سورية ثلاثون عاماً من الخوف
طباعة أرسل لصديق
روبيرت فيسك : صحيفة الإنديبندنت
24/ 06/ 2010
لم يمض وقت طويل قبل وفاة حافظ الاسد ،والذي توفي في عام 2000 ،عندما تنبأ أحمد الحريري بما يمكن أن يحدث عندما تعلن وكالة الانباء الرسمية وفاة الرئيس. الحريري صديق قديم لي في وزارة الإعلام ، من مدينة تدمر ، شرق دمشق. وكانت المدينة ، والمعروفة باسم بالميرا بالنسبة للرومان والسياح على حد سواء ، موطنا لواحد من سجون النظام المخيفة ، والتي قبعت وراء الأشجار في بقعة ليست بعيدة عن الطريق الصحراوي الى بغداد. كان هذا الموقع شاهدا على مجزرة السجناء الاسلاميين من قبل رفعت الأسد شقيق حافظ الاسد بعد محاولة فاشلة لاغتيال الأخير. ويقال إن الجثث قد القيت ليلا في مقبرة جماعية بالقرب من تلة سرية محلية ، وطمرت وأخفيت دون علامات منذ ذلك الحين.
الحريري — توفي قبل بضع سنوات ، ولهذا السبب استطيع ان اذكره بالاسم , ما زلت أذكر حين نفث نفسا عميقا من سيجارته في الجزء الخلفي من سيارتي ونحن متوجهين بسرعة باتجاه تدمر. قال “عندما يموت رئيسنا المحبوب ” ، : “كل شعب تدمر سيتوجهون الى تلك التلة ، وهم يعرفون أين هم القتلى – وهم (القتلى) أكثر من مجرد الذين قتلوا من قبل رفعت ، وعندما يتيقنوا أن الرئيس قد رحل، فإنهم سوف يلقون الورود على المقبرة ,ذكرى لأولئك المستلقين تحت التلة”.
ولكن عندما مات الأسد من أزمة قلبية ، فان الخلافة البعثية نصّبت ابنه بشار رئيسا , ،و لم يخرج أحد من تدمر الى المقابر الجماعية ,,ولم يكن هناك مشيعين , و لا ورود، ولا اعتراف بالعنف الذي يلطخ هذا السجن الرهيب تحت حكم الاسد لمدة 30 عاما.
كان ثمة شعور بالخلاص في نهاية المطاف يغمر السوريين, مصدره أن بشار طبيب العيون والمتدرب في بريطانيا , هو شخصية ألطف من والده
الشرس ,,
والاعتقاد بذلك كان كبيرا لدرجة أن احدا لم يرغب بتذكر الماضي. فلم بحفر مقبرة جماعية إلا إذا كنت تنوي ضخ المزيد من الدم في تلك المقبرة؟
إلا أن الحكم اللاحق لبشار لم ينتج الديمقراطية “الربيع” في سوريا ، والذي أمل فيه الكثير من المثقفين العرب ، وهذه الحقيقة واضحة للغاية من خلال تقرير نشر في واشنطن هذا الشهر من قبل العدالة الانتقالية في مشروع العالم العربي ، بدعم من منظمة (دار الحرية ). ووفقا للتقرير ،والمسمى بـ ( سنوات الخوف )،
فإن مايقارب 17،000 من السوريون قد “اختفوا” خلال حكم حافظ الأسد ، وثيقة من 117 صفحة تحتوي على حسابات يتقطع لها القلب من حالات الاختفاء والإعدام خارج نطاق القضاء والمحاكمات ، والوصف الذي يتناول الانتظار العبثي ولمدة 30 عاما من الأبناء والزوجات والآباء والآمهات لعودة الرجال الذين من شبه المؤكد تقريبا انهم قتلوا في وقت مبكر من عام 1980
ولكن ينبغي لجميع هذه التقاريرأن تعلّم باللون الاحمر. دار الحرية ،وهي التي وصفت في العام الماضي اسرائيل باعتبارها فقط “دولة” حرة في الشرق الأوسط (لبنان حصلت على وصف “حرة جزئيا”) ، تتلقى حوالي 66 في المائة من تمويلها من الحكومة الأمريكية ، بما في ذلك وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية. وترجع جذورها إلى 1941 — إلينور روزفلت كان واحدا من مقدمي مشروع القرار الأول عندما كان بيت الحرية يشير الى شرور ألمانيا النازية.
في الماضي اتهمت دار الحرية بدعم حركات المعارضة الوحيدة المؤيدة للغرب ، ولكن أهداف دار الحرية في الشرق الأوسط كانت العرب إلى حد كبير. وهي كانت في السابق بقيادة جيمس وولسي ، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية.
أما رضوان زيادة ، واضع التقرير ، فهو مقيم في الولايات المتحدة منذ فترة طويلة ومنفي من سوريا لسنوات عديدة. يدير مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان. يخبر القراء في مقدمة تقريره انه “ولأسباب أمنية ، تم حجب أسماء الأشخاص الذين تمت مقابلتهم وتغيرت بعض الحقائق لاخفاء هوياتهم. ،أما بالنسبة لتفاصيل كثيرة من نشطاء حقوق الانسان والمعتقلين السابقين الذين قابلناهم “. هذا لا يعني ، بعبارة ملطفة ، انتقاص من هذا التقرير او تقليل قيمته … فهو يحذر قائلا إن السلطات السورية مما لا شك فيه ستحاول الاستيلاء على هذا التقرير لفضح محتوياته. لذلك ، أيها القارئ , تم تحذيرك.!
تقرير(سنوات الخوف) يغطي ثلاثة عقود من حكم الرئيس حافظ الأسد ، قائد القوات الجوية السوري السابق الذي خاض معركة طويلة للحفاظ على السيادة العلوية والذي أدى نضاله الشرس ضد أعدائه الاسلاميين الى انسداد السجون النتنة في سوريا بالآلاف من السجناء السياسيين. لجأ الى استخدام قوات الأمن
الذين كانوا في كثير من الأحيان عناصرفاسدة مرتشية ، واجه أكثر من أي وقت مضى المزيد من العنف الطائفي الذي حركتة حرب العصابات,, أول هجوم كبير جاء في 16 يونيو 1979 عندما قاد الضابط إبراهيم يوسف المذبحة التي تعرض لها الطلاب العلويون في مدرسة مدفعية بحلب.
دفعت محاولة اغتيال لاحقة تعرض لها الرئيس , كتائب شرايا الدفاع المنضوية تحت لواء رفعت الى شن هجوم على سجن تدمر والتسبب بمقتل ما يصل إلى ألف سجين من جماعة الإخوان المسلمين بإطلاق نيران الرشاشات حتى الموت في زنزاناتهم. وبحلول عام 1980 ، كان هناك حرب مفتوحة بين النظام ومعارضيه. وفي 7 يوليو 1980 أقر القانون رقم 49 ، عقوبة الإعدام ضد أولئك الذين لم ينبذوا عضوية الاخوان ويتعهدوا بذلك كتابة ، ونفذت حملات اغتيال على غرار نمط القذافى ضد المعارضين في الخارج.وتسببت انتفاضة حماه في شباط / فبراير 1982 ( التي دمرت تقريبا المدينة القديمة ، والتي سيطر عليها المتمردون فقد تم تدميرها بواسطة دبابات وقذائف نارية )وهو ما تسبب بمقتل ما يقارب من 15 ألف شخص و وفقا لتقرير زيادة – فقد قدر البعض عدد القتلى بعشرين ألف شخص .
الغريب أن ما فشل فيه زيادة هو الاشارة إلى القتال السري في مدينة حماة, حين قامت فتاة انتحارية بتفجير نفسها وسط القوات السورية ، وكذلك عدم إشارته إلى العنف السابق في المدينة حيث قام الاسلاميون بذبح عائلات بأكملها من مسؤولي حزب البعث. ولم يذكر شيء خاص عن القتل الجماعي في سوريا
زيادة يعتقد أنه في أوائل الثمانينات وما تبعها ، وصل عدد المفقودين من الرجال إلى 25،000 ، اذ ابتلعتهم مراكز التحقيق والسجون. “فمعظم هذه الحالات وقعت قبل عام 2000? ، كما يقول التقرير, ويستطرد “لقد تم الافراج عن العديد من المعتقلين خلال السنوات القليلة الماضية.”
وهي نقطة جيدة لبشار الاسد ، بلا شك.ولكن في السنوات التي سبقت ، لم يكن يحصل ذلك . وينقل التقرير عن أحد المعتقلين السابقين في تدمر.قوله “كانوا ينادون مجموعات من الاخوة صباح كل يوم اثنين وخميس ، ويعدمونهم شنقا في محاكم تقام في سجن تدمر”. انها علامة على القسوة المتوطنة في الشرق الأوسط ،
فقسوة الأسد لم تكن تضاهيها إلا قسوة صدام .
قد يكون بعض المعتقلين السوريين الاخرين سجنوا لفترة قصيرة في السجن ، ثم تم تمديد محكوميتهم لمدة 10 سنوات ، وأسرهم قالت مرارا وتكرارا إن أيا من الأجهزة الأمنية لم يكن على علم بهم. “الآن” ، كتب زيادة وهو يصك أسنانه ضابطا للنفس (يسمح للعائلة لزيارة المعتقل بعد عدة سنوات من الاحتجاز).
زيادة يبرز في أقوى طرح له عندما يسرد المادة التشريعية التي يفترض ان تحمي المواطنين السوريين من الاعتقال التعسفي والتعذيب أو الإعدام. البند 3 من المادة 28 من الدستور السوري ، على سبيل المثال ، ينص على أنه “لا يجوز لأحد ان ُيتعرض لتعذيب جسدي أو عقلي أو أن يعامل بطريقة مهينة”. والمفارقة المزدوجة –أن زيادة فشل ، مرة أخرى , أن يذكر أن الحكومة الامريكية والتي للمفارقة تدعم دار الحرية ،تقوم بترحيل السجناء بسعادة الى دمشق برغم معرفتها اليقينية من أن السوريين سيقومون بتجاهل الدستور وتعذيب المشتبه بهم..- قانون سوري أخر يقول ان الدولة يجب ان “تتخذ التدابير التشريعية والإدارية والقضائية لمنع وإنهاء أعمال الاختفاء القسري”.
مرة أخرى ، يستخدم زيادة الأدلة المنشورة لناجي العبد الله ليثبت أن( المحاكم الميدانية) عديمة الرحمة التي اعتمدها النظام — هي مؤسسة أنشئت أصلا للتعامل مع العدو “الاسرائيلي” بدلا من “اعداء سوريا” لحزب البعث العربي الاشتراكي — ويديرها غازي كنعان ، الرئيس السابق لمخابرات الجيش السوري في لبنان, و الذي غدا في وقت لاحق وزيرا للداخلية. كنت أعرف كنعان – رجل بشوش مخيف , ساعدني ذات مرة في تفادي خطفي من قبل خاطفي بيروت، حين طلب مني مشاركته صباحا في الجري غرب بيروت ،و في وقت لاحق انتحر بعد توجيه تهمة التآمر اليه كوزير ، ضد بشار الأسد.
اتهام كنعان بالمحاكم الميدانية منطقي,, فقبل حوالي 15 عاما مضت ، في أحد فنادق بوسطن ، سوري اخر حبس في تدمر قال لي انهم كانوايعرفون المواعيد التي تقع فيها الإعدامات . واضاف “إننا كنا نقف على نوافذ الزنزانة ، ونحن جميعا نميز رائحة كولونيا مابعد الحلاقة المفضلة لكنعان. وعندما تفوح …ونشمها ، كنا نعرف أنه سيكون هناك فرق اطلاق النار.” وتعليقا على عمليات الإعدام هذه ، فإن التقرير يعلق بالقول إنه “لا أحد يعلم أين دفن أولئك الذين أعدموا أو ماتوا تحت التعذيب ”
.
ويرى التقرير أن حالات الاختفاء هذه تؤثر بصورة غير مباشرة على شريحة تصل إلى مليون مواطن سوري , اي ما يقارب خمسة في المائة من السكان. ذكر عامر ، الذي كان في الثامنة عندما اعتقل والده : “لا أستطيع أن أتكلم مع أي شخص حول هذه المسألة عن والدي ، لأن هذا يخيف الناس مني ويجعلهم يتعاملون معي بريبة وشكك… لقد عشت نصف يتيم ، رغم أن والدي ليس ميتا (رسميا).
وكان بعض الرجال قد أعلنت وفاته, ثم ظهر مرة اخرى أنه على قيد الحياة ، مثل الصبي الذي قبض عليه وعمره 16 عاما في مدينة حلب و قضى 14 عاما في السجن.
تقرير زيادة ، والذي يحتوي على بعض الأخطاء الواضحة – مثل احدى النساء التي تتحدث عن ابنها الذي اعتقل في وقت لاحق ، ومن ثم وبشكل غامض يتبين انه والدها ,, يخلص الى ان “الضحايا وأسرهم… لهم الحق غير القابل للتصرف لمعرفة الحقيقة حول ظروف الانتهاكات التي حصلت وحول مصير الضحية في حالة الوفاة أو الاختفاء. ”
أحد نشطاء حقوق الإنسان أخبر زيادة أنه في بعض الحالات اقيمت مبان على مقابر سرية. في حلب يقال إن مسجدا كبيرا بني على مقبرة جماعية.
هل يجب أن تنتقل خطايا الأب — مهما كانت تلك الخطايا والاثام — دائما إلى الآبناء؟ ربما ايضا يتساءل الرئيس نفسه لماذا في بعض الأحيان يجب ان تنتقل إليه خطايا والده …؟؟. لكن بالتأكيد سيمر وقت طويل قبل أن يتمكن الشعب في تدمر من رمي الورود على تلك القبور…
روبيرت فيسك : صحيفة الإنديبندنت
ترجمة : سوريون نت
Robert Fisk: Ghosts from the past: Syria's 30 years of fear
A grim report sheds light on the thousands of 'disappearances' during Hafez al-Assad's 30-year rule
Thursday, 24 June 2010
* Share
The Independent Close
o DiggDigg
o del.icio.usdel.icio.us
o FacebookFacebook
o RedditReddit
o GoogleGoogle
o Stumble UponStumble Upon
o FarkFark
o NewsvineNewsvine
o zYahooBuzz
o BeboBebo
o TwitterTwitter
o Independent MindsIndependent Minds
* Print
* Email
* Text Size
o Normal
o Large
o Extra Large
The ancient city of Tadmor (Palmyra), where up to a thousand Islamist prisoners were massacred in 1982
REX FEATURES
The ancient city of Tadmor (Palmyra), where up to a thousand Islamist prisoners were massacred in 1982
* Photos More pictures
sponsored links:
Ads by Google
Hot Solar Stock - EVSO
New Solar Power TechnologiesGreen Energy Investment Stocks
www.EvolutionSolar.com
Forex Trading - GFT
New to forex? Try a risk-freepractice account today. GFT
www.GFTuk.com
Not long before Hafez el-Assad died in 2000, Ahmed Hariri predicted what would happen when the official news announced the death of the president. Hariri, an old friend of mine in the Syrian ministry of information, came from the city of Tadmor, east of Damascus. The city, known as Palmyra to Romans and tourists alike, was home to one of the regime's fearsome jails, which stood behind trees not far from the desert road to Baghdad. This was the site of a massacre of Islamist prisoners – perhaps a thousand in all – by Assad's brother Rifaat after an assassination attempt on Hafez. The corpses were rumoured to have been tossed by night into a secret mass grave near a local hill, and have lain unmarked ever since.
Hariri – he died some years ago, which is why I can name him – drew heavily on a cigarette in the back of my car as we sped towards Tadmor. "When our beloved president dies," he said, "all the people of Tadmor will go to the hill. They know where the dead are – more than just those killed by Rifaat. And when they are sure that the president has gone, they will all throw roses on the gravesite in memory of those who lie beneath."
But when Assad died of a heart attack, and a smooth Baathist succession installed his son Bashar as the president, not a soul walked from Tadmor to the mass graves. There were no mourners, no roses, no recognition of the violence that had stained this terrible prison under Assad's 30-year rule.
Related articles
* More Robert Fisk articles
* Search the news archive for more stories
The eventual relief of Syrians that the young English-trained optometrist Bashar – a gentler figure than his ferocious father – had taken over was so great that no-one wished to recall the past. Why dig up a mass grave unless you intend to pour more blood into it?
The subsequent rule of Bashar has not produced the democratic "spring" in Syria which many Arab intellectuals had hoped for, a fact made all too clear in a report published in Washington this month by the Transitional Justice in the Arab World Project, supported by Freedom House. According to the report, Years of Fear, as many as 17,000 Syrians may have been "disappeared" during Hafez el-Assad's rule; the 117-page document contains heart-breaking accounts of disappearances and extra-judicial executions, and descriptions of the apparently vain 30-year wait of sons, wives and parents for the return of men who were almost certainly killed in the early 1980s.
But all such reports should carry a red flag. Freedom House, which last year labelled Israel as the only "free" country in the Middle East (Lebanon got a "partly free" coding), receives around 66 per cent of its funding from the US government, including the State Department and USAID. Its roots go back to 1941 – Eleanor Roosevelt was one of the first sponsors when Freedom House was pointing up the evils of Nazi Germany. In the past it has been accused of supporting only pro-Western opposition movements, but its Middle East targets have largely been Arab. Freedom House was also previously led by James Woolsey, a former director of the CIA.
Radwan Ziadeh, who compiled the report, is a long-time US resident exiled from Syria for many years. He runs the Damascus Centre for Human Rights Studies. This does not disqualify his report, but he warns readers in his preface that "for security reasons, we withheld the names of those interviewed and have changed some facts to disguise their identities. Similarly, we have scrambled [sic] the details of many human rights activists and former detainees whom we interviewed." This does not, to put it mildly, bestow total confidence on the report. The Syrian authorities will no doubt seize upon this to debunk its contents. So, reader, you have been warned.
Years of Fear covers the three-decade rule of Hafez el-Assad, Syria's former air force commander whose long battle to maintain his Alawi rule and whose ferocious struggle against violent Islamist enemies clogged the fetid prisons of Syria with thousands of political prisoners. Using security forces who were often corrupt, he confronted an ever more violent sectarian guerrilla movement whose first major assault came on 16 June 1979 when an army captain, Ibrahim al-Yusuf, led the massacre of Alawi students at the Aleppo artillery school.
A subsequent assassination attempt on the president prompted Rifaat's Defence Brigades' assault at Tadmor in which up to a thousand Muslim Brotherhood prisoners were machine-gunned to death in their cells. By 1980, there was open war between the regime and its opponents. Law 49, of 7 July 1980, mandated capital punishment for those who did not renounce their Brotherhood membership in writing, and a Ghadaffi-style assassination campaign against overseas opponents was ordered.
The Hama uprising in February 1982, in which the old, rebel-held city was virtually destroyed by tank and shell-fire, caused up to 15,000 deaths, according to Ziadeh's report – some put the figure at 20,000. What Ziadeh oddly fails to mention is the underground fighting in Hama in which girl suicide bombers hurled themselves against Syrian troops, and previous violence in the city in which Islamists slaughtered entire families of Baath party officials. There was nothing exclusive about Syria's mass-murderers.
Ziadeh believes that in the early Eighties and later, up to 25,000 men went missing, swallowed into interrogation centres and prisons. "Most such cases occurred before 2000," the report says. "Many detainees have been released during the past few years." A credit to Bashar al-Assad, no doubt.
But in the years before, there was no such compassion. The report quotes a former detainee at Tadmor. "They called on groups of brothers every Monday and Thursday, and executed them by hanging in the courts of Palmyra Prison..." It is a sign of the Middle East's endemic cruelty that Saddam Hussein's regime was infinitely worse than Assad's.
Other Syrian detainees might be sentenced to a short term of imprisonment, then held for 10 years, their families repeatedly told that none of the security agencies had any knowledge of them. "Now," Ziadeh writes with teeth-sucking restraint, "the family is allowed to visit the detainee after several years of detention."
Ziadeh is at his strongest when he lists the vast legislative shield which is supposed to protect Syrian citizens from arbitrary arrest, torture or execution. Section 3 of Article 28 of Syria's constitution, for example, states that "no one may be tortured physically or mentally or be treated in a humiliating manner." A double irony – one which, again, Ziadeh fails to mention – is that the American government, which supports Freedom House, happily renditioned prisoners to Damascus in the sure knowledge that the Syrians would ignore their constitution and torture the suspects to their heart's content. Another Syrian law says that the state must "take the necessary legislative, administrative, and judicial measures to prevent and terminate acts of enforced disappearance."
Again, Ziadeh uses the published evidence of Abdullah al-Naji to prove that the ruthless "field courts" adopted by the regime – an institution originally set up to deal with the Israeli "enemy" rather than Syrian "enemies" of the Baath party – were run by Ghazi Kenaan, the former head of Syrian army intelligence in Lebanon and later minister of interior. I knew Kenaan – a jovial, frightening man who once helped me escape Beirut's kidnappers by asking me to join him on his morning run across west Beirut; he later committed suicide after allegedly plotting, as minister, against Bashar al-Assad.
But Kenaan's command of the "field courts" makes sense. More than 15 years ago, in a Boston hotel, another Syrian held at Tadmor told me that they knew when executions were about to take place. "We would stand at the cell windows and we all knew Kenaan's favourite aftershave. When we smelt it, we knew there were going to be firing squads." Of these executions, the report comments that "no one knows where those who were executed or died under torture were buried."
The report suggests that these disappearances indirectly affect up to a million Syrians – five per cent of the population. Amer, who was eight when his father was arrested, recalled: "I cannot speak with anyone about the issue of my father, because this induces fear and makes people suspicious... I have lived as a half orphan, although my father is not officially dead."
Some men were declared dead – and then reappeared alive, like the 16-year-old arrested in Aleppo who spent 14 years in prison. Ziadeh's report, which contains some obvious errors – one woman speaks of her arrested son who, later, mysteriously turns out to be her father – makes the point that "victims and their families ... have an inalienable right of knowing the truth about the circumstances in which violations took place and about the fate of the victim in the case of death or disappearance."
A human rights activist told Ziadeh that in some cases buildings were erected over secret cemeteries. In Aleppo, a large mosque has allegedly been built over a mass grave.
Must the sins of the father – whatever those "sins" may be – always be visited upon the sons? Perhaps a president also sometimes asks himself why his father's sins should be visited upon him. But it will surely be a long time before the people of Tadmor scatter roses on those graves.
http://www.independent.co.uk/opinion/com...08757.html