ما جاء به هذا الفقيه ليس غريبا تماما، الشهادة ليست دوما "الشهادة في سبيل الله"... أنقل إليكم
هذا النص يظهر فيه أن أحد شيوخ الأزهر أفتى بالماضي بشيء شبيه... إذا كان الميت من الإسهال يعد شهيدا فكيف لا نعد ميت السرطان، لاحظوا هنالك من قال أن كل ميتة يموت فيها مسلم هي شهادة وإن كان هنالك تفاضل بينها:
ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" الشهداء خمسة : المطعون والمبطون والغَرِق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله "
وروى مالك في " الموطأ " وأحمد في " المسند " وأبو داود والنسائي وابن ماجة في " سننهم "
من حديث جابر بن عتيك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله :
المقتول في سبيل الله شهيد ، والمطعون شهيد ، والغريق شهيد ،
وصاحب ذات الجنب شهيد ، والمبطون شهيد ، وصاحب الحريق شهيد ،
والذي يموت تحت الهدم شهيد ، والمرأة تموت بجُمْع شهيدة .)
قال الإمام النووي رحمه الله في " شرح مسلم " :
( هذا الحديث الذي رواه مالك صحيح بلا خلاف ، وإن كان البخاري ومسلم لم يخرجاه ،
فأما ( المطعون ) فهو الذي يموت في الطاعون ، كما في الرواية الأخرى :
( الطاعون شهادة لكل مسلم )
وأما ( المبطون ) فهو صاحب داء البطن ، وهو الإسهال .
قال القاضي : وقيل : هو الذي به الاستسقاء وانتفاخ البطن ،
وقيل : هو الذي تشتكي بطنه ، وقيل : هو الذي يموت بداء بطنه مطلقا ،
وأما ( الغرق ) فهو الذي يموت غريقا في الماء ، و( صاحب الهدم ) من يموت تحته ،
و( صاحب ذات الجنب ) معروف ، وهي قرحة تكون في الجنب باطنا ،
و ( الحريق ) الذي يموت بحريق النار ،
وأما ( المرأة تموت بجمع ) ، فهو بضم الجيم وفتحها وكسرها ، والضم أشهر ،
قيل : التي تموت حاملا جامعة ولدها في بطنها ، وقيل : هي البكر ، والصحيح الأول .).
......................................................................
هل يعتبر الموت بالسرطان شهادة قياسا على موت المبطون والغرق ونحوها مما أخبر عنه النبي
صلى الله عليه وسلم أنه شيهد أم أن الميت بالسرطان لا يكون شهيدا ؟
الجواب : الحمد لله والصلاة على المبعوث رحمة للعالمين وبعد
فقد ثبت في الحديث الذي أخرجه مالك والنسائي وأبو داود، وقال النووي: هو صحيح بالاتفاق قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله،
المطعون شهيد،
والغرق شهيد،
وصاحب ذات الجنب شهيد،
والمبطون شهيد،
والحرق شهيد،
والذي يموت تحت الهدم شهيد،
والمرأة تموت بجمع شهيدة.
وقد ذكر الحافظ ابن حجر خصال الشهادة الواردة في أحاديث ثابتة، حتى وصل بها إلى سبع وعشرين خصلة،
وقال أيضا: وإنه وردت خصال أخرى في أحاديث لم أعرج عليها لضعفها.
ومن هذه الخصال الواردة في الأحاديث الجيدة، الميت بمرض السل، كما روى الديلمي من حديث أنس
أن صاحب الحمى شهيد، وروى الحافظ ابن علي الحلواني في كتاب المعرفة له، بإسناد حسن عن علي
رضي الله عنه قال :
كل موتة يموت بها المسلم فهو شهيد، غير أن الشهادة تتفاضل.
وسبب إطلاق لفظ الشهادة على هذه الميتات، -كما قال الإمام الباجي وابن التين- ما فيها من شدة الألم،
فتفضل الله على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أن جعل لها تمحيصا لذنوبها، وزيادة في أجورهم، حتى
يبلغهم بها مراتب الشهداء، وقد اختلف العلماء في تفسير بعض الخصال الواردة في الحديث، فقد جاء في
تفسير الطاعون بأنه غدة كغدة البعير، تخرج تحت المراق والآبـاط، وقـيـل : في تفسير ذات الجنب بأنه
ورم حــار، يعرض في الغشاء المستبطن للأضلاع ، ويقال هـو الشوظة، وقيل في المبطون هـو صاحب
الإسهال، وقيل هو المسحور، وقـال ابن الأثير: هـو الذي يموت بمرض بطنه كالاستسقاء ونحوه ،
ولأبي بكر المروزي عن شيخه شريح أنه صاحب القولونج.
يستخلص من هذا أن مرض السرطان بما ينتج عنه من آلام شديدة، يظل يعاني منها المصاب به مدة طويلة،
إمـا أن يكون داخـل في الأمـراض الـسـابـقـة بالنص ، مـن خـلال مـا فـسـرت بها هـذه الأمراض ، أو بالمعنى
لتحقق العلة التي ذكرها العلماء، بجعل هذه الأمراض موصلة للشهادة، وفضل الله واسع وخزائنه ملئ، والله أعلم .
فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد طه ريان
الأستاذ بجامعة الأزهر