{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
رحمتى سبقت غضبى (قصة)
نظام الملك غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,265
الانضمام: Apr 2011
مشاركة: #1
رحمتى سبقت غضبى (قصة)
الفصل الأول




اطلع الله على قلب عبده فوجده نقيا يشبه قلب طفل صغير فى معظم الأحيان ، نعم هو يغضب ويخطئ ويكره ولكنه هش فى غضبه وهش فى معصيته وهش فى كراهيته ... حتى مع من ظلمه ... كلمة ترضية صغيرة تزيل كل ما فى قلبه مما يُغضب الله.

كانت المشكلة ان الله سبقت كلمته كل شئ وألزم نفسه بالعدل ولم يكتب على نفسه الظلم ... فما العمل؟

إن العبد لا يصلى ... إن العبد يشرب الخمر .... إن العبد يكذب.... إن العبد يزنى ..... إن العبد يستحق العذاب....

رأى الله عبده ينفق فى الخيرات ويقتطع من ماله من اجل عباد الله ... رأى الله العبد لا يظلم ولكنه مثل أى إنسان يضل ويضعف ... والله منذ البداية وعد بأنه لن يحاسبه على ما ينبغى ان يفعله ولكن يحاسبه على ما كتب عليه وما يقدر عليه ولم يفعله.

كيف حل المعادلة ؟

بدأ ينزع البركة منه شيئا فشيئا ... من اللامباشر الى المباشر ويقول له ... ارجع أيها العبد فإن الله يحبك ولكن يجب ان يعذبك ... أنت يا أيها العبد أب وتحب أبنك .. فأنت تعاقبه وتضربه إن فعل ما يضره حتى تقيه سوء المصير .... ولكن الله كتب على نفسه العدل لن يدخل الجنة إلا من عمل عملها ولن يجاملك لأن قلبك طيب.

بدأ يرى أولاده أقل مما يجب أن يكونوا عليه ... حتى طريقة أكلهم ومشربهم واستهتارهم وثقافتهم ومستواهم العلمى ... سئ ... سئ ..... سئ

ولكن العبد لازال على ضلاله ... لم يرجع ... وبذل مال أكثر من أجل صلاح حال أولاده ... تماما كما يطلق الغرب حرية الزنا وبعدها ينفق المليارات على أطفال الملاجئ الذين يعيد تأهيلهم للحياة كأسوياء.....

وزاد العبد فى ضلاله ومعصيته ... ولكن كان على الجانب الأخر يزيد من الإنفاق على الخير ومساعدة الغير والوقوف جانب المظلوم ....

لقد مر عمر العبد وصار كبيرا ولن يعيش أكثر مما عاش والله يريد له الخير والعبد يأبى .. إن العبد يصر على أن يجعل الله أمام وعده ... لقد حرم الظلم على نفسه ولن يعامل العبد الضال معاملة العبد الطائع

بدأ العبد يشعر بأن كل شئ فى حياته سئ ويريد تغييره ... بدأ العبد يعيش فى عالمه الخاص فى عقله ويشعر أن هذا الواقع ليس واقعه وأكثر من الأحلام وزهد فى الواقع ... فبدأت الصدمات تتوالى .....

بدأ العبد يشعر بالندم على قراراته ويشعر بعدم البركة فى حياته ... فإن أشترى سيارة أصبح يشعر بعيب فيها ويريد تغيرها بسيارة من نوع أخر ... إن اشترى شقة جديدة وفرح بها ... فبعد فترة تسد نفسه عنها ولا يكمل تجهيزها ويكتشف فيها وفى الحى الذى تقع به عيوبا ويقول كيف اخترتها ... هل جُننت.....

ولكن العبد كما قال الشاعر داونى بالتى كانت هى الداء ... فزاد من الانغماس فى المعصية حتى يصادف السعادة التى فقدها .....

فجاء عقاب اكبر من الله كاد يذهب بعقله .... بدأت الاموال تختفى من المنزل ... شك فى أولاده ولم يشك فى زوجته فهى فوق مستوى الشبهات ... أحضر للمنزل خزانة رقمية لا يعرف أرقامها إلا هو وعد النقود جيدا وكتب مبلغها ... ورغم هذا ظلت تنقص النقود ألف وراء ألف ... حتى امتنع عن وضع اكثر من النفقات الجارية اليومية بالمنزل ... لقد ظن بالجان الخطاف والسراق وقريبا يظن بالجن الذى ينكح النساء ... لقد أوشك على الجنون

ورغم هذا لم يعد العبد ولكن بدأ يشعر بأن الله غاضب عليه ويجب أن يعود إلى الله.

ولكنه عبد ضعيف وران على قلبه ما كسب فتثاقلت خطواته ولم يعود إلى طريق الله ......

فأراد الله أن يرده ردا اشد عنفا ... بدأ العبد يلاحظ فى عمله انه يرتكب أخطاء لا منطقية ولا يعرف كيف ارتكبها ... بدأ يقرأ المكاتبات يرتب عليها أمورا ثم يكتشف أن المكاتبات لم تتحدث عما خطط له ورتبه حتى صار زملاءه ورؤسائه يشكون فى صحة عمله وعقله ... كيف هذا ؟ هل ذهب عقلى حين قرأت الخطاب ؟

قال العبد فى نفسه إن الله فعل ما عليه وليس لى حُجة عليه ويجب ان اعود إليه

ألم أسأله فى ضعفى أن أكون وبعد ان كنت ... عصيته ... ألم أسأله فى فقرى أن يرزقنى فرزقنى ....وبعدها أنفقت ما رزقنى به على متعتى وشهواتى ....

كم كان العبد أبق ... كم كان العبد لا يستحق ان يسأل الله بعدها شئ

ولكن هو الله وليس لى إله سواه

*********************************************************

الفصل الثانى


لمح العبد إشارة من الله .. فسر قلبه

لقد فعل شئ لم يفعله من قبل

لقد جمع أولاده وتحدث معهم .. كثيرا ما كان ينهرهم على عدم الصلاة عندما يلاحظ حياتهم الملخبطة وكانوا يصلون يوما أو بعض يوم ويتكاسلون بعدها .. لأنه لم يكن يصلى فكان أولاده مثله .. الم يطلب نوح عليه السلام من الله ان لا يذر للكافرين على الارض ديارا لأنهم لن يلدون الا فاجر كافر ... فالابناء مثل الاباء ثم أسوء من الآباء.

جلس مع أبناءه وشرح لهم كيف تم نزع البركة منه وحكى لهم عن الأخطاء التى يرتكبها فى عمله بصورة يستحيل معها أن يعالجها لأنها ليس لها منطق للعلاج .. فهو يخطئ أخطاء لا منطقية...

شعر بأن أبنائه قد اتخذوا قرار بإصلاح أنفسهم ...

وقف ينظر الى زوجته التى هى قرة عينه رغم انه كان يخدعها ولكنه يحبها والفارق بينها وبين أى امرأة أخرى عرفها .. أنها الوحيدة ذات القيمة فيهن .. فهى غالية عليه بأغلى من روحه وأى امرأة أخرى رخيصة يمكنها نسيانها بسهولة.

احتضن زوجته وهو يعتذر فى قلبه على أن ظلمها فمسها بسببه من قلة البركة ما مس أولاده وحزن على كل لحظة خانها فيها وعلى كل جنيه لم يعطيه لها ... احتضنها وهو يعتذر فى قلبه ... قالت له بدلال إن حضنك قد صار دافئا كأول مرة أحتضنتنى فيها.

شعر بحياة جديدة تشرق ...

وبدأ يتابع بركة الله فى حياته من جديد....

قد أتابع القصة .......


03-12-2012, 01:05 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  شاب عاق يستعطف أما غضبى السيد مهدي الحسيني 0 496 08-12-2012, 09:30 PM
آخر رد: السيد مهدي الحسيني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS