المغالطات:
إسلوب المغالطة إسلوب قديم، إستعمله الفلاسفة والمتكلمين، بهدف تضييع الحقيقة وإلباسها بالباطل.
لسنا بصدد إستعراض التاريخ وماحصل فيه من مغالطات إرهقت الفكرالبشري، وأدخلته في متاهات، لايزال لحد الآن يعاني من بعضها.
ولسنا بصدد الكلام عن التعريف لها، وشرح مضامينها ومسمياتها، حسب مواقعها من الإستعمال. لكونها ليست مفردة واحدة، بل هي صناعة تتنوع حسب الإستعمال والمقام.
ففي حين تشرحها كتب البلاغة والمنطق، كصناعة علمية لا تفيد استنتاج اليقين في المحاججة، وقد يسلّم لها الخصم وقد لا يسلّم.
لذك أخذت أكثرمن مسمى.
وأشهر انواع المغالطة
•
وهميات: وهي القضايا الكاذبة التي يحكم بها الوهم في الأمور غير المحسوسة، مثل: (يلزم الخوف من الميت).
•
•
مشبهات لفظية: وهي القضايا الكاذبة التي تشبه القضايا الصادقة، لاشتباه لفظي مثل قول (هذا إنسان) لتمثال (الإنسان) فيقال ـ مثلا ـ (هذا إنسان) (وكل إنسان ناطق) (فهذا ناطق).
أو لاشتباه معنوي مثل: (الإنسان حيوان) و(الحيوان جنس) (فالإنسان جنس).
وإلى آخره، وكلها مشروحة في كتب البلاغة والمنطق.
ومن استعمالات المغالطة
• إن استعملت المغالطة مع الشخص الحكيم، سميت
سفسطة.
• إن استعملت المغالطة مع غير الحكيم سميت
مشاغبة
(ويكبيديا)
المهم نواصل:
فنركزعلى حواراتنا الحالية في ساحات الحوار، ونستعرض بعض أساليب المغالطة التي يلجأ لها البعض، في محاولة للطمس والتعمية على فكرالمخالف، وإرهاقه بهدف منعه من نشر فكره.
صاحب المغالطة مأزوم نفسيا ومهزوم فكريا، ويعاني من شعوربالنقص ينغص عليه حياته.
لذلك يحاول جاهدا، وتغطية على مشاعرالنقص عنده، بالتواجد في كل موضوع يرى فيه تهديدا لفكره ومايحمله من أراء.
أتذكرة مرة نقلت موضوعا لساحة، يتكاثرويتفرعن فيها أصحاب النهج الوهابي. وكان الموضوع للمعارضة السعودية الدكتورة مضاوي الرشيد.
فدخل أحدهم ممتعضا وشاتما ومتهما لي!!! بإنني حاقداعلى الشعب السعودي!!!
فحاورته بإنني مجرد ناقل للموضوع، ولست صاحب الموضوع. فصاحبة الموضوع سعودية وإستاذة جامعية، وهي أعرف ببلدها مني.
ثم ذكرت القول الذي يستعمله أصحاب الحجا والعقول:
صاحب الدارأدرى بالذي فيها.
فدخل بتشنجه قائلا: أخطأت يارافضي، صاحب الدارلايدري ويعرف بكل مافي الدار.
يعني هوإستعمل إسلوب المغالطة، لمصادرة موضوع الدكتورة مضاوي، بذكرحقيقة صحيحة (لكنها من نوع حق أريد به باطل) فلا أحد يعرف كل الحقيقة، سواءا أكان صاحب الدارأو غيرصاحب الدار.
لكن مادخل كون صاحب الدار، لايعرف كل الحقيقة؟؟ بمعرفته بما في داره، أكثرمن غيره من غيرأصحاب الدار!!!
هذه واحدة من أساليب المغالطات التي ترهق صاحب الفكروالمحاور،وتصيبه بالغثيان من من قبل المهزومين فكريا، والمأزومين نفسيا، من أصحاب المغالطات.
المغالط يفتقرللإريحية، ولايجيد اللغة الحوارية التي تثري الحواروترفع من مستواه.
بل كل همه وهدفه أن يغالطك ويمنعك من نشرفكرك.إما بإثارات جانبية لاتمس جوهر الموضوع. أوالتركيز على أمورليست جوهرية.
أودائما يتعقب لك أخطاءك الإملائية، أويتهم إسلوبك الكتابي بالركيك، أو أو...الخ.
يعني يتجنب الموضوع الأساس، لفشله في مناقشة مفرداته، ويثيرأمورا جانبية!! لاتتعلق بصلب الموضوع!!!
في محاولة لحرفه وتضييع الهدف منه.
في ساحة حوارية، عقبت على أخت كريمة، محاولا شرح هدفي من تناول بعض الأمور المذهبية، وذاكرا بإن ليس لي هدف من تغيررأي أحد من الناس.
بقدرماأهدف إلى تصحيح نظرة المخالف لي كشيعي.
وخاصة حينما يتهمني هذا المخالف، بما يمس مشتركاتي الدينية معه. لنظرة خاصة عنده عن حقائق التاريخ الإسلامي العام، الذي يقرأه كل المسلمين على إختلاف مشاربهم ومدارسهم الفكرية.
لكنه رد مغالطا، ومن أنت حتى تعلمنا التاريخ؟؟؟؟!!!!!!!!!
يعني غالط بدون حياء وخجل!!! ليحرف كلامي عن تصحيح نظرته لي، إلى تصحيح للتاريخ!!!!!!
ونفس المغالط،عليه من الله مايستحق، تذكره بإنك تشكك بعقيدة الشيعة، وهم نصف المسلمين بالمعنى.
فيرد عليك، أنت كاذب، أنتم لستم نصف المسلمين.
يعني غالط ليحول قولي نصف المسلمين بالمعنى!!! إلا نصف المسلمين عددا.
وتجدون حوارات هذا المغالط، في هذا الرابط:
http://montada.arahman.net/t43666.html#post402367
ومن أروع التقسيمات التي قرأتها عن أساليب المغالطة، هوماقرأته للعلامة المنارفي ساحة هجر،وهويحاور عتاة السلف من الخط الوهابي.
فمن موضوع(
من دررالمنار)، أنقل لكم ماأفاد به:
..إن المغالطة لها صورتان الأولى المغالطة الداخلية والثانية المغالطة الخارجية وبما أن اغلب أهل الباطل يستعملون المغالطة الخارجية لقلة بضاعتهم ونادرا ما يستعملون المغالطة الداخلية إلا في في جانب واحد تقريبا وهو الاشتراك اللفظي ، وهذا إذا كان بسيطا فهو مكشوف لمن له سليقة وطبع سليم .
فما هي المغالطة الداخلية؟ وما هي المغالطة الخارجية؟
المغالطة الداخلية وتسمى الذاتية أو متن التبكيت : وهي التركيب أو التلاعب في القضايا التي تستدعي بذاتها المغالطة والغلط.
المغالطة الخارجية وتسمى المغالطة بالعرض وهي أمر خارج القضايا المبحوثة مثل الشغب والسيطرة على الحوار بالأساليب الرخيصة وما شابه ذلك من الأساليب التي لا علاقة لها بالمبحث المطلوب .
وهذا هو اغلب ما يمارسه الوهابيون ، فتراهم يثيرون الشغب والمشاكل حتى تضيع الطاسة ولا يعرف ما هو الموضوع ، فإذا كان مكان الحوار لهم سيطروا على الحوار وأثاروا الهرج والمرج وطردوا من طردوا وابقوا من يعتقدون انه ضعيف يمكن السيطرة عليه ، وقلبوا موضوع الحوار واخذوا برمي التهم والتهريج وتلفيق الأكاذيب بسيل طويل عريض من الجهالات والأكاذيب في قراءة النصوص أو اعتبارها أو قيمتها وقد يعمدون إلى السخرية والتسخيف والنقاش على معايير أهل الشوارع .
فهم حين يناقشون موضوعا فقهيا يقولون هذا اعتقاد الشيعة والفرق بين الفقه والمعتقد لا يجهله إلا أولاد الشوارع.
وحين يبحثون موضوعا فقهيا معينا يثيرون الغرائز والحميات الجاهلية فإذا بحثوا موضوع المتعة يتحول عندهم إلى الأفكار الجنسية مع كون أحد وجوه البحث في زواج المتعة هو:
هل هذا الزواج منسوخ كما يدعي اتباع الداعية الى نار جهنم معاوية بن أبي سفيان أم هو غير منسوخ؟ وانما هو زواج باق على شرعيته كما يقول اهل البيت عليهم السلام ، فقد رأينا حتى مشايخهم الكبار يحولون الموضوع الى حركات جنسية من اجل اثارة الشباب وتهييجهم وتدمير بنيتهم الفكرية (فيطلبون النساء ليتمتعوا بها)، وقد يصدر عنوان البحث في المتعة بعنوان : (المتعة زنا ) بدون خجل من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن الصحابة المنتجبين الذين تمتعوا وكذا التابعين وأهل البيت القائلين بالحلية، فمن هو الزاني والداعي الى الزنا؟ فالجماعة لا يناقشون اصل المطالب وإنما يثيرون قضايا لا علاقة لها بالمطلب ويركبون قصصا وأضاحيك لتسكيت الخصم. ولهذا تراهم يخرسون صوت الحق ويقلبون الحقيقة بالاكاذيب والفجور. فهذا كله من المغالطات الخارجية التي لا علاقة لها بالموضوع. ولهذا فإنني انصح أي محاور لهؤلاء أن يتأكد بعدم حصول مغالطات خارجية حتى يمكن ان يحترم في الحوار لا ان يدخل في حوار مع الدجالين في مكان يستطيعون فيه السيطرة وإثارة الشغب والمغالطات الخارجية ويظهرون انفسهم منتصرين ، ولو انتصر الشيطان على الانبياء لانتصر هؤلاء على حق اهل البيت عليهم السلام .
.. ثم إن بعض المغالطات الداخلية ممتعة في التلاعب بالألفاظ والمعاني وهذا يدل على حركة عقلية وتحريك عقلي للملقى عليهم أيضا. ولكن مهما قلنا بالاحترام لعدم استعمال المغالطات الخارجية وبالاستمتاع بمغالطاته الداخلية وتحريك العقل ، فانه لا يعدو عن كونه مغالطة لا توصل الى حقيقة ولا تقر حقا ، ولا تكون حجة أمام العقلاء وأمام الله . وكل ما يراه القارئ مما يستغربه مني انما هو معالجة للمغالطات الخارجية والداخلية التي أراها في الموضوع ، والفن يقتضي هذا المسلك لأن علاج المغالطات له منهج عملي ينبغي سلوكه وأهمه طريقة الكشف والتأشير الضروري. ومعالجة المغالطات يختلف تماما عن إقامة البرهان او الجدل.وأخردعوانا أن ألحمد لله رب العالمين.