سيناريو سيطرة حزب الله على بيروت أنجز.. وكلمة السر «القرار الظني»
حطيط لـ«الشرق الأوسط»: صدوره ينهي العهد الحريري إلى الأبد
بيروت: «الشرق الأوسط»
تعيش القوى الرسمية اللبنانية المسؤولة عن حفظ الأمن في البلاد حالة قلق كبيرة من الوضع الميداني في ضوء التوتر السياسي المتفاقم على خلفية القرار الظني للمحكمة الخاصة بلبنان الذي يتوقع حزب الله أن يتهمه أو «عناصر فيه» بالضلوع في عملية اغتيال الرئيس الأسبق للحكومة رفيق الحريري في فبراير (شباط) 2005.
وبينما ذكرت صحيفة «الأخبار» القريبة من حزب الله أن «فصيلا أساسيا في المعارضة»، في إشارة واضحة إلى حزب الله قام بـ«محاكاة إلكترونية» لعملية السيطرة على بيروت - أكدت مصادر لبنانية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المحاكاة هي «خطة عملية وضعت على الورق وصدقت من قبل الأطراف المعنية، وأن تنفيذها ينتظر ساعة الصفر، وهي (القرار الظني) في جريمة اغتيال الرئيس الأسبق للحكومة رفيق الحريري،
وهو قرار قال خبير استراتيجي قريب من الحزب «سينهي العهد الحريري والسعودي في لبنان إلى الأبد».
ولم ينف حزب الله في اتصال لـ«الشرق الأوسط» مع أحد قياديه الخبر، لكنه لم يؤكده، معتبرا أن «الجميع يعلم أن الوضع في لبنان مقلق للغاية بسبب فشل كل الفرص حتى الآن، من غير المفيد الحديث عن سيناريوهات في الإعلام، ولكن لا أحد يستطيع أن يتكهن بما سيكون عليه الوضع بين يوم وآخر».
أما حركة أمل، التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، فقد نفت مشاركتها في أي «خطط ميدانية»، وقال مصدر في الحركة رفض ذكر اسمه إنها «ليست في حالة وضع خطط مواجهات ميدانية»، وقال: «نحن مؤمنون وملتزمون بما يقوم به دولة الرئيس (مجلس النواب) الأخ الأستاذ نبيه بري وما يبذله من جهود محلية وإقليمية بشكل متواصل للبحث على حلول ومخارج للأزمة القائمة»، مؤكدا أنه «لا يوجد على أجندتنا إلا السعي إلى استيلاد التفاهم بين كل الشركاء في الوطن،
لأن هذا الوطن للجميع ولا أحد يسعى إلى إلغاء الآخر لا اليوم ولا بعد مئات السنين».
وقد كشف مصدر لبناني مطلع لـ«الشرق الأوسط» عن معلومات تتداولها أجهزة أمنية لبنانية عن قيام حزب الله وحركة أمل وقوى أخرى متحالفة مع سورية بعقد اجتماعات دورية مكثفة لبحث «التنسيق» في ما بينها في معركة مفترضة للسيطرة على بيروت وطريق الجنوب
وتحييد مناطق أخرى مسيحية وسنية. وقالت مصادر لبنانية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن الاجتماعات تطرقت إلى «تقسيم المناطق» بين هذه القوى بحيث يصبح لكل فريق منها خريطته الخاصة للمواجهة في «ساعة الصفر». وقد عقدت هذه الأطراف بدورها اجتماعات تنظيمية لتوزيع المهام داخل كل فريق.
وقالت المعلومات إن بيروت قسمت إلى 3 مناطق عسكرية، تتولى فيها هذه القوى المهام، وتحديدا بين أمل وحزب الله والحزب السوري القومي الاجتماعي، وإن خططا بديلة أعدت لتقديم الدعم اللوجيستي من قبل حزب الله لهذه الأطراف في حال واجهت مشكلات تمنع تنفيذ الخطة. وتشير المعلومات أيضا إلى أن ساعة الصفر مرتبطة بالقرار الظني للمحكمة، إلا إذا ارتأى المعنيون تقديمها لاستباق القرار، لكن هذا السيناريو الأساس وضع على أساس صدور القرار الظني ونزول «شبان» غاضبين إلى الشوارع الرئيسية لقطعها احتجاجا عليه، ثم تتطور الأمور إلى مواجهات مع القوى الأمنية أو أنصار الفريق الآخر (14 مارس «آذار» وتيار المستقبل تحديدا)، فتغتنم القوى المسؤولة عن تنفيذ عملية الاستيلاء على العاصمة مهمتها.
ورأى الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد أمين حطيط (المقرب من حزب الله) أن ما تضمنه تقرير صحيفة «الأخبار» فيه الكثير من الواقعية، ولفت إلى أن «استراتيجية حزب الله الحالية تقوم بالدرجة الأولى على منع الفتنة، أي منع تسبب هذه الفتنة، وهو لذلك يسعى إلى الاتصالات والحوار، أما إذا لم يستطع منعها ووقعت هذه الفتنة سيحاول منع انفجارها بشكل واسع، وفي حال عجز عن درء الانفجار عندها سيلجأ إلى الحسم ميدانيا على الأرض». وقال حطيط لـ«الشرق الأوسط»: «الكل يعرف أن الفتنة ستكون محصورة جغرافيا في المناطق التي فيها وجود شيعي، مما يعطي «حزب الله فرصة للحسم وهذه المناطق هي بيروت والبقاع الأوسط والجنوب، ففي بيروت وبوجود الأكثرية الشيعية مع الحلفاء تحسم الوضع في 24 ساعة على الأكثر، أما في الجنوب وتحديدا على طريق بيروت الجنوب، فكان ثمة عاملان يشكلان صعوبة عند حزب الله هما وليد جنبلاط والحالة السنية في إقليم الخروب، وهاتان الحالتان انتهتا بعد أن حسم جنبلاط خياراته العسكرية وأعاد توضعه السياسي،
أما في البقاع الأوسط المعروف بثقل الوجود السني فيه مع الأصولية، فقد يتأخر الحسم فيه يومين أو ثلاثة أو أسبوعا على أبعد تقدير، وعندها قد يلجأ حزب الله إلى الحسم بشكل قاس، وأصحاب العلاقة يعرفون معنى الحسم القاسي وقد يدفعون ثمنا غاليا جدا، ولذلك يترددون في فتح المعركة».
وخلص حطيط إلى التأكيد أن «الفتنة إذا ما انفجرت، فإن حزب الله سيمسك بالأرض في ثلاثة أيام أو أسبوع على الأكثر، ولكن لا ينتهي الأمر هنا، لأن ما سيحصل على الأرض سيترجم في السياسية، وعندها تصل المعادلة إلى أن القرار الظني الذي صدر في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري سينهي العهد الحريري في لبنان إلى الأبد».
وقد تداولت الأوساط السياسية والأمنية والقضائية أمس، في ما يشبه السيناريو الأمني العسكري الذي نشرته صحيفة «الأخبار» القريبة جدا من حزب الله، في تقرير لها سمته «محاكاة لتحرك مفترض مع صدور قرار يتهم حزب الله
دون إراقة دماء»، وفيه تتحدث عن «سيطرة أمنية مفترضة لمقاتلي حزب الله والمعارضة في بيروت ومناطق متعددة في لبنان تهدف إلى السيطرة على الأرض وتوقيف شخصيات سياسية وأمنية وقضائية، وكل الشخصيات المشمولين بمذكرات التوقيف السورية». وقالت الصحيفة إنه «قبل أن ينطق أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بكلمته المختصرة داعيا إلى عدم التعاون مع المحققين الدوليين، كان فريق رئيسي في إحدى تشكيلات المعارضة المتخصصة ينفذ محاكاة إلكترونية وميدانية للساعة الصفر المفترضة، في إطار أمني وسياسي.
وبنيت عملية المحاكاة اللبنانية (التي صودف أنها سبقت محاكاة إلكترونية إسرائيلية على حرب مقبلة مع حزب الله تطال تل أبيب) على سيناريو صدور قرار اتهامي عن المحكمة الدولية يتهم حزب الله، وبمواكبة صدور هذا البيان (أو حتى قبل صدوره بساعات بحسب البعض) ينفذ انتشار أمني وسياسي كثيف، وأبيض من دون إطلاق النار، ومن دون إراقة دماء، ولا يستهدف المواطنين، أو المناطق السكنية».
أضافت «الأخبار» أن «ما نفذ على الأرض خلال أقل من ساعتين، كان انتشارا أمنيا واسعا وسريعا. إطباق أمني وعسكري (غير معلن) على مناطق واسعة ومترامية في البلاد، وجملة أهداف فيها، من مراكز ومواقع وشخصيات سياسية وأمنية وعسكرية، والعثور (في الوقت نفسه بمدى لا يتجاوز ساعتين) على شخصيات مطلوبة على أساس مذكرات التوقيف أو على أساس دورها في محاولة إثارة النعرات المذهبية،
وتحديد مراكز ومخابئ هذه الشخصيات وتوقيفها، ومنعها من التحريض أو التحرك، والإمساك بمدن رئيسية في لبنان، وبمواقع سياسية حساسة، من العاصمة والضواحي إلى أعالي كسروان والشمال، والإمساك بالمرافئ والنقاط الحدودية لمنع هرب شخصيات».
وبحسب «الأخبار»، فإن «من يعنيهم أمر هذه البلاد، أبلغوا الخارج والداخل، وكل من يمكن أن يسمع، أن (رئيس الحكومة) سعد الحريري أمام مفترق خطير، ولا يجوز تركه يقود بمفرده، فهو تحت السن في القيادة، ولا يمكنه تحديد الاتجاه، وإذا ما واصل القيادة، فلا شك في أنه سيفشل في اختيار المفترق، أي مفترق كان، وسيصطدم بعارضة الطريق».
عبدو: سيناريو عن دخول الجيش السوري بعد القرار الظني اثر مجزرة بطرابلس
01 تشرين الثاني 2010
كشف السفير السابق جوني عبدو ان "حزب الله خرق المحكمة الدولية ولديه عناصر في الداخل تزوده بالمعلومات"، معتبرا ان "الزلزال الناتج عن المحكمة حاصل الآن".
عبدو، وفي حديث لتلفزيون "MTV"، رأى ان القرار الظني للمحكمة لا يستهدف المقاومة بل يستهدف حزب الله، معتبرا ان الهجوم الاستباقي على المحكمة جعل حزب الله يخسر الكثير، مشيرا الى ان ما حصل في عيادة الدكتور ايمان شرارة عملية استخباراتية.
ولفت عبدو الى وجود عدة سيناريوهات يُحكى عنها عند صدور القرار الظني، واحدها يقول انه سيكون هناك مجزرة في طرابلس بين السُنّة والعلويين ما سيؤدي الى دخول الجيش السوري والامساك بالمنطقة السنية في الشمال، وفي البقاع والجنوب لا حاجة المنطقة تحت السيطرة، وفي بيروت فقد تحدث عشرات 7 ايار، اما رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط يريد ان يحافظ على حيادية الجبل، اما في المنطقة المسيحية فالخوف ان يسيطر رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع على المنطقة المسيحية وبالتالي يتدخل الجيش لمنع جعجع من السيطرة على هذه المنطقة.
وكشف عبدو ان مخابرات الجيش اللبناني ابلغت جنبلاط قبل 5 ايار عن جهاز الامن المطار وكان هناك تفتيش عن سبب ما للقيام بعملية ما، معتبراً ان مخابرات الجيش ساهمت في اصدار المناخ الذي سبق عملية 7 ايار.
من جهة ثانية، لفت عبدو الى ان رئيس الحكومة سعد الحريري اراد ان يفتح صفحة جديدة مع سوريا ولكنها ارادت اكمال الصفحة القديمة، معلنا انه ليس من فريق سعد الحريري.
واشار عبدو الى ان دعوى اللواء جميل السيد ضده في فرنسا لا علاقة لها بالقدح والذم، معتبرا ان السيد يقول لنا ما تريده سوريا.
ولفت الى ان السيد كان تلميذه "ولكن لا افتخر به كما انه ربما لا يفتخر بي كاستاذه"، كاشفا ان "جميل السيد كان موجودا في حفلة بمنزلي عندما انتُخب بشير الجميل رئيسا للجمهورية".