بعيداً عن صخب الحوار وضجته وجلبته، تجد في هذه الساحة، زميلـــ(ـتـ)نا الكريم(ـة)، سكناً لروحك وبيتاً لفكرك، يقيه قيظ تموز وزمهرير كانون. فإذا كان الحوار يجلو النفس ويثقف الجدل ويشحذ الحجة ويصقل الشاهد ويدمشق البرهان، فإن هذه "المدوّنة" تتيح لروحك أن تكون نسيماً عليلاً وماء جدول عذب هاديء منساب، يمشي الهوينا، فيورق الشجر ويصدح الطير وينهل منه العطاش ما ينقع غلتهم.

أمامك يا قارئـ(ـتـ)ـنا العزيز(ة) إذاً، ساحة جديدة يدشنها "نادي الفكر العربي"، ليست كالساحات التي اعتدنا عليها. فهي خاصة "بالتدوين" والخواطر واليوميات والحوار مع النفس. يفتح بها المشارك موضوعاً لا تعطله مداخلة بائسة، ولا تحرفه عن مساره جملة هاربة، أو اتهام رخيص، أو تعريض مبطن اعتدنا على رؤيته يفتك بالمواضيع ويحيلها إلى حطام وبقايا ركام.

هي "مدوّنة" لخواطرك وأفكارك ويومياتك وما يشغل بالك من هموم وقضايا ومعارف وملاحظات.

هي "مدوّنة" تعطيها قلبك وجوارحك ووجدانك وعصير حشاشتك وفيض خاطرك فتزهر وتعقد وتثمر بمقدار ما تمنحها عنايتك بالمعنى واللفظ والصورة، وبقدر ما تنبذ نفسك من قول يقع "مواقع الماء من ذي الغلة الصادي".

هي "مدوّنة" ... وبيت أنت وحدك ربه وحارسه وصاحب الأمر والنهي فيه. تستطيع أن تسيجه وتصونه وترتبه وتحافظ عليه مشمساً منعشاً جميلاً منظماً، وتستطيع أن تجعله مخزناً للخردة العتيقة ومسرحاً للعنكبوت وعلبة محشوة بالهذر يبكي على عرصاتها الكلام. ولكن، هذا وذاك، لن يمر إلا من خلال "قوانين نادي الفكر" والأعراف العامة المتبعة التي يحرص عليها كل قلم حر مسؤول.

أنت وحدك، يا عزيزي | عزيزتي إذاً، من يستطيع أن يفتح موضوعاً في هذه الساحة ومن يقدر أن يعدل ويبدل فيه. فاحرص– عوفيت – على تخيّر فكرك وكلماتك وصورك وتشابيهك كي تحافظ(ي) على هدأة بيتك وجماله وألقه وسكينته، بل "وتفرده" لو عرفت كيف تعدّ(ين) للأمر عدته.

القارئة العزيزة، القاريء العزيز

يسر إدارة "نادي الفكر العربي" أن تفتتح هذه الساحة الخاصة، راغبة من خلالها، أن تعزّز أكثر فأكثر حرية التفكير والتعبير، وأن تلبي حاجة الكثير من الأقلام المرهفة بينكم للعطاء والتنوير. وهي بهذا، يحدوها الأمل، وترفدها ثقتها بكم، بأن يكون هذا المنبر الجديد الخاص واحة للحرية المسؤولة، ومحجاً للأقلام الواعية المثقفة، وكعبة للأفكار المحكّكة الراجحة التي خبرتها في أعضاء النادي منذ انتظامها وأياهم في موكب واحد؛ موكب النقاش المثقف الواعي، والتفاعل الحضاري، والسير قدماً على طريق الانفتاح على الآخر، والتقدم والرقي والنهضة التي نرومها لمجتمعاتنا ولإنساننا في الشرق والغرب.

ودمتم سالمين

الزملاء الكرام؛
بعد التحية والتقدير

نحيطكم علماً بإمكانية تعديل مواضيعكم وردودكم بأي وقت كان في ساحات الفهرس وساحة المدونة.

وشكراً.

Admin