب فوق الصخرة .. والبومة في أعلى الشجرة .. ولا شك أنَّ الأفعى تكمن في الجِوار .. إنهم يترصَّدون صغاري من فوق ومن تحت .

أغمضت عينيها .. ثُمَّ .. قررت أن تعود .. لا يزال هناك خِيار .

سدَّت المدخل بكومة من التراب .. واختفت في ظلمة الصخرة .

( 5 )

... عند ارتفاع الضحى .. بدأت كومة التراب تتحرَّك ..

انتصبت أُذنا الثعلب .. أدارت البومة رأسها .. تكوَّرت الأفعى .

انزاح التراب .. برز المخلبان .. الرأس .. الكتفان .. انضغط الجسد مقذوفاً إلى الخارج .

كانت مُنتفِخة .. تتمايل .. أثداؤها تنزُّ بالحليب .

انحدرت مع الوادي .. تمشي بهدوء .. لا يبدو عليها أثر للخوف .. أو القلق .

... تسابق المُترصِّدون ..

الأفعى أول الداخلين .. كانت أقربهم ..

توغَّلت .. أحسَّت بدفء التراب .. أخرجت لسانها تلتقط الرائحة الشهية .. ولكن ... لم يكن هناك أَثرٌ لشيء .. لا شيء سوى نُتَفٍ من الوَبَر .. وبُقَعٍ من الدَّم ..!


i like this story from ahmad
11-29-2009, 12:23 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
coco غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,795
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #3
RE: الضَّمَّة ...
ما الذي like you في هذه القصة يا بسام ؟
بالله عليك هل هذه صورة صادقة للمرأة العربية ؟

كوكو
11-29-2009, 04:54 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
هاله غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,810
الانضمام: Jun 2006
مشاركة: #4
RE: الضَّمَّة ...
I like it too يا كوكو

فقد نجح القاص في حبس أنفاس القارئ حتى الحرف الأخييييير من القصة
كما أنه أجاد الحبكة.
و أجاد تصعيد الصراع بكل تمكن و حرفية و دونما أي لجوء الى الحشو الزائد و اللت و العجن.

نجحت القصة في تحقيق ال لا أدري ماذا تسمى بالعربية و هي ال catharsis حيث أن النزعة الانسانية الخيرة وقفت بكل تعاطف مع البطل و هدفه النبيل لدرجة الاحساس بالغصة لحظة افتراس ذلك البطل الذي مات واقفا و صامدا حتى الرمق الأخير من حياته.

الصدق أو الواقعية و تفسير الرمز و هكذا مسائل و تقييمات تعتمد غالبا على دماغ القارئ و ما فيه و ليس على النص وحده..
أنت ذهبت الى "المرأة العربية" لكني لا أرجح هكذا احتمال حيث أن الرجل العربي ليس بتلك النذالة. و من ناحية ثانية فبين الأبناء الذين استماتت الأم في حمايتهم ذكور و لم نجد أية اشارة للمحة سلبية من الأم تجاهم تربط بينهم و بين "النذل الغائب" ..

أنا رأيت فيها غالبية مجتمعات العالم الثالث حيث الفئات الطفيلية الحاكمة (النذل الغائب الذي يمتص خيرات البلاد و يبعزقها على لهوه و تخبيصه) منسلخة تماما عن شعوبها و تاركة البلاد و العباد محاطين بألف عدو و عدو. القطط الصغيرة القابعة في الكهف الصخري بلا حول ولا قوة هي الشعوب الجائعة و المهمشة و المجردة "سلفا" من مؤهلات الصمود أو المقاومة. القطة الأم هي الأصوات الوطنية أو المعارضات التي تحمل الأمانة الوطنية و تقف سدا في وجه الأعداء. لكن تشتتها (غياب الزوج) يودي بها و بقضيتها لينتصر الأعداء. و بهذا فهذه الحكومات هي التي ستودي الكل في داهية في نهاية المطاف.

ممكن أن يكون موقف القطة هو موقف الأنثى التي تقتلها أنوثتها و أمومتها

و احتمالات أخرى غير معدودة

Emrose
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 11-29-2009, 08:07 PM بواسطة هاله.)
11-29-2009, 07:51 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #5
RE: الضَّمَّة ...
(11-29-2009, 04:54 PM)coco كتب:  ما الذي like you في هذه القصة يا بسام ؟
بالله عليك هل هذه صورة صادقة للمرأة العربية ؟

كوكو

أنتم الأدباء عندكم نظرية المؤامرة ...فلم يخطر ببالي أبدا أنه يرمز للامرأة العربية بالقطة ...بعدين ليش عربية بالذات فلتكن إمرأة عالمية ...

242424
11-29-2009, 08:31 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
coco غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,795
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #6
RE: الضَّمَّة ...
العزيزة / هالة
اقتباس:فقد نجح القاص في حبس أنفاس القارئ حتى الحرف الأخييييير من القصة
كما أنه أجاد الحبكة.
و أجاد تصعيد الصراع بكل تمكن و حرفية و دونما أي لجوء الى الحشو الزائد و اللت و العجن.

في هذا أتفق معك تماما

اقتباس:نجحت القصة في تحقيق ال لا أدري ماذا تسمى بالعربية و هي ال catharsis حيث أن النزعة الانسانية الخيرة وقفت بكل تعاطف مع البطل و هدفه النبيل لدرجة الاحساس بالغصة لحظة افتراس ذلك البطل الذي مات واقفا و صامدا حتى الرمق الأخير من حياته.

يسمي بالعربية ( التطهير ) وهنا أختلف معك فمنذ نجح بريخت المسرحي الألماني في إقصاء نظرية التطهير من مسرحه واستبدلها بـ ( التغريب ) والحال ( ماشي وزي الفل ) رفض بريخت نظرية التطهير الأرسطية من منطلق فكرته أن المسرح يجب أن يكون عملا تنويريا وثوريا في المقام الأول , دوره الأساسي هو تحرير وعي المتفرج الذي كان يخرج من المسرح الأرسطي وقد حدثت له عملية التطهير إلي وعي يخرج من مسرحه غاضبا راغبا في التغيير وبمنتهي الوعي والعقلانية لذلك قرر كسر الحائط الرابع بين المسرح والجمهور واصطناع المسرح الملحمي بتقنيات عديدة بدلا من المسرح الأرسطي , فإذا كان كاتبنا القصصي هنا قد استعمل التطهير حسبما تقررين فقد انتهي الحال بنا إلي التحرر عبر التطهير من كل همومنا وسوف نهرع إلي لهونا وصخبنا وكأن شيئا لم يكن , ولهذا أختلف معك فالحقيقة أنه قام بالتغريب وليس التطهير أما كيف فعل ذلك ؟ فببساطة أنه اصطنع حيلة أن يجعل جميع أشخاص القصة حيوانات وبالتالي وضع مسافة بين الدراما والجمهور مثلما كان يفعل بريخت تجعل الجمهور يتأمل الحكاية ويحاول أن يعيها بعقله لكي يفكر ويعي المأساة ويفكر في المخرج المناسب لها ( التغيير )

اقتباس:الصدق أو الواقعية و تفسير الرمز و هكذا مسائل و تقييمات تعتمد غالبا على دماغ القارئ و ما فيه و ليس على النص وحده..
أنت ذهبت الى "المرأة العربية" لكني لا أرجح هكذا احتمال حيث أن الرجل العربي ليس بتلك النذالة. و من ناحية ثانية فبين الأبناء الذين استماتت الأم في حمايتهم ذكور و لم نجد أية اشارة للمحة سلبية من الأم تجاهم تربط بينهم و بين "النذل الغائب" ..

طيب سوف أتفق معك في ذلك أنها ليست المرأة العربية وهذه نقطة الضعف الوحيدة في القصة عندي لأن الرجل العربي ليس بهذه النذالة حسبما تقولين هل تعرفين كم عدد النساء المصريات المتزوجات تحت ضغط الحاجة برجال عرب من أقطار شقيقة 12 ألقوهن كما يلقي كيس ( اللب ) الفارغ وعانين الأمرين في سبيل تعليم أبنائهن غير المصريين وتوفير رعاية الدولة لهم والدولة ترفض وتعاملهم كأغراب مهما قضوا من مدة توطن في مصر حتي استطعن أن ينتزعن حقهن وتغيير قانون الجنسية ( والرجل العربي غير النذل ) يمرح في بلده كما يشاء Bouncyهذه لمحة بسيطة للرجل العربي ( غير النذل )15641 ولو أردت شواهد أخري فالجراب ممتلأ حتي الثمالة , ومن قال أن صورة الابن الذكر يجب أن تتماهي مع الأب النذل من وجهة نظر الأم , إنهم جميعا فلذات كبدها يا عزيزتي

يتبع لأن برنامج النادي به أخطاء عند إيراد الاقباس والرد
كوكو
كتبت هالة :
أنا رأيت فيها غالبية مجتمعات العالم الثالث حيث الفئات الطفيلية الحاكمة (النذل الغائب الذي يمتص خيرات البلاد و يبعزقها على لهوه و تخبيصه) منسلخة تماما عن شعوبها و تاركة البلاد و العباد محاطين بألف عدو و عدو. القطط الصغيرة القابعة في الكهف الصخري بلا حول ولا قوة هي الشعوب الجائعة و المهمشة و المجردة "سلفا" من مؤهلات الصمود أو المقاومة. القطة الأم هي الأصوات الوطنية أو المعارضات التي تحمل الأمانة الوطنية و تقف سدا في وجه الأعداء. لكن تشتتها (غياب الزوج) يودي بها و بقضيتها لينتصر الأعداء. و بهذا فهذه الحكومات هي التي ستودي الكل في داهية في نهاية المطاف.

قال كوكو :
طيب هل الأصوات الوطنية والمعارضة ( القطة الأم ) إذا يأست من الصمود عليها أن تتاجر وتنتفع من قضيتها كما فعلت القطة الأم عندما أكلت أطفالها يقول الكاتب بمنتهي الوحشية (كانت مُنتفِخة .. تتمايل .. أثداؤها تنزُّ بالحليب .انحدرت مع الوادي .. تمشي بهدوء .. لا يبدو عليها أثر للخوف .. أو القلق ) هل يرضيك هذا الكلام ياسيدتي

كتبت هالة :
ممكن أن يكون موقف القطة هو موقف الأنثى التي تقتلها أنوثتها و أمومتها

قال كوكو :
ممكن ولكن في الحالات السيكوباتية فقط

كتبت هالة :
و احتمالات أخرى غير معدودة
قال كوكو :
who knows


كوكو
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 11-30-2009, 01:43 AM بواسطة coco.)
11-30-2009, 01:36 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
coco غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,795
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #7
RE: الضَّمَّة ...
اقتباس:أنتم الأدباء عندكم نظرية المؤامرة ...فلم يخطر ببالي أبدا أنه يرمز للامرأة العربية بالقطة ...بعدين ليش عربية بالذات فلتكن إمرأة عالمية ...

( إيش دخل نظرية المؤامرة في الحكي يا بسام)

يا سيدي ببساطة لأنه في أول القصة حسبما فهمت يضعنا في بيئة عربية يقول :
( أحد المساءات الربيعية .. في تلك اللحظة التي يكون فيها قرص الشمس في متناول كفَّيك ..! اللحظة التي تتوهَّج فيها التنانير .. وتنعقد حُزَم الدخان فوق الوادي )

ثانيا : لأنه كاتب عربي من ليبيا

ثالثا : لأنه يكتب باللغة العربية لقراء عرب

رابعا وأخيرا : ( بذمتك أنت شفت التعالب والأفاعي والبوم إللي عايزين ياكلوا القطط الصغيره إلا عند العرب)

242424

كوكو
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 11-30-2009, 02:24 AM بواسطة coco.)
11-30-2009, 02:22 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
هاله غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,810
الانضمام: Jun 2006
مشاركة: #8
RE: الضَّمَّة ...
عزيزي كوكو

لو أن القصة تحكي قضية اجتماعية لما احتاج الكاتب الى اللجوء الى الرمز. خاصة ان كانت القضية قضية المرأة فأنت تعلم ان العقيد عامل نفسه رائد الدفاع عن حقوق المرأة و كان من الممكن أن يقلده وساما أو يمنحه جائزة. لكن لأن الكاتب الليبي يعيش في ظل ذلك المعتوه و لجانه الثورية المفترسه عمد الى الرمز لاخراج قضيته الى النور. ولو تطرق الى قضية سياسية -كتلك التي أشرت أنا اليها- دونما رمزية لما أصبح عليه صبح. و الترميز هنا ليس تحقيرا للانسان كما ذهبت أنت بل لعب دورا تقدميا بفعل المضمون أو القضية التي حملها. (بالمناسبة ماذا نسمي القضية -أو الرسالة التي يوصلها العمل الأدبي- بالعربية؟ 132521

ثانيا:
الأعداء المتربصون بالقطة و أبناءها ان لاحظت كانوا ثلاثة و مختلفون فهناك الثعلب الجالس فوق الكهف (عدو محلي) و الأفعى الزاحفة بالقرب (عدو اقليمي) و البوم على الشجرة (عدو بعيد و عالمي) بينما لو كانت القصة قصة المرأة مع الرجل النذل فلن يكون هناك حاجة لاكثر من عدو هو المجتمع الذي يجسد ثقافة بالية.

ثالثا:
المرأة لا تأكل و لا تقتل أبناءها لكن حسب تفسيري فان ذلك الأكل ما هو الا رمز موت الشعب و قضيته أن خمد الصوت الوطني. بقاء وبر القطط رمز لبقايا بمعنى أن الشعب يبقى لكن أحياء موتى أو بقاء جسديا لا حضور سياسي له. كون القطة تسير الى حتفها دون خوف ولا قلق موقف بطولي كالمناضل يسير الى المشنقة دون خوف و لقناعة أنه فعل كل ما يمكن أن

رابعا:
بريخت صح و لا جدال في ذلك بيننا لكني أراه في القصة حاضرا بوضوح فالكاتب يعبر عن هم جماعي و يقف موقف المناصر للشعوب المقهورة اذ أنه امتص تعاطفنا القوي مع البطلة في كل مشاهد القصة و في الرسالة التي وجهها عبر القصة. و قام بالكشف و التنوير و التحذير. أما عنصر التحريض فتولد من النهاية المفجعة و كأنما الكاتب يطلق صرخة: يا شعبنا ان لم نلتف حول شرفاء الوطن فسيمزقنا الأعداء و ننتهي نهاية مفجعة. و التطهير هنا موجود لكنه يعمل بجناحين: الأول هو الحزن على البطل و التحريض من خلال الحزن لاتقاء تكرار النهاية على أرض الواقع .

خامسا:
أكل القطة للأبنائها لا أراه موقفا نفعيا. ببساطة لان القطة بعدها سارت الى حتفها و لم تستثمر تلك الأكلة لتكتنز و تغري الثعلب مثلا و تعيش! بل حرقت الأرض أمام العدو ثم استسلمت الى القضاء المحتوم. و قد يكون أكلهم هو رمز لخسارة تااامة حاضرة و خسارة مستقبل.

سادسا:
حوارنا كمن "يسهر الخلق جراها و يختصم" و هذا دليل آخر على جودة العمل الأدبي.

Emrose
11-30-2009, 12:59 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
coco غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,795
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #9
RE: الضَّمَّة ...
العزيزة / هالة

حسنا سوف نتفق أن نختلف رغم أنني حاولت كثيرا أن اهضم التفسير السياسي ولكن معدتي رفضت .25
لدرجة أنني فكرت في نهاية تكون مفتوحة علي غرار حل الطاهر وطار في ( عرس بغل ) - سوف تجدين ( علي هذا الرابط ) تحليلا لذلك الحل المفتوح - لكي ننقذ القصة
فمثلا فكرت أن تكون النهاية هكذا

نهاية مقترحة من عند كوكو
6 – عندما تسلل أول شعاع من شمس الربيع الواهنة إلي الكهف من ثقف صغير في الردم هبت مذعورة, الألم الحاد في أحشائها ذكرها بلحظة خروج تلك الصغار منها إلي ظلمة التجويف الصخري , طفقت تجيل النظر بين القطيطات النائمة والفتحة التي تسابقت أشعة الشمس في النفاذ منها , الألم الحاد يهاجم بضراوة والقطيطات بدأت في الحركة وراحت تتلمس أطبائها العجاف شدت نفسها منها ومشت إلي الفتحة ثم التفت إليها وهي تتخبط بحثا عنها وفكرت في الرجوع ,بدأت كومة التراب تتحرَّك ..انتصبت أُذنا الثعلب .. أدارت البومة رأسها .. تكوَّرت الأفعى .انزاح التراب .. برز المخلبان .. الرأس .. الكتفان ثم برزت بكامل جسدها منتصبة , تقدمت الأفعي زاحفة تتمايل برأسها , لعقت القطة يدها وتأهبت , الثعلب أخذ يسير الهويني متمايلا بجسده والبومة أدارت رأسها يمنة ويسرة , انتصبت الأفعي المدفعية في مواجهتها بينما البومة الطيران تتقافز في الهواء أما الثعلب المشاة فقد كان في انتظار ضربات الأفعي الأولي تواجهت عيونهم جميعا في لحظة واحدة , اما القطيطات فقد راحت تتدافع وتجري في أرجاء الكهف ثم أظلم كل شئ .

اقتباس:و الترميز هنا ليس تحقيرا للانسان كما ذهبت أنت بل لعب دورا تقدميا بفعل المضمون أو القضية التي حملها. (بالمناسبة ماذا نسمي القضية -أو الرسالة التي يوصلها العمل الأدبي- بالعربية؟

علي فكرة أنا لا أفكر أبدا أن أفهم الرمز كما تفضلت بالإشارة أنا قلت أننا في حاجة لصدق في التعبير عن الواقع
أما بالنسبة للرسالة التي يوصلها العمل الأدبي بالعربية فتسمي message 10حسب مخطط جاكبسون الشهير
[صورة: Roma_jakobson_theory.png]
الصورة نقلا عن ويكبيديا

كوكو
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 11-30-2009, 03:50 PM بواسطة coco.)
11-30-2009, 03:45 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #10
RE: الضَّمَّة ...
قرأت القصة قبل 6 سنوات ولاتزال بمخيلتي رغم أنني سريع النسيان وبرأي هذا مايحدث فعلا بعالم الحيوان أصلا والكاتب من الريف ...أما وضعه ثلاث أعداء دفعة واحدة للقطة بصراحة تخنها وخراها كمان

242424

i can ask him too

15215
12-01-2009, 06:17 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS