ازداد عدد العلماء الذين يعتقدون بإحتمال وجود اكوان سابقة على كوننا قبل الانفجار العظيم، والان ينبري احد اشهر علماء الفيزياء للدفاع عن هذه النظرية معتبرا انه قد تمكن من الوصول الى اول البراهين على ذلك.
نهاية الكون هي بداية لولادة كون جديد في متوالية كسموبولوجية لاتنتهي. في كلا الحالتين يجري الكلام عن كون بدون مادة، حيث لامعنى للقول بوجود زمان او مكان بالمعنى الكلاسيكي للكلمة. لهذا السبب يمكن افتراض وجود مرحلة انتقالية انسيابية من كون كهل الى كون وليد. هذا الوصف هو الذي يعكس مضمون نظرية conformal cyclic model وحسب هذه النظرية يمتد التاريخ الكسمولوجي الى ماوراء نقطة الانفجار العظيم.
الفيزيائي االذي يقف خلف هذه النظرية هو Roger Penrose, وعمل بروفيسور في جامعة اكسفورد ويعتبر احد اشهر المنظريين الفيزيائيين اليوم.
نظرية الدورة الكونية، حيث انفجار عظيم يعقب انفجار عظيم اخر، تشترط ان جميع الاجسام التي تمتلك كتلة تختفي كتلتها. هذا الامر ممكن من خلال امتصاصها من قبل ثقب اسود اولا ثم اختفاء الثقب الاسود نفسه ببطء بسبب انبعاث اشعة هوكينغ عنها. بذلك تختفي كل الكتل وتتحول الى فوتونات لاتملك اية كتلة.
خصوصية الجزيئات الفاقدة للكتلة انهم يتحركون بسرعة الضوء ، وحسب نظرية النسبية لاينشتاين يصبح الزمن واقفا بالنسبة لهذه الجزيئات. او بمعنى اخر حسب العالم pemrose: اللانهاية ليست زمن بالنسبة للفوتون. في كون يتسارع، اي سرعته تزداد بإستمرار، سينتهي الامر ان جميع الجزيئات ستشفط من قبل الثقوب السوداء. يعترف البروفيسور بيروزه ان الكيفية التي ستؤدي الى اختفاء جميع الجزيئات في الثقوب السوداء هي نقطة ضعف هذه النظرية، ولكنه يعتبر ان كتلة الجزئيات ليست عامل كوني ثابت وانما تختفي بإنتظام ببطء شديد وفي النهاية تزول تماما.
الثقوب السوداء الهائلة الموجودة في مراكز المجرات ستختفي من الكون بعد حوالي جوجول واحد ( الجوجول: وحدة قياس عبارة عن واحد يتبعه مئة صفر) اي لازال هناك وقت طويل. غير انه عندما يحين الوقت ستكون جميع الثقوب السوداء في الكون قد " تبخرت". ذلك يعني ان جميع الجزيئات التي تمتلك كتلة تكون ايضا قد اختف ولاتبقى الا جزيئات لاكتلة لها من نوع الفوتونات والجرافيتونات.
مع نظرية الدورة الكونية لايعود هناك حاجة لتوضيح كيفية حدوث شرارة الانطلاق من السينغولاتير ( نقطة ذات كثافة وحرارة لانهائية). اضافة الى ذلك لاتعود هناك حاجة لتفسير المرحلة المبكرة من نشوء الكون المسماة التضخم Inflation, وهي الفترة التي، حسب نظرية الانفجار العظيم، جرى تطور سريع للغاية للمركبات المادية للكون.
غير انه لايكفي التعريف بالنظرية من اجل حل حميع المعضلات، عل الاخص عندما تكون هناك نظريات اخرى يجري التعريف بها. ان النظرية العلمية السليمة قادرة على توقع الحوادث التي يمكن التحقق منها بالملاحظة لدعمها او نفيها. وبالفعل فإن نظرية الدورة الكسمولوجية تتوقع وجود حلقات في الخلفية الاشعاعية للكون.
موجات حلقية على الخلفية الاشعاعية
الموجات القادمة من عصر كوني سابق قادرة على التأثير على العصر الحالي. عندما تتصادم المجرات نجد ان السوبر ثقوب سوداء في مراكزها تتقدم من بعض وعندها ينبعث عنهم موجات جاذبية تنتشر في الكون برمته. هذه الموجات الخالية من الكتلة تبقى وتتجاوز الفترة الانسيابية الى عصر كوني جديد ، وحسب النظرية، تدفع المادة المظلمة في شكلها المبكر في العصر الكوني الجديد. هذه " الدفعات" نراها على شكل حلقات في الاشعة الخلفية للكون والذي ظهر بعد 400 الف سنة من الانفجار العظيم. موجات الجاذبية من من العصر ماقبل الانفجار العظيم هي التي سببت الحلقات في عصرنا، حسب النظرية، حيث كانت حرارتها اقل من حرارة المحيط الجديد.
بالتعاون مع الفيزيائي Vahe Gurzadyan, من جامعة الدولة الارمنية في يريفان قام الفيزيائي Roger Penrose بالتحقيق في الامر. اختاروا 10885 بقعة في الاشعة الخلفية وقاموا بدراستها للتحقق فيما إذا كان بالامكان العثور على حلقات من حرارة منخفضة. غير ان صورة الاشعة الخلفية التي التقطتها المركبة WMAP تعود الى عشرة سنوات.
نتائج النظرية لازال ليس بالامكان إعتمادها. الناقدين اشاروا الى ان الصورة المتاحة، بالتكنيك القديم، يمكن العثور فيها على اي شئ يخطر ببال الانسان. البعض الاخر اشار الى ان الحلقات هي آثار موجات صوتية والتي نتجت عقب الانفجار العظيم واصطدمت بالبلازما.
الجميع متفقين الى ضرورة الحصول على معطيات جديدة لدراستها وهذه المعطيات قادمة بالطريق عن طريق القمر الصناعي Plank الذي يقوم الان بإلتقاط صور الاشعة الخلفية بتكنولوجيا اكثر تطورا. والجميع بالانتظار.