{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
حواء، من الرببوية في الوثنية الى الاستلاب في الاسلام 1
طريف سردست غير متصل
Anunnaki
*****

المشاركات: 2,553
الانضمام: Apr 2005
مشاركة: #1
حواء، من الرببوية في الوثنية الى الاستلاب في الاسلام 1
الموضوع مبين على الباب الحادي عشر والثالث عشر من كتاب: The Myth of the Goddess: Evolution of an Image by Anne Baring and Jules Cashford (Penguin Books, 1991) pp. 486-513; copyright © Anne Baring and Jules Cashford, 1991.
القسم الاول:

اسطورة حواء بالصور التي تقدمها لنا الاديان الابراهيمية، هي سيناريوهات جديدة لقصة الخلق الوثني السومرية الاقدم، تحمل ملامح حضارة العصر الحديدي واهل الصحراء على السواء، ومع ذلك يمكن ان نجد فيها ملامح تقبلها حتى النظرة الغربية اليوم، من حيث انها تقدم صياغة غير مرتبطة بالزمن عن الطبيعة البدائية للانسان، وعلى الاخص المرأة.

[صورة: 0158-1.gif]

في القصة التوراتية كانت حواء هي المسؤولة عن الفعل الذي ادى الى تغيير في الوضع العام من الوحدة والانسجام الى التفرق والانفصال بين الانسان ومملكة الآلهة العليا ، الامر الذي جعل الانسان " نوع" ووضعه في ظروف تحتم عليه ان يولد ويموت في مجرى إطار زمن محدد. ومهما كان الامر، فإن صورة حواء جرى إنتزاعها من خضم الاسطورة وبدورها جرى إنتزاع الاسطورة من مكانها التاريخي لتتحول الى مقولة ابدية، فقط بفضل اكسابها ملابس القدسية ونسبها الى يهوة الابراهيمي ولاحقا الله العربي، بحلة ومضامين جديدة.

فيما بعد، قام الكهنة المسيحييون، بفهم الصياغة المقدسة بحرفيتها وتعميمها من " خطيئة ارتكبتها حواء" الى " خاصية في المرأة" يترتب عليها الكثير من القضايا التي تمس المجتمع والطبيعة، الامر الذي ينعكس في رفض قوانين الحياة الامومية على الارض. ذات النتيجة وصلت معلبة الى نصوص اسلامية مقدسة حيث وصمت المرأة بالنقص في طبيعتها، الامر الذي هيئ التبريرات المؤسسة لجملة من القواعد التمييزية كسحب حقها في تقرير المصير وإقامة وصاية الذكور الابدية عليها في البيت والشارع والدولة والمجتمع، في محاولة للسيطرة على مصدر الخطيئة.

إذا اعدنا وضع الاسطورة في إطارها التاريخي سنجد ان الربة تتجسد لنا في صورة امرأة. ومن ناحية اخرى لو الغينا الجزء الاسطوري من الرواية وحولنا القصة الى تجريد رمزي، بعيدا عن الدين، ستظهر لنا صورة نشوء الوعي الانساني.

في المفهوم المسيحي يطلق على طرد آدم وحواء من الجنة تعبير " السقوط" تماما كسقوط الاوراق من الشجر في الخريف كعلامة على قدوم الشتاء، وبالنسبة للانسانية يكون السقوط ايضا علامة على قدوم مفهوم الموت. وعلى الرغم من ان اوراق الشجرة تموت لتحيا الشجرة، فإن الانسان يموت ليحيا من خلال الايمان بكلمة الرب. في الفكر الاسلامي يجري محاولة استغلال واقع ان القرآن حمل المسؤولية لآدم من اجل إعطاء الانطباع انه صان المرأة، وسنتطرق الى هذه القضية بالتفصيل لاحقا.

تماما كما هو الحال مع جميع الاساطير التي نشأت في بداية الحضارات، تقوم الاسطورة بوظيفة حفظ تجارب الجماعات الانسانية في اجابتها على الاسئلة التي تواجهها في العمل والمرض والشيخوخة والموت. والمرض والشيخوخة والاسئلة التي تواجه الجماعة في وقت تاريخي محدد، لتصبح ذاكرة واسعة لعدة اجيال. ولكن في الاساطير المبكرة نجد ان نقاش حول معضلة الموت تؤدي الى نقاش حول الولادة ومصدر الحياة لتصل الى مصدر خارج الزمان والمكان والذات. اسطورة الخلق تتميز بكونها تجمع جميع مفردات الاساطير الاقدم لتقدم لنا صورة موحدة، تجمع عناصر الاساطير الاقدم: حديقة الالهة (الجنة) والانهار وشجرة الحياة والحية وعالم الوالدين لتحولهم الى دراما تمتلئ بعناصر الشعور بالذنب والخوف والقبول بالعقوبة وتحمل الذنب بخضوع. في هذا المسيار يلقى على عاتق المرأة والحية الجزء الاكبر من الذنب، الذي ستدفع المرأة ثمنا له على مدى عصور، على الرغم من ان الاساطير الاولى كانت تقدم الحية ليست رمز للموت وانما الحياة، والمرأة رمز للخصب والمتعة وليس للخطيئة او الموت.
[صورة: 0158-2.gif]
وكما في اساطير حوض الرافدين ومصر الفرعونية والاغريق تظهر شجرة الى جانبها حية او تلتف عليها حية. الشجرة والحية ترمز في الاصل الى نبع الحياة في رحم الربة الكبيرة. الحية كائن على الدوام يجدد جلده، ليبدو وكانه ينبعث من جديد في حلة جديدة، تماما كالفينيق الذي على الدوام يموت ليولد من رماد الموت حي من جديد، تماما كما يبزغ القمر بعد ان يذوب الى بدر ويختفي. المفهوم القديم يقدم لنا صورة عن معنى الابدية في الربة، من حيث انها الموت والحياة في ذات الوقت،. ، وبذاتها تحتوي على الموت كنبع للحياة، ليتكون الحياة وجه اخر للموت متوحد فيه وليس منفصل، انها وحدة المتناقضات، وهو الامر الذي يقترب من المعنى الهندوسي، او لربما بالمعنى الذي تقدمه لنا الفيزياء الحديثة اليوم(!)، فهل كان الفكر السومري له سمات اعجازية من وجهة نظر مفاهيمنا الاسلامية السائدة. على خلفية هذه الصورة نفهم تجسد جوهر الربة، التوحد بين الحياة والموت في منبع واحد لافناء فيه، لتظهر لنا بذاتها متنقلة بين شكل الذكر وشكل الانثى فتعكس نموذج للخلق على شاكلة النموذج الالهي، حيث يموت "عاشق الربة" ليعاود الظهور في "ابنها"، في طقوس دورية تجبر إعادة الدورة التي تتحكم في الاحداث المنظورة لنا.

[صورة: 0158-3.gif]
[The Temptation of Eve. Codex Vigilianus, Albedense, AD 976,Spain]

كلا الصورتين، السومرية والابراهيمية تقدم لنا شخصية لذكر واخرى لانثى تشاركهم في المركزية شجرة وحية غير ان المعنى الذي تحمله هذه الرموز يختلف تماما. في الصورة السومرية والتي تعود الى العصر البرونزي فإن الانثى الجالسة هي الربة الام نفسها، والحية التي تلتوي خلفها واقفة ترمز لسلطتها الخالدة. في الطرف الثاني من الصورة يجلس ابنها وحبيبها ويسمى " ابن ابسيس: سيد شجرة الحياة"، ووظيفته كإله مصدر الحياة توجد في قرون الثور على رأسه. ومن حيث ان الثور والحية يقعان على طرفي النقيض من اللوحة الطينية تكون صورة الموت والحياة كحقيقة متوحدة في الالهة معكوسة في الصورة كتعبير عن توحد المتناقضات، تماما على مبدأ ان الابيض ملازم للاسود والشر يلازم الخير والموت يلازم الحياة. إضافة الى ذلك نجد ان الابن يمد يديه تجاه ثمار الشجرة رمزا على تقديم الخلود والمعرفة، من حيث ان الربة هي الخلود في حين ان ابنها هو المعرفة. في هذا يمكن تلخيص القصة الابدية للزواج المقدس بين bios and zio, والتي تكررت ، من حيث الجوهر، في العديد من السيناريوهات، في اسطورة انانا ودموزي، عشتار وتموز، ايزيس واوزيريس افروديت واودنيس، كبيلة وعطيس (Kybele & Attis).

في الصورة الابراهيمية لم تعد المرأة التي تحدق في عيون الحية هي ربة ، كما كان الامر في الاسطورة الاصلية، وانما اصبحت انسانة مخلوقة من ضلع اعوج لآدم الذي يقف امامها. المراة هنا لم تحظى حتى بشرف ان تكون قد خلقت بيد إله من مادتها الخاصة كما حصل لآدم، لقد اصبحت تابعة وموصومة بالاعوجاج الى الابد. في ذات الوقت نجد ان الرجل لم يعد يحمل تاجاُ من القرون كرمز على المعرفة والتجديد ولكنه ينظر بفزع الى الحية وافعال زوجته ويضع يده على فمه، وكأنه يتوقع ردة فعل يهوه التي ستخرجهم من الجنة. . المرأة لم تكن قادرة على تفادي مصيرها المحتوم بجلب لعنة الموت على اجيال البشر الذي لم يولدوا بعد من رحمها. كل ماتبقى لها من ميراثها القديم كربة الخلق والخصب هو اسمها الذي يعني " ام جميع الاحياء". ومع ذلك يأخذ آدم اسمه الذي يعني في الاصل " الارص"، Adamah, حيث جميع الاجسام من الربة الام، التي تحوي كل الاحياء، يجري تقسيمها. الكلمة لازالت تعكس اصلها في تعبير " أديم الارض" العربية. وعلى نفس النمط فقدت الحية معناها الالهي كرمز لسلطة الربة وحامية لشجرة الحياة والخلق، لتصبح رمزا لخيانة سلطة الرب والخلق على السواء، بعد ان اصبح الرب ذكرا واصبحت الانثى تابعة له ومن اجله.

الصورة تكشف لنا ايضا إنزعاج آدم وحواء من وعيهم انهم عراة على الرغم من انهم جزء من الطبيعة العارية. هذا الامر تظهره لنا الصورة لتعكس انهم عراة من رحمة يهوه وليس العري بالمعنى الطبيعي للكلمة، لتظهر انهم انتهكوا امر خالقهم وبالتالي اصبحوا عاريين امامه ومنفصلين عنه، على العكس، نجد ان المفهوم الاسلامي قد تخلى عن التعبير التجريدي وتمسك بالمضمون الشكلي، على الرغم من تعارض الادعاء مع علم الاجتماع، وتعارض التصورات الاخلاقية لآدم وحواء مع التصورات الاسلامية الحاضرة، الامر الذي يقدم تناقض علمي واخلاقي على السواء. ولكن، من اين سيحصل الانسان على الراحة النفسية التي كان، في الاساطير السابقة ، يقدمها له نبع الحياة الدائم؟ هنا تصبح الطبيعة هي التي يمكن للانسان ان يثق بها على انها مصدر التجديد والحماية، بما فيه الطبيعة البشرية، هذه الطبيعة التي جلبت عليه اللعنة. وفي السعي نحو الغفران، للعودة الى الخلود، يستحق الامر كل الجهود المبذولة.

في الباب الحادي عشر جرى توجيه الضوء على وجهات نظر قديمة اشارت الى اهمية حاجة شعب مسبى اصبح بين احضان شعب غريب، الى الانعزال وتجنب الانغماس والتأثر بالمفاهيم الدينية الغريبة المحيطة بهم. من الغريب ان الظروف المستوحاة في اسطورة الخلق التوراتية لاتتطابق مع ظروف شعب يعيش في الصحراء، كما كان حال البدو العبرانيين، وانما تطابق اكثر ظروف حياة شعب فلاحي يعيش في اراضي خصبة ويحيى فصول مختلفة، تماما كما ينطبق على حال تفاصيل الاسطورة الوثنية السومرية الاولى. من جهة ثانية كانت صورة جنة عدن، بأنهارها الاربعة التي تجري الى اطراف الارض، تشبه للغاية سيناريو واحة الاحلام في رحلة شعب متعب من التجول في الصحراء، فيعكس التشوق للمياه والظلال والطعام. ولكن ماهي الغاية التي جعلتهم يتمسكون بعكس اغلب تفاصيل الصورة السومرية، ، والتي من الواضح انها لازالت قادرة ان تلعب على المشاعر وتمس الغرائز الدنيا، على الرغم من انها لم تعد تبعث على الطمانينة الروحية التي كانت لها.

التغيير الجديد الاساسي عن الاسطورة الاصلية، الذي يتطرق اليه الباب الحادي عشر، هو الخلاف المطلق بين المخلوق والخالق، مما يعني ان " خطأ" في المخلوق يعادل الخطأ في النوع من الخليقة، إذ ان ظهور الموت هو خطيئة الانسان كنوع، وبالضبط خطيئة المرأة . يظهر وكانه عوضا عن الصراع مع مفهوم الثنائية على قاعدة ان المخلوقات هي إمتداد للالهة وبالتالي مُشاركة بالخلق، نجد ان يهوة الكامل يصر على تحميل المسؤولية لطبيعة الانسان وحدها.

في السيناريو الاسلامي لايجري تحميل المرأة مسؤولية الخطيئة مباشرة، بل ان الايات القرآنية تحمل المسؤولية المباشرة لآدم، إذ تذكر: فوسوس إليه الشيطان قال ياآدم هل ادلك على شجرة الخلد وملك لايبلى (سورة طه، 120). ويقول :" ولقد عهدنا الى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما" طه 115.
ويقدم لنا الحديث الشريف دليلا مفصلا على الاعتقاد ان الخطيئة الاصلية في الاسلام تعود لآدم تحديدا: قال فجحد فجحدت ذريته، ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطىء آدم فخطئت ذريته".(راجع الحاشية الاولى)

وعلى الرغم من ذلك يمتلئ التراث الاسلامي الشفوي والمكتوب بالعديد من المقولات غير المباشرة التي تمس منزلة المرأة تحديدا كالاشارة الى انها ناقصة عقل وتشريع الولاية الابدية عليها، وبالتالي لاتختلف في النتيجة النهائية عن بقية اساطير الخلق الابراهيمية، بما فيه تحميل الخطيئة للنوع بأسره، التي تبقى ديناً يجب التكفير عنها. والانحراف في الرواية الاسلامية عن الاصل اليهودية، راجع لفروقات منطقية، حيث ان الرواية الاسلامية تتطابق تماما مع التراث الثقافي للبدو التي نشأت القصة بينهم وتوجهت اليهم، من حيث ان تقاليد عرب الصحراء ان الذكر هو الشخصية الفاعلة والانثى هي المفعول فيها، ولذلك فحتى الخطأ لايمكن ان يصدر الا عن الشخصية الفاعلة، في حين ان حواء شخصية تابعة على الاطلاق ومحجوبة تماما، انها عورة، لاتملك حق القرار ولايعقل ان يصدر عنها قرار بوجود الرجل، ولذلك عندما عكست الرواية الاسلامية هذا النسق من التفكير كانت مضطرة الى إعادة تركيب الرواية الابراهيمية، لتكون المرة الثالثة التي يعاد فيها القضاء على حواء السومرية، . ومع ذلك يبقى العديد من آثار الاسطورة السومرية مثل تعبير "شجرة الخلد وملك لايفنى". ان تفادي القرآن لتحميل المراة الخطيئة يتوافق تماما مع تقاليد اهل الصحراء، في تجاهل المرأة التام، بما فيه حقها في المشاركة بالقرار.

ناحية اخرى يجب ايلاءها الاهتمام وهي مدى علاقة الصورة بالرمزية. بالنسبة للباحث Yeats (2) فإن الصورة هي إنعكاس لارواح حية، في مجرى حياتهم الخاصة، بالنسبة للباحث Jung (3) يمكن ايضا للرمزية ان تكون موجودة بشكل غير واعي، إذ انها تتسلل الى الصورة كإنتاج الوعي الجماعي العفوي . على هذه الخلفية فإن حواء تملك بدايات وحياة تختلف عن الصور المحبوكة حاليا عنها. بمعنى اخر، فإن التعارض بين الصور الموجودة في قصة الخليقة والنص الذي يسرد القصة ينتج " وحدة مبلبلة ومرتبكة". يقول Campbell (4) : " يوجد معاني مبنية مباشرة في داخل العديد من رموز الصورة الاساسية الواردة في الانجيل بحيث ان السخرية المرتبكة والمبطنة المعكوسة في كلمات العهد البطرياركي، لايمكن تأكيدها، نحن نرى رسالة مصورة تتجه مباشرة الى القلب وعلى الفور تأتي معها الرسالة الشفوية الموجهة الى الدماغ، معكوسة المضمون، وهذا التناقض المثير للبلبلة نجده حيا في اليهودية والمسيحية والاسلام، على اعتبارهم جميعا ورثة تراث التوراة القديم.
[صورة: 0158-4.gif]
[Adam and Eve. Lucas Cranach the Elder, 1526]
في الصورة الرابعة (الى اليسار)، تظهر لنا الشجرة المثمرة كشجرة تفاح، ونرى حولها حيوانات سعيدة تعيش في إطمئنان، لتعبر عن الحب والطمانينة الذي يشع من آلهة الخصب فينوس مع ابنها في حديقتها وهي تبادر بتقديم نعمة الخصب. وفي صور اخرى للرسام نفسه، نجد انه يستمر في رسم فينوس ممسكة بشجرة الحياة وتقدم ثمارها تماما كما يجري تصوير حواء، زلكنه لايقدم الصورة الطبيعية (السومرية) وانما حسب الفهم المسيحي لها، حيث يستدعي مفهوم البراءة قبل السقوط في الخطيئة. (لاحظ انها المرة الاولى التي يجري فيها تصوير الاسد جالس بوداعة الى جانب الحملان) في محاولة لخلق انطباع بان ذلك غير واقعي.

يتبع..
http://www.alzakera.eu/music/vetenskap/H...a-0158.htm
03-08-2010, 10:52 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
طريف سردست غير متصل
Anunnaki
*****

المشاركات: 2,553
الانضمام: Apr 2005
مشاركة: #2
RE: حواء، من الرببوية في الوثنية الى الاستلاب في الاسلام 1
القسم الثاني:
إستيلاء الإله الاب على عرش حواء

اسطورة حواء هي جزء من قصة استيلاء الاله الاب على عرش ومكانة الربة الام، تماما بذات منطق الاية القرآنية التي تقول: " قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا الى ذي العرش سبيلا" (الاسرى، 44).
كلا الاسمين حواء ويهوه* ماخوذين من احد اشكال الفعل العبري " الوجود"، الامر الذي يدل على اصل مشترك لكليهما. معنى كلمة حواء هو " الحياة" او " هي التي تمنح الحياة"، ليصبح آدم نتاجاً وسجل لكل مايخرج من حياة عنها. صورة حواء (المخلوقة) لازالت تحمل مضمون وظيفتها السابقة ، بحيث ان هبوط مكانتها من خالقة الى مخلوقة، يمكن رؤية تدرجاته بوضوح في جميع مراحل صورها. إن عملية تجريد الالهة من الاسطرة هي عملية دقيقة، حيث ماكان يعود لها في الماضي يصعد من جديد الى السطح بعد ان جرى الباسه الى شخصية اخرى، في هذه الحالة ليهوه و الله. في ذات الوقت تصبح حواء عكس ماكانت عليه، ليست مانحة للحياة وانما سبباً لنشوء الموت. ومن حيث انها كانت في السابق ليست الحياة وحدها بل حتى الطبيعة ذاتها فإن عملية خلع الاسطرة عن شخصيتها لابد ان يشمل حتى الطبيعة، التي ، تماما كحواء، تصاب ايضا بلعنة الموت والسقوط. بناء على ذلك، الموت الذي كان في السابق مجرد مرحلة من مراحل دورة طبيعية لها وجهان لاينتهيان من خلال العودة الى رحم الربة الام لإعادة البعث ، يصبح في الاسطورة الابراهيمية، مرحلة منفصلة خاصة بذاتها، نهاية وليس جزء من دورة، بل عقوبة على ضعف جلبته على نسلها الطبيعة الناقصة للربة الام بعد تجريدها من رببويتها وإنزالها الى العالم الارضي. ومن المذهل ان الغضب على الارباب وتجريدهم من رببويتهم هو ايضا ذو مصادر سومرية، فنحن نرى ان الرب انليل غضب على الربة ايغيغي وذبحها ليجعل دمها هو الروح الذي ينفخ الحياة في صلصال آدم. لدينا ايضا قصة اينانا عندما زارت مملكة اختها في العالم الاسفل. لقد ارتكبت خطيئة المسارعة الى الجلوس على عرض الاخت، ليقوم الثالوث المقدس انوناكي بمحاكمتها والحكم عليها بالموت صلباً على مسمار. راجع تفاصيل القصة هنا

[صورة: 0158-5.gif]

بالعودة الى السؤال الذي وضعه Campbell عن اسباب تناقض الرؤية مابين القلب والعقل، ينعكس ذلك بسهولة في اشارة يهوه الى انه خلق حواء من ضلع آدم ، في حين ان ذلك يتناقض مع المعلوم فطرياً من ان الولادة هي صفة للانثى الطبيعي، وكان ينبغي ان يكون آدم ناتجا عن الانثى. إن قصة "الضلع" كانت تملك في الماضي مضمونا معكوساً، كجزء من اسطورة الام خالقة الحياة بالفيض في ذاتها(وليس بالكلمة خارج ذاتها)، إذ خلف اسم حواء والطريقة التي ولدت بها توجد قصة سومرية تربطهم ببعض.

الكلمة السومرية للحياة كانت TI والتي تعني في ذات الوقت " ضلع". ربة الخصب السومرية Ninhursag قامت بتحقيق شفاء ضلع اينكي، وهو اله المياه العذبة، من خلال خلقها لربة Nin-ti, ولادة الاطفال (5)، التي قامت بتصليح الضلع مستخدمة ضلع طفل من رحمها. اسم Nin-ti السومري يمكن ان يعني " السيدة التي تعطي الحياة" وهو اللقب الرسمي للربة او يصح ان يعني ايضا " الربة ذات الضلع". (راجع الحاشية السادسة) مؤلف النموذج التوراتي لقصة الخلق 2 و 3، لابد انه كان واعي لهذا المعنى الثنائي، إذ ان السيناريو الذي ابتدعه بقي مخلصا لفكرة استخدام الضلع في ولادة إعجازية. غير ان القصة السومرية تستخدم الوحدة بين الام والطفل لتقدم إمكانية منطقية لإعطاء الاضلاع كجزء من الولادة، في حين ان السيناريو التوراتي يجري التضحية بالطبيعة والمنطقية والربة الام لصالح بناء قدرات إعجازية لدى الاله الاب يهوه. (يجب الاشارة ال ان الاسطورة الاغريقية عن ولادة اثينا من رأس زيوس تملك ايضا نقاط مشابهة). إضافة الى ذلك الكلمة العبرية للضلع تسيلا tsela, تعني " العثرة" الامر الذي يحمل القصة مضامين اخلاقية اضافية، خصوصا انها تحصل على اسمها مباشرة بعد ان " تعثرت" في مهمتها، لتكون العثرة الاولى وليست السقوط الاخير للانثى. في السرد الاسلامي يضاف على الدوام تعبير " الاعوج" الى كلمة الضلع لتصبح " الضلع الاعوج"، تحقيقا للحديث الشريف، الامر الذي يعزز انطباعات التصغير السائدة في حق المرأة (راجع الحاشية رقم اربعة).

[صورة: 0158-6.gif]

وفي التوراة نجد " وآدم اسمى زوجته حواء، لانها ام جميع البشر"، بهذا يجري تقليص دورها واهميتها من ام لجميع الاحياء، حسب الاسطورة الاصلية، الى ام للبشر فقط، حسب الاسطورة التوراتية. وبذلك، بعد ان كانت في حضارة الاولين تملك اهمية قصوى وطاغية تجعلها في دور مانحة الاسماء كلها، جرى اختصار دورها الى ظل الرجل، لاتملك حتى تسمية نفسها، وقيمتها لاتزيد عن ضلع منه، وحتى بوجودها مدينة له إذ انها خُلقت لتأمين حاجاته تحديداً. بهذا تسقط حواء الربة الخالقة ليُعاد بعثها ثانوية تابعة موصومة بالخطيئة ومهانة.

في الاصل كان اسم المراة بالعبرية هو ishshah وتعني " الخارجة من الرجل" (6). وحتى الكلمة الانكليزية wo-man تعني زوجة الرجل، الامر الذي يصور تدرج الاهمية الاجتماعية. إستخدام آدم لاسم الربة القديمة بهذا الشكل جرى فقط بعد صدور لعنة يهوة، لتخدم نقل اللعنة من حواء الى جميع الامهات اللواتي تعيش حواء فيهن، ليصبح مافعلته مبرر لجعلها " خالقة الموت" إذ قبل خطيئتها لم يكن هناك موت، وبذنبها وحدها ظهر الموت والالم. بهذا يكون انتقام يهوه من منافٍسته على العرش، كاملاً.

في قصة الضلع والحية ، يرى البعض انه ليس من الغرابة ان تختار الحية الاقتراب من حواء اولا، بعد ان جرى تجريدها من اغلب رموزها السامية القديمة التي تمنحها الحكمة والرفعة. كون المرأة جرى تصنيعها من مجرد ضلع من آدم الذي شرفه يهوه بخلقه بيديه الالهيتيين، يقلل من إحتمال نجاح حواء بطاعة امر يهوه بعدم آكل الثمرة المحرمة، بالذات بسبب نقص في طبيعتها التي خلقها يهوة عليها واعياً. هذا المعنى نجده شائعا في تعليقات المسيحيين واليهود وحتى المسلمين، إذ ان المراة ثانوية الخلق، لمعالجة ملل آدم، جرى انتاجها من مواد اقل جودة وشكلها ابعد عن صورة يهوة الذي خلق الذكر على صورته، ولذلك تملك " المراة" خيارات اخلاقية اقل من آدم.

علينا ان نتذكر انه في الاسطورة الاصلية، وبالتعبير اللغوي المتتداول وثقافة تلك الايام، كان آدم ابن حواء قبل ان يصبح زوجها، في حين ان يهوة (الذي كان الها سومريا يحمل قرون ثور، انظر الصورة العاشرة) كان في البدء ابنها ليتحول الى اباً (7). في الطرح الاسلامي يشار الى الله على انه المثيل المباشر ليهوه، بل ويشير القرآن الى انه هو ذاته إلا السومري.. يذكر القرآن: " كيف وإن يظهروا عليكم لايرقبوا فيكم إلا ولا ذمة". (التوبة، 8). يقول تفسير ابن كثير "الإل الله". (راجع رابط موضوع " هل كان ايل الوثني هو الله") هذا على الرغم من ان تعبير الله ليس مذكوراً في الكتب السماوية السابقة للقرآن وانما متتداولا بين العرب الوثنيين تحديدا، على الاغلب على إعتباره الاله الاكبر او الاب وهو الإله القمر. (راجع رابط موضوع " هل الله هو الاله القمر")

وحتى صور توراتية مبكرة لحواء نراها معكوسة حسب التقاليد القديمة في طبيعة الربة الام، في حين ان القصة السردية لكيفية نشوئها واين عاشت وكيف تفكر وماذا تقول كانت تظهرها لنا على انها بشر. ولكن الامر ليس بهذه البساطة. حواء في شكلها الجديد جرى تجريدها من الرببوية، ليلصق بها ظهور الموت كنهاية وعقوبة ، غير ان هذا الدور ليس جديدا تماما، انه فقط تعديل في السيناريو القديم. حواء الربة مانحة الحياة كانت هي نفسها التي تسبب الموت على إعتبار ان الموت هو جزء من الدورة ذاتها، ولاينفصل عن عملية منح الحياة، وبالتالي فهي الام التي تقوم بالوظيفتين. في السيناريو الجديد تصبح حواء مجرد وعاء لانتاج الحياة الممنوحة من الخالق الذكر المنتصر، كما تصبح المسؤولة عن ظهور الموت كنتيجة نهائية ومغلقة، الامر الذي يجعل بالامكان تحويل الخلود الى جزرة يلوح بها الاله الجديد. لقد جرى تجزئة ادوارها السابقة، لتصبح على مرحلتين، الولادة لاعلاقة لها بالخلق، والموت قائم بذاته بخطيئة حواء، بعد ان كان كلا العمليتين يمران بجسد الربة. ولكن الدور الاهم لحواء البشرية هو إثارة الارتباك وتشتيت الذهن او مايسمى الغواية لآدم الابن المدلل للاله الجديد. وعلى الرغم من تسرب انطباعات من شخصية حواء الالهة، فإن حواء الجديدة جرى اغراقها بالعديد من الحكايا في محاولة لاغراق صورتها القديمة بالنسيان، وبعث حواء الجديدة مصدر الخطيئة والفساد التي يتوجب تحجيبها وسوقها.

في اسطورة الخلق كانت الالهة الخالدة المسؤولة عن منح الحياة في حين الغير خالدين هم من يسبب الموت. هنا وقف الخلود ضد الموت، الابدية ضدالزمن، قبل ان يجري فهم العلاقة الداخلية التي توحدهم. في الخلق لدى الاله الاب نجد ان يهوه (والله) يخلق من خلال الكلمة، اي بدون حاجة للاهتمام بعلاقة داخلية تتحكم بوحدة المتناقضات، كلاهما مرتبطان بالذات الالهية. في حين ان الموت سببته الام الفانية بسبب عدم طاعتها لكلمة يهوة. بهذا تفهم العملية على ان الانسانبة خطائة، وان الخطيئة جزء من طبيعة البشرية، ومع ذلك على البشرية ان تدفع الثمن. لهذا السبب نجد القرآن يحذر بني آدم ان لايفتنهم الشيطان كما فتن ابويهم (الاعراف 27) على إعتبار ان الخطيئة كانت هي بداية الدورة، بل التي اطلقت الدورة

في كتاب جون فيليب، حواء: تاريخ من الافكار، يقول:" قصة حواء تبدأ من يهوة عوضا عن ان تبدأ من ام الحياة وجميع الاحياء. هذا التغيير في مركز القوة يتضمن تغير اساسي في العلاقة مابين الانسان والاله. العالم والاله، البشرية والاله وحتى بين الرجال والنساء." (8)
ينهي فيليب كتابه بالتساؤل التالي: ماهو المراد الوصول اليه في الاسطورة الجديدة؟ ويجيب: بالدرجة الاولى اسقاط الانثى كوحدة مقدسة. (9).

يتبع..
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 03-09-2010, 10:01 PM بواسطة طريف سردست.)
03-09-2010, 10:00 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
طريف سردست غير متصل
Anunnaki
*****

المشاركات: 2,553
الانضمام: Apr 2005
مشاركة: #3
RE: حواء، من الرببوية في الوثنية الى الاستلاب في الاسلام 1
3- الجنة، حديقة الالهة
وكما اشرنا سابقا، لم تقتصر عملية نزع الالوهية عن حواء وحدها، بل في علاقتها الى الطبيعة بآسرها، حيث جرى تجسيدها، عندما غضب يهوة عليها وعلى آدم، الامر الذي جلب الموت على الطبيعة وانهى عملية الفيض الالهي، ليتحول الخصب من دورة دائمة الى عملية متوازية. " اللعنة هي من اجل مصلحتك، في الحزن ستأكل كل ايام حياتك" . (Gen. 3:17-18) قبل وضع آدم في الجنة من اجل " الباسها والمحافظة عليها" (Gen. 2:15) وبعد اللعنة اعيد الى القاع من حيث جرى جلبه (Gen. 3:23). هنا نرى كيف ان العلاقة بين البشر والطبيعة هي التي اصابتها اللعنة ولم يعد هناك كلام عن جنة وانما عن ارض صلبة تطالب بالعمل لتعويض السقوط البشري. " من التراب جئت والى التراب تعود" (Gen. 3:19) ومع الاله الجديد لم تعد البشرية جزء من الفيض الالهي المقدس ليعود الى واهبة الحياة على إعتبار انه جزء من فيضها، وانما اصبحت العودة الى الموت كعقوبة من الاب يهوة الغاضب.

من الضروري الاشارة الى انه في التوراة يوجد عدم تطابق بين الجنة والحديقة، التي يأتي ذكرها بطريقة موازية. الكلمة العبرية " عدن" تعني مكان للمتعة في حين ان كلمة ‘paradise’ ذات اصل فارسي وجاءت لاحقا. النص الوارد في (موسى 2:10) يذكر ان" يهوة زرع شرق الجنة وهناك وضع الرجل الذي خلقه. ومن شرق الجنة خرج نهر ليصب في ماء الحديقة ليتفرع ويصبح اربعة انهار". منها نرى ان الجنة تقع في الشرق، كرمز تعبيرا عن شروق وعي الانسان ولكن ماذا يوجد في غرب وشمال وجنوب عدن؟
الصورة العبرية للخلق تمتلئ بالرموز إمتداد للرمزية السابقة لها، في حين ان هذه الرمزية تموت نهائيا في الاسلام لينشئ التجسيد التعبيري التام. صورة الانهار الاربعة الصادرة من منبع مركزي كتعبير عن الفصول الاربعة او لحواس الاربعة والاشجار في مركز الخلق، كل ذلك يعكس الوحدة في الصورة العامة. ولكن هذه الصورة للشجرة التي يلبسها ويحفظها الانسان معروفة لنا من الاسطورة السومرية، حيث عشتار تسمي حبيبها الملك سرجون براعي الحديقة. ولكن الحديقة في المعنى السومري كانت هي الالهة نفسها، في فيضها للطبيعة، في حين انها بالمعنى الابراهيمي الاكثر تجسيدا كانت الحديقة مخلوقة بكلمة من يهوة وبالتالي يمكن له ببساطة الغائها بلعنته.

عدن في الميثالوجيا السومرية كانت حديقة الالهة التي تقع على الارض، وبالذات في منطقة البحرين والكويت والامارات الحالية، حيث جرى العثور على اثار تؤكد ان هذه المنطقة كانت حديقة عدن، وهي كلمة بقيت حية في اللغة العربية. وبسبب هذه الحديقة تحديدا قام انليل بالطلب من اينكي ان يخلق الانسان العبد ليقوم بخدمة حديقة الالهة وتأمين االري والحصاد. وفي الصور السومرية يظهر هذا الانسان عاريا علامة العبودية. وعلى الرغم من ان الالهة قررت تغيير وضع الانسان الذي اظهر ابداعا في خدمة الالهة بمنحه حريته والسماح له بسكن المدن الالهية على الارض، الا ان الاسلام حافظ من حيث الجوهر على " العبودية" كمبرر وحيد من مبررات الالهة لخلق آدم، على الرغم تغيير العبودية من عبودية العمل الكلاسيكية الى عبودية العبادة..
في هذا الصدد يمكن قراءة المزيد عن اسباب ظهور الالهة في الديانة السومرية هنا وعلاقة عري آدم بأسطورة الخلق البابلية هنا


يتبع..
03-13-2010, 02:19 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
طريف سردست غير متصل
Anunnaki
*****

المشاركات: 2,553
الانضمام: Apr 2005
مشاركة: #4
RE: حواء، من الرببوية في الوثنية الى الاستلاب في الاسلام 1

4- شجرة الحياة وشجرة المعرفة

[صورة: 0158-7.gif]
[Hathor or Isis as the Tree of Life suckling Tuthmosis III; c. 1479-1425 BC. Tomb of Tuthmosis III, Valley of the Kings]
شجرة الحياة كانت احدى الصور الاساسية للربة الخالقة نفسها تعكس جميع اطياف الصورة. النباتات على سطح الارض، وجذورها المنغرسة في التربة وفروعها المتوجهة نحو السماء كانت الشجرة هي الوحدة التي توحد الارض وعالم ماتحت الارض بالسماء، ومن خلالها تدفق الفيض الالهي لتنشأ دورة الخلق الدائم على الارض. القوة الروحية التي كانت تسري في الشجرة لتقدم الحياة كانت هي الحية، وهي ذاتها حارسة الثمار وحارسة الحياة. وعلى الرغم من ان الرواية الاسلامية لم تتمكن من فهم الرمزية التي تقف خلف الصورة، انطلاقا من منطق التجسيد الحرفي الطاغي، مما دعاها الى تبديل الحية بالشيطان، إلا انها حافظت على الوظائف وفوضت امرهم الى ملائكة.
[صورة: 0158-8.gif]
[Hathor, Isis or Nut as the Tree of Life offering the water of eternal life to the deceased; vignette from a Book of the Dead, Twenty-first Dynasty, c. 1000 BC]
في الشرق القديم، مثل مصر وكريتيا واليونان نجد ان الشجرة كان يجري زرعها في المعابد وعلى الاخص التين والزيتون والنخيل والتفاح والجميز. في مصر كانت الربات ايسيس وهازار معروفتان بإسم " ربة الجميز"، وعصائر الفواكه كانت تعتبر كشرب الحليب من ثدي المرأة كما نرى في الصورة المرسومة في المعابد.

[صورة: 0089-2-1.gif]
[Gudea of Lagash]
في القرن الحادي عشر قبل الميلاد نجد صور للربة هازار او نوت او ايسيس وهي تعكس شجرة الربة التي تقدم الطعام والشراب. شجرة الحياة كانت لها ايضا علاقة بالحية (او التنين كحية لها عدة رؤس)، وذلك قبل الف سنة من كتابة قصة الخلق التوراتية. عام 2025 قبل الميلاد وعلى كأس من العهد السومري للملك Gudea of Lagash نرى تنينين يقومون بإبقاء الممر مفتوحاً الى منظر شجرة الحياة (الحية). هنا يكون Ningizzida وهو احد اسماء قرين الربة الام، والذي يحمل صفة: "رب شجرة المعرفة، على شكل مزدوج ومتناظر، وهو رب ماتحت الارض ويسمى في الاغريقية القدوس caduceus"، ويعتبره البعض الشخصية التي تحولت الى شيطان في الميثالوجيا العبرية.

في الاسطورة الاغريقية التي تعود الى اعوام مابين 700-500 قبل االميلاد يجري التحدث عن شجرة تفاح ذهبية يملكها the Hesperides. هذه الشجرة تنمو عند طرف العالم في البلاد التي تغيب فيها الشمس، والشجرة كانت هدية الى هيرا Hera بمناسبة زواجه، وقد وضع التنين العظيم لحراستها. الهيسبيريديين كانوا حوريات من بنات الربة Night, يظهرون مع الجرار الممتلئة بمياه الحياة القادمة من الشجرة المقدسة. وهنا ايضا توجد افعى كبيرة تحرس الشجرة وأفعتين متشابكتين مصل عصى ذهبية ترمز للتحول من هيرميس وهو الاله القادر على تخطى العتبة بين الموت والحياة، في حين ان احد الثعابين يعود للاله Asclepius, وهو إله الشفاء.
[صورة: 0158-9.gif]
[The Golden Apple Tree of the Hesperides; vase painting, c.700-400]
وكما نرى فإن الحية تملك معاني متتداخلة، فهي حارسة الشجرة المقدسة وقوة الحياة في دورتها المتصاعدة او الهابطة وهي قرين الربة إضافة الى انها طيف الحياة والموت في المبادئ الازلية للشجرة المقدسة نفسها. حسب المرحلة التي يراد عكسها يمكن ان تكون الابن-االعشيق المولود من الشجرة (مثل ادونيس)، او الحي فيها (مثل تموز) او المدفون فيها (مثل اوسيريس في نعشها من خشب الارز). السومريين في اريدو تكلموا عن شجرة رائعة لها جذور من الكريستال الابيض " تمتد عميقا حيث مقرها له مكانة مركزية، وحيث اوراقها اريكة للام الاولى وفي وسط كل ذلك كان هناك تموز". بهذا يكون الموت جزء من طقس الولادة، غير قادر على منع العودة الى الحياة، بدرجة قريبة من مفهوم التقمص الهندوسي او الدرزي اليوم.

على هذه الخلفية، إذا رجعنا الى قصة الخلق التوراتية، نجد ان آدم وحواء لم يكتشفوا ماء الحياة وانما اكتشفوا انهم عراة مما جعلهم يضطرون لوضع اوراق الشجرة على عورتهم، هذه الشجرة ذات الاوراق الكبيرة من الاقرب ان تكون شجرة التين المذكورة في القرآن وهي ذات الشجرة التي كانت مقدسة في معابد الربة عشيرة Asherah في كنعان. وفي مصر وجزيرة كريتا. فقط في العصور الوسطى، عندما اصبح هناك توراة باللغة اللاتينية، بدأ ينمو عادة الاعتقاد ان شجرة المعرفة كانت شجرة تفاح على إعتبار انها جزء من لعبة لغوية. كلمة التفاح في اللاتينية هي malus وهي تملك الجذر نفسه مع كلمة الشر malum.

في شمال بابل كانت ربة شجرة الحياة تسمى " سيدة عدن" في حين كانت تسمى في الشمال " Lady of the Vine", وهو تبديل بالاسماء يمكن تفهمه، على إعتبار ان الرمز السومري الذي كان يرمز للحياة في الاصل كان ورقة عنب. (10)، وعلى كل الاحوال، في اسطورة عدن، حيث لم يكن هناك صورة كاملة لربة واحدة، لم يعد يوجد ايضا شجرة واحدة وانما شجرتين (في الرواية التوراتية)، او يمكن القول ان شجرة واحدة اصبحت شجرتين، والان الثمار من كلا الشجرتين اصبحتا محرمات. في الاسطورة الاصلية كانت احدى الشجرتين تقدم المعرفة والحياة او الحكمة والخلود. في التوراة يصبح الخير والشر متفرقان ومنعزلان عن الخلود، بحيث نشأت مفاهيم بسيطة ومنعزلة بدلا عن وحدة الاضداد. لذلك نجد ان الصورة التوراتية تقدم لنا شجرة واحدة تقف في المركز، كما كان الامر في الرواية السومرية، في حين ان الرواية المكتوبة تفصلهم الى شجرتين: " ومن الارض جعل يهوة بالامكان لكل شجرة ان تنمو لتصبح متعة للناظر، شجرة الحياة في منتصف الحديقة، وشجرة المعرفة بالخير والشر. (Gen. 2-:9) في الاسلام لم يبقى لهذا التناقض اي مكان إذ ان الاسلام قضى على الصورة ولم يفهم التجريد لصالح التجسيد، لتصبح الحياة والمعرفة يأتيان من الله مباشرة، فهو الذي علم آدم الاسماء كلها، وهو الذي يهدي ويضل، راجع الحاشية رقم 2.

وتستمر القصة الابراهيمة تضع الشجرة في المركز إذ تقول حواء للحية:" وبسبب الخوف من الشجرة التي في منتصف الحديقة، يقول الرب لايجوز لكم الاكل منها، ولايجوز لكم لمسها حتى لاتموتوا" (Gen 3:3). هنا نرى ان الشجرة كانت شجرة الحياة، المنفصلة عن شجرة المعرفة، مما يعطي يهوة الفرصة ان لايمنحهم الابدية قبل ان يظيقهم طعم شجرة المعرفة (الحق والضلال). هذا الامر نجده واضحا في النص الاسلامي الذي يشير الى ان هدف الخلق منذ اللحظات الاولى كان لإنزالهم الى الارض، الامر الذي احتاج الى سيناريو الخطيئة لتبرير نزعهم من الجنة وتحميلهم المسؤولية وإطلاق التجربة، مستغلا حب الاطلاع في الفطري لدى الانسان الذي كان جهولاً، وهو جهل لم يمنع الله من عرض الامانة عليه. (راجع الحاشية رقم ثلاثة).

بهذا يمكن القول انه فقط عندما يتذوقون من شجرة المعرفة يفقدون شجرة الخلود، ويصبح بالامكان استخدام الرغبة بالعودة الى الخلود كجزرة. وعلى الرغم من ان هذا المنطق واضح، الا انه منطق بدائي ، إذ من الصعب تصور ان شجرة المعرفة يمكن وضعها بالتضاد من شجرة الخلود، ليصبح ثمن الخلود هو التخلي عن رغبة حب الاطلاع والسعي للكشف عن المجهول، لينتهي الامر الى تجربة تفصل بين الذي تم كسر شوكة حب الاطلاع لديه وبين من بقي انساناً ليفقد بذلك طمأنينته الى الابد كعقوبة. ولكن الامر كذلك في جميع انواع الدوجما التي لاتحتاج الى منطق.

5- الحية

يتبع..
03-18-2010, 08:17 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
طريف سردست غير متصل
Anunnaki
*****

المشاركات: 2,553
الانضمام: Apr 2005
مشاركة: #5
RE: حواء، من الرببوية في الوثنية الى الاستلاب في الاسلام 1
الحية

[صورة: 0158-12.gif]
في العصر الحجري الحديث، ظهرت الحية للمرة الاولى كرمز للربة الام، وكانت تصور ملتفة في منطقة الرحم علامة على مبدأ التجديد. في مدينة او واوروك السومريتين، في الطبقات الابكر، ظهرت رسمتين قديمات للغاية تصور الام الربة وابنائها وكلاهما يملكون رأس حية (11). المعادل الذكري للالهة الام كانوا مشوهين حيث الحية اصبحت قضيب التخصيب، الذي كانت صورة الاله الذكر، ابن الربة وزوجها، الذي ولد منها وتزوج بها ومات فيها، ليولد من جديد في تكرار لانهاية له.

كما رأينا في الصور، نجد الحية على الدوام قريبة من الربة. تقف خلفها او تأكل من يدها ولاتفارق شجرتها او على صورة تيامات، وهو احد اشكال الربة الام ذاتها.
في صور قصة الخلق التوراتية لانجد اختلافات كبيرة، فقط ان من يجري الكلام عنها ليست ربة، وأنما امرأة تحمل اسم الربة نفسها. ولكن لو قرأنا الكلام سنجد ان الحية التي كانت احد تجليات قوة الخصب الرببوية، اصبحت هنا " الوسواس الخناس" بعكس الرؤية القديمة، من اجل خلق الموت بالتعاون مع حواء. وحتى الصورة تملك تشابها مع حية جلجامش التي سرقت نبتة الخلود التي كانت مخصصة للبشرية، وبذلك تقوم الحية بالاحتيال على النوع البشري لاسقاطه في الموت، ومع تحول حواء الى امرأة، ومع تحول الحية الالهية الى مجرد زواحف ينتهي الترابط الرمزي بينهم.

[صورة: 0158-11.gif]
[Yahweh with serpent legs; inscription on Jewsih amulets of Hellenistic and Roman periods, second-first century BC.]

ان تكون الحية شيطان في الرواية الاسلامية لايبتعد كثيرا عن الرواية السومرية، من حيث ان الحية كانت لها ايضا تجليات في اشكال تتشابه مع الاشكال التي تُرسم للشيطان في الميثالوجيا الاسلامية. غير ان قصة الخلق التوراتية تبقي الشيطان في صورة الحية الى الابد، ويحرم عليه الوقوف عموديا كما كانت تصوره الصور، (Gen. 3:14) مع انها، وعلى شاكلة الرواية الاسلامية، يلعنه ويستمهله يهوة والله على السواء الى يوم يبعثون مرافقا للانسان على الارض. ومع ذلك نجد ان صورة الحية باعثة الحياة والموت لازالت حية في العهد القديم عندما امر يهوة موسى ان يضنع حية من نحاس لتعيد الحياة لمن ينظر اليها بعد ان تلدغة افعى (Num. 21:8-9). هذا "الصنم" بقي في الهيكل الى جانب صورة الام الربة "عشيرة" لمدة 200 عاما الى ان جاء الملك حيزيقيا " الذي عمل الصواب في نظر الرب" (2 Kgs. 18:3). (Num. 21:8-9). في البدايات المبكرة ، ظهر يهوة لموسى على شكل حية، عندما اجابه على شكواه بانهم يقولون ان يهوة تركه، سأله يهوة: ماهذا الذي في يدك؟ اجاب عصا. قال له: ارميها الى الارض، فرماها لتصبح افعى ارعبت موسى . (Exod. 4:1-4).

* ملاحظة: من الضروري الاشارة الى ان المقال يفرق بين يهوة و الله، من حيث ان كلمة الله ليست موجودة في كتب اصحاب الكتاب وانما هي موروث عن عبادات الوثنيين االعرب قبل الاسلام، لذلك، وفي هذا المقال، جرى استخدام تعبير يهوة للاشارة الى معاني اهل الكتاب بالترابط مع اصول تراثهم الوثني السومري في حين جرى استخدام تعبير الله بالترابط مع الفكر الاسلامي اللاحق منحدرا من تراثه الوثني العربي.

الحاشية الاولى: يروي الترمذي: حدثنا عبد بن حميد، حدثنا أبو نعيم، حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لما خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصاً من نور، ثم عرضهم على آدم فقال: أي رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك، فرأى رجلاً فأعجبه وبيص ما بين عينيه، فقال: أي رب من هذا؟ قال هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود، قال: رب وكم جعلت عمره؟ قال ستين سنة، قال: أي رب زده من عمري أربعين سنة. فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت، قال: أو لم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أو لم تعطها ابنك داود؟ قال فجحد فجحدت ذريته، ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطىء آدم فخطئت ذريته".

الحاشية الثانية: " علم الانسان مالم يعلم" (العلق، 5) الرحمن‏‏ علم القرآن‏ خلق الإنسان‏‏ علمه البيان‏[‏الرحمن‏:1‏ ـ‏4].‏ "وعلم آدم الاسماء كلها" (البقرة 31) "وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاس ِ أَجْمَعِينَ "(السجدة 13) "فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة" الاعراف 30)) "فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة" (النحل 36) "ولو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون مختلفين (119) إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين (119) سورة هود" " وإذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة" البقرة 30.

الحاشية الثالثة: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ (34) وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)} (سورة البقرة : من الآية 30 إلى الآية 39).

حاشية رابعة: يقول الحديث الشريف: "استوصوا بالنساء خيرا، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرا" رواه البخاري في (كتاب النكاح) باب الوصاة بالنساء، حديث رقم (4787) ورواه مسلم في (كتاب الرضاع) باب الوصية بالنساء، حديث رقم (2671). {لا شؤم إلا في ثلاث: البيت والفرس والمرأة} {النساء ناقصات عقل ودين}

الحاشية الخامسة: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها} {هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها} {فانكحوا ما طاب لكم من النساء} [قل للنساء أن يُدنين عليهن من جلابيبهن] [قل للمسلمات أن يُدنين عليهن من جلابيبهن] {قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن} {وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فامسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف} {واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر} {ولا جناح عليكم فيما عرضتم من خطبة النساء} {لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن} {وآتوا النساء صدقاتهن نحلة} {يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كُرهاً}

الحاشية السادسة: كان بين الاله اينكي والربة الام Ninhursag, وفي الاصل كانت هي ذاتها ، على الاغلب، امنا الارض Ki. الام الارض قامت بعمل ثمانية نبتات في حديقتها الإلهية. هذه النبتات قامت بإنتاج ثلاثة اجيال من الالهة ابناء للرب اينكي. هؤلاء الارباب جرى وصفهم على انهم "ولدوا بدون الم" لانهم ولدوا مثل النبات وليس من رحم.. ثم جاءت المشاكل عندما قام اينكي بأكل هذه النبتات التي امنا الارض كانت قد قامت بالاعتناء بها. نينهورشاغ اصبحت غاضبة على اينكي فقامت بقراءة تعويذة الموت عليه، بعدها بدأت صحة اينكي تسوء. ثمانية اعضاء من جسم اينكي بما فيهم احد اضلاعه، اصبحوا مرضى، كل عضو مقابل احدى النبتات. الام Ninhursaga اختفت من اجل ان لاتسمح لنفسها ان تعطف على اينكي وتغير تعويذتها التي حكمت بالموت عليه. ولكنها في النهاية ندمت وعادت لتشفي اينكي، ولم تشأ ان تتركه يموت. من اجل ان تشفيه قامت بخلق ثمانية ربات صحيحات، واحدة لكل عضو مريض لدى اينكي. الربة التي أشفت ضلع اينكي كانت تدعى Nin-ti, او " واهبة الحياة" وهو اسم يعني في السومرية " المرأة في الضلع"، الذي يأتي الينا لاحقا في العبرية بمواصفات جديدة، تحت اسم حواء.

1. Chapter 13a from The Myth of the Goddess: Evolution of an Image by Anne Baring and Jules Cashford (Penguin Books, 1991) pp. 486-513; copyright © Anne Baring and Jules Cashford, 1991. Reproduced by permission of Penguin Books Ltd.

2. W. B. Yeats, ‘The Philosophy of Shelley’s Poetry’, in Alexander Norman Jeffares (ed.), Yeats: Selected Criticism and Prose, London, Macmillan and Pan Books, 1980, p. 65.

3. C. G. Jung, Collected Works, Vol. 8, The Structure and Dynamics of thePsyche para. 805.

4. Joseph Campbell, Occidental Mythology, p. 17.

5. S. H. Hooke, Middle Eastern Mythology, p.115.

6. See Robert Graves and Raphael Patai, Hebrew Myths, p.69. They point out that Eve’s name is the Hebrew form of the goddess Heba, Khebet or Khiba who was the Hittite alent of Anath, who, in Babylonia, was Ishtar.

7.Campbell, op. cit., p. 31.

8. John A. Phillips, Eve: The History of an Idea, p.15

9.ibid., p. 15

10. See Gurdjieff’s exposition of understanding as the result of the union of Knowledge and Being. P. D. Ouspensky, In Search of the Miraculous, pp. 64-8

11. Erich Neumann, The Origins and History of Consciousness, p.49.[/IMG]
[Sumerian serpent god. Early Balybonian cylinder seal, c. 2300-2150 BC
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 03-26-2010, 06:38 PM بواسطة طريف سردست.)
03-26-2010, 06:38 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
هاله غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,810
الانضمام: Jun 2006
مشاركة: #6
RE: حواء، من الرببوية في الوثنية الى الاستلاب في الاسلام 1
موضوع ممتع جداااا و عرض جميل

2141521
03-26-2010, 07:29 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  التمائم ولتعاويذ من الوثنية الى الاسلام 2 طريف سردست 3 1,498 03-15-2012, 07:23 PM
آخر رد: طريف سردست

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS