الزميل الوراق و عذرا على التأخير ..
اقتباس:انا معك ، ولكن هل تنفي عن هذا الشخص التفكير ؟؟ اذا لن يكون بشراً !! أنت تتكلم بهذه الحالة عن حيوان خرافي وليس بشراً . التفكير يقتضي الخير او الشر . اي يمارس الاخلاق او اللا اخلاق وهو يفكر . ان كنت لا تحب الفلسفة فهذا شأنك ، هل تريد ان نقبل كلامك وامثلتك بدون تمحيص ؟ لماذا ؟ ما الذي يجبرنا على ذلك ؟ واعتذر ان كنت اتلفت مثالك المحبوب والعزيز عليك : رجل كوكب اكس . واقتناعك به لا يعني اقتناع الاخرين به . لانه يجرى على انسان ، والناس كلهم من هذا النوع
.
هل تستطيع معرفة ما يفكر به الناس ؟؟ هل تستطيع معرفة نواياهم ؟؟ هل تستطيع ان تحاسب إنسانا على نواياه ؟؟
لا يمكن ان تضع تصنيف لما هو اخلاقي أو غير اخلاقي على نوايا ....... طرحك هنا غير عملي على الإطلاق.
حتى إن أردت ان تعرف النوايا فيجب أن تكون هناك افعال تدل عليها ..... مثلا لا تستطيع أن تتهم شخصا بأنه يريد ان يسرق بيتك دون وجود دليل على ذلك. بينما لو رأيت شخصيا ملثما يتسلق سور بيتك الساعة 12 ليلا فإنه يحق لك استنتاج ذلك.
اقتباس: الملحد انسان ، والمؤمن انسان ، والانسان دائما يريد ان يعرف من انعم عليه ليشكره ، بغض النظر عمن يكفر النعمة ، فهذه حالات خاصة
ما نقوله هنا أن الاخلاق لا علاقة لها بإيمان او حتى إلحاد ..... و الملحد لا يكفر بشيء لا يعتقد بوجوده أصلا.
اقتباس:يعني انت تثبت ما نفيته قبل ذلك، من أن الاخلاق لا معنى لها خارج المجتمع ونطاقه ، اما موضوع الاخلاق مع الدجاج سيقودك هذا الى الاخلاق مع النبات ، سيقول لك عود القمح لماذاقطعت ساقي و اكلت بذوري ؟ بل حتى الصخور ستشتكي ذا ضربتها بالمعول : لماذا غيرت تكويني وشكلي ؟ هذا يقودنا لفكرة التسخير ، التي تخرنا من هذا المأزق الأخلاقي ، فالله سخر لنا الدجاج لنستفيد منها ، لكن لا لنعذبها ، وهكذا نكون اخلاقيين مع الدجاج .
من ناحية نسبية ... سواء بالنسبة للحيوانات أو النباتات نحن كائنات غير أخلاقية ......
أما موضوع التسخير فهذا اختراع ديني ..... كوننا كبشر استخدمنا قوتنا على بقية الكائنات لنصبح على رأس الهرم الغذائي لا يعني أن كل ما حولنا مسخر لنا من قبل إله وهمي.
إذهب إلى اي محل للدواجن ...... و راقب الدجاجة حين تذبح ، إنها تحاول الهرب و النجاة بحياتها بمجرد ان يفتح باب القفص ، لو كانت هذه الكائنات مسخرة كما تدعون .... لسلمت نفسها للذبح.
اقتباس:هل يحدث هذا واقعياً ؟ هل يوجد احد يتالم للفقراء ولا يساعدهم ؟ اذا هو كاذب . ما الذي يمنعه طلما يستطيع ولديه الدافع ؟ انت لا تتكلم عن الواقع ، بل تفترض صورا خيالية ، وهل الاعمال تبدأ من حالها ، أم تسبقها شعور ونية وتصميم ؟ الم اذكر لك من القانون نفسه ما تُحترم فيه النية ؟
كثيرا ما تحصل ........
الافراد يختلفون في تعاملهم مع الفقراء .... فمنهم من يتبرع بكامل ثروته و منهم من يتبرع بمعيار بسيط و منهم من يكتفي بقول كلمات مثل ( الله يعطيك ) أو ( اسف اللي فيني مكفيني ) ( ما بقدر ) و منهم من لا يكترث أصلا .....
نكرر النية أمر شخصي بحت ، كما ان النية أحيانا حتى لو كانت حسنة بالنسبة لصاحبها قد تكون سيئة بالنسبة للاخرين .....
مثلا من نفذوا الاعتداءات الارهابية على المدنيين في العراق كانوا يعتقدون أنها أعمال نبيلة في حرب مقدسة .....
حسن النوايا لا يعني بالضرورة أخلاقية العمل ، بل هناك مثل معروف " الطريق إلى جهنم مليء بالنوايا الحسنة".
اقتباس:اي من الانواع الثلاثة تسميه اخلاقاً ؟ ولماذا ياخذ مصلحة الاخرين بعين الاعتبار فضلا على ان يؤثرهم على مصلحته ؟ بينما في حين ان الاخلاقي في نظرك هو المصلحي ! فهل هذا مهتم بمصلحته ام بمصلحة غيره ؟ اذا كان مهتما لمصلحة غيره لانها مصلحة ، فكيف يضحي بمصلحته الخاصة ، وهي مصلحة ايضا ؟! وجود التضحية ينفي فكرة ان اساس الاخلاق مصلحة ،لأن التضحية تكون بماذا ؟ اليس بمصلحة ؟ انت وقعت في تناقضات فلسفية ينبغي ان تخرج منها ما دمت ستحافظ على هذا التعريف للاخلاق !
ومن يضحي بمصلحته لاجل المجتمع ، فهو خاسر في حسابات المصلحة ، اذا ينبغي الا يضحي احد بشيء ، وتكون التضحية بالاخلاق ، لخلق مجتمع مصلحي . حشرك للاخلاق بالمصالح امر متعب ويصعب الدفاع عنه , لانه جمع بين متناقضين . والمتناقضات لا تُجمَع .
النوع الاناني عادة غير اخلاقي ......
النوعين الاخرين أخلاقيين ...
البعض يا عزيزي يريد ان يرى عالما أفضل و لذلك يضحي (و هو راضي ) من أجل قضية نبيلة ، قد يضحي بحياته أو ماله أو وقته و جهده ، هذا ينظر إليه الناس باعتباره على درجة عالية من الاخلاق لأنه يفيد مصلحتهم.
لا ارى اي تناقض، التناقض موجود في أوهامك .....
فهناك فرق حين أعرف الاخلاق استنادا لمعادلات المصالح ، و كيف يتعامل الافراد ضمن هذه المعادلات ، الامران مختلفان.
فلنعد لمساعدة الفقراء كمثال .....
الاناني لن يكترث بمصلحتهم ، فمصلحته ستبقى أهم و لن يعطيهم اي ثانية من وقته أو دولارا من ماله.
المتوازن سيساعدهم بالقدر الذي لا يؤثر على مصالحه بشكل يؤثر عليه سلبا ( المسألة نسبية ).
المضحي سيبالغ في مساعدتهم ، قد يكرس لهم وقته أو حياته مثلما فعلت الام تيريزا في الهند ، او يتبرع بجزء كبير جدا من ماله.
كما ترى معادلات المصالح موجودة .... لكن هناك اختلاف في التعامل معها.
اقتباس:بت في ردي السابق انه لكي يكون الشخص مصلحي فلا بد له ان يعارض الاخلاق ، لكنك تجاوزت ذلك
يبدو انك لا تفهم ما تقرأ .....
طبعا الانسان الذي يهتم بمصلحته فقط دون اكتراث بمصالح الاخرين لن يكون اخلاقيا بالنسبة لهم .... هذا أمر بديهي و لم نقل غير ذلك و هو واضح في تعريفنا.
يبدو انك تخلط بين مصطلح "إنسان مصلحجي" و بين " علاقة الاخلاق بالمصالح ". إذا كانت هذه هي الحال فانت لم تفهم شيء من الموضوع كله !!!
اقتباس:لماذا قلت : قد تشمل ؟ لماذا لم تقل : تشمل ؟ هذا يدل على سقوط فكرة الاخلاق بنت المصالح ، لأنها لم تستطع ان تتجاوز المصلحة العامة للمجتمع ، الاخلاق الحقيقية تستمر ولا تقف عند الحدود الجغرافية للدولة . مما يغعني ان الاخلاق ليست مبنية على المصالح ، وكان كافيا لك هذا الدليل فقط لأنه اراك الحد الذي تقف عنده الاخلاق المصلحية التي تحبها ، وكل ما يؤدي الى مصلحة فهو مصلحة . (انك لا تجني من الشوك العنب) .
في عندك مشكلة في الاستيعاب .......
بينت في الموضوع أنواع العلاقات التي فيها احتكاك يؤدي لوجود مصلحة بين أطراف.....
1- فرد مع فرد
2- مجتمع مع فرد
3- فرد مع مجتمع
4- مجتمع مع مجتمع
إلخ
لذلك قلنا أنها قد تشمل ...... يعني العلاقات ليست دائما بين افرد ، قد تكون بين مجتمعات و دول .
اقتباس:ولكن اذا تعارضت المصالح ماالعمل ؟ انت تتهرب عن هذا السؤال ولا بد للمصالح ان تتعارض ، وان تسايرت فهي لكي تتعارض ، كالرفاق في خندق ، فبعد النصر او الهزيمة ، تبدا مصالحهم بالتعارض . بعد ان جمعتهم المصلحة العامة مؤقتا في الخندق . ستقول انني اختلق قصة من خيالي ! لا هذا هو الواقع، في السياسة وغيرها ، مما ينبني على المصالح . في ظل الظروف الواحدة يصبح الجميع كأنهم شخص واحد ، ورفاق الخندق ليسوا يراعون مصالح الاعضاء الاخرين ، بل هم يراعون مصالحهم ن لكنها متفقة مع مصلحة زملائهم ، فاذا خرجوا اختلفت ، واستمروا يراعونها . العصابة بناء على تعريفك يكونون اخلاقيين ، بينما هم لم ينووا الاخلاق ، لا يوجد شيء بلا نية ، بموجب تعريفك : من اطلق النار فوق راسي وصاد طائرا اخذته انا واكلته ، عمل اخلاقا معي ! مع انه كان يريد ان يقتلني ! والواجب الاخلاقي بموجب تعريفك يقتضي ان اشكره ! لانه لا شأن لي بالنيات كما تقول ! الا تلاحظ ان ربطك الاخلاق بالمصلحة هذا يقودنا لعالم اللا معقول واللا منطقي ؟
مع احترامي لشخصك .... طرحك اضعف بكثير من ان يتهرب منه أحد.
تعارض المصالح امر طبيعي و يحدث كل يوم بل و كل لحظة طالما هناك احتكاك بين أطراف لها مصالح مختلفة .......
لماذا تتشاجر الناس ؟؟ لماذا هناك محاكم ؟؟ لماذا هناك شرطة ؟؟ لماذا تحصل الحروب بين الدول ؟؟
تعارض المصالح يحصل كل يوم ....... حتى بين الحيوانات ، تجدهم يتقاتلون من اجل الغذاء من أجل الجنس من اجل السيطرة على المكان .
لماذا ثار الناس في مصر و تونس و غيرها ؟؟ اليست لان مصالح النظم الحاكمة تتعارض مع مصالح الشعوب ؟؟
قد تسال ما هو الحل ....... ؟؟
الحل يكون بإيجاد صيغة تخدم مصالح جميع الاطراف و في نفس الوقت يلتزم بها الجميع .... هذه الصيغة هي القوانين.
ساعطيك مثالا ......
لماذا هناك قوانين للمرور ؟؟؟ لماذا يعتبر تجاوز الاشارة الحمراء مخالف ؟؟ أو القيادة أعلى من سرعة معينة مخالف ؟؟
قوانين المرور وجدت لكي تنظم مصالح الناس في التنقل ......
تحياتي ....