تناول احد اعضاء المنتدى فتوى بتحريم الاستماع الى الغناء ولفت نظرى قول الصحابى الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : (إن الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل).

الحق اقول اننى قد سمعت رأى بعض الشيوخ فى الغناء ولكننى لم اتوقف عنده كثيرا .. قد اكون اعتبرته ذنبا صغيرا وليس من كبائر الذنوب .. او قلت لنفسى إن الزمن غير الزمن أو بررت لنفسى اى شئ .. ولكننى لم ابحث وافكر فى (إن الغناء ينبت النفاق).

فسماع الغناء والموسيقى تشكل جزء من شخصيتى واهتماماتى .. وانا من محبى سماع أم كلثوم وفيروز ونجاة وعفاف راضى وعبد الحليم وغيرهم من مطربى الزمن الجميل.. واحب سماع الموشحات .. واحب موسقى عمر خيرت وريتشارد كليدرمان .. واحب سماع خوليو إيجليسياس... واحب مشاهدة الباليه واعشق فرقة رضا وديانا كلينتى.

ولكننى لم افكر فى تأثير الموسيقى والغناء على نفسى .. لقد كانت فى اوقات كثيرة هى هروب من الواقع.. إما للتحليق فى عالم غير عالمى او العيش فى ذكريات حب ضائع او العيش فى اوهام النصر والبطولة مع الاغانى الوطنية... أو العيش فى كلمات الاغنية مع اشخاص بلا ملامح وجوه محددة.

بخلاف الفائدة التى تعود من قضاء وقت ظريف وهدوء نفسى مع اغنيه احبها او موسيقى تستهوينى .. لا اذكر اننى حققت فائدة مادية من الموسيقى او الغناء إلا مع الموسيقى سريعة الايقاع وأنا امارس التدريبات الرياضية أو مع الموسيقى الصينية وانا امارس بعض اشكال رياضة التاى شى.

وسألت نفسى هل شعرت بكلمات الاغانى العاطفية وتأثرت بها تجاه زوجتى مثلا .. الحق اقول اننى لم اشعر نحوها سوى بثلاث اغانى تحديدا وهم "أم العيال العشرية لاحمد منيب" و"ست الحبايب لفايزة احمد" وأخيرا وشبه دائما "اللهم لا اعتراض لعبد الله الرويشد" .. وعندما احاول ايهامها بأننى اسمع "أمل حياتى" مثلا من اجلها .. اجدها تزمجر فى وجهى قائلة "ولو .. برضه مش ها أكوى لك القميص كفاية عليا تعب العيال ومذاكرتهم".. فأنزوى على نفسى وأدور على حد اتخانق معاه على النت أو أكوى القميص وأمرى لله.

المهم ... قول عبد الله بن مسعود جعلنى افكر اولا فى طبيعة من يقدمون لنا الاغانى .. والحق اقول اننى وجدت على المستوى المحلى والدولى ان نسبة ليست قليلة منهم يمثلون فى حياتهم الخاصة سلوك بشرى مشين .. فهناك الرعديد شديد الجبن والبخل وهناك الشاذة التى يعشقها الوطن العربى وهناك الخسيس المتملق للسلطة والسلطان الغادر بأصدقائه وهناك الشمام ومدمن المخدرات.. ولكن اقول انه سلوك شخصى.

ولفت نظرى ان اكثر فترة تم تقديم اغانى وطنية فيها تتحدث عن الحرية وحكم الشعب والقوة العسكرية .. هى نفس الفترة التى هزمنا فيها فى ستة ساعات وفقدنا فيها زهرة ابنائنا وكممت افواهنا وضرب بالحرية عرض الحائط وكانت الديكتاتورية العسكرية أو الملكية الظالمة هى التى تحكم الوطن العربى.

ويحضرنى قول الكاتب الساخر احمد رجب "أنه لم يجد تايوانى يغنى بحبك يا تايوان" .. نحن غنينا فى حب مصر حتى الثمالة .. فى نفس الوقت الذى كانت تنهار فيه مصر .. ولا زلنا .. حتى اصبح "المصريين اهمه و والله وعملوها الرجالة" دليل على اننا احرزنا هدف فى مباراة.

ولم نجد امريكى يغنى لبوش او ريجان "أخترناك .. اخترناك"

لاحظت ان التدهور الثقافى فى المجتمع يفرز نوعا من الغناء الشعبى الهابط والذى تراه يسمع فى اوساط شباب الجامعات .. وكثير من يلاحظ ظهور غناء يميز فترة الانفتاح وظهور طبقة الانفتاحيين وملاهى شارع الهرم .. وكثيرا يلاحظ تراجع الثقافة والكتاب امام الاغانى والفيديو كليب... ومنذ زمن وطالب الجامعة يفضل شراء شريط كاسيت بدلا من كتاب... والشباب زهرة البلد يسمعون "وشربت حجرين ع الشيشة .. مع عمدة والسبع وويشا"

لذلك ارى ان قول عبد الله بن مسعود ليس خطأ .. ولكن على الاقل يجب الاهتمام بتنقية الغناء والموسيقى .. فهى غير محرمة بأمر سماوى مثل (الخمر او الميسر) ولكن على الاقل يجب الاحتراس فى الفن وما يقدم للناس حتى لا يكون وسيلة لسرعة انهيار المجتمع.

وأخيرا أستودعكم الله وأعود لكم بعد ثلاث أسابيع بإذن الله .. سائلاً المولى عز وجل أن لا أسمع أحدكم يقول إن شاء الله ما عنك رجعت...

وقبل الرحيل .. أقدم خالص اعتذارى ومحبتى لأخى الحبيب فودكا

وإلى كل من أساءت لهم بقصد أو بدون قصد.

(03-13-2010, 11:51 AM)مواطن مصرى كتب:  تناول احد اعضاء المنتدى فتوى بتحريم الاستماع الى الغناء ولفت نظرى قول الصحابى الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : (إن الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل).

هل يقصد إبن مسعود ب ( البقل ) هو ذلك النوع من الخضار ؟

إن كان نعم ؟

فيبدوا أن إبن مسعود هذا لا يعلم بفوائد ( البقل ) و ما يحتويه من معادن مفيدة للجسم .