الحية
![[صورة: 0158-12.gif]](http://www.alzakera.eu/music/vetenskap/Historia/babel/0158-12.gif)
في العصر الحجري الحديث، ظهرت الحية للمرة الاولى كرمز للربة الام، وكانت تصور ملتفة في منطقة الرحم علامة على مبدأ التجديد. في مدينة او واوروك السومريتين، في الطبقات الابكر، ظهرت رسمتين قديمات للغاية تصور الام الربة وابنائها وكلاهما يملكون رأس حية (11). المعادل الذكري للالهة الام كانوا مشوهين حيث الحية اصبحت قضيب التخصيب، الذي كانت صورة الاله الذكر، ابن الربة وزوجها، الذي ولد منها وتزوج بها ومات فيها، ليولد من جديد في تكرار لانهاية له.
كما رأينا في الصور، نجد الحية على الدوام قريبة من الربة. تقف خلفها او تأكل من يدها ولاتفارق شجرتها او على صورة تيامات، وهو احد اشكال الربة الام ذاتها.
في صور قصة الخلق التوراتية لانجد اختلافات كبيرة، فقط ان من يجري الكلام عنها ليست ربة، وأنما امرأة تحمل اسم الربة نفسها. ولكن لو قرأنا الكلام سنجد ان الحية التي كانت احد تجليات قوة الخصب الرببوية، اصبحت هنا " الوسواس الخناس" بعكس الرؤية القديمة، من اجل خلق الموت بالتعاون مع حواء. وحتى الصورة تملك تشابها مع حية جلجامش التي سرقت نبتة الخلود التي كانت مخصصة للبشرية، وبذلك تقوم الحية بالاحتيال على النوع البشري لاسقاطه في الموت، ومع تحول حواء الى امرأة، ومع تحول الحية الالهية الى مجرد زواحف ينتهي الترابط الرمزي بينهم.
![[صورة: 0158-11.gif]](http://www.alzakera.eu/music/vetenskap/Historia/babel/0158-11.gif)
[Yahweh with serpent legs; inscription on Jewsih amulets of Hellenistic and Roman periods, second-first century BC.]
ان تكون الحية شيطان في الرواية الاسلامية لايبتعد كثيرا عن الرواية السومرية، من حيث ان الحية كانت لها ايضا تجليات في اشكال تتشابه مع الاشكال التي تُرسم للشيطان في الميثالوجيا الاسلامية. غير ان قصة الخلق التوراتية تبقي الشيطان في صورة الحية الى الابد، ويحرم عليه الوقوف عموديا كما كانت تصوره الصور، (Gen. 3:14) مع انها، وعلى شاكلة الرواية الاسلامية، يلعنه ويستمهله يهوة والله على السواء الى يوم يبعثون مرافقا للانسان على الارض. ومع ذلك نجد ان صورة الحية باعثة الحياة والموت لازالت حية في العهد القديم عندما امر يهوة موسى ان يضنع حية من نحاس لتعيد الحياة لمن ينظر اليها بعد ان تلدغة افعى (Num. 21:8-9). هذا "الصنم" بقي في الهيكل الى جانب صورة الام الربة "عشيرة" لمدة 200 عاما الى ان جاء الملك حيزيقيا " الذي عمل الصواب في نظر الرب" (2 Kgs. 18:3). (Num. 21:8-9). في البدايات المبكرة ، ظهر يهوة لموسى على شكل حية، عندما اجابه على شكواه بانهم يقولون ان يهوة تركه، سأله يهوة: ماهذا الذي في يدك؟ اجاب عصا. قال له: ارميها الى الارض، فرماها لتصبح افعى ارعبت موسى . (Exod. 4:1-4).
* ملاحظة: من الضروري الاشارة الى ان المقال يفرق بين يهوة و الله، من حيث ان كلمة الله ليست موجودة في كتب اصحاب الكتاب وانما هي موروث عن عبادات الوثنيين االعرب قبل الاسلام، لذلك، وفي هذا المقال، جرى استخدام تعبير يهوة للاشارة الى معاني اهل الكتاب بالترابط مع اصول تراثهم الوثني السومري في حين جرى استخدام تعبير الله بالترابط مع الفكر الاسلامي اللاحق منحدرا من تراثه الوثني العربي.
الحاشية الاولى: يروي الترمذي: حدثنا عبد بن حميد، حدثنا أبو نعيم، حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لما خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصاً من نور، ثم عرضهم على آدم فقال: أي رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك، فرأى رجلاً فأعجبه وبيص ما بين عينيه، فقال: أي رب من هذا؟ قال هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود، قال: رب وكم جعلت عمره؟ قال ستين سنة، قال: أي رب زده من عمري أربعين سنة. فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت، قال: أو لم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أو لم تعطها ابنك داود؟ قال فجحد فجحدت ذريته، ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطىء آدم فخطئت ذريته".
الحاشية الثانية: " علم الانسان مالم يعلم" (العلق، 5) الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان[الرحمن:1 ـ4]. "وعلم آدم الاسماء كلها" (البقرة 31) "وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاس ِ أَجْمَعِينَ "(السجدة 13) "فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة" الاعراف 30)) "فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة" (النحل 36) "ولو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون مختلفين (119) إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين (119) سورة هود" " وإذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة" البقرة 30.
الحاشية الثالثة: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ (34) وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)} (سورة البقرة : من الآية 30 إلى الآية 39).
حاشية رابعة: يقول الحديث الشريف: "استوصوا بالنساء خيرا، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرا" رواه البخاري في (كتاب النكاح) باب الوصاة بالنساء، حديث رقم (4787) ورواه مسلم في (كتاب الرضاع) باب الوصية بالنساء، حديث رقم (2671). {لا شؤم إلا في ثلاث: البيت والفرس والمرأة} {النساء ناقصات عقل ودين}
الحاشية الخامسة: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها} {هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها} {فانكحوا ما طاب لكم من النساء} [قل للنساء أن يُدنين عليهن من جلابيبهن] [قل للمسلمات أن يُدنين عليهن من جلابيبهن] {قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن} {وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فامسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف} {واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر} {ولا جناح عليكم فيما عرضتم من خطبة النساء} {لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن} {وآتوا النساء صدقاتهن نحلة} {يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كُرهاً}
الحاشية السادسة: كان بين الاله اينكي والربة الام Ninhursag, وفي الاصل كانت هي ذاتها ، على الاغلب، امنا الارض Ki. الام الارض قامت بعمل ثمانية نبتات في حديقتها الإلهية. هذه النبتات قامت بإنتاج ثلاثة اجيال من الالهة ابناء للرب اينكي. هؤلاء الارباب جرى وصفهم على انهم "ولدوا بدون الم" لانهم ولدوا مثل النبات وليس من رحم.. ثم جاءت المشاكل عندما قام اينكي بأكل هذه النبتات التي امنا الارض كانت قد قامت بالاعتناء بها. نينهورشاغ اصبحت غاضبة على اينكي فقامت بقراءة تعويذة الموت عليه، بعدها بدأت صحة اينكي تسوء. ثمانية اعضاء من جسم اينكي بما فيهم احد اضلاعه، اصبحوا مرضى، كل عضو مقابل احدى النبتات. الام Ninhursaga اختفت من اجل ان لاتسمح لنفسها ان تعطف على اينكي وتغير تعويذتها التي حكمت بالموت عليه. ولكنها في النهاية ندمت وعادت لتشفي اينكي، ولم تشأ ان تتركه يموت. من اجل ان تشفيه قامت بخلق ثمانية ربات صحيحات، واحدة لكل عضو مريض لدى اينكي. الربة التي أشفت ضلع اينكي كانت تدعى Nin-ti, او " واهبة الحياة" وهو اسم يعني في السومرية " المرأة في الضلع"، الذي يأتي الينا لاحقا في العبرية بمواصفات جديدة، تحت اسم حواء.
1. Chapter 13a from The Myth of the Goddess: Evolution of an Image by Anne Baring and Jules Cashford (Penguin Books, 1991) pp. 486-513; copyright © Anne Baring and Jules Cashford, 1991. Reproduced by permission of Penguin Books Ltd.
2. W. B. Yeats, ‘The Philosophy of Shelley’s Poetry’, in Alexander Norman Jeffares (ed.), Yeats: Selected Criticism and Prose, London, Macmillan and Pan Books, 1980, p. 65.
3. C. G. Jung, Collected Works, Vol. 8, The Structure and Dynamics of thePsyche para. 805.
4. Joseph Campbell, Occidental Mythology, p. 17.
5. S. H. Hooke, Middle Eastern Mythology, p.115.
6. See Robert Graves and Raphael Patai, Hebrew Myths, p.69. They point out that Eve’s name is the Hebrew form of the goddess Heba, Khebet or Khiba who was the Hittite alent of Anath, who, in Babylonia, was Ishtar.
7.Campbell, op. cit., p. 31.
8. John A. Phillips, Eve: The History of an Idea, p.15
9.ibid., p. 15
10. See Gurdjieff’s exposition of understanding as the result of the union of Knowledge and Being. P. D. Ouspensky, In Search of the Miraculous, pp. 64-8
11. Erich Neumann, The Origins and History of Consciousness, p.49.[/IMG]
[Sumerian serpent god. Early Balybonian cylinder seal, c. 2300-2150 BC