رشيد الخيون
http://www.youtube.com/watch?v=HPXyib79jAc
50.00 minute interview
مع رشيد الخيون في كتابه «ضد الطائفية»
مازن لطيف
20/04/2011
قراءات: 41
يكتب في مواضيع تراثية ويربطها بالمعاصرة، بمعنى كتاباته تركز بين التراث والمعاصرة. مقالاته ومؤلفاته لها رصيد وشعبية داخل العراق وخارجه بشكل كبير ومميز، وينتظرها القراء والباحثون والمثقفون بمتابعة وشغف وحرص شديد كونها تمتلك دقة في الطرح والجرأة والتحليل. يبحث عن المعلومة وعن الكتاب والمصدر الذي يحتاجه في اقصى مكان في العالم ويتابع ما يدور ويحدث في العراق ساعة بساعة لا يفوته شيء. انه الباحث الكبير رشيد الخيون الذي صدرت له مع بداية العام الحالي كتب جديدة منها كتاب (ضد الطائفية - العراق. جدل ما بعد نيسان 2003) عن دار "مدارك".. مواضيع الكتاب، حسب قول الخيون، كتبت ما بين 2003- 2008 ونشرت في صحيفتي الشرق الأوسط، والاتحاد الاماراتية، لكنها تأتي في هذا الكتاب بعد مراجعتها وتوسيعها. حملت فصول الكتاب، القلق من هذا الداء الخطير، والمتوج من خلال هذه السنوات بالمحاصصة الطائفية التي قدمت على رأس إدارة العراق موظفين غير أكفاء، مختارين بسبب انتمائهم الطائفي أولاً ثم الحزبي، وهكذا تضيع الحلقة إلى ما سميّناه بعصبة الحزب المدمرة، والحالة وإن تمظهرت، فالتخندق الشيعي على أساس الطائفية لم يحمِ الطائفة من التشرذم الى احزاب وكيانات متناحرة، وصل الأمر إلى حد المواجهات المسلحة، وكذلك لم تتمكن جبهة التوافق السنية توحيد أهل السنة، إنما ظهرت كيانات واحزاب متصادمة المصالح، وان التحالف الكردي لم يمنع الاختلاف الى حد كسر العظم بين القوى الكردية.
ويذكر الخيون أن الحل الأمثل يكمن في التركيز على الهوية الوطنية العراقية، والتنافس على اساس البرامج الانتخابية إلى الحزب العراقي، الذي يضمن اتاحة الفرصة للأكفاء من ابناء العراق لإدارة البلاد، فالوطن للجميع ولايجب ان يبرز طغيان الكثيرة على أقلية او العكس.
كتب الخيون في كتابه الجديد مدخلا إلى الطائفية خلاصته حسب قول المؤلف ان: الطائفية ظهر سهل الركوب، إذا لم يتصد لإزالتها رجال مخلصون "جريئون في ما يدعون كفاة" وهل يكفي الشيعة ان يكون وجهاؤهم في أعلى منافذ السلطة، بينما جلهم يعيش الكفاف، ملايين منهم تحت خط الفقر! وهل ستنتهي مظلومية الشيعة والكدر بتقاسم السلطة، وهل كان سواد أهل السنة في العصور السابقة يعيشون في الجنة! ام انها نزهة الوجهاء من أحزاب وشخصياتّ لا حامي لكل ابناء العراق، وعلى تعدد انواعهم واختلاف مشاربهم، سوى هويتهم الوطنية، وهي الواحدة المتعددة. احتوى الكتاب فضلاً عن المقدمة والمدخل 63 موضوعاً منها: بغداد بين غزوتين، تغييب الهوية العراقية، توحيد الأذانين بعد الوقفين، يا أئمة المذاهب الفتنة يقظة!، هل حان ظهور المهدي، ما هكذا تكلم ابو حنيفة، لا تحصروا شيعة العراق بإيران، الفلوجة.. الفلوجة، الأحزاب الدينية طائفية... وغيرها.
مازن لطيف
رحلة الخيّون … إلى نجد والحجاز!
كتب بواسطة admin، في 05 أبريل 2011
تركي الدخيل
من يقرأ للدكتور رشيد الخيّون، يخيّل إليه أن هذا المؤرخ الجاد، والباحث والمنقّب في التاريخ والتراث لا يمكنه إلا أن يكتب كتباً ثقيلةً لا يقوى على قراءتها إلا المؤرخين والمثقفين، لكنني أعتز بأنني حرضته ليكتب لأول مرة كتاباً فيه شجن من الذكريات والأحاديث وتأريخ لرحلته في السعودية، حتى أن قراءتك للكتاب تذكرك بجَلد الرحالة في كتبهم العظيمة. اسم كتابه: عمائم سود بالقصر السعودي-انطباعات شخصية من نجد والحجاز!
الخيّون تميز عن بقية الرحالة في كتابه هذا بأنه أضاف مشاهد مرحة، وشاهدنا نحن السعوديين من زوايا لم نعلم أنها فينا أصلاً لفرط نقدنا لأنفسنا، وهو عتب على أصدقائه السعوديين في بدء الكتاب لأنهم أعطوه صورةً فيها مبالغة نقدية أثناء مجالسته لهم من المثقفين والكتاب. لكنه حين زار السعودية لأول مرة كتب مائتي صفحة من أطيب الصفحات وأخفها على الروح والعقل.
كتب عن مشاهداته. زار الدرعية، والجنادرية بطبيعة الحال، والتقى رؤساء التحرير والصحف، وذهب إلى الحجاز بالحافلة متحملاً مشقة السفر لساعات وهو يدون الأماكن التي يمر عليها، ويتذكر ما قرأ في كتب التراث والتاريخ عنها، وزار ندوات ثقافية وفعاليات متنوعة ومتعددة، بل لم يوفر حتى اليوميات العادية للسعوديين، مثل المطاعم الشعبية ومقاهي الشيشة والانصات للشعر الشعبي. وهذه هي الرحلات العظيمة، أن تكون شاملةً لعمق البلد وداخله، بكل ما يحمله من عاداتٍ سلبية أو إيجابية.
كما اهتم بالتأمل بتاريخ الشيوعيين في السعودية، وكتب صفحاتٍ عن: صالح المنصور، المثقف الذي لا يزال يجاهد من أجل إقامة نقابات، ويوزع المنشورات الشيوعية ويضع منشورات شيوعية وكتباً لهم في شنطة سيارته لعل آتياً يسرق كتاباً من هذه الكتب ويقرأها ويستفيد. كذلك تحدث عن التيارات الدينية والسلفية وعن التشابه بين العراق والسعودية، كما لم ينس الظاهرة الليبرالية في الصحافة والإعلام، في المؤلفات، في الروايات، في الجيل الجديد القارئ والباحث، ويتعجب الخيّون من اصرار هذا الجيل على الكتابة في الخطوط الحمراء، يقول: أستغرب، مع الصورة النمطية التي تحملها ذاكرتي عن طريق السماع والقراءة، كيف تمكن كتاب وصحافيون وباحثون وإعلاميون من مواكبة التطور الثقافي، وكيف وصل عدد من هؤلاء إلى حد المنافسة في عواصم الحداثة، وكيف تمكنوا من فهم الدين خارج التشدد، وهم يعيشون في واحة التشدد، وحولهم بيوت الدرعية ما زالت قائمة، وهل المجتمع السعودي مغلق إلى هذا الحد بحيث لا تهتز الصورة بذاكرتي.
ذهب إلى الحجاز مختاراً بحافلة، لم ينصت لتحذير الأصدقاء من أن الرحلة شاقة وطويلة، يقول: حذرني أكثر من صديقٍ ألا أسافر من الرياض إلى جدة عبر الطريق البري، فطول الطريق حوالي ألف كيلومتر، يستغرق الوقت اثنتي عشرة ساعة، ولما أخبرت الصديق تركي السديري قال لي: احذرك إنها مغامرة! فالطيران متوافر ولا داعي للمتاعب! قلت له: إذا انعدم الترحال عبر البر ستنقطع الكتابة عن الأمكنة، أو ما يُعرف بأدب الرحلات، والفريد تيسجر (ت:2003) لم يعبر الربع الخالي إلا على ظهر جمل، ليكتب كتبه الرائعة عن رحلاته.
الممتع في رحلة الخيّون أنه دخل في الصحراء بكل تاريخها، أثناء سيره بالحافلة يصف المشهد: بدأ صوت القرآن وتفسيره وإعرابه عبر برنامجٍ متواصل، من آلة تسجيل الحافلة، إلا أن السائق المصري بعد قطع نصف الطريق، والابتعاد عن مراكز المدن التي نمر بها أخذ يفتح الأغاني بصوتٍ هادئ جداً، كنتُ منسجماً كثيراً مع ترتيل القرآن وسماع التفسير، فالمكان يوحي بالانسجام، أو هي الذاكرة وما اختزنت من اقترانٍ بين الصحراء وبداية الإسلام، فعلى العكس وجدتُ نفسي غير منسجمٍ مع الموسيقى والأغاني التي يبثها السائق بين الحين والآخر، ويعلو صوتها ويخفض.
الخيّون، كتب رحلته، ولم تخل من صور كاريكاتورية عن المجتمع، وبخاصةٍ حين دخوله في دهاليز المجتمع، وجلوسه معهم في الأماكن الشعبية، ومشاركته لهم طعامهم، كان الخيّون في رحلته رحالةً بالإضافة إلى كونه من المؤرخين والباحثين العرب المميزين… إنها تجربة تستحق القراءة!