الدماء السورية تنزف والمدن السورية تحترق والجامعة العربية بمسؤوليها وأمينها العام مشاركة في القتل والتخريب حتى وصل الأمر بالشعب السوري أن يكفر بهذه الجامعة ويفضل عليها التدويل والتدخل الأجنبي ..لقد كانت الغاية من توقيع النظام الوحشي في سوريه على البروتوكول هو القبول بدخول بعثة الجامعة العربية لتنفيذ مهمة محددة هي التأكد من قيام النظام بتنفيذ بنود المبادرة العربية التي أعلن موافقته عليها والمتضمنه إيقاف القتل وسحب الوحدات العسكرية والأمنيه من المدن والشوارع واطلاق سراح المعتقلين والبدء باجراءات الانتقال السلمي للسلطة .... ولكن ماذا حدث؟؟
لقد قام النظام بفرض شروطه على الجامعة في اختيار عناصر البعثة سواء من حيث شخصياتهم أو جنسياتهم فكانت النتائج المترتبة عن ذلك كارثية على الشعب السوري حيث ازداد القتل وارتفعت وطأة النظام وطغيانه وبدلاً من أن يقوم أفراد البعثة بالتنقل ومراقبة الأوضاع بشكل مستقل ليتعرفوا على مدى قيام النظام بتنفيذ التزاماته تفرغوا لحضور الحفلات الفنية والحصول على المتعة المحرمة التي يوفرها لهم النظام وزبانيته و على الهدايا والهبات .. وزيارة المواقع التي يحددها لهم النظام في دمشق أو حمص وزيارة بلدات مثل الربيعة في حماة أو الزهرة في حمص او غيرها والتي يعرف كل أهل سوريا انها موالية للنظام بحكم الطائفه وأنها هي التي ارسلت أبنائها ليعملوا شبيحة لدى النظام ويمارسوا القتل والتخريب والاغتصاب بحق من يفكر مجرد تفكير في معارضة النظام ..... فماهو مبرر زيارة البعثة الى مدينة طرطوس التي تخلو من أي حراك حقيقي ولم يسقط فيها أي قتيل وذلك بسبب موقعها ضمن مناطق يحكم النظام قبضته عليها بسبب التجييش الطائفي .وان تتم الزيارة هذه الزيارة يوم الجمعة الذي تزداد فيه المظاهرات وبطش النظام لها في مدن وبلدات اخرى كحمص وحماة ودرعا وإدلب ودير الزور وريف دمشق سنقولها بصراحة وانا العارف ببعض هذه الأمور كوني اعمل في مؤسسات الدولة وبمنصب يؤهلني لمعرفة تحركات النظام وألاعيبه.... لقد ذهب وفد البعثة الى طرطوس للاستجمام والترفيه في الوقت الذي كان يقتل خلاله أبناء الشعب السوري في مناطق أخرى ...فهل هناك خيانه أكبر من ذلك للدم السوري من قبل افراد البعثة وجامعة الدول العربية ...هذه الجامعة التي سلمت قيادة البعثة الى مجرم مطلوب من محكمة العدل الدولية لجرائمه في دارفور ... هذا المجرم الذي يشارك حالياً من خلال تخاذله وتعاونه مع النظام في سفك دماء السوريين لتحقيق مأربه وأحلامه في نسج علاقات مع النظام السوري ومع النظام الايراني وربما وعدوه بان يجعلوه رئيساً للسودان مكان معلمه عمر البشير....وبالمناسبه لقد تعاطف الشعب السوري مع طاغية السودان عمر البشير من مبدأ قومي كعادته ولكنه اليوم قد عرف حقيقة هذه الطاغية و نفاقه و إجرامه بحق السودانيين و تفريطه بالجنوب فليس غريباً عليه أن يقف في صف صديقه النظام الوحشي في سورية.
بعد عشرة أشهر من شلال الدم المتدفق و حوالي الشهر من عمل بعثة المراقبين بدأ الشعب السوري يفقد ثقته في العرب و جامعتهم و حتى في الشعوب العربية و الإسلامية التي ما زالت مستغرقةً في غفلتها تراقب دماء السوريين و هي تنزف و كأنها تشاهد مباراة في كرة القدم.
و لكني أقول لجامعة العرب و للعرب حكاماً و شعوباً احذروا الشعب السوري إن غضب ،و أوقفوا هذه المهزلة... مهزلة المراقبين و اعلموا أن الحقيقة الوحيدة الموجودة حالياً هي أن الشعب السوري الأبي قد خرج يطلب حريته و كرامته و لن يتوقف حتى ينالهما و يسقط نظام الطغاة مهما كانت التضحيات و رغم أنف كل المعارضين أو الساكتين عن الحق.