نعود لأصل الموضوع والذي للأسف لم أقرأه ويبدوا أن كاتبه حتى لم يقرأ مقدمته ولم يستوعبها ، لأن مقدمة الخبر تنفي كل ما جاء بعده من تفصيلات لا أهمية لها بالنسبة الي ، بداية المقال تقول "
أ
اقتباس:كد اللواء صالح المصرى مدير أمن شمال سيناء، أن الأسماء التى وردت فى تقرير نشر مؤخرا وينسب لها الضلوع فى الهجوم على منشآت بالعريش غير صحيحة، لأن هذه الأسماء لم يتم القبض عليها من الأساس، نافياً وجود مساعد بن لادن بسيناء، وفق ما ذكره التقرير الذى وصفه بأنه "غير صحيح"
يعني الموضوع كله بما فيه من أسماء واعترافاته طلع كما يقول الخلايجة " خرطي " ولا أساس له من الصحة ، فعلام تناقش وتناور يا سيد بهجت ؟ هل المنطق يستبعد تورط عناصر فتحاوية في أحداث سيناء - وهذا ما قال به الحاكم العسكري للعريش على التلفزيون المصري - ولكنه لا يستبعد توجه 1500 شخص من غزة إلى سيناء ؟
أنا هنا لا أناقش صحة وجود فلتان أمني غير مسبوق في سيناء فهذا أمر واضح ولا يكذبه الواقع ، ولكن أتحدث عن توريط غزة - وهذا هو المخطط الإسرائيلي - مع الجيش المصري وجعل غزة عثرة أمام الأمن القومي المصري - او هكذا يراد له أن يكون سواء واقعاً أو في المخيلات فقط - .
ثانياً : بخصوص تحرير المساجين من السجون ، فمهاجمي السجون المصرية لم ينطلقوا من قطاع غزة كما تدعي ، بل انطلقوا من شمال سيناء لتحرير مساجين يتبعون لقبائل بدوية ولربما رشاهم حزب الله مقابل الإفراج عن مساجينه ، ومساجين حماس أفرج عنهم بأمر من القضاء المصري ، لأن هناك أوامر من المحكمة المصرية بالإفراج عن مساجين حماس وعلى رأسهم أيمن نوفل لعدم توفر الأدلة التي تثبت تورطهم كما ادعت الحكومة المصرية المخلوعة سنة 2009 ، حتى الشخص الذي ينتمي لكتائب القسام والذي أثيرت حوله الشائعات لمشاركته في عمليات تحرير المساجين ليس فلسطينياً قحاً بل والدته من سيناء ويحمل الهوية المصرية وقد تم اغتياله من قبل الجيش الإسرائيلي قبل عدة اشهر من الآن واسمه تيسير أبو سنيمة وهو أحد المخططين لعملية خطف جلعاد شاليط .
ثالثاً : المدقق في الخبر جيداً يلاحظ مدى تفاهة وسخافة وركاكة المعلومات الموجودة فيه ، فالخبر يتحدث عن دخول 1500 فلسطيني لسيناء وانضمام 500 مصري أي أن النتيجة هي 2000 مقاتل سيهاجمون مقرات الجيش والشرطة والقوات الدولية ومن ثم يطردونها وبعد ذلك يعلنون تحصين سيناء واستقلالها ومن ثم إعلانها امارة إسلامية ، هل العقل والمنطق يتقبل أن يستطيع هؤلاء ال2000 فعل كل هذه الأمور ، ثم ما هو نوع التحصين الذي يتحدثون عنه ؟ تحصين بالدبابات أم الطائرات أم أكياس الرمل أم المتاريس ؟
رابعاً : يورد الخبر معلومة تدلل على قلة وشح معلومات كاتبه و - مؤلفه - :
اقتباس:اعترف مسعود خليل النصراوى (فلسطينى) أنه عضو فى فصيل "جلجلة"القتالى التابع لـ"جيش الإسلام" الفلسطينى منذ عام 2009، وأنه تسلل إلى سيناء عقب أحداث ثورة يناير، قادما من معسكر التدريب بخان يونس بقطاع غزة، وتدرب على يد عبد الله السورى – هارب – على فنون القتال
والمعروف لكل متابع للوضع الفلسطيني يدرك بأنه لا يوجد تنظيم اسمه جلجلت ، إنما هذه الكلمة أطلقت مجازاً على التجمعات السلفية في غزة نسبة لنشيدة كانوا يسمعونها كثيراً اسمها " جلجلت ، عاليا في الأفق صيحات الأباة " ، وهذا الأمر يدركه كل سلفي في القطاع ، فعندما يريدون الاعتراف على شيء لا يقولون أنهم ينتمون لجلجلت لأن هذه كلمة مجازية ، انما ينتمون " لجيش الإسلام أو الأمة أو انصار السنة أو التوحيد والجهاد " .
خامساً : إستكمالاً لنوادر الخبر المضحكة ، هناك أمرين مضحكين وردا في الخبر وهما :
اقتباس: ل حامد حسن زعران (فلسطيني) خلال التحقيقات إن التنظيم الموجود فى شبه جزيرة سيناء يسمى "جيش تحرير الإسلام"،
جيش تحرير الإسلام ؟ بالله هل أنت مقتنع بهذا الإسلام ؟ هل يوجد سابقة لأي حركة في عالم أسمت نفسها بهذا الإسلام ؟ جيش تحرير الإسلام ؟
ويقول الخبر بأن الحملة نتج عنها توقيف 15 شخصاً ، 13 مصرياً و2 من فلسطين ، ولكن الخبر أورد اعترافات 4 أشخاص من قطاع غزة ، فكيف تنسجم معلومات الخبر كاملاً ؟
سادساً : يقول الخبر أيضاً :
اقتباس:وأفاد بأنه نفذ عملية تفجير كنيسة العائلة المقدسة فى رفح ومقام أحد الأولياء بمقابر الشيخ زويد، وأن خطته كانت تهدف إلى إجبار قوات الجيش والشرطة المصرية على الانسحاب من سيناء ثم القوات الدولية، ليتم بعدها إعلان الإمارة الإسلامية وسيطرة "القاعدة" عليها، كما اعترف بأن التنظيم وراء اختطاف الضباط الثلاثة وهم: النقباء محمد علام ومحمد الجوهرى وشريف الجوهرى الذين اختفوا مؤخرا، وأنهم قاموا باختطاف 7 ضباط و18 فرد شرطة خلال الشهور الماضية.
هل العقل يصدق أن عملية تفجير لكنيسة ومقر لأحد الأولياء سيؤدي لهروب أفراد الجيش والشرطة ؟ لأن العق والمنطق العسكري والأمني يقول بأن أي عملية من هذا النوع ستؤدي لردة فعل عكسية قوية جداً على شكل مداهمات وحملات أمنية صارمة ، إلا في هذا التقرير فإن هذه العمليات ستطرد الجيش والشرطة ايضاً ..!!
سابعاً : هناك مشكلة مضحكة ، يقول الخبر في بدايته " وأدلى 15 موقوفا (
13 مصريا وفلسطينيان) على خلفية أحداث تفجير قسم شرطة ثان العريش يوم 29 يوليو الماضى، " ، لكنه في نهايته يقول " وقال التليفزيون العبرى، إنه وفقا للتقرير الإخبارية المصرية فقد تم اعتقال حوالى
13 فلسطينيا واثنين من مصر للاشتباه فى تورطهم فى العمليات الإرهابية "
.
ثامناً : كل أفراد السلفية الجهادية في غزة لا يتجاوزون الألف شخص ، فضلاً عن أن قطاع غزة لم يسجل أي هروب من غزة إلى سيناء إلا نادراً جداً ، لأن الأمر لو أصبح ظاهرة لعرف في قوته لأن قطاع غزة يتميز بتكافل اجتماعي قوي جداً وكل شخص معروف فصله ونسبه وأي حالة اختفاء لأي شخص تثير ألف علامة استفهام ، فما بالك باختفاء 1500 شخص ؟
الخلاصة الخبر مليئ بالتناقضات والأخطاء المعلوماتية والمطبعية ، ولا يصدقه إلا من كان بينه وبين غزة حسابات يريد أن ينفذها ، والتدخل الإعلامي الإسرائيلي واضح تماماً في صياغة الخبر وفي تأجيج العواطف واللعب على النار ، وهذا لا يحتاج غلا دليل أو برهان .
لي عودة للرد على المداخلات الأخرى التي طرحت هنا .