سمعت عن وفاة كريستوفر هيتشنز وقد فتح أخي في الله طنطاوي موضوعا لإظهار التقدير له. احتراما لمشاعر أصدقائي لم أرغب بتلويث موضوعهم بما سأكتبه الآن عن هيتشنز، كنت قد عبرت عن نفوري منه خاصة من مواقفه الموالية للإمبريالية الأمريكية في عصر بوش ما بعد "غزوة/مذبحة منهاتن".

أما بعد،

سأترجم مقاطع من مقالة مطولة كتبها ألكسندر كوكبرن في الموقع ذي التوجه اليساري counterpunch.

لا أقوى على إحصاء المرات، على مر السنين، التي بعد أن اتصل فيها صديق غاضب ما وسألني فيها "ماذا حدث لكريستوفر هيتشنز؟" - تساؤل فيه افتراض حدوث تغيير ما لهتشنز [...] أجبت أن هيتشنز لطالما كان نفس الشيء.

[...] التقيته في نيو يورك في الثمانينات وقد كانت كل مزاياه السياسية والشخصية بادية للعيان. لم أعتبره يوما راديكاليا. لقد تاق لأن يكون مقبولا، مزية كان أنضج تعبير عنها اختياره أداء قسم <تجنيسه> مواطنا أمريكيا أمام مدير أمن الدولة في إدارة بوش، مايكل شيرتوف. من الناحية الفلسفية الأساسية، بدا أن مرجعه كان دوما إيمان عميق بالخصائص الشافية للرأسمالية والإمبراطورية.

[...] أظن أن الحضيض لعدد من المواقف المخذلة كان ذهابه للبيت الأبيض لإلقاء خطاب تشجيعي عشية غزو العراق عام ٢٠٠٣. أظن أنه علم قبل ذلك بكثير أنه سيؤول به المطاف أن يصبح عجوزا يمينيا غريب الأطوار.

[...] إحدى أفعال هتشنز الانتهازية البشعة كانت قراره مهاجمة إدوارد سعيد قبيل موته، وبعد ذلك في نعيه. في مهاجماته لإدوارد سعيد خاصة ما بعد وفاته، لم يكن باستطاعة هتشنز التظاهر باحتقاره لرئيس فاسد، مغتصب وكذاب أو أي نعب آخر وصف به كلينتون <ذكر المقال في مقطع غير مترجم مهاجمات هتشنز لبيل كلينتون - ح.أ.>. كان هجومه الأخير على سعيد بهدف جلب الاهتمام وحسب - أمر كان أحد دوافع مهاجماته الأخرى لكن هذا الهجوم كان صعب الوطئ لانعدام وجود مبادئ عليا تبرره.

[...] لم يكتب هتشنز أي أمر يزعج الآراء السائدة ولو فعل لما نجح بالعمل في مجلة فانيتي فير لكل تلك الفترة. التهجم على الله؟ المعارك الكبرى حول تلك المسألة حصلت قبل مائة، مائتان أو حتى خمسمائة عام عندما أعدم جوردانو برونو
حرقا في كامبو دي فيوري. المخالف في هذه الأيام هو من يدافع عن وجود كائن علوي. لقد كان مؤيدا لحروب أمريكا. أظن موقفه من قضية فلسطين/إسرائيل كان ثابتا، لكن حتى في ذلك تذبذب.


إلى هنا انتهت الترجمة السريعة. أعتذر من أصدقاء الفقيد ومحبيه لكن النظرة النقدية واجبة حتى في أنبيائنا.