كتب - محمد عبد الشكور: منذ 19 ساعة 21 دقيقة
أكد المستشار أحمد عبده ماهر الباحث الإسلامى فى شئون الأزهر أن أكثر الذين يطالبون بتطبيق الشريعة إنما يدغدغون مشاعر السذج من المسلمين بينما هم فى حقيقتهم لا يعلمون شيئا عن الشريعة وعلى سبيل المثال هم يتصورون أن تطبيق الشريعة هى الحدود والعقوبات.
بينما كما يقول ماهر الشريعة تكون أساسا فى الأخلاق والمعاملات وما تطبيق الحدود إلا للجامحين عن الشريعة، فمثلا قطع يد السارق كلنا متفقون على أنها نص قرآنى لكن الفظاظة والغلظة تطل بأظلافها من بين أنياب وفكى من يسمون أنفسهم بالتيار الإسلامى وهم فى غالبيتهم لا يدركون شيئا إلا البتر، فهل حينما يقول الله سبحانه وتعالى بالقطع ينادون هم بالبتر ولو أراد الله بتراً لذكر البتر فى القرآن كما فى قوله "إن شانئك هو الأبتر".
والذى يتأمل سورة يوسف كما يقول عبده ماهر يجد أن نساء مصر قطعن أيديهن لما رأين من جمال سيدنا يوسف فهل بترت كل واحدة منهن كفها؟! وهذا من ناحية تفسير القرآن بالقرآن أما من الناحية الاجتماعية فلا يجوز أن يضار أحد غير الذى ينفذ عليه الحد، فالبتر يعوق السجود فلن يصلى اللص ولن يتوب بعد هذا البتر وستضار ابنته فلن تتزوج ويضار ابنه فلن يجد أحد يقوم بتشغيله لأن ابن اللص لص فى عرف المجتمع وستضار عائلته بهذا البتر فى سمعتها وحياتها المعيشية فهل أراد الله عز وجل بتراً يشين عائلة بأكملها أم أراد الله عز وجل أن يمنع أيدى السارقين عن السرقة وهذا يتم بوضعه فى أحد مراكز التأهيل النفسى أو الصناعى أو الفنى.
ويضيف عبده ماهر كما أن قول الله عز وجل "فاقطعوا أيديهم" تعنى أن تقطع اليدان كلاهما لا أن تقطع يداً واحدة ولو أراد يداً واحدة لقال فاقطعوا أياديهم فتكون هنا تخصيص لليد التى سرقت كما أن كلمة السارق ككلمة "التاجر، الطبيب، المهندس، السباك" أى إنه اعتاد السرقة فلا يجوز القطع من أول مرة وكلمة قاطع الطريق لا تعنى بتر الطريق ولكن تعنى منع السير فيه والذين يرون غير ذلك قوم أصابهم ما أصابهم من عفن الفكر وضعف الفقه !!
ويضرب عبده ماهر مثالاً لذلك فى قول النبى صلى الله عليه وسلم "تسعة أعشار الرزق فى التجارة" لا تنطلى على أيامنا هذه فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكلم أهل زمانه لأننا لو كنا فى أيامنا هذه نقول أن تسعة أعشار الرزق فى التجارة فمن المستحيل أن يكون العشر الباقى من الرزق للصناعة والزراعة والبحث العلمى فكل الدول المتقدمة كونت ثرواتها من البحث العلمى والصناعة وميكنة الزراعة وإنتاج سلالات جديدة من البذور والشتلات والثمار، مضيفاً أنه فى أيامنا هذه يكون "التسع أعشا" هو أصل الرزق وصاحب النصيب الأوفى والسهم الأكبر من الرزق.
ويؤكد عبده ماهر أن السلفية التى تقول إنه لا اجتهاد مع النص أو تقدم "صحيح المنقول على المعقول" إنما توقف نمو فكرها عن حدود فكر القرون الأولى التى لا تستقيم بها حياة فتجربتنا التاريخية فى دولة الخلافة الإسلامية خير دليل، ففى دولة الخلافة قتل الخلفاء الراشدون ما عدا أبو بكر الصديق رضى الله عنه وتم قتل أهل بيت النبى باسم الله وتم قتل ثلاثة آلاف وستمائة رجل من أهل المدينة المنورة، وفض بكارة ألف فتاة باسم دولة الخلافة الإسلامية فى عهد يزيد بن معاوية وتم سجن وتعذيب كل من الأئمة أبو حنيفة ومالك وابن حنبل باسم الله وتم رجم الكعبة بالمنجنيق بأمر الله وسرقة الحجر الأسود لمدة ثمانية عشر عاماً باسم الله !.
ويضيف عبده ماهر أنه تم لعن سيدنا على بن أبى طالب على المنابر من مشايخ السلف لمدة 80 عاماً باسم الله حتى أبطله الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز فقاموا بدس السم له وقتله باسم الله ومات الشافعي رضى الله عنه من كثرة ما تعرض له من ضرب على أيدى المالكية باسم الله وباسم السلف.
ويستمر عبده ماهر فى طرح أفكاره التى ربما يختلف معها الكثيرون، حيث يضرب مثلا بمناهج الأزهر وأنه يتم تدريس موضوع فى المرحلة الثانوية يقول إن الإمام حينما يعود من بلد بعد فتحها فله أن يقتل الأسرى من الرجال إن عجزوا عن السير وأن يترك النساء والأطفال فى أرض "مُضبعة" أى مليئة بالضباع حتى يموتوا جوعاً أو عطشاً أو تأكلهم الضباع على ألا يقتل الحيات والعقارب حتى يكثر نسلها ويزيد أذاها على أهل الكفر، فهل هذا ما نقوم بتدريسه لطلابنا من فقه الحنفية فهذه الشريعة يستحي منها البربر بل وينتفضون خجلاً من فقه السلف فى هذا الأمر كما يوجد فى كتاب "الاختيار لتعليل المختار" أن الزكاة تجمع من المسلمين جبراً وأن عدة استبراء رحم الحرة ثلاثة قروء بينما تستبرئ الأمة بشهرين! فهل يفرق الحيوان المنوى بين رحم الحرة والأمة ؟!
أما عن استخدام السلفيين للمساجد فى الدعاية كما يقول عبده ماهر، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم "إذا رأيتم الرجل ينشد ضالة فى المسجد فقولوا لا ردها الله عليه، وإذا رأيتموه يسأل مسألة فقولوا لا أجاب الله مسألتك".
كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن طلب الإمارة وقال "نحن لا نولى هذا الأمر أحداً سأله أو حرص عليه" وجميع المرشحين فى الانتخابات ممن يسمون أنفسهم بالإسلاميين يخالفون رسول الله لأنهم يسألون الإمارة ويحرصون عليها.
ويقول عبده ماهر إنهم بالأمس القريب كانوا يكفرون بالديمقراطية واليوم هى حبيبتهم وصبوتهم للوصول إلى مرادهم، كما كانوا بالأمس البعيد يرون أن التلفاز حرام فى منطقهم فلما فتحت لهم محطات تلفزيونية صاروا نجوماً فيها وأصبح حلالاً، فهل هؤلاء لهم مبدأ أو ذمة يمكن الركون إليها والاعتزاز بها، فما يكون بالأمس حراماً يكون اليوم حلالاَ؟
ويضيف ماهر أنهم "أى السلفيين" كانوا يقولون أثناء الثورة وقبلها عليك بالسمع والطاعة وأن ولى عليك عبد حبشي، وكانوا يقولون عليكم بالطاعة للحاكم وأن جلد ظهرك وأخذ مالك، وهم اليوم يركبون مركب الثورة ويرتشفون من زبدتها مستمتعين وغيروا معظم ما قالوه إلى النقيض وصاروا سياسيون وثوار.
وفى النهاية ، فإن "بوابة الوفد" لا تتحيز لرأى أحد وعلى أتم استعداد لتلقى أى ردود أو تعقيبات على تلك النقاط التى طرحها أحمد ماهر وذلك لمناقشة أوجه الاختلاف فى مثل هذه القضايا الفقهية.
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - عبده ماهر: السلفيون أصابهم عفن الفكر وضعف الفقه
http://www.alwafd.org/دنيا-ودين/141840-ع...وضعف-الفقه