بـ \ مصطفى راشد
أستاذ الشريعة
عضو نقابة المحامين وإتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى
جامعة الأزهر كلية الشريعة
لأن قول الحق شرط لصحة الإيمان ، المسجد الأقصى ليس في فلسطين
كذلك لا بد أن نسأل أنفسنا : إذا كانت القدس بهذه القداسة لدينا كمسلمين ، فلماذا لم يتخذها أحد من الخلفاء والسلاطين المسلمين ولو لمرة واحدة خلال التاريخ الاسلامي عاصمة لمُلكه!!؟ -- ولماذا إختار علي بن ابي طالب الكوفة عاصمة لخلافته دون القدس؟--- ولماذا حوّل بنو أُمية عاصمة مُلكهم الى دمشق وليس إلى القدس؟----- ولماذا إختار بنو العباس بغداد عاصمة لحكمهم وأهملوا القدس؟----- ولماذا حوّل سلاطين الاخشيد والسلاجقة والفاطميين والأيوبيين والمماليك، مقر حكمهم الى القاهرة وليس القدس؟ --- ولماذا نقل السلاطين العثمانيون مركز حُكمهم إلى الأناضول وليس القدس؟ ---- ولماذا فَضّل الهاشميون مدينة عمان على القدس عندما خضعت الأخيرة لسيطرتهم بعد قيام المملكة الأردنية؟ ---- فى حين أن اليهود هم الشعب الوحيد الذي إتخذ بيت المقدس عاصمة لملكه منذ دخلوها في العصور الغابرة...!؟ فهل نتوقف عن القتال لتعرف شعوبنا مرة حياة السلام ؟؟؟ ... المشايخ والفقهاء الذين ضللوا الناس .
لماذا يقدس المسلمون المسجد الأقصى ؟ وماهى الحقيقة التاريخية لهذا المسجد الذى بسببه يدور منذ عشرات السنين صراع دموى بين العرب وإسرائيل ومن هو الأحق ؟ وللإجابة على هذا التساءل نقول : – أن المسجد الأقصىالموجود بالقدس بناه الخليفة الأموي الخامس \ عبد الملك بن مروان عام 73 هجرية لأسباب سياسية محضة ، ذكرهاوبيّنها وفصلها عُلماء مسلمون كبار عاصروا بني أمية ، من أمثال الكلبي والواقدي واليعقوبي.,وايضا الطبرى والحلبى والكواكبى وابن رشد وغيرهم ،وقد ذكر هؤلاء أن بني أمية بدأوا يستشعرون أن حكمهم وسلطانهم الذي إنتظروه طويلابات مهدداً بالزوال ، بعد أن بايع أهل الحجاز عبد الله بن الزبير، فيما بايع أهل الشامبني أمية، ليشهد العالم الإسلامي وجود خليفتين في آن واحد: أمير المؤمنين في الشاموأمير المؤمنين في الحجاز، في سابقة هي الأولى منذ عهد الخلفاء الراشدين. وقد لجأ بنوأمية الذين عرف عنهم الدهاء والحنكة إلى بناء مسجدين في محاولة منهم لتعزيز مُلكهمالعضود في بلاد الشام، حيث بُني المسجد الأول في إيلياء (القدس) فيما شرعوا في بناءمسجد كبير في دمشق عرف بالجامع الأموي , وأما جامع إيلياء فقد أرادوا له ان تُشد إليهالرحال لمضاربة المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة، وكان لهم ماأرادوا من تحويل الحجيج الى مسجد إيلياء ، فالتاريخ يشهد ان المسلمين حجوا الى بيتالمقدس ثلاث سنوات !! لأسباب سياسية .
ومن المعروف أن بناء مسجد إيلياء ( القدس ) قد تم في فترة إحتدم فيها الصراع بين القطب الأموي والقطبالحجازي، ومن السذاجة بمكان القول ان بني أمية إنما أرادوا بناء مسجد في بيت المقدسعملا بالآية القرآنية رقم 1 من سورة الإسراء قوله تعالى (سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو السميع البصير )
التي تتحدث عن “المسجد الأقصى”، او إقتداءبالاحاديث النبوية التي تذكر بيت المقدس، ففي مثل هذه الفترة العصيبة وفي ظل هذاالصراع الدامي، وتأليب المسلمين ضد بني أمية بعد مقتل الحسين حفيد الرسول ( ص )، وخشيةبني أمية من تحوّل الناس عنهم لو أنهم سمحوا لهم بشد الرحال الى مكة والمدينة حيثيصبحون آنذاك في قبضة أهل الحجاز الموالين لعبد الله بن الزبير فيحرّضوهم على بنيأمية أو حتى يفتكوا بهم انتقاما لمعركة كربلاء التي قتل فيها الحسين بن علي ، ووقعةالحرة التي إستباح فيها جند يزيد المدينة المنورة ثلاث ليال ، قتلا وسبيا ونهبا.
وفي خضمهذا الوضع العصيب وعندما أصبح بنو أمية في وضع لا يحسدون عليه، تفتق ذهن بني أميةعن القيام ببناء صرح عظيم لتحويل الحجيج إلى بلاد الشام بدلا من الحجاز، وعندمابحثوا عن مكان مناسب لإقامة هذا الصرح، لم يجدوا أفضل من مدينة ايلياء التي عُرفتأيضا باسم بيت المقدس، الذي كان يطلقه اليهود على المدينة لأحتواءها أقدس مقدساتاليهود “بيت المقدس” اليهودي الذي كان حطاما في ذلك الزمان منذ هدمه الرومان إبانالقرن الأول الميلادى .
أقدمَ الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان عام 73 هجرية على بناء مسجد قبةالصخرة في باحة بيت المقدس، ثم تابع إبنه الوليد البناء من بعده فأضاف المسجد القبلي وإنتهى البناء عام 96 هجرية ،ثم شُرع في زمن الوليد ببناء المسجد الأموي في دمشق.
وظل مسجدايلياء يسمى بهذا الاسم طوال العصر الأموي، فيما ظل اسم ايلياء يطلق على المدينة،ولم يتغير هذا الوضع إلا في عصر المأمون العباسي الذي صك نقوداً نقش عليها اسم “قدس” لأول مرة في التاريخ الإسلامي، ومن ثم شرع علماء المسلمين بالربط بين مسجد ايلياءوبين المسجد الأقصى، الذي ورد ذكره في سورة الإسراء، لكن اسم ايلياء ظل يدور علىالألسن حتى العهد المملوكي، حيث صار المسلمون يطلقون على مسجد ايلياء اسم “المسجدالأقصى”، كذلك حلّ اسم “القدس” بصورة نهائية محل اسم “ايلياء” إضافة الى “بيتالمقدس”، وساهم في ذلك الصراع الذى دار بين المسلمين والصليبيين، والذي بدأ في زمن الحكمالفاطمي مرورا بالعصر الأيوبي وإنتهاء بالعهد المملوكي. وأضيفت إلى ذلك عبارة “القدس الشريف” و “الحرم القدسي” التي انتشرت في العهدالعثماني.
وبتأثيركتابات الفقهاء بالعصر العباسي حول فضائل بيت المقدس الذي ورد ذكره فيالأحاديث النبوية، والمسجد الأقصى الذي ورد ذكره في القرآن دون تحديد لمكانه، إرتفع شأن مسجد بنيأمية في إيلياء وصار يظهر في المراجع الإسلامية ويتداوله العامة على أنه المسجدالأقصى المذكور في سورة الإسراء وبيت المقدس الذي ورد ذكره في الأحاديث النبوية.وشاعت بين المسلمين الأحاديث النبوية التي تذكر شد الرحال إلى مسجدي مكة والمدينةومسجد بيت المقدس في ايلياء، كما إنتشرت الأحاديث التي تذكر أن المسجد الأقصى بنيبعد الكعبة بـ 40 عاما ، وهى أحاديث غير متواترة أى غير صحيحة .
وإزاءهذه المزاعم والأباطيل نحن نتسائل: اذا كان آدم قد طاف في أرجاء الكرة الارضيةعندما كانت مقفرة.. وخلال تجواله بنى الكعبة… ثم واصل ترحاله الى بيت المقدس فبنىالمسجد الأقصى… فمتى حصل كل هذا؟ وما هي الأدلة الشرعية والأثرية والتاريخيةعلى ذلك؟ هل هذا تاريخ غيبي ام تاريخ موثق؟، ولماذا لم يذكر النبي (ص) انه زاره خلال رحلاتهالتجاريةإلى الشام قبل البعثة علما أن النبى (ص) كان تاجراً يٌكثر من الرحلات التجاريةإلى الشام؟ طيب المسلمين بعد ما فتحوا بيتالمقدس لماذا لم يسافروا أفواجا أفواجا للصلاة في المسجد الأقصى الذي بناه آدم!؟ لميذكر التاريخ شيئا من هذا؟! بل من الثابت ان المسلمين لم يلتفتوا الى هذا المكانولم يولوه اي اهتمام قبل بناء المسجد الحالي في زمن عبد الملك الأموي؟! فأين قدسيةمسجد آدم طالما انه كان موجودا قبل ذلك!؟ ولماذا لم يتسابق الخلفاء الراشدون علىكسب شرف إعمار مسجد آدم بل ظل المكان مقفرا لا يعيره المسلمون اي اهتمام حتى فطنإليه الخليفة الأموي الخامس لأسباب سياسية محضة!؟ ألم يعلم أسلافه أن ثمة مسجد بناهآدم للمسلمين ينتظر الإعمار!؟ ولماذا لم يُصلّ به الخليفة عمر بن الخطاب عندما دخل بيتالمقدس ودعاه البطرك صفرونيوس إلى الصلاة في كنيسة القيامة فرفض الخليفة عمر، وخرج فصلى خارجالكنيسة. كان بإمكان الخليفة عمر ان يقول لصفرونيوس عندنا مسجد بناه آدم للمسلمين وهو يبعدعلى مسافة بضعة أمتار من هذا المكان سأذهب لأصلي به ثم أعود…؟!!
اماالتسائل التالي يأتى من القرآن الكريم الذى لم يذكر فلسطين مرة واحدة وذكر إسرائيل 43 مرة، مما يعنى أن هذه المنطقة حتى تمام القرآن كانت خالصة لشعب إسرائيل ومقدساته متفقاً فى ذلك مع ماسبقه من كتب سماوية مثل الإنجيل والتوراة، هذا بالاضافة الى كونالديانة الإسلامية لم تنشأ في فلسطين (ارض اسرائيل) ولم تدوّن فيها المراجعالدينية.
فى حين أن المسجد الأقصى المذكور فى سورة الإسراء كان موجوداً فى شمال السعودية، وكان يوجد مسجد آخر فى الجنوب منه ، يسمى المسجد الأدنى، والكثير من الآثريين يعلمون ذلك، نعم، إنّ المسجد الأقصى كان في خارج مكة ب ٢٠ كيلومتر في منطقة تسمى جعرانة وهناك مسجد أقرب منه إلى مكة ويسمى بالمسجد الأدنى.
جاء ذلك في :
- كتاب، أنساب الأشراف للبلاذري، ج١ ص١١٠ .
-سيرة إبن إسحاق، المبتدأ والمبعث.
- كتاب المغازي، للواقدي، ج٢ ص٣٥٥.
يقول الواقدي :
ذهب محمد (ص) إلى الجعرانة ليل الخميس، فأقام بالجعرانة ١٣ ليلة، فلما أرادو الأنصراف من الجعرانة إلى المدينة، خرج ليلاً فأحرم من المسجد الأقصى الذي تحت الوادي بالعدوة القصوى، وكان مصلى رسول الله في الجعرانة.
جاء كذلك في كتاب، سمط النجوم العوالي في أبناء الأوائل والتوالي، لأبن عبد الملك العاصمي، ج٢ ص٢٨٨.
يقول :
المسجد الأدنى بناه رجل من قريش، وهو المسجد الأدنى الذي اعتمرت منه السيدة عائشة.
والتساؤل الثالث: – إذا كان المسجد الأقصى بنى عام 73 هجرية، مما يعنى أن المسجد الأقصى بنى بعد وفاة الرسول (ص) بحوالى 63 سنة، فكيف يتم الإسراء بالرسول (ص) إلى مسجد ويصلى فيه مع الأنبياء وبناءه غير موجود ؟
وما زلنا لا نفهم كيف كان المسجد الأقصى موجودا قبل بناءه بـ 70 عاماعلما ان المسجد الأقصى الحالي بني في العهد الأموي بعد حوالي 70 عاما من نزول سورةالاسراء في الحقبة المكية؟؟! وكيف ظل مكان المسجد الأقصى الذي بناه آدم مجهولاوغامضا حتى اكتشفه عبد الملك بن مروان؟!! هل أجرى حفريات أثرية؟؟! كيف كان المسجدالأقصى قائما قبل بناءه في العصر الأموي؟! ولا أحد من المفسرين المسلمين يعلم في ايسنة كانت رحلة الاسراء تحديداً؟! ولا أحد من المسلمين يعلم أين بدأت رحلة الاسراء؟! ولا أحديعلم أين انتهت؟! ولا أحد من المفسرين يجزم فيما اذا حصلت رحلة المعراج مباشرة بعدالاسراء ام كانت رحلة منفردة؟! ولا أحد من المفسرين يجزم في مسألة كون الإسراء رحلةحقيقية ام رؤيا ام حلم؟! ، بمعنى أنالحقائق تصبح أساطير فيما الأساطير هي حقائق علمية دامغة؟!! ، بينما أنبياء اليهود الذين عاشوابالعشرات في بيت المقدس هم غاصبين ووهميين؟!!
كذلك لابد أن نسأل أنفسنا : إذا كانت القدس بهذه القداسة لدينا كمسلمين ، فلماذا لم يتخذها أحد منالخلفاء والسلاطين المسلمين ولو لمرة واحدة خلال التاريخ الاسلامي عاصمة لمُلكه!!؟
ولماذا اختار علي بن أبي طالب الكوفة عاصمة لخلافته دون القدس؟
ولماذا حوّل بنو أُميةعاصمة مُلكهم إلى دمشق وليس إلى القدس؟
ولماذا اختار بنو العباس بغداد عاصمة لحكمهموأهملوا القدس؟
ولماذا حوّل سلاطين الإخشيد والسلاجقة والفاطميين والأيوبيينوالمماليك، مقر حكمهم إلى القاهرة وليس القدس؟
ولماذا نقل السلاطين العثمانيون مركزحُكمهم إلى الأناضول وليس القدس؟
ولماذا فَضّل الهاشميون مدينة عمان على القدس عندماخضعت الأخيرة لسيطرتهم بعد قيام المملكة الأردنية؟
فى حين أن اليهود هم الشعبالوحيد الذي اتخذ بيت المقدس عاصمة لملكه منذ دخلوها في العصور الغابرة…!؟
فهل نتوقف عن القتال لتعرف شعوبنا مرة حياة السلام ؟؟؟
... المشايخ والفقهاء الذين ضللوا الناس .
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=319658
http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?aid=319658
http://civicegypt.org/?p=28289