اليوم و انا "اُنكوّش" في صندوق كراكيبي القديمة و المرمي لسنوات طويلة على السقفية (لا ادري تسمية اخرى) المهم ... و جدت اغراض و كتب و "قطارميز" مملوئة بكراكيب اشكال الوان اعادتني تلك الاغراض سنوات عديدة للوراء و كل غرض مهما كان سخيفا... كان يحمل وراءه ذكرى معينة

مثلا وجدت جلاءاتي المدرسية في الابتدائي.... علبتين زجاجيتين مملوئتين بالعملات الاجنبية والتي لم تعد مستخدمة اليوم ... ميدالية تنك او ممكن قصدير لاحدى مشاركاتي المدرسية في بطولة البينغ بونغ و التي الى الان لم اعرف كيف حصلت عليها لاني حسب ما اذكر الشيئ الوحيد الذي كنت اصيبه بكرات البينغ بونغ هو المتفرجين في كل انحاء القاعة

انبوب اختبار زجاجي حصلت عليه كأخر ذكرى من مختبر احد اقربائي للتحليلات المخبرية ..طبعا بعد اصدار الامر بالنفي النهائي و تحريم دخولي المخبر بعد سلسلة من اختباراتي الكيميائية التي كادت ان تنسف المختبر وممكن الحارة المجاورة كذلك

ولكن الاجمل كان كتابين استطيع ان اعتبرهما مفاتيح دخولي لعالم القراءة بشكل و خصوصا ما يتعلق بالكتب العلمية و في عمر العاشرة تقريبا

الكتابين و بعد نفض الغبار عنهما مازالا كما تركتهما اخر مرة .......

الفيزياء المسلية !!! بقرف و امتعاض و غضب و انا اسب و العن دين ديانة عمتي المشهورة ببخلها و رميت الكتابين بعيدا و نسيتهما .. يومها كانت حفلة عيد ميلادي و انتظر بفارغ الصبر رحيل الضيوف لانقض على علب و اكياس الهدايا مثل قرد امازوني ملطخ بكريمة الشكولا تبع الكاتو "الكيك"

و لم اعد الى الكتابين الا يمكن بعد فترة اكثر من ثلاثة شهور ..تطلب امر قراءتي للكتابين بشكل متواصل بدون انقطاع... قراءة اول ثلاث صفحات فقط

الكتابين هما ( الفيزياء المسلية ) بجزءين للكاتب الروسي ياكوف بيرلمان الحكمة من هذه الحكاية الطويلة المملة اعزائي الحضور هو انه اي واحد منكم عنده ابن صغير اخ اخت صغيرة قريب او قريبة في عمر صغير هذين الكتابين هما فعلا اجمل هدية تساهم في فتح افاق الذهن و الفضول بعمر مبكرة و خصوصا ان طريقة صياغتهما هي اكثر من رائعة لجذب اهتمام الاعمار الصغير و بدون ملل .. هو صحيح حتاكلو الي فيو النصيب من المسبات اول الامر كما حصل مع عمتي ولكن فكرة انه سيتم تذكركم و شكركم فعلا من اعماق القلب بعد عدة عقود سيكون مكافئة جميلة

شكرا يا عمتي والله يدشدش الطوبة اللي تحت راسك

فعلا أوغاريت أفضل هديه ممكن تعطيها لطفل هي كتاب

شكرا لعمتك