http://www.facebook.com/notes/ahed-elhen...0709363399
بدأت منذ اكثر من سنتين بكتابة بعض من مذكرات فترة اعتقالي التي لم تدم لاكثر من شهر وبضعه ايام وذلك في فرع الميسات للامن السياسي في دمشق.. لم افكر سابقاً بنشرها.. الأن انشرها كما هي دون تدقيق نحوي او تعديل لكن كما كتبتها. وهنا انشر الحلقة الاولى عن اول يوم من الإعتقال..
وهي تحت عنوان سالسا سوريا
.....
١٤ كانون الأول عام ٢٠٠٦
سالسا دمشق
قبل يوم من الإعتقال كنت في الاردن وبعض الأصدقاء لاجل دورة تتعلق بإدارة المشاريع
الخاصة بالمنظمات الغير حكومية، وكنت صباحاً " اناضل" وعشية ارى بعض الأصدقاء في الأردن وخاصة ان صديقتي كانت تعيش هناك وهي التي ستساعدني بعدها للخروج من سوريا والبقاء عندها- في الليلة قبل العودة لسوريا ذهبت لاحدى الأندية في عمان إلى سهرة نظمتها مجموعة من اصدقائي تحت اسم سالسا عمان حيث يجتمعوا مرتين في الأسبوع لرقص السالسا. كنت قد تعملتها في سوريا ولكن في ذلك الوقت كنت في البداية وذهلت لمرونة تنظيم هكذا نشاطات في الأردن
.
عدت في اليوم التالي إلى سوريا ومعي احلام كثيرة منها لخدمة "النضال" وفقت تسميتي في ذلك الوقت
ومنها لتأسيس فرقة تحت اسم سالسا دمشق ولا اخفيكم كنت متحمساً اكثر لفكرة السالسا فكنت في بداية العشرين من عمري وتشدني هذه الأفكار ..
في ليلة قدومي لسوريا كنت واحد الأصدقاء قد اتفقنا على ان نقضي السهرة مع بقية اصدقائنا في
بار السراي في باب توما، اتصلت بصديقي وقلت له
أنا: خيو بكون ساعة إلك ساعة لربك خلينا نروح لهنيك( مقهى الأنترنت) قبل، لازم نكتب الوظيفة
هو: لك ايه ايه، والله علينا كومة وظايف وعم نقضيها لعب وسالسا
.
بالطبع كنا نؤمن في ذلك الوقت بأننا "حرابيق" اي شاطرين ونريد التكلم في الشيفرا لنزيد من درامية
"نضالنا" كي لا يفهم علينا الامن. ذهبنا إلى مقهى انترنت نتردد إليها دائما كانت "وظيفتنا" إصدار بيان بأسم مجموعة صغيرة كنا قد اسسناها تحت اسم شباب سوريا من اجل العدالة وكان البيان عن اصدقائنا المعتقلين حاليا في سجن صيدنايا وهم حسام ملحم، علي علي ،ماهر اسبر، علام فاخور، عمر العبدالله، طارق الغوراني، ايهم صقر، دياب سرية. وكان كل من حسام وعلي من اصدقائي حيث تعرفت عليهم في مايسمى المعسكر الإنتاجي وهو معسكر يخضع له من عنده واسطة بدلاً من الصاعقة كونه اسهل وقد يساعد في إعطاء نفس العلامات( مع اني لم استفد بعلامة منه) كنا نتردد لهذه المقهى ظننا منا ولسذاجتنا بانها بعيدة فلن يتمكنوا من الوصول الينا و ان المقهى اامن من البيت لكونهم لن يعرفوا رقم الاي بي الخاص. لم نكن نعرف حتى شاهدنا صور لما نكتب وصور لنا اخذت من كامرا الانترنت لاجقا في الفرع ان كل صاحب، مدير، موظف مقهى انترنت عليه ان يكون مخبراً ويتم تزويده ببعض البرامج التي تتيح له التجسس على كل الحواسيب في المقهى. انتهينا من وظيفتنا في الساعة 12 او الواحدة وصار بعدها موعد الكاس
صاحب المقهى: لك وين وين والله لتشربون شاي( هو عراقي)
انا: على راسي بلدك حبيب بس لازم نمشي والشاي ما بواتيني
صاحب المقهى: يابا شنو ما يواتيك شنو انت مو رجال ماكو انتم خطارنا
انا: يا حبيبي عم العب حديد( اي اذهب للنادي) وما بيصير اشرب شي مع سكر
صاجب المقهى: حديد ذهب ماكو ثواني ويصير الشاي
لم يجهز الشاي حتى دخل المقهى اربعة رجال مسلحين بالروسية وقالو " نحن امن
ضابط الدورية: كل واح( كل شخص) يطلع هويتو
صديقي وهو يخرج الهوية: ايه لكان الشرطة في خدمة الشعب عمي ( اراد المسايرة)
انا هامسا: ايه خيو في خدمة الشعب يمكن جايين يصبولنا شاي
ضابط الامن: ولا حجش انت وياه تعا لهون اي تعال لهنا
نحن: بامرك ريس
وما ان قدمنا حتى وضعت الكلبشات بايدينا ورمينا بمؤخرة( انتم كبيرين القدر) سيارة الستيشن
ضابط الدورية: ولا جحش انت وياه عندكن حدا بالخارج
أنا: ايه والله كل معارفنا خارج السيارة( حاولت لطف الجور)
ما ان قلت هذا حتى جائتني صفعة مخمسة على رقبتي وقال لي" مهضوم يا طيزي" " قلي ولاحجش مين الك في الخارج" في عندي قرايب وصديقي نفس الشي يعني مشكل باوروبا بامريكا" قلت له
ضابط الدورية: طيب ماشي بكرا منشوف ياحقير
صديقي هامساً: لك يازلمة شكلون مو امن بركدن( ربما) شي تاني
أنا: يازلمة حضرانلك شي فيلم بوليسي وجاي لعند ربي شو بدن يكونو
صديقي: عصابة تشليح عراقية ماشفتو لابن الش... صاحب القهوة بدو يشربنا شاي
احد العناصر: بلا همس ولا خرى، ثم نظرا للضابط ويهز راسه مع ابتسامة تظهر احد اسنانه الصفراء كدلالة على تحقيق انجاز" سيدي سيدي ما يهمسو"
ضابط الامن: حيوان انت وياه كلو خرى احسن ماحطي الباردوي في طي...
وبدات السيارة بالتحرك وامرونا بخفض رؤوسنا حتى نخرج من الحي، عندها فكرت بكلام صديقي ضاحكا على نفسي قد تكون عصابة تشليح فعلاً
طوالة الطريق وانا احذر عصابة تشليح ولا امن. اقول لنفسي( طيب لو امن شو بدو يكون انو فرع) وابدأ بالتحزر هامسا لنفسي ومضيفا للكلمات بعض اللحن كي يذهب الخوف" جويييية، عسكرييية، سياسييية، ثم اعيد جوييييية" وما ان قلت جوية حتى مشت السيارة بسرعة فوق احد المطبات جعلتني ارتطم بالارض وبخلفية الكرسي الذي يجلسون احسست وكاني طرت فقلت لنفسي" معناتو جوية شريك" بدات بعدها بالتفكير بما اقوله لهم لوكانوا مخابرات "لعمى هدول جحاش" اقول لنفسي" لو كان سأنكر" وانا افكر بدأت مسجلة السيارة بالغناء وتقول" نحن ولاد حارة صغيرة، خلي اللعب على غيري" ثم قلت لنفسي اي كان سأنكر هؤلاء أغبياء لن يستطيعوا معرفة ماقمت به ". " مابيطلعلك وا حسنة" تغني مسجلة السيارة قلت لنفسي" لعنة الله على علي الديك وحسنة لعمى كانو عرفان بشو عم فكر" ثم اضيف" لك ليش المفاولة بركدن الشباب عصابة تشليح
"
وصلنا لمقر العصابة بعد رحلة طالت من المطبات والصفعات بين الحينة والأخرى إما لهمسنا أو لعدم اخفاض الرأس او" تسلاية" على قولة الشباب. وصلنا مقرهم ووبعد ادخالنا من الباب الأول قام ضابط الدورية برن جرس الأنترفون الخاص بالسجن في القبو وقال له" معك وفيق من قسم الخنادق معي موقفين" فقلت له" شو خنادق طلعتنا من مقهى انترنت تعملي ياها خنادق" فاجاب ساخراً" فنادق فنادق يا جحش"
ادخلنا السجن في الأسفل وامرنا بالوقوف بجانب الحائط وبدات هنا بالإحساس بالموضوع وبالإرتجاف الذي حاولت اخفائه" ثم نكشني صديقي وقال " شفت صورتو على حيط صورتو للمعلم معناتو عند الحكومة نحن" قلت له" اخت يلي نفضك على هل خبر، اكلناها"
ادخلت اولاً للديوان أو الامانات فقلت للموجودين " شلون الشباب" محاولاً تلطيف الجو أو كسر الجليد
فقال لي احدهم والذي كان يعتبر المثقف بين الرقباء لكونه يجيد طباعة الكومبيوتر وهذا ما اكسبه شوفة حال " كول خرى ولك حجش شايفني رفيقك" تذكرت مثل تقوله جدتي " ياتيتة ان اعتزت الكلب قلو يا حاج كلب" فقلت له "لا تواخذنا استاذ" فانتفض من وراء كومبيوتره وقال استاذ في عينك ولا واحد متلك استاذ يا كلب" جاء صوت جدتي مجددا " من حطو بين الاوادم بتلاقي بين الصرامي" عرفت لاحقاً ان استاذ في لغة المخابرات والعسكر تعني حمار!!
جاء الضابط الذي جلبنا للغرفة بعدها بقليل سأل موظف الديوان شو دعارة فرد الضابط " لا لا هيدا
سياسة الحجش يعني أخرى" قرد" مع انو لابسين والله" وذلك كوننا على موعد في حفلة مع اصدقائتا. نادى لصديقي وكان قد اطلق لحيته كنوع من الموضى وأعتقد أن ذلك تسبب في اعتقاد موظف الديوان والرقيب الذي معه بأننا إسلاميين بعد ما سمع بتهمتنا السياسة( اكتشفت لاحقاً، ان عناصر الأمن تحاول ذل المتدينين من المعتقلين عبر اجبارهم على قلع ثيابهم وبدء اطلاق النكات على اعضائهم). فصاح بصوت عال "يالله ولك انت وياه شلحو كل تيابكن" معتقداً بأننا كإسلاميين سنتحفظ على ذلك "ايه شو عليه" قلت له. وعدت هنا للأمل بأنهم عصابة تشليح ثم صاح بصوت عال "ولا شرمو.. ولا شلاح البنطال الداخلي" قلت لنفسي " اول مرة بعرف انو بنطال داخلي بتنقال بالعامية " " طيب هي شلحنا" قلت له. ثم طلب منا القرفصاء ثم الوقوف وحسب وصفه "نزلتين امان" طلب مني لبس "البنطالين الداخلي والخارجي" وكذلك صديقي. بدأ يتصفن بنا وقال " طالعلكن عضلات كمان" فقلت له " اني ارى في الرياضة حياة" مستعيداً قولاً "للمرحوم" فرد علي" طيب بكرى من شوف كيف رح تصير حياتك" تم اخذ اغراضنا وتم تفريقنا واخذ كل منا إلى قسم المنفردات. ادخلني السجان للمنفردة صغيرة الحجم، رلكني على مؤخرتي واغلق الباب ثم اعاد سقاط الباب لوضعية القفل. تخيل لي وقتها رنة سقاط الباب مثل لحن موسيقي لاحد اغاني رقصة السالسا، قلت لنفسي على هذا اللحن رقصوا شعب سوريا لهذه العقود الطويلة