إن المصير المقبل لبشار الأسد وأسرته ونظامه القمعي الدموي الذي ورثه عن أبيه تملي عليه التمعن في العواقب الوخيمه التي سيلاقيها في حال تعنته ورفضه بقبول الواقع الذي سيلاقيه... لقد مضت الأزمنه التي كان خلالها النظام الأسدي يتحكم بمقدرات ومصير الشعب السوري وبدأ العد التنازلي لنهايته وأفول عصره .... فالشعب السوري عموماً وشبابه خصوصاً قد خرجوا من قمقمهم وتجاوزوا الخوف الذي زرعه في قلوبهم ولعقود أربعه خلت نظام وحشي استحل خلالها دماؤهم وأعراضهم واستباح قيمهم وشرفهم ويتم أطفالهم وأهان كبارهم دون حساب ليوم موعود يثور فيه هذا الشعب على جلاديه ويطيح بهم الى مزابل التاريخ.
لاشك في أن بشار الأسد سيسقط ويسقط معه نظام الحكم المستبد الذي أقامه ولكن هل سيسقط بمجده؟... كلا لأنه لامجد البته له في السقوط نتيجة الأخطاء والمساوئ والمفاسد التي ارتكبها بتهوره الأعمى وصلفه وطغيانه وغروره في صراع ميؤس منه ضد شعب استفاق من سباته فأضحى مارداً جباراً، هذا في حين أن المجد والحكمة على السواء يأمران بالخضوع لقانون الضرورة وقوةالظروف وعندما يسقط بشار هل سيكون لهذا الأمر نتائج واهتزازات في المنطقة , كلا فبشار السفاح ليس جنكيز خان او تيمورلنك او الاسكندر الأكبر أو نابليون وهم الذين ذكرهم التاريخ لفتوحاتهم ولذلك سيقتصر التاريخ على القول أن أفعال بشار الخسيسه في قتل شعبه تساوي في بشاعتها أفعال تيمورلنك الشنعاء تجاه الشعوب التي قهرها والمدن التي استباحها أو أفعال نابليون بقتل الحاميه المدافعه عن يافا بعد استسلامها ومنحها الأمان . . اما فتوحات بشار فلم تهز العالم شأن فتوحات جنكيزخان ولكنه هز العالم باقتحاماته المتكررة وانتصارات أعوانه وشبيحته على أبناء المدن والقرى الآمنه في سوريا واطلاقه نار المدافع والدبابات على المتظاهرين السلميين...
يستطيع بشار الأسد ونظامه الدموي ان يضحي بمصالح طائفته العلوية التي مازال اكثريتها تسير خلفه وتدعمه بدون وعي أو تبصر بقادم الأيام كل ذلك لتحقيق طموحه وطموح اسرته في حكم سوريا الى الأبد ومن أجل مآربه المجرمة ويستطيع خلال الفترة المتبقية من حكمه أن يقتحم المدن بالنار والبارود ويسفك الدماء ويدوس الجثث دون أن يرأف بالشعب الذي صدقه في بعض الأيام كما صدق أباه قبله بأنه سيجلب له الحرية ويحرر الأرض المحتلة ويؤمن له الكرامة والرفاهية التي يصبو اليها كل شعب في هذا العالم .. ولكن عليه ان يعلم ان كل هذه الموبقات والاثام التي يقوم بها مع طغمته لن تمر بدون عقاب وأن الهزيمة الأكيدة تنتظره وربما الهلاك والقبر على أيدي السعب السوري الآبي.
إن من يحب وطنه بحق فعليه أن يجنب بلده الويلات والخراب ومن أقسم يمين الولاء للشعب عليه ان بستجيب لرغبات هذا الشعب ومن يدعي الرجولة عليه التضحية بمصالحه ورغباته الخاصة
إن بشار الأسد سيكون المسؤول عن كل الدماء التي سفكت واريقت أو التي ستراق مستقبلاً وعن كل الخراب الذي حصل أو سيحصل وهو بتعنته وصلغه وغروره سيعطي ذريعه لدعوة التدخل الأجنبي في سوريا والذي هو موجود حالياً وسيتحمل كل المسؤولية عن الحروب والفتن التي ستحصل في سوريا لاسمح الله نتيجة سياسته الحالية واستمراره في قتل أفراد الشعب واستعداء طائفته على الطوائف الأخرى
وهكذا , على بشار أن يخضع لقانون الضرورة ولصوت العقل والحكمة وان يقبل بامتنان من يد الشعب السوري الأبي الكريم , الهدية المجيدة التي منحه إياهاوهي الرحيل مع نظامه العفن وترك الشعب السوري يحكم نفسه بنفسه من خلال مؤسسات ديمقرطيه حقيقيه ويعيد بناء جيشه الوطني الحقيقي ....وعلى بشار أن يجنب سورية سفك المزيد من دماء أبنائها وألا فأن هذا الشعب الذي خرج في ثورة لن تهدأ قبل الانتصار الحتمي لها سيجتث بشار وعائلته وأزلامهم وشبيحتهم وكل من يقف في وجه هذه الثورة مهما كلف الثمن من تضحيات وستكون العاقبه على الظالمين وأن طال الزمن