ولد أدولف هتلر في مساء 2 / أبريل - نيسان - / 1889 م , في قرية نمساوية صغيرة تسمى ( لبرونو ) .. وكان أبوه ألويس هتلر , يعمل موظف جمارك و كان ذا مسلك مثالي - كما يصفه هتلر - , أما والدته كلارا فقد كانت إبنة لأحد المزارعين ..
في السادسة من عمره دخل في مدارس التعليم الحكومية , و حصل على درجات عالية أثناء دراسته في المراحل الأولى , إلا أن مستواه الدراسي هبط في المراحل الأخيرة من التعليم العام .. يقول هتلر عن نفسه : (
في علاقاتي مع رفاقي بدأت أفكاري الشخصية تطبع تصرفاتي بطابع ٍ خاص , و على الرغم من حداثة سني , رحت أفكر في المستقبل , فما استهوتني مهنة و لا حرفة و ما راودني قط ميل إلى السير على منوال والدي , فقد بدت لي الوظيفة و كأنها حبل يشد المرء دائما ً إلى أسفل . و خيل لي في كل مرة كنت أحاول إقناع رفاقي بما يبدو لي صوابا ً ؛ بأنني خلقت محرضا و قائدا ً ) .
وكان هتلر في أوقات فراغه يغزو مكتبة والده و يتصفح كتب التاريخ و المجلات المصورة , فوقعت بيده ذات يوم مجلة صدرت في العام 1870 م و كان فيها وصف أخاذ للحرب بين بروسيا و فرنسا .. فكان هذا التقرير بداية لسلسلة من الأفكار و التساؤلات التي هاجمت هتلر : أين كان ألمان النمسا في تلك الحرب ؟ و لم َ تخلف والدي و سائر النمساوييين عن السير في موكب النصر ؟ و هل ثمة فرق بين الألمان الذين هزموا فرنسا و نابليون الثالث و بين ألمان النمسا ؟ تساؤلات كثيرة أرقت هتلر, و شدت من عزيمته للبدء بالتغيير و رأب الصدع القائم بين ألمانيا الأم و النمسا المنشقة .. فكان هذا هدفه الأول .. رغم أنه لم يتجاوز الثامنة عشرة بعد ..!
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
بعد أن إنتهى هتلر من الثانوية في العام 1907 م , كان لديه ميول شديد لدراسة الفنون الجميلة , فتوجه إلى فيينا , و حاول الإلتحاق بأكاديمية الفنون الجميلة هناك , لكنه فشل في اختبار القبول .. و حاول مرة أخرى و فشل أيضا ً .. فسأل عميد الأكاديمية عن السبب فقال أنه يلمس من رسوماته ميلا ً أكبر لهندسة البناء لا للرسم الحر , و نصحه بالإلتحاق بكلية الهندسة .. لم يقتنع هتلر .. فعاد إلى قريته , و في تلك الأثناء ألم بوالدته مرض عضال , سرعان ما خطف روحها ..
عاد هتلر إلى فيينا مرة أخرى خالي الوفاض و لكن قلبه كان عامرا ً بالأمل .. يقول هتلر : ( ... فما تركت لليأس سبيلا ً إلى نفسي , و صممت و أنا أدخل المدينة الكبيرة على الإلتحاق بقسم هندسة المعمار مهما كان الثمن , و كنت على علم بأنه ينبغي علي أن أعمل لأعيش إلى جانب إنكبابي على دروسي و تحصيلي .. )
في فيينا عرف هتلر مدى الخطر الذي يواجهه الشعب الألماني من كيانين : اليهودية , و الماركسية .. فأحترز منهما , و أخذ يحذر منهما في المحافل و الإجتماعات ..
وفي عام 1913 م ، انتقل أدولف هتلر إلى موينخ في ألمانيا . وعند نشوب الحرب العالمية الأولى في أغسطس 1914 م ، تطوع هتلر للخدمة في الجيش الألماني ، وشارك في الحرب وجُرح، وتلقى ميداليتين على شجاعته في القتال . غير أن هزيمة ألمانيا في تلك الحرب، قد بثت في روحه غضبا ً لم يهدأ , تأسست معه نواة التصميم على إبدال الوضع .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وفي عام 1919 م ، انضم هتلر إلى حزب يميني متطرف في موينخ يُسمى ( حزب العمال الألماني ) ، وغير اسمه إلى ( حزب العمال الألماني الاشتراكي القومي ) . وأصبحت هذه الجماعات تعرف بعد ذلك باسم : ( الحزب النازيّ ) . دعا النازيون إلى اتحاد جميع الألمان في أمة واحدة ، كما دعوا إلى إلغاء معاهدة فرساي ، التي وقعتها ألمانيا بعد الحرب. كان هتلر سياسياً ومنظماً ماهراً، لذلك لقب بـ : ( الفوهرر ) أي القائد، كما نظّم جيشاً بالحزب خاصاً سماه ( جنود العاصفة) .
قاد الحزب النازي محاولة انقلاب سياسي في نوفمبر 1923 م ، وفشلت المحاولة وحكم على هتلر بالسجن لمدة 5 أعوام قضى منها عام واحد ثم أفرج عنه . وخلال هذا العام بدأ في تأليف كتابه ( كفاحي ) ، الذي ضمنه مبادئ الحركة النازية ، وقد أكمله في 1927م.
بدأ نجم هتلر في السطوع في 1928 م ، عندما فاز حزبه باثني عشر مقعداً في مجلس النواب , وفي عام 1930 م ، حدثت أزمة الكساد الاقتصادي العالمي ، فأستغلها هتلر بوعود قطعها لرجال الصناعة الألمانية تضمنت حمايتهم من المد الشيوعي . كان من نتائج هذه السياسة أن ارتفع عدد أعضاء حزبه في المجلس إلى 106 أعضاء ، وبرزت شخصية هتلر والتفت حولها الجماهير.
وفي 13 يناير 1933 م ، عين الرئيس الألماني هندبنرغ، هتلر ، مستشاراً ( رئيساً للوزراء ) ، فأخذ يعمل على القضاء على خصوم النازية من الشيوعيين والاشتراكيين واليهود، مستخدماً وسائل مبتكرة في الدعاية . و بدأ الآن بتحقيق أهدافه القومية .
وفي منتصف يوليو 1933 م ، حظرت الحكومة حرية الصحافة المعارضة للأهداف القومية و الوطنية للحزب النازي , وجميع نقابات العمال والأحزاب السياسية المضادة ، وكان الجستابو (الشرطة السرية) يطارد الأعداء والمعارضين للحكومة , برقابة شديدة , عجزوا معها عن فعل أي شيء .
وفي أغسطس 1934م ، توفي الرئيس الألماني هندبنرغ ، فحكم هتلر ألمانيا جميعها ، وأطلق على نفسه لقب ( فوهرر ـ أندر رايخسكانزلر) ؛ أي زعيم ألمانيا ومستشارها . ومنذ عام 1933، و هتلر يُعدْ ألمانيا للحرب ، لتكون زعيمة للعالم . وفي عام 1936 م ، أرسل هتلر قواته إلى منطقة الراين حيث حقق أول انتصاراته الإقليمية دون قتال . وفي مارس 1938 م ، اجتاحت قوات هتلر النمسا، فأصبحت جزءاً من ألمانيا . و عاد الفرع إلى الأصل , و تحقق هدف هتلر الأول , فجمع الأمة الألمانية تحت راية واحدة هي ألمانيا الأم .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وفي سبتمبر 1938 م ، وافقت فرنسا وبريطانيا على احتلال هتلر للمناطق التي تتحدث الألمانية في تشيكوسلوفاكيا، ثم أكمل سيطرته على تشيكوسلوفاكيا في مارس 1939 م .
في الأول من سبتمبر 1939 م ، اجتاحت ألمانيا بولندا بتحد ٍ سافر . فأعلنت ـ بعد يومين ـ كل من بريطانيا وفرنسا الحرب على ألمانيا . ثم اكتسحت جيوش هتلر بولندا خلال أسابيع قليلة. وفي ربيع 1940 م ، هزمت جيوش هتلر ـ بسهولة ـ الدنمارك والنرويج وهولندا وبلجيكا ولوكسمبرج وفرنسا. وواصلت بريطانيا الحرب منفردة، وتمكنت من الصمود ضد عدد كبير من الغارات الجوية الألمانية . وكانت تلك بداية الحرب العالمية الثانية .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وفي أبريل 1941 م ، غزت الجيوش الألمانية اليونان ويوغوسلافيا . فحدث تحالف بين أيطاليا و اليابان و ألمانيا مقابل التحالف الفرنسي البريطاني الأمريكي السوفييتي .. وفي يونيو من نفس العام ، بدأ هتلر الهجوم على روسيا ، واستولى على مساحات شاسعة من الاتحاد السوفيتي. غير أن السوفيت تمكنوا من سحق جيش ألماني قوامه 300 ألف رجل ، خلال معركة ( ستالينجراد ) التي استمرت خمسة شهور ( خلال عامي 1942، 1943 م ). وكانت هزيمة ألمانيا نقطة تحول رئيسية في الحرب. كما أن القوات الألمانية انهزمت أمام الإنجليز في معركة العلمين في مصر ، في النصف الثاني من عام 1942 م . ثم أخذ الجيش الألماني بالإنكسار حتى تراجع إلى ألمانيا فقط في العام 1945 م بعد خمس سنوات من القتال راح ضحيته ملايين البشر و أستخدمت فيه لأول مرة في التاريخ القنبلة النووية , لم يحتمل الفوهرر أدولف هتلر أصداء الهزيمة و إنهيار المخططات فأنتحر في مركز قيادته مع عشيقته ( إيفان براون ) تحت الأرض في 30 / نيسان / 1945 م , وبعد سبعة أيام أعلنت ألمانيا الإستسلام ..
الخط الزمني و أهم المحطات
1889 ولادة أدولف هتلر في قرية برونو (النمسا) ـ 20 نيسان.
1907 فشله في دخول كلية الفنون و عودته قريته ثم وفاة أمه.
1909 ـ 1913 هتلر يعيش حياة تشرد في شوارع فيينا.
1914 ـ 1918 مشاركته في الحرب العالمية الأولى التي انتهت بهزيمة ألمانيا.
1919 هتلر ينتسب إلى حزب العمال الألماني.
1920 تأسيس الحزب النازي.
1921 انتخاب هتلر رئيسا للحزب.
1924 محاكمة هتلر وسجنه لمدة خمس سنوات بتهمة الخيانة العظمى.
1924 هتلر يؤلف كتاب "كفاحي" في السجن.
1925 اطلاق سراحه بعد تسعة اشهر.
1930 وصول الحزب النازي إلى السلطة في ألمانيا.
1933 هتلر يصبح مستشارا لألمانيا.
1939 بداية الحرب العالمية الثانية لتوحيد جميع البلدان الناطقة بالألمانية.
1945 نهاية الحرب العالمية الثانية بهزيمة ألمانيا. وانتحار هتلر في 30 نيسان .
من أقوال الفوهرر هتلر
( ... لست أدري أيهما روعني أكثر من الآخر : بؤس سواد الشعب المادي , أم إنخفاض مستواه الخلقي ؟ فقد لاحظت إنعدام الشعور بالواجب في اوساط العمال و الصناع فرب العائلة يهمل شؤون بيته و لا يهتم بتربية أولاده , لأن تحصيل الكفاف أو ما دون الكفاف يستأثر بإهتمامه . و إنعدام التربية البيتية في مجتمع كالمجتمع النمسوي , يؤدي حتما ً إلى استرخاء الوشائج التي تشد الأبناء إلى الأباء , و تشد بالتالي العائلة إلى الدولة .. مع العلم بأن الفقر هو صنو الجهل و صنو المرض , و متى ما اجتمع الثلاثة كفر الشعب بالدولة , و مات في النفوس كل شعور وطني... )
( ... كل طهارة يدعيها اليهود , هي طهارة ذات طابع خاص , فبعدهم عن النظافة يصدم النظر منذ أن تقع العين على يهودي . و لقد أضطررت لسد أنفي في كل مرة ألتقي بها أحد اليهود , لأن الرائحة التي تنبعث من أردانهم تنم عن العداء المستحكم بينهم و بين الماء و الصابون .
و لكن قذارتهم المادية ليست شيئا ً مذكورا ً بالنسبة إلى قذارة نفوسهم .. فقد اتشفت مع الأيام أنه ما من فعل مغاير للأخلاق , و مامن جريمة بحق المجتمع , إلا و لليهود فيها يد طولى ... )
( ... أدركت أن العنف و الإرهاب هما سلاح الإشتراكية الديموقراطية , تشهره في وجوه الذين لا يجارونها , و أن تكتيكها في محاربة خصومه يقوم على تشويه سمعتهم بحملة من التشنيع تحطم أعصابهم , و قد تساءلت أكثر من مرة : لم َ لا يقوم في البلاد حزب أو حركة تقطع الطريق على الإشتراكية الديموقراطية بإعتمادها للتكتيك نفسه , جاعلة العنف و الإرهاب و سيلة لفرض عقيدتها و تخويف خصومها ؟ ... )
( ... إن ما نسميه " الرأي العام " لا يرتكز دائما ً على الخبرة الشخصية ,و معرفة الأفراد معرفة حقيقية ... فهو في الغالي خاضع لتأثير الصحافة التي تتولى تنشئة الجمهور سياسيا ً بما تنشر من أخبار و تبث من آراء ... و قد أدهشتني السهولة التي يستطيع بها أرباب الصحافة أن يخلقوا تيارا ً معينا ً و أن يوجهوا الجمهور إلى وجهة تتعارض في بعض الاحيان مع مصلحة الجماعة , ففي بضعة أيام بإمكان الصحافة أن تجعل من حادث تافه قضية خطيرة تهز الدولة , و يمكنها كذلك أن تسدل الستار على القضايا الحيوية فلا يلبث الجمهور أن ينساها ... )
( ... إن الطبيعة لا تعترف بالحدود السياسية , فهي تضع الكائنات الحية جنبا ً إلى جنب على الكرة الأرضية , ثم تراقب تصارع القوى المختلفة , و يخفق قلبها إلى الأقوى , لأنه أبنها الجدير بالحياة ... )
( ... الدولة هي واسطة لغاية ما .و غايتها هي الحفاظ على جماعة من البشر ينتمون , روحيا ً و ماديا ً , إلى عنصر واحد , إلى جانب توفيرها أسباب النمو لهذه الجماعة ... )
_________________________________
المراجع :
المرجع الرئيس : * كفاحي , تأليف : أدولف هتلر , ترجمة : لويس الحاج , دار بيسان للنشر و التوزيع .
http://abadlah.net/vb/showthread.php?t=1765
الإمتعاض من معاملة القوى المنتصرة لألمانيا و سوء و تردي الأوضاع الإقتصادية بسبب التكاليف الباهضة و الديون التي تكبّلتها ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى و ابرام معاهدة فيرساي و الكساد الإقتصادي العالمي أهّل أدولف هتلر و حزبه اليميني المتطرّف من الأخذ بزمام الأمور و اعتلاء كرسي الحكم في ألمانيا. ثم قام هتلر بتحدّي المعاهدات المبرمة بين ألمانيا والحلفاء بعد الحرب العالمية الأولى بالعمل على تطوير الجيش الألماني و حشد القوات و العتاد على الحدود الفرنسية الألمانية و الإتحاد مع النمسا و ضم أجزاء من تشيكوسلوفاكيا بمباركة أنجلو-فرنسية
في العام 1922، وصل "بينيتو موسوليني" و حزبه الفاشي الى دفّة الحكم في ايطاليا، و يتّفق كل من الحزب الفاشي بقيادة موسوليني و الحزب النازي بقيادة هتلر ببعض الأهداف الأيديولوجية، فشكّل الإثنان اتفاقية جمعت بلديهما وسمّيت الإتفاقية بالمحور في العام 1936. أما في ما يتعلّق بالجانب الشرقي من العالم، فقامت الإمبراطورية اليابانية بغزو الصين في سبتمبر 1936. وبالرغم من معارضة الحكومة اليابانية للغزو، الا ان الجيش الإمبراطوري الياباني لم يعبأ بمعارضة حكومة بلاده و مضى قُدُماً في غزوه للصين
في العام 1939، قام هتلر بالمطالبة ببعض من أراضي بولندا و قام بالتوقيع على اتفاقية "عدم اعتداء" بين المانيا و الإتحاد السوفييتي كردة فعل على إتفاقية الدّفاع المشترك بين كلّ من بريطانيا-فرنسا و بولندا. و في الأول من سبتمبر 1939، قامت القوات النازية بغزو بولندا، و في الثالث من سبتمبر من نفس العام، أعلنت كلّ من بريطانيا و فرنسا الحرب على ألمانيا. وفي غضون اسبوعين من الغزو النازي لبولندا، قام الجيش الأحمر بغزو بولندا هو الآخر. و قبل ان يتسنّى للجيش البريطاني و الفرنسي من تشكيل هجوم على بولندا لدحر الغزو النازي لبولندا، كانت القوات النازية قد انتهت من السيطرة على بولندا و انهاء مناوشات الجيش البولندي و النازي في غضون 3 أسابيع
الموضوع : دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب عند نشوب الحرب العالمية الأولى اتخذت الولايات المتحدة الأمريكية منها موقف الحياد و ظل موقفها على هذا الحال حتى أفريل 1917 حيث قررت التدخل مباشرة في الحرب ضد ألمانيا ، فما هي الأسباب التي أدت إلى موقف الحياد في بداية الحرب و ما هي التطورات التي حصلت حتى غيرت الولايات المتحدة الأمريكية موقفها من الحياد إلى التدخل المباشر و ما نتائجه ؟
٭ الموقف الحيادي و أسبابه :
غداة الحرب العالمية الأولى بادر الرئيس الأمريكي " ويلسون " إلى منشدة الشعب الأمريكي بأن لا ينتصر لفريق ضد الآخر معلنا بأن الولايات المتحدة الأمريكية ستكون حيادية حيال الحرب الدائرة في أوربا معتبرا تلك الحرب إلا واحدة من تلك الحروب الإمبريالية التي لا تنتهي .
٭ إعلان الولايات المتحدة الأمريكية الحرب على ألمانيا و أسبابها :
إن التغير الذي طرأ على موقف الرئيس الأمريكي " ويلسون " من موقف محايد في بداية الحرب إلى إعلان الحرب على ألمانيا و حلفائها عام 1917 أي بعد مرور ما يقارب ثلاث سنوات على بداية الحرب يعود إلى عدة عوامل أهمها :
1ـ تشبت ألمانيا و عزمها على القيام بحرب الغواصات إلى أبعد حد مما أدى إلى إغراق الباخرة الانجليزية" لوزيتانيا " في 07 ماي 1915 و كان على متنها 118 راكبا أمريكيا ، فاحتجت الولايات المتحدة الأمريكية و صرحت بأنه لو تجدد مثل هذا العمل فستعتبره عملا غير ودي ، فعدلت ألمانيا عن حرب الغواصات .
2ـ معاودة ألمانيا ضرب الغواصات مما أضر ببريطانيا التي اشتكت من نقص التمويل بالمواد الأولية و أزمة غذائية وقد هدفت ألمانيا بذلك إلى استسلام بريطانيا .
3ـ سوء العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية و ألمانيا بسبب خرق ألمانيا لوعودها عام 1915 مما أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية عام 1917 .
4 ـ إعلان الولايات المتحدة الأمريكية على لسان الرئيس " ويلسون " في 12 مارس 1917 تسليح البواخر الأمريكية بغية الدفاع عن نفسها في حالة المواجهة .
5ـ قيام الغواصات الألمانية بإغراق الباخرة التجارية " فيجيلانتيا " ، مما أدى بتصويت الكونغرس الأمريكي على دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب في 02 أبريل 1917 .
6 ـ تحريض ألمانيا المكسيك على دخول الحرب ضد الولايات المتحدة الأمريكية مقابل استرجاع الأراضي التي أخذتها الولايات المتحدة الأمريكية منها عام 1848 ( كاليفورنيا ، المكسيك الجديدة ) ، و قد تم كشف النوايا الألمانية من خلال برقية " تسرمان " .
7 ـ رغبة الرأي العام الأمريكي و وسائل الإعلام في دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب .
8ـ مساعي دول الوفاق في استدراج الولايات المتحدة الأمريكية إلى الحرب بهدف تغيير موازين القوى لصالحها .
٭نتائج دخول الولايات المتحدة الأمريكية :
1ـ انتقال موازين القوة بسرعة لصالح دول الوفاق على حساب دول الوسط ( ألمانيا و حلفائها) .
2ـ تقوية الحصار على ألمانيا اقتصاديا بتجنيد أكثر الدول المحايدة .
3ـ إجبار الولايات المتحدة الأمريكية الدول المحايدة كالنرويج و السويد و هولندا على الملاحة رغم حرب الغواصات لنقل البضائع إليهم و لدول الوفاق .
4 ـ دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب دفع قسما من دول أمريكا الجنوبية لدخول الحرب كالبرازيل، الأوروغواي ، البيرو و جمهوريات أمريكا الوسطى .
5ـ استفادة الولايات المتحدة الأمريكية من الحرب ماليا و اقتصاديا .