جعفر بناهي و أصدقاؤه ينتظرون دعمنا ، تماما كما ننتظر دعمهم عندما نكون في محنة ..
..........................
الزميل المحترم أبو خليل .
أشكر لك اهتمامك و مشاركتك .
(12-31-2010, 04:40 PM)أبو خليل كتب: الزميل بهجت, لم افهم ما تعنيه بال(الدفاع عن الظالمين) كما تفهمه انت...
هذا حقك و يسعدني بالفعل أن أوضح ذلك .
هناك جانبان اعتقد انهما في حاجة لإيضاح . الأول شخصي كما جاء في استفسارك ،و الثاني خاص بالشريط كله . نبدأ بالشخصي حتى لا يعتقد أحد أني أحلق بعيدا .
أنت مشكورا أدنت حكم المحكمة رغم إنتمائك المذهبي و السياسي للنظام الإيراني ، الذي تفضلت بأنه يشمل أيضا النظام القضائي ،و ليتك توقفت عندئذ . بل ألحقت تلك الإدانة بما يلتف عليها ، و أشير هنا إلى مداخلتك رقم 3 و مقال محمد الأمين ، و لم تترك أي مجال كي نراه مقال عارض ، كما يفعل البعض عندما يضع مجموعة من مقالات متناقضة في نفس الموضوع ، بل تؤكد أنه يعبر عن وجهة نظرك كما هو واضح من المداخلة 7 ، بل أنت تزكيه و تراه " قمة في الموضوعية و الحرفية " . حسنا تلك المداخلة متحيزة تبرر بشكل متزاكي - و لكنه مفضوح - جرائم محاكم الملالي في إيران ، و ترى في استغلال بعض الدعايات الغربية للمعارضين من المثقفين المحليين مبررا لمعاقبة هؤلاء المثقفين !. هذا منطق أراه غير مقبول ، فهو نفس المنطق الذي أعدم به الطغاة معارضيهم دائما ، أبواق المستعمر .. الطابور الخامس .. ذيول الغرب و أمريكا .. صوت سيده .. الخ من عبارات التخوين التي أصبحت كالإسطوانة المشروخة . لا نوافق بالطبع على تبرير التجاوزات بحق المثقفين بأنهم يدفعون ثمن مساندة الغرب لهم . وهاهو المقال المتوازن العظيم يقول .
اقتباس:يشير بعض المراقبين لنهج السلطة الحاليّة، إلى الدور السلبي الذي أدّته «جهات خارجية حوّلت التضامن مع المبدعين الإيرانيين المحسوبين على التيار المعارض، إلى تجارة سياسيّة، فإذا بهم يدفعون ثمن تلك المزايدات».
اقتباس:هل فات مدير «البرليناليه» دييتر كوسليك، أنّ تسليط أضواء برلين على سينمائي إيراني يخوض مواجهة نقديّة في الداخل، سيعرّضه لشتّى أشكال الحصار؟ ما زال أمام أنصار الديموقراطيّة في الغرب الكثير ليتعلّموه عن خصوصيّة الواقع الإيراني
.
ولا أحتاج أن أضيف المزيد في هذه النقطة التي أشار إليها بوضوح أبونواس ،و أفاضت فيها هالة ،و أشعر بحيرة كيف أنها خافية عليك ، هذا إذا كانت خافية حقا .
الزميل أبوخليل .
تفضلت بالقول ..
اقتباس:انا لو كنت معارضا لنظام بلدي او اعمل من اجل غاية معينة, ووجدت مراسلي قناة فوكس نيوز و العربية على بابي يريدون ان يجعلوا مني ايقونة اعلامية, فسأتوقف فورا عن ما افعله و ارفسهم خارجا طالبا منهم عدم ذكر اسمي
و قديما قال الزعيم عبد الناصر ما معناه (عندما يعادينا الامريكان نعرف اننا على حق )
أختلف معك و إلى حد ما مع هالة في تلوين العالم إلى نحن الأخيار وهم الأشرار . الغرب ليس شيئا واحدا ولا نحن أيضا . الغرب هو الذي صنع حضارتنا المعاصرة التي أعطت الإنسان حقوقا حقيقية لأول مرة في التاريخ ، و لكنه أيضا هو الذي فرض هيمنته الإستعمارية و خاض الحروب العالمية . علينا ان ندقق جيدآ عن أي غرب نتحدث ؟. من يساند جعفر بناهي ليس هو اليمين الأمريكي الذي اغتال أليندي و غزا العراق و صمت عن جرائم الصهيونية ، و لكنه غرب آخر أدان المكارثية و أسقطها في أمريكا ، هو أيضا الغرب الذي اصطف طوابيرا طوالآ لمنع الغزو الإجرامي للعراق ، هو الغرب الذي وقف ضد حرب فيتنام و هزم سياسة جونسون في عواصم أوروبا قبل أن تهزم في حقول الأرز في فيتنام ،وهو الغرب الذي يقاطع الإسرائيليين و منتجاتهم و يمنع الإتصال بجامعاتهم . يبقى أيضا نصف الحقيقة الغائب وهي أنه عندما أدين الغرب يجب ألا أكون واقفا في خندق واحد مع الفاشست الأصوليين ، بل سيكون هو الوقت المناسب تماما للقفز من ذلك الخندق .
الزميل أبو خليل ..
أعود إلى أصل الشريط ..
إنني لست سياسيا بل أزعم أني مجرد مثقف ينتمي لنفس العالم الشرقي الذي أنجب جعفر بناهي ،و لذلك ما يهمني هو ذلك الرفيق الذي أرى إنجازاته إنجازا لما نمثله ،و اننا لسنا متخلفين عن الحضارة ، بل نحن قادرون على صنعها و باتقان مبهر و تفوق . إني متعصب بالفعل لغاندي و أمارتا صن و نجيب محفوظ و لجعفر بناهي و يوسف شاهين و طاغور و عباس كياروستامي و نيمايسوهيج و نصرت رحماني ، لكل فناني و شعراء مصر و الهند و إيران و .... .
أردت هذا الشريط ان يكون رسالة .. أن حرية و حياة فنانينا ليست دون الغربيين ،و أنها غالية علينا و لن ننتظر تعطف العالم ورحمته بل سنحمي رموزنا و سنقاوم معهم . الأمر أكبر كثيرآ من السياسية .. الإنسان هو قضيتنا لا سواه .
عندما تعرض الدكتور سعد الدين إبراهيم إلى محنته الشهيرة ، كنت خارج مصر و لم يكن هناك أحد ينتظر مني أي عمل استثنائي ، فلست شخصية عامة و لا أملك أداة للخطاب العام ، رغم ذلك اشتركت باسمي و صفتي في وثيقة المثقفين المتضامنة مع د. سعد الدين إبراهيم . كنت أتابع بشكل محموم كل كاتب متضامن مع سعد إبراهيم ، و أحاول الإتصال به و شكره على موقفه . ومازلت أذكر هؤلاء الكتاب العرب و المصريين و أدين لهم بالعرفان . هذا كله رغم أني لا أتفق سياسيا مع سعد الدين إبراهيم .
القضية أكبر كثيرا من الإتفاق و الخلاف ..أكبر كثيرا من السياسة .. قضية المثقف الشرقي و العربي و المسلم ، لا يجب ان نكون دون غيرنا من نظراء لنا في العالم لا نقل عنهم بل كثيرا نفوقهم ،و لكننا نبيع أنفسنا في بلاط الحكام و آيات الله و الشيوخ ، فنهون على انفسنا و على غيرنا .. في النهاية هي قضية الحرية و قضية الإنسان .
جعفر بناهي و أصدقاؤه ينتظرون دعمنا ، تماما كما ننتظر دعمهم عندما نكون في محنة .
الحرية تطالبنا ألا ننساها .. لهذا لن ننسى الحرية و سندعم جعفر بناهي بحزم و لن نخذله .
أتمنى أن يكون هذا واضحا . حتى يمكن أن يكون هناك حوار أو ما يشبه الحوار .
الزميل خليل .
أشكر شرحك السياسي الأخير ، و ثق أني سأهتم به تماما عندما نكون في معرض الحوار حول قضية الأنظمة العربية و الإيرانية ،و الممانعة و الزحفطون و غيرها من فرائد السياسة العربية .
فقط آمل الآن أن نخصص هذا الشريط لقضية بناهي .