http://www.alarabiya.net/articles/2009/11/30/92768.html
الحزن يخيّم على "حي النخيل" وأهله ينتظرون المجهول
"هاملت جدة" يروي لـ"العربية.نت" قصص موت الأطفال في السيول
قضى المواطن السعودي غسان زكائي 17 ساعة محاصراً مع زوجته وأطفاله بسيول جدة يوم الأربعاء الماضي، وشاهد موت الأطفال في الحي الذي يسكنه. كان يصرخ طالباً الحليب لأطفاله ولكن لا صدى للأصوات في السيول، وصار اسمه الآن في الحي "أبوحليب"، واتصل بالهلال الأحمر والدفاع فردوا عليه بعد 8 ساعات، كما يقول في حديث خاص أدلى به لـ"العربية.نت" الاثنين 30-11-2009.
ويتذكر غسان، الذي فقد منزله وسيارته ويعيش في مزرعة قريبه على طريق مكة، "مآسي السيول" التي كادت تقضي على حياته وأسرته، وحولته إلى "هاملت جدة" الذي أصبح سماع صوت الديك في مزرعة لجأ إليها خبراً مفرحاً بالنسبة له.
موت 3 أطفال
داخل فيلا في حي النخيل
يقول غسان متحدثاً عن "سيول الأربعاء" في جدة: بقيت محاصراً 17 ساعة من الصباح إلى المساء وتم إخلائي بطائرة هيلوكبتر. لديّ طفلتان بعمر ست سنوات ورضيع بعمر الشهرين، ومع بدايات ساعات المطر أخليتهم مع زوجتي وصعدنا السطح، ولاحقاً كان ارتفاع السيول التي غطت بيوتنا ثلاثة أمتار ونصف، وبقينا هناك بلا طعام ولا شراب حتى قدوم الإنقاذ.
وأضاف "كنت أعيش في حي النخيل شرقي السليمانية والذي فيه 80 فيلا، ودخل السيل رغم وجود سد مانع له أمام البيوت حيث تجمع واخترق السد، وأغرق الفلل كلها وعدد الضحايا كان 22 شخصاً في الحي، والدفاع المدني وصل في الساعات الأخيرة".
وعن أكثر الحوادث مأساوية في ذلك الحي، يشير غسان زكائي إلى جارته التي كانت تصرخ بأعلى صوتها بعد موت أطفالها الثلاثة وهم نائمون، وأوضح أن الطابق الأول في بيت الجيران مخصص لنوم الأطفال، وفي الصباح جاءت السيول وغمرت الطابق الأول وقضت على الأطفال".
ويضيف "كانت جارتنا تصيح عالياً لكن أحداً لم يرد عليها، ولا يمكن فعل شيء لها لأنه لا توجد خبرة بالتعامل مع هذه الكوارث".
وأشار غسان إلى أن ما تناقلته بعض وسائل الإعلام حول وجود سكن عشوائي غير مصرّح به بهذه المنطقة "غير صحيح"، مؤكداً أنها "منطقة فلل نموذجية".
وقال أيضاً إن السيول أتلفت جميع فلل الحي وسياراته "كما أن الماء كان خليطاً بالوحل ومياه الصرف الصحي القادمة من أحياء مجاورة انصبت علينا، ما جعل المكان موبوءاً".
حصار طويل
سيارات حي النخيل
بقي غسان مع عائلته على السطح، وهو يصرخ طالباً الحليب لأطفاله، ولكن لم يكن هناك من يجيبه، وصار اسمه في الحي "أبوحليب".
وبعد 8 ساعات من الحصار رد الهلال الأحمر والدفاع المدني على اتصالاته إلا الإنقاذ تأخر أيضاً حتى عشية يوم الأربعاء كما يروي لـ"العربية.نت"، حيث حضرت طائرة هيلوكبتر وأنقذتهم.
وقال إن منسوب المياه تراجع الآن، "لكنْ هناك مياه راكدة وفيها آثار الصرف الصحي، وتحتاج المنطقة إلى حل وقائي عاجل"، على حد تعبيره.
ولاحقاً، توجّه غسان زكائي إلى مزرعة قريبة على طريق مكة، حاملاً معه ذكريات مآسي السيول والأطفال الذين قضوا فيها، باكياً على أطلال فيلته في "حي النخيل".