عاقل سوري يكتب ويحلل كارثة سوريا حاليا ؟؟؟ لكم حرية النقد .
يا لها من نهاية .؟؟؟!!!
.بقلم:زياد هواش
دنيا الوطن تاريخ النشر : 2012-12-03 يا لها من نهاية ..
لا تليق بأحد في الجمهورية العربية السورية .
بل تليق بـ "الحركات الاسلاموية" التي لا تقوم إماراتها الخرافية ,
إلا على الخرائب والقتل والمجاز والدم ..!!
والتي كانت حركة واحدة استعمارية , تسمى بـ "الحركة الصهيونية" .
تلك المعارك التي لا تستطيع الانتصار فيها , كيف يمكنك الآن أن لا تخسرها ..!!
تلك هي "السياسة/العهر" في الشرق الأوسط الأمني النفطي , الاسلاموي الأمريكي , الفوضوي , القديم الجديد .
كانت هناك الكثير من الأفكار والرؤى , من التحليلات والسيناريوهات , التي تستحق الطرح الجاد والايجابي , في محاولة لازمة وضاغطة , مستمرة وايجابية , لرؤية المستقبل , والتأثير في رسم ملامحه الرئيسية , وكتابة عناوينه العريضة .
ولكن التسارع الدرامي لـ (المشهد العسكري والأمني) الطائفي , على الأرض , والإصرار السلطوي على رفض هذا الواقع رفضا نهائيا , والإصرار الاسلاموي على تثبيته واقعا وحيدا ونهائيا ,
يجعل من كل حراك أخلاقي أولا , أو فكري وثقافي ثانيا , أو سياسي ثالثا , أو حتى اجتماعي رابعا وأخيرا , ليس بأكثر من فقاعات لا أمل لها في الحياة , بل ربما يصل بالبعض السلطوي أولا والمعارض الافتراضي ثانيا , العناد حدّ الرعونة , والانقياد حدّ الخيانة , إلى اعتبار كل طرح وطني , هو هذه "خيانة" , وكل إصرار على الهوية الوطنية , هي تلك "رعونة" ..!!
هذا المشهد "المقولب" , حتمي , وكل ما كان من أحداث في الجمهورية العربية السورية , وما سوف يكون , هو بالضبط (هذه النتائج لتلك المقدمات) .
لقد كشفت أزمتنا الوطنية الداخلية الرهيبة , ليس فقط حجم فسادنا , وضياعنا , وعبثيتنا , ودمويتنا , بل ما هو أخطر من ذلك بكثير , كشفت نزعتنا الجماعية الغرائزية لفعل الإلغاء والإبادة ..!!
هذا المشهد "الشيطاني" , غير مبرر , لا علاقة له بالتراث أو التاريخ القريب منه والبعيد , بل هو صناعة حديثة انطلقت قبل ربع قرن , في الشرق الأوسط المعتّق استعماريا , ساهمنا جميعنا فيها بـ "دونية" أولا , و"انتهازية" ثانيا , و"إرادة" ثالثا وأخيرا .
تبدو السلطة التي يحطمها الربيع العربي الافتراضي , وأداته الإستراتيجية (المعارضة الفوضوية الخلاقة) ..
وتبدو السلطة التي أنتجها وينتجها الربيع العربي الافتراضي , وأداتها الإستراتيجية (الفوضى السلطوية الجديدة) ..
كل منهما , كتلك الأفعى الخرافية ذات الرأسين , وقد تشابك الجسدان , في موسم التزاوج القسري , وخرج من "مزيجهما السام" أربعة رؤوس , بل ثمانية ..!!
مصر اليوم نموذجا فاقعا ..
الأفعى الاسلاموية برأسيها , الإخوان والسلفيين , تواجه أفعى المعارضة الافتراضية , برأسيها , الليبراليين القدماء والجدد ..!!
إنها اللعنة ..
كأنك ترى في ميدان التحرير , وساحات القاهرة , تطبيقا حيّا , (للنموذج الاختباري اللبناني) , وكأنك ترى في القيادات المصرية اليوم , استنساخا غير منطقي على الإطلاق , للقيادات اللبنانية المجهرية , البارحة واليوم , ولكن الأمر بسيط ومتوقع .
يا لها من نهاية ..
طبيعية , لتلك الأنظمة الجمهورية العربية الجيدة , الديكتاتورية ولكن الوطنية , بالرغم من كل شيء , وهي تتهاوى تحت ضربات مطرقتي التنظيمات الاسلاموية , وعلى سنداني الليبراليين المتجددين , جيوش أمريكا المقدسة .
يا لها من نهاية ..
غير طبيعية , للجمهورية العربية السورية , كلما اقتربت يوما , كلما تكشفت أبعاد تلك الهاوية البنيوية , وأعماقها الطائفية السحيقة .
يا لها من نهاية ..
غير عادلة , لخيار الممانعة الإستراتيجية والمقاومة الوجودية , استثمرها الروس والصينيون , وسرقها الإيرانيون والأتراك , ويدفع ثمن تدميرهما عرب أمريكا وإسرائيل , ونقوم نحن الشعب السوري الافتراضي , وبقصور حضاري حاد وغير مبرر , بفعل التدمير الإرادي الممنهج والعنيد , لهما .
يا لها من نهاية ..
درامية , للجيش العربي السوري , وسجل انتصاراته العظيم , وهو يفني بعضه البعض , بفيروس الطائفية البغيضة , من الداخل وفي القلب , نوجه سلاحنا إلى سلاحنا , تدمر كتائبنا وسرايانا بعضها , ندك المدن والأحياء والقرى لنمزق أجسادنا وأرزاقنا , ببنادقنا وقنابلنا .
يا لها من نهاية ..
لا أخلاقية , لهذه الدولة القومية العربية , دولة الفقراء فعلا , ما قبلها قام على الظلم , وما بعدها سيقوم على فتنة طويلة .
يا لها من نهاية ..
حتمية , لهذا النظام القومي العربي , الذي ضيّع انتصاراته الإقليمية الكبيرة , بسراديب بيئته الداخلية الصغيرة .
THE END
30/11/2012
زياد هواش
|