بعد نفيها نفياً قاطعاً تحولها عن دينها
محام مصري يتهم مدعي "إشهار كاميليا لإسلامها" بـ"إثارة فتنة طائفية"
http://www.alarabiya.net/articles/2010/0...19005.html
القاهرة - مصطفى سليمان
نفت كاميليا شحاتة، زوجة القس تداوس سمعان، كاهن كنيسة دير مواس بمحافظة المنيا جنوب القاهرة؛ اعتناقها الإسلام، وأكدت في تسجيل لها بالصوت والصورة أنها ما زالت على مسيحيتها.
ونقلت مواقع إلكترونية على الإنترنت خلال اليومين الماضيين مقطعاً مسجلاً تظهر فيه كاميليا وهي تروي قصتها، بعدما أثارت ضجة غعلامية ومظاهرات شارك فيها المئات من التيار السلفي بمصر.
فيما أكد المحامي نزار غراب الشهير، الجمعة 10-9-2010، أنه سيتقدم ببلاغ للنائب العام
ضد أبو يحيى الذي زعم أن كاميليا أسلمت، متهماً إياه بإثارة الفتنة الطائفية وبث الشائعات الكاذبة. وتساءل نزار غراب "لماذا لم يتم القبض عليه أو محاكمته تلقائياً بعد بث الفيديو ومواجهته بكاميليا شخصياً.
وبدأت المظاهرات منذ الأسبوع الماضي بتجمعات في مسجد "النور بالعباسية، وهتف فيها المتظاهرون ضد بابا الأقباط الذي يقع مقره بجوار المسجد في الكاتدرائية المرقسية. وتلا تلك المظاهرات مظاهرة أخرى في مسجد عمرو بن العاص الشهير، ثم مسجد الفتح في ميدان رمسيس، وكانت الأكبر من نوعها.
عودة للأعلى
حكاية "كاميليا شحاتة"
وتعود قصة كاميليا شحاتة إلى الأول من شهر يوليو الماضي، حينما تظاهر أقباط في كنيسة "دير مواس" بمحافظة المنيا جنوب القاهرة احتجاجاً على زعمهم اختطافها وتقصير الأمن في العثور عليها. وبعد مظاهرات من الأقباط عادت كاميليا بعد 4 أيام فقط من غيابها على يد الأمن، وأعلنت الكنيسة أن كاميليا كانت متغيبة لأسباب عائلية.
إلا أنه بعد أيام من تلك الرواية
نشر المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير رواية مختلفة أكد فيها أن كاميليا شحاتة اعتنقت الإسلام، وأن الدولة سلمتها إلى الكنيسة بعد العثور عليها، لكن الجهات الأمنية لم توضح كيف تم العثور على كاميليا، وأين كانت مختفية؟ ولماذا؟، وهي الجهة الوحيدة التي لم تتكلم حتى الآن في هذه القصة.
عودة للأعلى
مشيخة الأزهر تنفي وصولها
ونشر المرصد الإسلامي أيضاً حوارات مع شخص يُدعى أبو يحيى، زعم أن كاميليا مسلمة منذ عام ونصف العام، وأنها كانت تريد الذهاب إلى الأزهر لإشهار إسلامها، وأكد أبو يحيى عزمه التوجه بها إلى مشيخة الأزهر بعد تأكده من اقتناعها بالإسلام اقتناعاً تاماً، ولكنه عندما وصل إلى المشيخة تم تعطيله حتى وصلت الشرطة المصرية وألقت القبض عليه وعلى كاميليا.
لكن الشيخ سعيد عامر، رئيس لجنة إشهار الإسلام بالأزهر، نفى وصول كاميليا إلى المشيخة، وأنه لم ترد إليه حالتها على الإطلاق، مما زاد الأمر غموضاً وزاد القضية توتراً، حتى أعلنت كاميليا أنها ما زالت على مسيحيتها في مقطع فيديو نُشر على الإنترنت.
لكن الكنيسة لم تعلن مسؤوليتها عن هذا الفيديو، رغم ما نشرته صحيفة "المصري اليوم" قبل نشر هذا المقطع، الذي تبلغ مدته 11 دقيقة، بيوم واحد عن السماح لـ"كاميليا شحاتة" من قبل الكنيسة بالظهور إعلامياً.
عودة للأعلى
صاحب الفتنة أمام النائب العام
وعقب نشر هذا الفيديو، أعلن نزار غراب المحامي الإسلامي المعروف، أنه سيتقدم ببلاغ للنائب العام يطالب فيه بإحالة "أبو يحيى، وأبو محمد"، وهما الشخصان اللذان زعما اعتناق كاميليا شحاتة للإسلام، للمحاكمة بعد نشر الفيديو الذي قيل إن الكنيسة وزعته، بتهمة بث أخبار كاذبة من شأنها تكدير الأمن العام وإثارة الفتنة، حتى تطلب النيابة استدعاء كاميليا رسمياً وتتم مواجهة كل الأطراف بشأن كل ما أثير بخصوص إسلامها، فضلاً عن شريط الفيديو الذي تنفي فيه إسلامها.
وكان نزار غراب قد تقدم خلال الشهر الماضي بعدة بلاغات للنائب العام حول اختفاء كاميليا، وطالب في بلاغاته بتدخل الرئيس مبارك شخصياً باعتباره ولي الأمر وهو الوحيد من له الحق في قضية كاميليا وليس البابا شنودة,
كما تقدم نزار غراب بشكوى رسمية قبل أيام من ظهور كاميليا إلى مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، وتلقى رداً يفيد بتحرك المجلس في هذه القضية بعد البحث والتدقيق في الأدلة.
عودة للأعلى
التسجيل في مواقع مسيحية
ويظهر في التسجيل، الذي بثته عدة مواقع مسيحية سيدة، قالت إن اسمها كاميليا، وأنها زوجة القس تداوس سمعان، ولديها منه طفلاً عمره عامان ونصف العام، وتعمل معلمة علوم في مدرسة بني سالم الإعدادية.
وتحدثت السيدة ما يقرب من ١١ دقيقة حول تمسكها بالمسيحية، نافية ما تردد حول إسلامها قبل عام ونصف العام، رافضة ما ردده الأنبا أغابيوس، أسقف دير مواس، عن تعرضها لغسيل مخ، وما قاله لقناة "الكرمة" المسيحية بأن الكنيسة تقوم الآن بـ"غسيل مخها المغسول".
وشددت كاميليا على ارتباطها بالكنيسة، وأداء الصلاة فيها والتناول والاعتراف من الأب الكاهن الذي تتبعه. وقالت "أنا أتحدث إليكم بكامل حريتي، ودون أي ضغط أو تخويف، وظهوري من أجل الدفاع عن زوجي وطفلي وكنيستي وديانتي". وأضافت "سمعت أنني محبوسة، وأعذب، وحدث لي غسيل مخ، لكنني أؤكد لكم أنني في مكان آمن لأريح أعصابي من الكلام الذي قيل".
وأكدت على أن الكنيسة لا تجبر أحداً على البقاء في المسيحية أو الدخول فيها، ولا يوجد بها صعق بالكهرباء، أو أدوية هلوسة أو غسيل مخ. ونفت أن تكون أسلمت من عام ونصف العام، أو أقامت حفلة في المدرسة التي تعمل فيها، قائلة "أعمل في هذه المدرسة منذ أقل من عام، وأنتظر أن يقال بأنني أسلمت منذ طفولتي".
عودة للأعلى
كاميليا: لا أحفظ من القرآن شيئاً
ونفت كاميليا حفظها لأي جزء من القرآن، وقالت "لا أعرف عن القرآن إلا المعلومات البسيطة التي يعرفها أي مسيحي، لكنني أحفظ الكتاب المقدس والمزامير"، رافضة الحديث عن حياتها الشخصية. وأكدت "أن ما حدث بينها وبين زوجها أمر شخصي لا أحد من حقه التدخل فيه".
ورفضت كاميليا الزج باسمها هي وزوجها في التسبب بإحداث فتنة طائفية، وقالت "لم أختفِ إلا يومين فقط، ومن حق زوجي فقط البحث عني بكل الطرق، ولكن ليس من حق أحد غيره البحث أو المطالبة برجوعي".
من جانبه، قال المحامي غراب، أحد المحامين المتقدمين ببلاغات للنائب العام للمطالبة بظهور كاميليا، لا يمكن حسم صحة الفيديو من عدمه، لأن الجهة الوحيدة المنوطة بهذا الأمر هي مصلحة الأحوال الجنائية".
وأضاف "تقدمت بثلاثة بلاغات للنائب العام بخصوص تلك القضية، أولها ضد مدير أمن المنيا حول واقعة تسليمها للكنيسة، والثاني ضد شيخ الأزهر بشأن ما أثير بخصوص امتناع الأزهر عن إشهار إسلامها، وتم حفظ البلاغين، أما البلاغ الثالث فكان ضد صحفية الجريدة الكويتية بشأن المستندات التي قالت إنها حصلت عليها وتثبت إسلام كاميليا ولم يتم التحقيق فيه".
عودة للأعلى
غراب: نطالب بإظهار الحقيقة
من جانبه، قال المحامي غراب لـ"العربية.نت" "إن إظهار الحقيقة على لسان أطراف القضية هو الهدف الذي أطالب به في البلاغ"، مبيناً أنه "ليس هناك من مفر سوى أن يلتقي الطرفان كاميليا من جهة وأبو محمد وأبو يحيى من جهة أخرى، في مواجهة صريحة أمام النيابة العامة لنستمع إلى أقوال كل منهما، خصوصاً بعد التناقضات التي ظهرت أخيراً لنكتشف الحقيقة، وبغير ذلك البلاغ وبغير ذلك التحقيق مع الطرفين سوف تظل قضية كاميليا في حالة من الشد والجذب، وستفرض الشكوك حول مقطع الفيديو الذي ظهرت فيه كاميليا أخيراً".
وقال غراب "إن هذا الفيديو لم يُزل الغموض في قضية كاميليا، فهي تحدثت فقط عن نفي إسلامها ونفي تعرضها لسوء المعاملة بالكنيسة، وتبقى نقاط مهمة وجوهرية وهي التي أشار إليها أبو يحيى، لكنها لم تتعرض لها تأييداً أو نفياً، مثل علاقتها ومعرفتها به ومرافقتها له إلى الأزهر، وما حدث أمام موظفي الأزهر وسيناريو القبض عليها ومكان تواجدها فترة الاختفاء، وحصول أبو يحيى على مستنداتها الخاصة، والتي نشرت على النت، وفي حال صحة وسلامة هذا الفيديو فالموضوع ينحصر الآن في نفي أو إثبات الوقائع التي حدثت قبل بث هذا الفيديو، وهو الأمر الذي ما زال محاطاً بالغموض".
وأشار غراب "إلى أهمية دور النائب العام في حماية الوطن والمواطن واحترام القانون، وأن فتح تحقيق الآن باتت أكثر أهمية مما مضى، ففي حال عدم صحة وقائع ما قبل بث الفيديو فالقانون يوجب محاكمة أبو يحيى بتهمة إثارة الفتنة الطائفية، وبث أخبار كاذبة من شأنها تكدير الأمن العام، وهو الأمر الذي لا يملك فيه النائب العام وأجهزة أمن الدولة خيار السكوت عنه، علماً أنني منذ البداية كنت أبحث عن الحقيقة فقط، ولا يهمني ما إذا كانت مسيحية ثم أسلمت ثم عادت مرة أخرى إلى المسيحية".
عودة للأعلى
الكنيسة: القضية أغلقت نهائياً
وقال القمص صليب متى ساويرس، وكيل المجلس الملي العام للأقباط الآرثوذوكس، لـ"العربية.نت": "إن قضية كاميليا أغلقت نهائياً، ولا أدري ما هي مصلحة من يثيرها الآن". وأضاف "أن كاميليا لم تعتنق الإسلام وأن ما حدث بينها وبين زوجها مجرد خلاف عادي وشخصي ثم عادت إليه".
وحول ادعاء المحامين والحقوقيين اختفاء كاميليا واحتجازها في الكنيسة، يؤكد القمص صليب متى "فلتكن كاميليا حيث ما تكن، فهذا ليس شأن أحد. وأعتقد أن من يدعي هذا الكلام يريد إشعال فتنة طائفية، وأطالب بمحاكمتهم بتهمة إثارة الفتنة وتهديد أمن البلاد".
وتابع القمص صليب متى "لا أعتقد أن من يزعمون دفاعهم عن الإسلام في قضية كاميليا يفقهون شيئاً في الإسلام، بل هم يريدون الفتنة ويفهمون الإسلام خطئاً. وأقول لهم نحن في شهر كريم، أما المظاهرات والهتافات المعادية للكنيسة فلن يلتفت إليها البابا، ولن يلتفت إليها أحد".