كيفكم يا شوام؟

أنا محسوبكم الواد عبعزيز ابن بتعة.
في دراساتي للغة الأرامية/ السريانية وقواعدها وجدت جمل على هذه الشاكلة:
تُقرأ:
بكل زبان دين أتين شليحاو دَ اللاها لواتهون بنايناشا.
الترجمة: لأن رسل الله الله يأتون إليهم في كل حين.
لفت نظري أمر هام وهو سبب سؤالي لكم هنا. لفت نظري أن عبارة "رسل الله" يقولونها وكأنها "رسله الله" أي أن "الله" يتم استباقه بضمير غائب يعود عليه.
لواتهون بنايناشا= لدى الناس أو عند الناس... ولكن قالوا "لواتهون" وأضافوا إلى "لدى" ضمير الغائب "هم" مع أن في الإضافة لفظة "الناس" (بنايناشا) بحد ذاتها تبين أن الكلام يعود عليهم هم وبالتالي لم يكن من داعي لوجود الـ "هم" (هون السريانية) ملحقة بـ "لدى". ضمير الغائب هنا يأتي بشكل استباقي للتمهيد للإسم المشار إليه. الترجمة الحرفية هي "لديهم الناس" والمقصود "لدى الناس". يا ميلة بختك يا عطيات!!
لما سألت عن سبب هذا التكرار الزائد الممل قالوا لي إن هذه هي الأرامية وحاليا الشوام يقولون عبارات مماثلة بلهجتهم العامية. يقولون "شفته ليوسف". نلاحظ أن "شفت" يتبعها ضمير الغائب "هـ" مع أننا كلنا نعرف أن الكلام يعود على يوسف.
هل في سوريا ولبنان فعلا يتم استخدام ضمير الغائب في العامية الشامية على هذا النحو فيقولون
"shift-(h)u la-Yûsuf" شِفتو لـ يوسف؟
طبعًا الهاء في آخر الكلمة في السريانية قلما تنطق بينما في العربية يتم نطق كل شيء في الفصحى مع تشديد وتشديد زائد في نظري..
لو صح هذا الكلام ففعلا العامية الشامية لا تزال أثار الأرامية فيها قوية وحتى في تراكيب الجمل العربية.
مثلا نحن في مصر نقول "رايح فين". وضع "فين" في نهاية الجملة هو تركيب قبطي قديم ولا يوجد في أي من اللغات السامية. فحتى لما تكلمنا العربية احتفظنا بالتراكيب القبطية القديمة.. الأمر ذاته في العربية المحكية في بلاد لها خلفية أرامية مثل سوريا ولبنان وفلسطين كما يبدو لي.