صحف أمريكية: الانتخابات فضحت مستوى الديمقراطية الحقيقى فى مصر.. والمعارضة و"الإخوان" كانا يعلمان أنهما يقودان معركة خاسرة لكنهما صمّما على القتال.. وانسحاب "الجماعة" عزّز موقفها
وصفت صحف أمريكية فى إطار تعليقها على آخر تطورات المشهد السياسى فى مصر، الانتخابات البرلمانية التى أجريت يوم الأحد المنصرم، بالأقل نزاهة التى تشهدها البلاد منذ عقد كامل.
وقالت صحيفة "ذا أتلانتك" فى مستهل تقريرها الذى أعدته سارة طبول، إن المعارضة المصرية تعرضت لهزيمة منكرة عكست مدى معاناتها فى مناخ سياسى لا يقبل بالآخر، وكشفت عن مجرى الديمقراطية فى دولة تعد حليفا بارزا للولايات المتحدة وينظر لها كمرساة للاستقرار فى الشرق الأوسط.
ورأت الصحيفة أن الانتخابات فضحت مستوى الديمقراطية الحقيقى بل وأظهرته فى أسوأ حالاته، مع انتشار التقارير التى تفيد بوجود تزوير وشراء الأصوات وذيوع العنف وترهيب الناخبين، خاصة هؤلاء من أنصار المعارضة.
ورغم ذلك، أضافت الصحيفة، أن هذه النتيجة على ما يبدو كانت متوقعة سواء بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين، أو اليسار العلمانى، فالانضمام إلى جماعات المعارضة أمر "خطير"، وليس فقط خلال فترة الانتخابات، ومن جانبهم، يعترف الخصوم الذين أرهق صفوفهم الانقسام فيما بينهم، وأعيتهم المعونة السنوية التى تمنحها الولايات المتحدة للنظام، أنهم يخوضون معركة خاسرة، ولكنهم مصممون على القتال.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن الإعلامية جميلة إسماعيل، والتى هُزمت على أيدى مرشح الحزب الوطنى على مقعد الفئات، قولها إنها تعرضت لضغوط شديدة أثناء حملتها الانتخابية، إذ مزقت الملصقات التى تروج لها، وألقى القبض على مؤيديها، بل اتهمت وسائل الإعلام نجلها بالغش فى امتحاناته بالجامعة.
وأضافت جميلة: "أحب بلدى وأحب مصر، وأعتقد أن هذا النظام يجب أن يتغير، وهذا هدف أصبو إلى تحقيقه، وأنا عازمة على تحقيقه بأى تكلفة".
ورأت "ذا أتلانتك" أن الشىء الإيجابى الذى قد يتراءى من هذه الانتخابات هو توحد صفوف المعارضة المقسّمة ضد الحزب الوطنى.
ومن جانبها، اعتبرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أن عزم النظام على إزالة كل دليل على أن هذا النظام يتسم بالديمقراطية عن طريق منع المعارضة من الوصول إلى البرلمان، لا يعكس سوى نيته التى تنطوى على الاحتفاظ بالسُّلطة حتى انتخابات الرئاسة العام المقبل.
ونقلت الصحيفة عن إبراهيم الزعفرانى، وهو عضو سابق فى المجلس الاستشارى لفرع جماعة الإخوان بالإسكندرية، قوله إن نتائج الانتخابات أثبتت أن الجماعة لم يكن من المفترض أن تشترك فى المقام الأول فى هذه العملية، وكان ينبغى عليها المقاطعة.
وأضاف قائلا "جماعة الإخوان فقدت جزءاً من مصداقيتها عندما شاركت فى هذه الانتخابات، وإذا كانت قاطعتها، لكان موقفها أقوى الآن".
وأعلنت الإخوان المسلمين انسحابها من الانتخابات التشريعية اليوم، الأربعاء، اعتراضًا على النتيجة التى أسفرت عنها.
المصدر / جريده اليوم السابع