قد يعتقد أحد أنني اطرح رسالة هذا الزميل من أجل الدعاية لحزب الحرية والعدالة، ولكنني أهدف لأمر آخر تماما سوف أطرحه بعد قراتكم لرسالته ورؤية تعليقاتكم...
هذه هي الرسالة...فلنعيش معا مع هذه المشاعر الصادقة ..
سقطت أقنعتكم يا أدعياء السلفية! لهذا اخترت الانضمام لحزب الحرية والعدالة..
لهذا اخترت تأييد الإخوان المسلمين..
تربيت على يد دعاة السلفية وبالأخص شيخي المفضل الشيخ فوزي السعيد حفظه الله.. الذي أكن له كل الاحترام والحب..
ولكن التحول المفاجئ للتيار السلفي للسياسة أمر مريب جدا جعلني في حالة اضطراب بشع..
فكل خطب السلفية انتقاد للنظام ودعوة لتحكيم الشريعة .. وتكفير التحاكم للطاغوت..
ويستمر الداعية في الصراخ كل خطبة وكل درس ضد النظام وفساده وكفره وعربدته وإضاعته للوطن..
وأعصابي تتفكك من الغل والغيظ على هؤلاء الحكام الذين لا يحكمون بما أنزل الله..
ويسعون لفرض كل قانون سافل على الشعب المسلم..
ويدمرون الوطن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ودينيا وخلقيا..
وكل منا يتمنى لو أمكنه الله من فعل شيء لتغيير هذا الوضع المخالف لشرع الله..
يتمنى أن يأتي اليوم الذي تحكم فيه الشريعة..
يتمنى الوقت الذي ينتهي فيه حكم الطاغوت لتحل الشريعة مكانه...
ويستمر الصراخ..
ليستمر الغليان معه في القلوب..
وتصرخ معه كل ذرة في دمائنا .. لا نريد هذا الطاغوت
لا نريد الحكم بغير شريعة الله..
هذا النظام كافر..
هذا نظام طاغوتي..
ظلمة ..
خونة لله ولرسوله وللمؤمنين..
عملاء .......
و...
ثم..
ثم ماذا يا شيوخنا؟؟؟
ما العمل؟؟
ما الحل؟؟
...........
ثم نبدأ في طرح الحلول عليهم...
أفلا ننابذهم بالسيف؟
- لا .. لا..
هذا تهور..
سيؤدي لمنكر أفظع منه..
سيؤدي لزيادة الاضطهاد والمحن..
سيدمر البلاد والعباد..
هذا خروج على الحاكم..
هذا مخالف لقواعد الفقه..
هذا.. هذا.. هذا..
ناسيا فضيلته أن المحن والاضطهاد والفساد وتدمير الوطن المنظم مستمر على قدم وساق!!
...........
أفلا ننافسهم في المجالس النيابة لنمنعهم من فرض قوانين وضعية؟؟
- لا.. لا.. لا يجوز الدخول في المجالس النيابة..
طريقة الانتخابات واختيار النواب هذه ليست طريقة إسلامية أبداً..
هذه طرق برلمانية أوربية كافرة..
وأذكر حادثة وقعت عام 1995 تقريبا إذ أعلن الشيخ فوزي السعيد والشيخ محمد عبد المقصود دخولهما المجالس النيابية لئلا يمسك بها نصراني أو علماني فيتحكم في المسلمين.. ثم تراجعا بعد ذلك وأعتقد أن السبب ضغط من بعض الدعاة!!
....................
فلا نملك إلا أن نسمع ما يجعل الدم يغلي..
ثم لا شيء.............
وبعد ثورة 25 يناير المباركة.. حدثت صدمة وإفاقة في آن معا..
من الذي سيقود البلاد....؟؟
من المرهل لتحكيم شريعة الله تعالى والخروج من النفق...؟؟
إنه الفصيل الذي كنا ننتقده لدخوله المجالس النيابية..
إنه هو الفصيل الإسلامي الذي يعمل بالسياسة ويكافح من أجل تطبيق الشريعة 70 عاما..
70 عاما ننتقده ونهاجمه لأنه يدخل الانتخابات ويقاوم فساد الحزب الوثني....
فرحت القلوب..
واطمأنت النفوس لأنه فصيل واحد سنتوحد حوله ونناصره ونؤيده وبذلك لا يحدث انشقاق إسلامي سياسي..
طبيعي... وهل يوجد غيره؟؟!
وحيت أتت هذه الفرصة التي ننتظرها فوجئنا بما لم يكن في الحسبان..
فوجئنا بأصحاب الدعوات السلفية الذين كانوا يحرمون خوض الانتخابات لم يخوضوها فقط..
بل أنشأوا عدة أحزاب أخرى باسم الدعوة السلفية لتنافس الفصيل الإسلامي الوحيد في محاولة لإثبات الذات أمامه...
ولئلا يتهمهم أحد بالتسبب في تلك الجريمة التي عانت منها البلاد طويلا..
جريمة محاربة من ينافس الطغاة في حكم الوطن..
لتظل البلاد في أيديهم دون منافس يعيثون فيها فسادا...
غير آبهين بما يترتب على ذلك من شق وحدة الصف وتشتيت الأصوات ليضعف التيار الإسلامي لتسنح الفرصة للمنافسين من العلمانيين والشيوعيين..
غير آبهين بأمر الله جل وعلا: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا)...
غير آبهين بأمر النبي صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالجماعة. وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية)...
غير آبهين بأمر الله جل وعلا: (وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)...
غير آبهين بأمره صلى الله عليه وسلم: "ستكون هنات وهنات.. فمن جاء يفرق أمر هذه الأمة وهو جميع فاضربوا عنقه كائنا من كان"...
غير آبهين بأمره صلى الله عليه وسلم: "إذا خرجتم جماعة فأمّروا أحدكم"...
إن الشرع باختيار أمير في الخروج لقضاء الحاجة أو السفر..
فما بالنا بالأمور السياسية التي هي من أخطر الأمور والتي عليها يتفرق الناس وتسال الدماء...؟؟
ما عذركم في إنشاء أحزاب منافسة للإخوان..؟؟
تقولون ضرورة لكي لا يسقط الوطن في أيدي العلمانيين والليبراليين.
أقول: كذبتم... والله كذبتم.
فالعلمانيون والليبراليون موجودون في السلطة منذ قرابة 100 عام فماذا فعلتم؟؟
وهل لم يظهر العلمانيون والليبراليون إلا بعد الثورة؟؟
تقولون إن الفتوى تتغير بحسب الزمان والمكان.. والظروف الآن تضطرنا لذلك..
أقول: ما دمتم اتفقتم مع الإخوان في هذا الأمر فلم لم تنضموا إليهم؟؟ لم أنشأتم أحزابا بعيدا عنهم؟؟
ستقولون إن الإخوان متساهلون في أشياء ويقدمون تنازلات ونحن لن نفعل ذلك.
أقول: ولماذا تقدمون أنتم التنازلات الآن؟؟
ألم تقدموا تنازلات بدخولكم الانتخابات وقلتم إنكم مضطرون؟؟
ألم تقدموا تنازلات بترشيح المرأة في البرلمان باسم الضرورة؟؟
ولا ندري ماذا تخبئ لكم الأيام من التنازلات باسم الضرورة..
ونسيتم أن الإخوان كانوا يعملون في ظروف قاهرة لو عملتم فيها لفعلتم مثلما فعلوا وربما أكثر..
أما الآن ولا يوجد أمن دولة ولا معتقلات فلماذا التنازلات؟؟!!
أنتم غير مخلصين في دعواكم..
ولو كنتم مخلصين لتضامنتم مع الإخوان أو كنتم جماعة ضغط فقط..
ستقولون إن الإخوان يعملون المنكرات ويسمعون الأغاني ويحلقون لحاهم..
أقول: هذه مزايدات لا أكثر.. فهم يبحثون عمن يصلح لتولي المنصب.. وبما أنكم أفسدتم عليهم المتدينين إذ يرفضون المشاركة الانتخابية فذهب الإخوان يبحثون عن غيرهم من الأكفاء وإن كانوا أقل تدينا..
وإلا هل إذا ذهب أحد مشايخكم وطلب الترشح على قائمة الإخوان كانوا سيرفضون؟؟
كلا..
ستقولون: دخلنا معهم في حلف واختلفنا معهم.
أقول: هذا شيء كنت أتوقعه .. فقد أقمتم الأحزاب ثم ادعيتم أنكم لستم ضدهم حتى لا يتهمكم أحد أنكم شققتم الصف.. ثم بعد ذلك ظهرتم على حقيقتكم.. ولو أرتم التحالف منذ البداية لما أنشاتم أحزابا أصلا!!
ولئلا يتهمكم أحد بشق الصف وإشعال الفتنة والعداوة.. خرجتم على الفضائيات تصرخون وتبكون وتعظون بعدم الانشقاق والافتراق ووجوب التوحد وعدم التنازع، وأن الإخوان والسلفية إيد واحدة.. و (إللي يعرف فيكم أخ سلفي أو إخواني أو العكس يبعتله 3 جنية هدية على الهاتف ويقوللّه دي هدية من أخوك).. وما شاكل هذه الدعوات النصابة!!
وأنتم كاذبون في دعواكم..
ولو كنتم صادقين لأفتيتم بعدم إقامة أكثر من حزب إسلامي لئلا يؤدي للتفرق.. ولكن أردتم إبعاد الشبهة عنكم.
حينما حصلت جماعة الإخوان على 88 مقعدا في البرلمان فوجئنا بهجوم شرس عليها من مدعي السلفية.. هجوم تولى كبره الشيخ محمد سعيد رسلان، يبحثون عما في بضاعة الإخوان من عيوب وأخطاء شرعية، تنفيرا للشباب المتدين من اتباعها أو الإدلاء بصوته لصالحها في الانتخابات، تاركين الأمر للحزب الوطني الفاسد يعربد في الوطن كيف يشاء ينهب ويسرق ويعتقل ويلفق القضايا ويقتل، ويبعد الصالحين ويقرب الملاحدة والعلمانيين ودعار الوطن وعاهرات المجتمع في السياسة والفن والإعلام.
ثم أذن الله أن تخرج الوثائق السرية من جهاز أمن الدولة (المنحل) لتثبت بما لا يدع مجالا للشك أن النظام كان يعتمد على بعض منتسبي السلفية المتعاونين معه لمهاجمة جماعة الإخوان والتنفير منهم بحجة محالفة المنهج الشرعي السليم!!
إني أتهم كل من ساهم إشعال العداء بين الجماعات الإسلامية في الظروف العصيبة التي تمر بها الأمة .. أتهمه بالعمالة للنظام البائد (بقصد أو غير قصد)، مهما طالت لحيته، ومهما قصر ثوبه، وفاح عطره، وإن صلى وصام وزعم أنه يريد لمّ شمل الأمة وتوحيدها لمواجهة الأخطار المحدقة بالعالم الإسلامي!
أتهم من يرفض الاتحاد مع جماعات العمل الإسلامي بحجة نصرة المنهج الصحيح، في وقت اتحدت فيه قوى الكفر من العلمانيين والماركسيين وغيره بصحفهم وقنواتهم وإعلامهم لهدم الإسلام ونبذ أحكامه وإبطال شريعته.. أتهم من يرفض الاتحاد معهم بحجة أخطاء شرعية لديهم.. أتهمهم بالخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين، لأن الواقع البئيس الذي تعيشه الأمة الآن لم يدع عذرا لأي مسلم يرفض التكاتف مع إخوانه وإن اختلفت وجهات نظرهم، فالواقع يقتضي من المسلمين الاتحاد من أجل مواجهة الحملات الصليبية التي يقودها الغرب في الخارج والعلمانيون من الداخل حفاظا على ديننا الذي ارتضاه الله لنا.
لا يتنافس كل فصيل منكم على الصدارة والقيادة.. بل تواضعوا لله تعالى وابحثوا عن الفصيل الإسلامي الجدير بالقيادة فصدّروا وقفوا في ظهره حتى يفتح الله بيننا وبين العلمانيين بالحق،
ووالله لو فعلنا فسيحدث كما حدث في ثورتنا المباركة ويحكم الإسلام..
فاخترت الانضمام للحزب لتحديد الصف الذي سأقف فيه عند حدوث الفتنة..
لن أكسر السيف بحجة اعتزال الفتنة.. فهذا يفعله من لا يستطيع التفرقة بين الحق والباطل..
أو أجلس في بيتي.. لأني لن أكون سلبيا تجاه ما يحدث..
بل اخترت الطريق الذي أمرنا الله تعالى به:
(وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)
وأمرنا به النبي صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالجماعة".
فما دام الإخوان بدؤوا بالعمل السياسي الإسلامي فلا يجوز منازعتهم فيه شرعا..
اللهم اجمع شملنا ووحد صفنا.. والله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين.
المصدر
http://www.ikhwan.net/forum/showthread.p...F%C7%E1%C9..