شكراً للعزيز The Holy Man لـ : "نكش" هذا الموضوع من جديد
شكراً ثانية له لأجل الملفين اللذين أوردهما، فهما يمثلان بوضوح وبشكل عملي ما تكلمت عنه نظرياً آنفاً.
يهمني أكثر الملف الأول الخاص بالعازف التركي حمزة، وبالمناسبة فعندي مجموعة من الأصوات باسمه ضمن مجموعة أصوات السامبلر الخاصة بال KORG. أقول أن هذا الملف هو الأكثر أهمية لأنه يستغل وظائف التحكم جيداً لتقليد العزف الحي. أما الملف الثاني فتكمن أهميته في أن العازف يذكر بإيجاز تلك الوظائف.
الفيديو الثاني، هو ملف عروض تقديمية يقوم من خلاله العازف (على الأغلب بتوظيف من الشركة أو مخزن العرض) باستعراض ميزات وقدرات جهاز الـ Synthesizer الذي تقدمه شركة KORG باسم RADIAS. يمكن بشكل سريع إيجاز بعض هذه الميزات التي تهمني هنا:
- يعتمد الجهاز تقنية MMT وهي تقنية المعالجة المتعددة (Multiple Modeling Technology)، ترجمت Modeling بحسب وظيفتها في الجهاز وليس بمعناها الحرفي.
- 24 صوت بوليفوني، وهذا قليل، فأجهزة كورغ الأخرى تجاوزت الـ 32 صوتاً في البوليفوني الخاص بها. (البوليفوني هو عدد الأصوات الممكن عزفها معاً بوقت واحد).
- يتضمن أيضاً Full PCM Range، وهذا يعني أن الجهاز يستعمل أيضاً أصوات سامبلر حقيقية ولا يعتمد فقط على مولدات الأصوات Synth.
- يتضمن برنامجين للتسجيل المتتابع Steps Sequencer وهذا أكثر من الترايتون الذي يتضمن سيكونسر واحد، ولكن "الطعجة" هي أن سيكونسر الرادياس لا يتجاوز 8 أصوات بوليفوني.
- يمكنه تسجيل 16 جملة بطول 7 ثانية للواحدة لاستعمالها ك Pattern سامبلر يمكن عزفه.
- يتضمن نوعين من الفلاتر يمكن اختيار بين 3 طرق لاستعمالهما وهي: تسلسل، تفرع، مستقل. وأنه يمكن التنقل بين النوعين High Pass و Low Pass مباشرة عن طريق المفاتيح الخارجية وخصوصاً مفتاح Cutoff الذي يغير بانسيابية طبيعة الصوت من المنخفض إلى الحاد. ثم يستعمل ذلك لإصدار أصوات أشبه بالفضائية
وسنرى كيف أن هذه الوظيفة أكثر أهمية من ذلك.
نعود إلى ملف حمزة، ولمعرفة الفرق بين الآلة الحقيقية Accoustic والآلة المقلدة بجهاز إنتاج الأصوات Synthesizer علينا تذكّر ما يلي:
هناك نوعان من الفروقات : طبيعة الصوت، وأسلوب التعامل مع الآلة.
1- فارق طبيعة الصوت، فالصوت الذي يتم توليده بالسنثيسايزر لا يقترب كثيراً من صوت الآلة الحقيقية.
2- أسلوب التعامل مع الآلة، وهو ما يعطي العزف تلك الروح الحية:
بما أن إصدار الصوت الصوت هنا يتم من خلال آلة الكيبورد (الأورغ)، فهناك صعوبات بالغة تواجه عازف الأورغ لتقليد أسلوب عازف الآلة الحقيقية:
آ- ميزة الإنزلاق Glissando وهي عندما يزلق العازف إصبعه على الوتر مثلاً.
ب- ميزة الديناميكية Vilocity، وهي عندما يرفع العازف الصوت أو يخففه عبر تقوية الضرب على الوتر أو تخفيفه.
ج- ميزة الترجيف Vibrato وهي عندما يقوم العازف بهز اصبعه يميناً ويساراً بدون أن يغير موضعه.
د- ميزة الرش Tremolo كما عندما يزيد عازف العود من سرعة الريشة أو عندما يسرّع عازف الكمان حركة القوس.
تغلبت التقنيات الحديثة على المشاكل السابقة كلها، فبالنسبة للمشكلة الأولى المتعلقة بطبيعة صوت الآلة، تمت إضافة وظيفة السامبلر إلى الأجهزة. السامبلر كما شرحنا سابقاً هو تسجيل عال الجودة لنوع صوت الآلة لإلغاء دور مولدات الصوت (السانثيسايزر)، فالعازف هنا يلعب صوتاً لا يختلف أبداً عن صوت الآلة الحقيقية المسجل في أفضل ستديوهات العالم وتسمعه من خلال CD لأن الأقراص المدمجة ما زالت تستعمل مواصفات متخلفة عن الآلات الموسيقية
، فهي تعتمد 16 بت، 44.1 كيلو هرتز. بينما الأصوات المسجلة في السامبلر تعتمد دقة الـ 24 بت و96 كيلو هرتز في أسوأ الأحوال وفي أفضلها 192 كيلو هرتز وما فوق.
أما مشاكل أسلوب العزف، فهنا ياتي دور تلك الفلاتر التي تحدث عنها صاحب الرادياس.
آ- مشكلة الانزلاق، وهي التي تعطي العزف تلك الصبغة الحنونة، تم التغلب عليها بواسطة نوع من التحكمات يشبه الجويستك (عالمياً) يسمى في الكيبورد Pitch Bander أو دولاب يسمى Modulation Wheel (أميركا). حمزة لم يستعمل تحكم الترايتون، بل استعمله كسامبلر وأخذ منه خامة الصوت الأساسية المسجلة PCM، ووصله عن طريق الميدي إلى متحكم آخر وهو كيبورد ثان فوقه وشغّل التحكم الانزلاقي Glissando من العلوي وهو عبارة عن إما دولاب يتحرك للأعلى والأسفل كما في الرادياس وهو طريقة اميركية، أو عبارة عن جويستك صغير يتحرك بكافة الاتجاهات وكل اتجاه له وظيفة مختلفة. تقوم هذه بالتحكم بغلاف الصوت Envelop عبر إضافة موجات منخفضة LFO إلى موجة الأساسية الأساسية (الفيزيائيون يعرفون ما أعني) مما يغير تماماً الصوت المسموع بالشكل الذي يرغب به العازف وهو ما تلاحظه سمعاً مع حمزة عندما يجعلك تشعر تماماً بالحنان الأساسي لآلة الكلارينيت التركية وهي الآلة الأولى التي قام بالتقسيم عليها.
ب- ميزة الديناميكية أيضاً تم التغلب عليها بوضع مجسات حساسة لقوة الضرب على المفتاح وتحويل ذلك إلى ديناميكية في الصوت يعلو وينخفض كما يفعل عازف الآلة الحقيقية تماماً، بالإضافة إلى مُتحكم آخر له الوظيف ذاتها هو عبارة عن دواسة للقدم.
وبدون استطراد، تم التغلب أيضاً على مشكلة الترجيف والرش بأساليب مختلفة.
وللعلم، فإن فرقة فيينا للأوركسترا قامت بتسجيل أصوات آلاتها لصالح إحدى شركات السامبلر، ولك أن تتخيل كيف أن أن صوت مجموعة الكمانات فقط حجمه أكثر 10 جيغا بايت لأنه مُسجل بكافة احتمالاته الديناميكية والشكلية. وبالطبع، صوت كهذا لا يمكن للأورغ تحميله بعد، فأكبر سعة لل RAM في الأورغ حالياً لا تتعدى 320 ميغا بايت (KORG M3). ولكن هذه الأصوات معدة خصيصاً لبرامج الكومبيوتر المتخصصة بالتسجيل والتنفيذ الموسيقي عالية الجودة مثل نيويندو وكونتاكت وريزن وغيرها. إن حجم مكتبة أوركسترا كونتاكت الحالبة مثلاً هو أكثر من 60 جيغا بايت والخير لقدام، وحدث ولا حرج عن سعرها مما يدعو العازفين للحصول عليها عن طريق القرصنة عبر مواقع التحميل المشهورة. ضع في الغوغل عبارة Kontakt 4 Library Rapidshare مثلاً وعاين النتيجة.
نهايته، عنوان الموضوع لم يأت عن عبث، فالميدي عالم عظيم بالفعل! لقد خسر موسيقيون كثيرون على مدار الأرض أعمالاً كثيرة بسبب هذا الميدي الشيطان، ولكن الموسيقي الحقيقي ما زال مثبتاً وجوده وحضوره القوي والدليل على ذلك أن شركات الإنتاج حالياً ما زالت تصدر ألبومات كاملة لعازفين SOLO على آلات مختلفة.
ولكن ..
هات لي أي عمل موسيقي ضخم تعرفه حالياً (Soudtrackمثلاً) يعتمد مؤلفه الموسيقي على الآلات الحقيقة بنسبة أكثر من 10% ... !!!
شكراً مرة أخرى Holy Man.