ستحتفل الجامعة العربية بعيدها الستين أو بخيباتنا السبعين ..شاخت الجامعة ولم يجتمع العرب ..شاخت ولم تحقق حلم واحد من أحلام العرب ..ولا عجب ..! لآن الجامعة هي بمثابة العين التي تعكس صحة العرب وتعافيهم..ولكن ثمة ماء أزرق وابيض وأحمر احتل كل العيون العربية ..!


كابرنا ودافعنا ونافحنا عن العرب ولكن الأحداث الأخيرة كشفت بكل وقاحة أن العربي مطية لاحجم له ..مطية وظهر أملس لكل راغب للإمتطاء ..


الجامعة العربية لم تؤمن للعرب السيادة ولا الإستقلال ولم تحكم العلاقات بين الشعوب والحكام ولا بين الحكام والرؤساء ممن يعمل لوطنه ولا يتعامل ضده ..

لا أدري لماذا نحتفل بمرور الزمن ونحن موقنين أن كل يوم يأتي علينا هو أسوء من الذي قبله ..

يقول عمرو موسى أن الجامعة حققت سلام بين جنوب السودان وشماله ..
وأنها اهتمت بجزر القمر ولكنه لم يقل أننا اليوم في عصر سايكس بيكو جديد وأننا أحرزنا تقدما غير ملموس وأن التاريخ يعيد نفسه ...خيانات واقتتال وفقر وعودة الى الخلف ..


وليس كما يزعم السيد ..عمرو بأن ثمة تطوير وتحديث في العالم العربي وفقا لما التزمت به وثيقة تونس الشهيرة ..(اصدار وثيقة التطوير والتحديث في العالم العربي وثيقة دعت الى مسيرة الديمقراطية والشفافية ..وحقوق المرأة ..) وكأن هذه الوثيقة أتت بجديد ..متجاهلا أن الأدراج العربية مزدحمة بالنظريات والقوانين التي تعمر الكون لكنها منسية تتغذى بها الفئران والعناكب ..!

سيعرض موضوع البرلمان الذي اقرأه اجتماع وزراء الخارجية العرب اكتمال المنظومة العربية لتكون منظومة جديدة تسمح للعرب بالمساهمة في العمل المشترك ..أملة أن لايكون هذا العمل المشترك عمالة مشتركة ..تنسف اتفاقية الطائف التي عقدت بإطار الجامعة العربية وتهدم العلاقة القائمة بين سوريا ولبنان وبين سوريا وكل العرب ..أملة أن تستمر العلاقات العربية على أساس التوافق والقبول والإرتياح ..واحترام الالتزاامات التي تمت في اطارها اتفاقية الطائف .


وأخيرا.. دعونا نحتفل بخيبات كل العرب نودعها و نهنيء الجزائر التي ستكون منطلق هذا الإحتفال وتذكروا أن جارة الجزائر تونس دعت شارون لحفل عشاء لشرب نخب خيبات كل العرب .

وأنا اصارحكم واصارح نفسي والعرب وعمرو موسى بالحقيقة المضنية لكنني لا أتهم زيد أو عمرو... لا ليس هذا وذاك لأننا كلنا شركاء بالغباء والتراجع ..نعم كلنا أغبياء (شعوب وحكام ) ولا استثني أحد..!