المسألة في غاية البساطة..
طائرة تقلع من سوريا, الى بورسودان ثم الخرطوم. تحترق الطائرة ينجو بعض الركاب و يقضي الباقون..

كل الأخبار و النشرات و الأراء التي صدرت من الخرطوم تؤكد على "تمنيك" الحكومة السودانية الاسلامية. حتى اللحظة لم يعلن مسئول سوداني عدد القتلى في كارثة الطيارة, علما أن الطائرة تجارية واقلعت من سوريا بموجب مانيفست مدون فيها اسماء الركاب. و الناجون تم حصرهم في مطار الخرطوم كونهم وصلوا مطار الخرطوم و لم يتناثروا في الجو كالجراد. يعني ستي تستطيع أن تطرح عدد الناجين من المانافيست و الناتج هم الموتى..

كل هذا اللف و الدوران ليس له أي قيمة أو معنى. وعدد الموتى لن يؤثرفي الدين السمح و لن يسقط الحكومة ولن يزيدها عزيمة أمام أعدائها..

عيب الحكام العرب بدون استثناء أنهم يعتقدون بأن الكوارث الدنيوية لها علاقة بسحرهم الأخاذ, وأنهم و كونهم حكام, فان الله مع الرعية, و الكارثة قد تشير الى ضعف العلاقة بين الله و الحاكم, فتهتز صورته..

عيب..عيب..طائرة تحترق في الحرطوم لا نعلم حتى الآن عدد القتلى في ظل هذا الزخم الاعلامي و في ظل الفضاء المفتوح الذي لم يرحم مستور أو عار على وجه الكوكب..

حسام راغب..