صدقني ياطريف يبدو أن حضرتك تحتاج لمزيد من الإطلاع علي الفكر الإسلامي..مثلما أحتاج أنا أيضا لمزيد من الإطلاع علي الأفكار التنويرية الغربية كي نستطيع الربط أو الدمج لاستخلاص أفكار واقعية....قديما كانوا يقولون لنا ياطريف أن من يفشل في توصيل فكرة لطفل في السادسة من عمرة فهو لا يفهمها...هو يحفظها نصا أو استخداما في مجال واحد ولكن لو أُخضعت هذه الفكرة للسؤال من جوانب أخري لتم كشف عوارها...

قضية قصور النص ليست واردة في الفكر الإسلامي...بل تتفق جميع المذاهب والتيارات الإسلامية أن القصور هو قصور فهم وليس قصور نص..أتحدث هنا عن القرآن الكريم وليس السنة النبوية..فشخصيا أري أن السنة النبوية"القولية" أو ما تسمونها ونسميها الأحاديث هي تحتاج لتنقيح وعرض علي العقل والقرآن معا..ولكن نحن في عصر لا يُسمح للمسلمين بالتعرض لتلك الأفكار ولو تم التعرض لها فهو من باب الإستحياء..والسبب في ظني هو الفكر التقليدي الجامد الذي انتشر مع بلوغ الإستعمار الأراضي الإسلامية بالإضافة إلي صدمات الحداثة المتتالية التي خلقت ردود أفعال متطرفة تجاه أي فكر تواصلي تنويري..بسرعة يتم توجيه أسهم النقض له وبإسم الدين..حدث ذلك مع شيوخ كُثر كالشيخ محمد الغزالي والشيخ أبو زهرة والشيخ علي عبدالرازق ورفاعة الطهطاوي ومحمد عبده والأفغاني والمراغي وغيرهم

بالنسبة لحق الإختلاف مع الله فهو موجود قال تعالي"فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" وقال تعالي"لا إكراه في الدين" وقال تعالي"أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين "...الله سمي دين المشركين دين..حتي الإلحاد ياأخي فهو دين بمعني فكر...الجميع له حق الإختلاف..أما قضايا المصير هي الشاهد علي صحة اختلافك من عدمه..ستقول أنه ومن الحرية أن يكون مصيري ليس بيد أحد والرد حينها أنك لو كنت صانعا لنفسك كان لك الحق أما ولك صانع مطلع عليك فمصيرك بيده..ستقول بأن الملحد لا يؤمن بأن له صانع..سأقول أين كنت قبل تاريخ ميلادك..لو آمنت بوجودك من العدم دون صانع فمن ذا الذي يُحط بوجودك لحظة وجودك..لو قلت لا شئ لقلت من ذا الذي أوجد الرحمة في قلوب أبويك ليعطفوا عليك صغيرا..لو قلت أن الرحمة شعور إنساني ليس له علاقة بالله لقلت أنها حينئذ لابد أن تخضع الرحمة لقانون وإلا لانقلبت الرحمة إلي تعسف وقهر..ولو قلت لا وجود لقانون حاكم هنا اعترفت وبلسانك أن معتقدك نسبي قابل للنقض..فمعني عدم وجود قانون حاكم يعني أن الرحمة قابلة إما للإنقراض من النفس وبالتالي العدمية أو قابلة للتغير بحيث حق لها أن تتطور أو تنكمش إلي قيم أخري والسبب هو عدم وجود قانون حاكم.......

أما تعريفي لقضية وحدة الأمة فهو سهل وربما لأنك تسمع به لأول مرة اختلط عليك وهذا دليل علي صحة تصوري بأن بحاجة للإطلاع علي الفكر الإسلامي..الأمة في الإسلام لا تضم المسلمين حصريا فقد تضم أيضا غير المسلمين..وقضايا التعايش مع غير المسلمين تتسق قيم التسامح الدينية في كل دين ..أما قضايا التعايش بين المسلمين فتهدف لتغليب قوي الخير عبر تغليب روح الدين الحقيقية التواصلية بين أصحاب الدين الواحد..أما فكرة الكتلة الواحدة التي استُشكلت عليك فهي عبارة عن أن يكون الجميع متفق في الآراء والتصورات والأهداف..وهذا مستحيل..ومن يتصور وحدة الأمة بهذه الصورة فهو لا يفهم الدين ولا الحياه بعد..فالله خلق الناس مختلفين وسيظلوا مختلفين إلي يوم البعث..والسبب في ذلك هو العلة من وجود الخير والشر وبالتالي خلق القيم الإنسانية الجهادية.وبالتالي أصبح للجنة والنار سبب للوجود فالمحسن له الجنة والمسئ له النار...هذا باختصار ما استُشكل عليك بخصوص الفكر الإسلامي..ولا أحب التوطيل في هذه النقطة فقد أعد لها دراسة في المستقبل القريب بإذن الله

(11-13-2011, 01:31 AM)فارس اللواء كتب:  قضية قصور النص ليست واردة في الفكر الإسلامي...بل تتفق جميع المذاهب والتيارات الإسلامية أن القصور هو قصور فهم وليس قصور نص..أتحدث هنا عن القرآن الكريم وليس السنة النبوية..

بالنسبة لحق الإختلاف مع الله فهو موجود قال تعالي"فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" وقال تعالي"لا إكراه في الدين" وقال تعالي"أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين "...الله سمي دين المشركين دين..حتي الإلحاد ياأخي فهو دين بمعني فكر...الجميع له حق الإختلاف..أما قضايا المصير هي الشاهد علي صحة اختلافك من عدمه..ستقول أنه ومن الحرية أن يكون مصيري ليس بيد أحد والرد حينها أنك لو كنت صانعا لنفسك كان لك الحق أما ولك صانع مطلع عليك فمصيرك بيده..ستقول بأن الملحد لا يؤمن بأن له صانع..سأقول أين كنت قبل تاريخ ميلادك..لو آمنت بوجودك من العدم دون صانع فمن ذا الذي يُحط بوجودك لحظة وجودك..لو قلت لا شئ لقلت من ذا الذي أوجد الرحمة في قلوب أبويك ليعطفوا عليك صغيرا..لو قلت أن الرحمة شعور إنساني ليس له علاقة بالله لقلت أنها حينئذ لابد أن تخضع الرحمة لقانون وإلا لانقلبت الرحمة إلي تعسف وقهر..ولو قلت لا وجود لقانون حاكم هنا اعترفت وبلسانك أن معتقدك نسبي قابل للنقض..فمعني عدم وجود قانون حاكم يعني أن الرحمة قابلة إما للإنقراض من النفس وبالتالي العدمية أو قابلة للتغير بحيث حق لها أن تتطور أو تنكمش إلي قيم أخري والسبب هو عدم وجود قانون حاكم.......

أما تعريفي لقضية وحدة الأمة فهو سهل وربما لأنك تسمع به لأول مرة اختلط عليك وهذا دليل علي صحة تصوري بأن بحاجة للإطلاع علي الفكر الإسلامي..الأمة في الإسلام لا تضم المسلمين حصريا فقد تضم أيضا غير المسلمين..وقضايا التعايش مع غير المسلمين تتسق قيم التسامح الدينية في كل دين ..أما قضايا التعايش بين المسلمين فتهدف لتغليب قوي الخير عبر تغليب روح الدين الحقيقية التواصلية بين أصحاب الدين الواحد..أما فكرة الكتلة الواحدة التي استُشكلت عليك فهي عبارة عن أن يكون الجميع متفق في الآراء والتصورات والأهداف..وهذا مستحيل..ومن يتصور وحدة الأمة بهذه الصورة فهو لا يفهم الدين ولا الحياه بعد..فالله خلق الناس مختلفين وسيظلوا مختلفين إلي يوم البعث..والسبب في ذلك هو العلة من وجود الخير والشر وبالتالي خلق القيم الإنسانية الجهادية.وبالتالي أصبح للجنة والنار سبب للوجود فالمحسن له الجنة والمسئ له النار...هذا باختصار ما استُشكل عليك بخصوص الفكر الإسلامي..ولا أحب التوطيل في هذه النقطة فقد أعد لها دراسة في المستقبل القريب بإذن الله

في الحقيقة لم يستشكل علي شئ في الفكر االاسلامي، فالفكر الاسلامي مستشكل على نفسه منذ نشوءه وحتى اليوم. ولم ينجح ولن ينجح ابدا في فك هذه الاستشكالية من داخله.

والالحاد ليس فكر، حسب علمي، الا من باب التشبيه، انطلاقا من ان الالحاد لايزيد عن رفض قبول الادعاءات بدون دليل وبرهان موضوعي ، كانت دينا او كانت كيمياء او كانت اسطورة. ان رفض هذا التعريف للالحاد نابع من القوى الدينية التي تفقد سيطرتها على وصم الالحاد بالدين انطلاقا من اصرارها على ان الدين فطرة. غير ان ذلك لايلزم الملحدين، من حيث ان التعريف يجب ان يأتي عن اصحاب الموقف وليس اعدائهم، اليس كذلك؟

والايات التي تفضلت بها لاتعني على الاطلاق إعطاء حق الاختلاف مع الله، من حيث انها فقط تبرر اسباب فشل الايات في اقناع المشركين في عهد بداية الدعوة، ونتيجة الاحباط الذي اصاب محمد. غير اننا لم نرى ابدا ان الاسلام عندما اصبح دولة سمح بحق الاختلاف لمن لايؤمن بديانة سماوية، بل وحتى لم يسمح لاتباع الاديان السماوية بالتعبير عن اختلافاتهم علنا. الاقتصار على السماح بممارسة الطقوس ليس هو نفسه حق الاختلاف كما تحاول اعطاء الانطباع، خصوصا ونحن نعلم ان اغلبية الاتجاهات الفقهية الاسلامية تقول بالناسخ والمنسوخ لتقع هذه الايات التي تفضلت بتسويقها في ساحة المنسوخ، في حين ان نطع الرأس هو الناسخ لحق الاختلاف مع الله.

ان هذا الخلط في معاني الكلمات والمصطلحات، حتى لو كان من باب حسن النية كطريقة للالتفاف على واقع النص الناسخ، سيترتب عليه إمكانية للخلط في الحقوق ويسمح بتغطية الانتهاكات المحتملة، كما يعمي الضحية عما يمكن ان ينتظرها اذا انتصر الناسخين.

اما في مسألة حقي في تقرير مصيري، فأنت تنصب فكرك حكما لتغتصب هذا الحق وهذا الامر لاتملك الحق فيه مهما كانت توضيحاتك الدينية التي تقف خلفها. غير انه يعكس بكل وضوح عدائية فكرك وامتلاكه لملكات تسمح له بإقامة الوصاية والتسلل على حقوق الاخرين لإلغائها واستئصالها تحت خيمة النص المقدس، وهو امر يبرر تماما الشك والحذر الدائم من هذا النوع من التفكير ولايشجعني ابدا على ان اصدقك

الأخ الكريم السلام الروحي

الحتمية التي سقتها كانت في سياق الرد علي طريف سردست بشأن إمكانية الرد علي ذوي الأفكار الغير مستقيمة...فهؤلاء لدي شر..وكل إنسان يري في نفسه الخير..وردي عليهم من وجه رد الفعل..

وأعتذر لك عن سوء الفهم..