تحيرت أين أضع هذه القصيدة .... فلست أريد مناقشة البلاغة الأدبية فيها لأضعها في ساحة الأدب و لست أريد وضعها في الساحة الأجتماعية لكي لا أقلبها غم للداخلين هناك ... فقررت وضعها في ساحة فكر حر .
نصبوا المشانقَ فاستطبتُ مماتي
نصبوا المشانقَ فاستطبتُ مماتي .. واللهِ موتي فيكَ عينُ حياتي
لا خوفَ عندي فالحسينُ يضمني ....... وأوالُ فيها تستريحُ رفاتي
سأمدُّ من قبري عروق ثورةً ......... نحوَ السما كتسامقِ النخلاتِ
يا ظامئًا رشحَ القلوبَ بمائِهِ ....... ما زلتُ أستسقي من الرشحاتِ
"هيهاتَ منَّا" لم تزلْ أنشودتي ... سأخبــِّرُ الظلماءَ عن "هيهاتي"
يكفي إبائي دمعةٌ طفيةٌ ......... هزَّتْ عروشَ الظلمِ في الظلماتِ
يكفي إبائي لطمةٌ في موكبٍ ...... عصفَ الصدى منها بكلِّ طغاةِ
ولأن أنفاسي تفوحُ ولايةً ........... دأبَ الطغاةُ على اجتثاثِ رئاتي
ولأن قلبي نبضُه لحنُ الإباء ........... جاؤوا وداسوا نغمةَ النبضاتِ
ولأنني أمشي بدربِكَ حافيًّا ....... جرفوا الرمالَ لتختفي خطواتي
مولاي جسَّدنا مصيبةَ كربلا ...... هل مثلنا ماضٍ وهل في الآتي؟
بوحميد" عاري الصدر جاءَكَ "عابسًا" ..... بجبينه يستقبل الطلقات
فرحان" جاءك رأسُه متفجرٌ ........ متجسدًا "عباسَ" في المأساةِ
قلبي على شمسٍ يشابه قاسمًا ...... طفلٌ يموتُ بأجبن الضرباتِ
وكأنها أم المصائبِ "زينبٌ" ................. حضرتْ لنا تتفقدُ الساحاتِ
بحثًا عن النسوانِ والأطفالِ قدْ .......... ضاعوا بمعتركٍ من الغبراتِ
فرأت "بهيةَ" قد تشعشعَ نورُها ........... رغمَ الدماءِ تشعُّ كالداناتِ
أيتامُكَ الأطفالُ ماتوا بالظما ................ أطفالنا ماتوا من "الغازاتِ
ولنا سبايا من نساءٍ سيدي ..... سلْ في سجونِ الشعرِ عن "آياتِ
مِنْ بعد أن ذبحوا الحسينَ تراقصوا .... واليوم نُذبحُ كرروا الرقصاتِ
لم أدرِ أنَّ بكاءَنا في مأتمٍ ................... طربٌ لهمْ دقوا له الطبلاتِ
مثلُ المصائب كُرِرَتْ مِن كربلا ........... فابعث حفيدَكَ يطلبُ الثاراتِ
------------------------------
غير معروف الشاعر ... و يبدو أنه لم يذكر أسمه لكي لا يلاقي مصير البطلة آيات القرمزي