قلق في دمشق من حرب إسرائيلية شاملة
طباعة أرسل لصديق
مروان طاهر : الشفاف
10/ 11/ 2010
ذكرت مصادر مقربة من رئيس اللقاء الديمقراطي النيابي اللبناني وليد جنبلاط ان القيادة السورية تعيش هذه الايام قلقا جديا من تدهور الاوضاع في المنطقة، مشيرةً الى ان القيادة السورية تعتبر ان دمشق لن تكون في منأى هذه المرة من أي نزاع او حرب
ستنشب في المنطقة.
الوزير جنبلاط، الذي يزور دمشق وقد يلتقي الأسد اليوم، لمس من خلال لقاءاته ان القيادة السورية تأخذ على محمل الجد الرسائل الدولية التي وصلتها في الآونة الاخيرة: من التحذير الذي نقله السفير الاميركي في العراق روبرت فورد، وحمله رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى الرئيس السوري، وصولا الى زيارة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي السيناتور جون كيري.
وطبقا لما نُـقل عن جنبلاط فإن التهديد الابرز لدمشق جاء على لسان السيناتور كيري، الذي يبدو انه حمل تهديدا مزدوجا، أميركيا وإسرائيليا، في لحظة تقاطع بين تل ابيب والحزب الديمقراطي الخارج من هزيمة انتخابية أعادت صقور اليمين المحافظ في الحزب الجمهوري الى مجلس النواب الاميركي.
وتضيف ان رسالة كيري مفادها ان أي تحرك عسكري على جبهة الجنوب سوف يستولد ردا إسرائيليا في لبنان وسوريا على حد سواء، وان واشنطن أعطت موافقتها على إستهداف سوريا. وأوجز السيناتور كيري حديثه بأن لا ضمانات من أي نوع كان لدمشق بعد اليوم، لا للنظام السوري ولا لعدم استهداف سوريا من قبل إسرائيل، وأن الوقت نفذ من امام دمشق لتثبت حسن نواياها لجهة العودة الى حضن المجتمع الدولي ووقف رعاياتها للمنظمات التي تعتبرها واشنطن "إرهابية" ولوقف إسهامها في زعزعة إستقرار لبنان والعراق ومنع المصالحة الفلسطينية.
وأضافت المصادر ان على دمشق، وفي أقرب فرصة، البدء بتنفيذ التزاماتها الدولية دفعة واحدة وعلى جميع الجبهات في لبنان والعراق وفلسطين والابتعاد سياسيا عن ايران.
وربطت المصادر بين زيارة السيناتور كيري وزيارة وزير الخارجية الاميركي الاسبق كولن باول الى دمشق غداة إسقاط نظام البعث في العراق، حيث ابلغ الوزير باول حينها القيادة السورية ما إصطلح على تسميته "دفتر الشروط الاميركية" في المنطقة والذي كان من نتائجه أغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما نجم عن هذا الاغتيال من تداعيات ما زالت قائمة الى اليوم، وابرزها إنسحاب الجيش السوري من لبنان.
وتضيف المصادر ان الخشية السورية ناجمة عن الاستياء الاسرائيلي من سلوك القيادة السورية في لبنان حيث تعتبر تل ابيب ان دمشق تجاوزت الخطوط الحمر لجهة السماح بتدفق الاسلحة من جميع الانواع لـ "حزب الله"، الامر الذي اعتبرته إسرائيل خرقا سوريا فاضحا لجميع التفاهمات القائمة مع النظام السوري لقاء تعهد تل ابيب عدم استهداف سوريا، وهذا ما تجلى في حرب تموز عام 2006، حين شكلت الاراضي اللبنانية مسرح العليات العسكرية لاكثر من شهر في حين ان دمشق كانت تنعم بالهدوء والاستقرار.
وفي سياق متصل أشارت معلومات من العاصمة الاميركية واشنطن ان سوريا إستنفدت عامين من سيطرة الحزب الديمقراطي على الادارة الاميركية في مجلسي النواب والشيوخ والرئاسة من دون ان تحرز اي تقدم في علاقتها بواشنطن على الرغم من سياسة اليد الممدودة التي انتهجها الديمقراطيون مع دمشق منذ ما قبل إستلامهم السلطة. حيث زارت رئيسة مجلس النواب الاميركي نانسي بيلوسي دمشق، فضلا عن عدد من الوفود الديبلوماسية من مجلسي النواب والشيوخ، إضافة الى إقرار الإدارة تعيين سفير جديد في دمشق تم تعليق عودته في انتظار مؤشرات سورية على حسن نوايها في الاقليم. إلا أن القيادة السورية التي امتهنت اللعب على كسب الوقت والتناقض في المواقف، تعاطت مع سياسة الانفتاح الاميركي بخفة، حسب ما ذكرت المصادر، بالاستناد الى الدعم الذي تؤمنه إسرائيل لاستمرار النظام في دمشق الذي يؤمن مصالح تل ابيب في عملية السلام والجولان وتكريس الانقسام الفلسطيني وزعزعة الاستقرار في لبنان والعراق.
وتضيف المعلومات ان الظروف الحالية، ألغت مفاعيل التفاهمات السابقة حيث انتقلت السيطرة في مجلس الشيوخ الى الحزب الجمهوري الذي لا يكن اي ود للنظام السوري مضافا الى الاستياء الاسرائيلي من القيادة السورية ووقوع الحزب الديمقراطي تحت ضغط مزدوج جمهوري – إسرائيلي ما يجعل من مباعث القلق السورية جدية للغاية وتستدعي إتخاذ خطوات سريعة نحو تلافي الوقوع في المحظور الذي سعت دمشق لتلافيه طوال عقود
مروان طاهر : الشفاف
http://all4syria.info/content/view/34810/81/