Rfik_kamel
Banned
المشاركات: 3,925
الانضمام: Apr 2011
|
«إخوان» آل سعود في المصيدة السورية
ثريا عاصي
ليس من حاجة إلى أن نكرر تعداد جميع الذين يشتركون في «الثورة» في سوريا. فمن لم يقتنع بعد بأن الولايات المتحدة الأميركية والحكومتين الفرنسية والبريطانية، بالإضافة إلى حكومة أردوغان التركية و«إخوان» آل سعود لا يخوضون حرباً «ثورية تحريرية لفرض شرع الله» في سوريا، لا فائدة في النقاش معه. بل أكاد أن أقول إنه صار يصعب العيش في إطار جماعة وطنية واحدة مع كل من له علاقة من قريب أو بعيد بمشروع آل سعود و«آل» الإدارة الأميركية «الثوري» المزعوم.
تناقلت وسائل الإعلام الفرنسية خبراً عن أنه، وسط الجلبة التي علت في إطار الحملة الدعائية ضد السلطة السورية حول موضوع السلاح الكيميائي، صدرت الأوامر إلى الطائرات العسكرية الفرنسية في جزيرة قبرص بالإقلاع، قبل أن تلغى في اللحظات الأخيرة بطلب من واشنطن!
وليس من حاجة أيضاً إلى أن نسترجع تاريخ الحروب، و«الثورات» التي وضعت خططها الولايات المتحدة الأميركية أو كلاب حراستها في أوروبا، لنتبيّن أوجه الشبه بين هذه الحروب من جهة وبين الحرب على سوريا. لقد داورنا هذا المسألة في الذهن أكثر من مرة. فأوصلنا ذلك إلى أن ما تتعرض له سوريا هو في الواقع حرب، هو فصل في كتاب الحروب المتنقلة من حرب الكونترا في نيكاراغوا ضد حكم الجبهة الساندينية، وحرب العراق وحرب آل سعود ضد إيران وغزو العراق الذي أعقبها، وحروب المستعمرين الإسرائيليين على لبنان في 1982 و2006، وصولاً إلى حروب القرن الإفريقي التي كان الصومال والسودان ساحات لها، وإلى حرب «إخوان» آل سعود في أفعانستان!
إنّ المنطق والمقاربة الموضوعية لحيثيات اقتحام آل سعود للميدان السوري بحماسة شديدة، يثيران لدى المراقب الدهشة أمام التبدل المفاجئ الذي طرأ على طبيعة العلاقات السلمية التي ربطت منذ سبعينيات القرن الماضي بين السلطة في سوريا من جهة وبين آل سعود من جهة ثانية. فلا غلو في القول إننا في الراهن حيال حرب فعلية بين الجانبين، نتيجة للغزوات المتتالية التي يرسلها آل سعود إلى سوريا عبر الأردن بوجه خاص وانطلاقاً من العراق ولبنان وتركيا بشكل عام.
إذن لا مفر من استيفاء للبحث، من الإجابة على السؤال عن أسباب اتخاذ العلاقات بين آل سعود وبين السلطة في سوريا طابعاً عنفياً شرساً ودموياً. من البديهي أنّ نجاح الولايات المتحدة الأميركية، بتواطؤ مجلس التعاون الخليجي، في تدمير العراق، شجعها على تكرار المحاولة في سوريا، لإجبارالسلطة فيها على التخلي عن السلاح والانضمام إلى قافلة التطبيع.
أكتفي بهذا الاستطراد، فما أنا بصدده هو تناول غزوات آل سعود ضد سوريا. ما حملني على الرجوع إلى بنية السلطة السعودية نفسها بما هي مزيج من نظام القبلية الجاهلي ومن ذهنية غليظة بدائية سطحية، إذ أسرت النص الديني الاسلامي، فأفرغته من محتواه الإنساني والروحاني. يزعم اتباع هذه الذهنية، وهم المعروفون بالوهابيين، أن الإسلام مجموعة من الأوامر والقوانين التي توكّل آل سعود بتطبيقها فرضاً وإكراهاً. من ينكر وكالتهم فهو في نظرهم، كمن يعصي الخالق، يستباح دمه في هذه الدنيا بأيديهم. فحقت عليهم مقولة للإمام مالك في القديم: «كان مَن قـَبْلنا يعمدون إلى كتاب الله وسُنّة نبيه فيتلقون الأحكام. أما اليوم فنعمد إلى رغائبنا ثم نبحث في كتاب الله وسنة نبيه عما يسندها ويشهد لها» (الشيخ عبد الله العلايلي).
لست هنا في معرض الحديث عن القراءة المحرّفة للنص الديني التي تبناها آل سعود. فما يهمني هو استخدام الأخيرين لهذه القراءة كأداة يتسلطون بواسطتها على الناس. من المعروف أنهم اعتمدوا على جماعات «الإخوان» الوهابية، في استعادة السيطرة على نجد والحجاز، تحت عنوانين أساسين هما «فرض التوحيد ومحاربة الشرك» و«إقامة الحدود» (رجم الزانية، قطع يد السارق، تحريم التبغ، منع التبرج، والقضاء على البدع). هكذا استطاعوا سنة 1932 الإعلان عن نشوء «المملكة العربية السعودية».
إنّ سلطة آل سعود التي ترتكز دعائمها على دعوة محمد إبن عبد الوهاب، هي في اصلها سلطة توسعية تبشيرية غايتها فرض مفهوم هذا الأخير للإسلام. ليس الإشكال، في نشر هذه الدعوة، وإنما هو في اجبار وإكراه الناس على التظاهر بأتباعها وعلى طاعة أولي الأمر ممثلين بآل سعود.
الدليل على وجود هذا المطمح التوسعي هو أنّ «الإخوان» الوهابيين سبق لهم وان هاجموا في سنة 1801، البادية السورية والعراق ودخلوا كربلاء حيث قتلوا الكثيرين من سكانها وهدموا أضرحة الأئمة الذين يجلهم أتباع المذهب الاسلامي الشيعي. مما اضطر محمد علي إلى إعداد حملة عسكرية لوضع حد لتعاظم خطورتهم. ثم عاودوا الكرة في عشرينيات القرن الماضي وحاولوا السيطرة على أجزاء من الاردن وسوريا والعراق واليمن. فتصدى لهم، آنذاك المستعمرون البريطانيون وأجبروهم على الاكتفاء بنجد والحجاز، لأن مصلحة إنكلترا كانت تقتضي ذلك.
مجمل القول إنّ «الإخوان» الوهابيين الذين أسسوا مملكة آل سعود، هم مرجعيّة جماعات القاعدة، على اختلاف تسمياتهم، داعش، جبهة النصرة، جند الشام أو الإسلام، الذين تحالفوا في هذا الزمان مع الولايات المتحدة الأميركية، بغية بسط سلطة آل سعود على أجزاء في بلاد الشام وبلاد ما بين النهرين. ولكن هل يلائم هذا التمدد مصلحة الولايات المتحدة الأميركية ومصلحة المستعمرين الإسرائيليين؟
أغلب الظن أنّ المصريين تنبهوا إلى خطورة طموحات آل سعود. فسارعوا إلى عقد تسوية بين التيارين الساداتي والناصري. بمعنى آخر فضلوا العودة إلى نقطة الصفر على المقامرة بوحدة الكيان والتراب الوطنيين. من المحتمل أن لا ينجح آل سعود في شراء الحياد المصري. فتكبر احتمالية فشلهم في سوريا والعراق. ليس مستبعداً أن يكون مرد التوتر الذي بدت أعراضه في مجلس التعاون الخليجي نفسه، إلى قلق وخوف آل سعود من ارتدادات الفشل في سوريا... فمن المرجح انهم يكابرون عندما يقولون انهم سيحاربون سوريا بأنفسهم. ولكنهم عراة. سقطت عباءة الدين عنهم وظهر زيف قميص العروبة الذي علّقوه على بوابة مجلس الأمن الدولي استجارة بالقوى الاستعمارية ضد سوريا. يبقى السؤال هل اجتاز آل سعود خط اللارجعة؟
* كاتبة لبنانية
http://www.al-akhbar.com/node/197790
|
|
01-02-2014, 05:46 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
Rfik_kamel
Banned
المشاركات: 3,925
الانضمام: Apr 2011
|
RE: «إخوان» آل سعود في المصيدة السورية
تحاف اليمين الوهابي والصهيوني واليمين المسيحي تحالف عمره أكثر من تسعين سنة , لقد تم توظيف الدين لأهداف سياسية وإقتصادية في كل مكان يمكن أن يصلوا إليه , إستخدموا الدين المسيحي كسلاح ضد المنظومة السوفيتية ويوغوسلافيا والإسلامي في أفغانستان ومصر وليبيا والصومال والجزائر وتونس من قبل الغرب "المسيحي"
حدا يفهم تنظيم القاعدة أنه أداة بيد الإمبريالية وأن هذه الإمبريالية لا ترى غير مصلحتها وتستخدم الليبرالية المشوهة والعلمانية المشوهة والإشتراكية الديموقراطية وأي قذارة في العالم من فاشية ونازية ووهابية وصهيونية ووتقوم بتحريف قيم الحرية الشريفة كي تربح معاركها وتبقي على تفوقها وسيطرتها.
شو نحنا شغلتنا نثقف مبتدئين!!!
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 01-03-2014, 03:44 AM بواسطة Rfik_kamel.)
|
|
01-03-2014, 03:29 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
مصطفى علي الخوري
سوري للصميم
المشاركات: 520
الانضمام: Mar 2011
|
RE: «إخوان» آل سعود في المصيدة السورية
(01-02-2014, 05:46 AM)Rfik_kamel كتب: ثريا عاصي
ليس من حاجة إلى أن نكرر تعداد جميع الذين يشتركون في «الثورة» في سوريا. فمن لم يقتنع بعد بأن الولايات المتحدة الأميركية والحكومتين الفرنسية والبريطانية، بالإضافة إلى حكومة أردوغان التركية و«إخوان» آل سعود لا يخوضون حرباً «ثورية تحريرية لفرض شرع الله» في سوريا، لا فائدة في النقاش معه. بل أكاد أن أقول إنه صار يصعب العيش في إطار جماعة وطنية واحدة مع كل من له علاقة من قريب أو بعيد بمشروع آل سعود و«آل» الإدارة الأميركية «الثوري» المزعوم.
تناقلت وسائل الإعلام الفرنسية خبراً عن أنه، وسط الجلبة التي علت في إطار الحملة الدعائية ضد السلطة السورية حول موضوع السلاح الكيميائي، صدرت الأوامر إلى الطائرات العسكرية الفرنسية في جزيرة قبرص بالإقلاع، قبل أن تلغى في اللحظات الأخيرة بطلب من واشنطن!
وليس من حاجة أيضاً إلى أن نسترجع تاريخ الحروب، ......................
* كاتبة لبنانية
http://www.al-akhbar.com/node/197790
مثال يحتذى به لمن يدعو للحوار الوطني و المصالحة
اما أن تقر بأن من يثور اليوم بسوريا ليسو سوريين: بل هم أمريكا و فرنسا و بريطانيا و السعودية و وهابيييييين من بلاد الواق الواق... أو لا داعي للنقاش..
عليك اولا ان تقتع بنظرية المؤامرة، و بعدين تعى حاور....
و كأنه لا يوجد و لا سوري واحد لا يحب بشار، تماما مثل النسبة التي نجح بها بالانتخابات..
و من لا يصدق هذا الكلام لا يمكن العيش معه...
حتى تنضم إلى ""جماعة وطنية واحدة"" عليك أن تبصم بالعشرة على نظرية بشار أسد، أنها مؤامرة ومندسين و مأجورين....
الوحدة الوطنية، بهذا المبدأ، افهمها كول خرى و سكوت...
و بعدين من يقول "تناقلت وسائل الإعلام الفرنسية خبراً عن أنه،...." أتمنى منه أن يعطيني مصدرين لوسيلتي إعلام فرنسي على الأقل، حتى لا يطلع كذاب بالجمع و المفرد...
يذكرني بفيلم سينمائي، الطيار إصبعه على الزندان،،، و بأخر لحظة قالولو لا تقصف...
بعدين، من هي هذه الكاتبة الفلهوية التي تخط التاريخ و تسترجع حوادثه على مزاجها لتبرهن أن الجميع يبحث عن الوسيلة للإطاحة بحاكم عادل جعل شعبه يعيش برقي منقطع النظير، و دفع ببلده إلى مستوى البلدان المتحضرة، و رفع راية القومية العربية و حرر فلسطين و و حقق الوحدة و الحرية و الاشتراكية.
يا رجل، كنت رح اقتنع أن المؤامرة على بشار تعود اصولها إلى سنة 1801، و من ذلك التاريخ و هم يحضرون لحفلة الاندساس التي دمرت سوريا
|
|
01-03-2014, 04:05 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
Rfik_kamel
Banned
المشاركات: 3,925
الانضمام: Apr 2011
|
RE: «إخوان» آل سعود في المصيدة السورية
نريد المصالحة مع من نشترك معهم في كثير من القيم كالعدالة والحرية والغيرة على وحدة الشعب السوري
الإستعانة بالأجنبي على الأخ في الوطن ينسف مفهوم الأخوة والمواطنة كائنا من كان هذا الأجنبي ويعتبر العربي غير السوري أيضا أجنبي في هذه الحالة, نحن ندعو إلى المصالحة نعم وهذه تتطلب التخلص من التهميش والإقصاء والإستعانة بالأجنبي وبدولة مدنية ديموقراطية تحتضن جميع أبناءها
كيف تصالح من يستمر في رهانه على مرتزقة السعودية من داعش ونصرة ! أساسا داعش ونصرة لا يستطيعون المصالحة بسبب العقل السلفي والإرهابي التكفيري ولكون نصفهم على الأقل من المرتزقة غير السوريين .
خذ هذا المقالة التي سوف تعجبك وروق:
مقال في العشْقِ السياسي ... منحبّك؟!
بقلم : أيهم محمود / سوريا
تعددت بعد الثورة السورية العظيمة موضوعات الحب السياسي و توسّعت دائرتها لتشمل أقطاب المعارضة و الموالاة بعد أن كانت محصورة بمسارات رسمية مقيدة. بتنا نرى إعلان حب لهذه الشخصية أو تلك، و بتنا نسمع نقاشات مطولة حول أحقيتها بهذا العشق غير المقدس، و رأينا أيضاً التعصّب للمحبوب و غداً ربما الرب المعبود، و شاهدنا تبرير الأفعال السيئة للمحبوب و المديح المتصل له إن قام بفعل ظنّه الهائم به إنجازاً مميزاً لم يسبقه إليه أحد. لنستمع قليلاً إلى صوت العقل و لنتفق أولاً على أن الحب حالة انفعالية تقود عادة –كما تفعل في الحياة الشخصية- إلى التغاضي عن الأخطاء و إلى تقديم الكثير من التنازلات على المستوى الشخصي و الحقوقي، و إن كان العشق مبرراً في الحياة العاطفية للفرد إلا أنه منهج كارثي و مدمر إن كان مجاله الحياة المجتمعية و السياسية للدول و الأمم. مشكلتنا الأساسية في سوريا هي إقناع القسم اللاعقلاني من شعبها أن الخراب الذي عاينوه و تعايشوا معه هو نتيجة حتمية لتغييب العقل و منهجه و انتصار الغرائز و العواطف و أن المؤامرة التي يزعمون وجودها ما هي إلا جراثيم صادفت جسداً أضعف نفسه بنفسه من خلال ممارساته و سلوكه فسهل غزوه و إمراضه.
أفهم و أتفهم أن يُعجب شخص ببرنامج سياسي متسق و قابل للتحقق على أرض الواقع و ليس على أرض (وحدة – حرية – اشتراكية)، أفهم أن يناقش تفاصيل هذا البرنامج و آليات العمل اللازمة لتحقيقه و أن ينتقده و يصوّبه و يساهم بجهده في تحقيقه بعد اقتناعه به ، و هذا هو الاحترام المطلوب للسياسة و السياسيين لكي نخرج من أزمتنا الراهنة، فالحب في السياسة يخلق الأزمات و لا يحلها.
ثلاث سنوات مضت من عمر أكبر أزمة عصفت بسوريا بعد استقلالها و ما زال العشق السياسي سائداً و مقبولاً من كثير من الناس، و مازالت الحلول الموضوعة لهذه الأزمة تتموج على السطح دون أي محاولة جادة للنفاذ إلى لب المشكلة و جوهرها، مازلنا في مرحلة الحلم و التمني، و لدينا الآن حلمٌ جديد موضوعه دولة الخلافة و هو النسخة الإسلامية من “أمة عربية واحدة” بعد شطب كلمة “عربية” و استبدالها بـ “إسلامية“، و هذه الدولة المنشودة هي حلم العدل و حلم الأمان و حلم الشبع بعد جوع كما كانت الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة و الحضارة التي لولاها لما أفاق العالم من ظلماته و التي انتهت مؤخراً إلى قطعانٍ يأكل بعضها بعضاً في منظر يثير القرف و الغثيان.
في سوريا الآن: هذا يُحب هيئة التنسيق، و البعض اختصّ عشقه بالمنّاع تحديداً دوناً عن غيره، و هذا مازال عاشقاً للرئيس الحالي، و البعض يوزع ما تبقى من عشقه على أقرباء الرئيس أو بعض رجال الأمن و الجيش، و البعض مغرم بهذا الجهادي أو ذاك، لم تتغير هذه الأمة كثيراً ، مازالت تعبد الأصنام و الأشخاص حتى بعد أن مَنّ الله عليها بجيش من الأنبياء لحاجتها إليهم، فهذه البقاع المقدسة احتاجت كل هؤلاء المرسلين لضبط سلوك أهلها المشين على مر التاريخ، أما البقاع التي أفلتت من الهداية فلم يكن سلوك أهلها يحتاج الكثير من التعديل و التصويب و التقويم.
العشق في السياسة عماء كلّي، و منذ بضعة أيام كتب (مهند دليقان) في جريدة النور مقالاً مهماً تناول فيه شخصية (هيثم منّاع) و بعيداً عن التفاصيل السياسية و المواقف التي أوردها انتقاداً تحدّث الكاتب عن موضوع مهم جداً و هو عدم وجود فرق يُذكر بين السياسات و التوجهات الاقتصادية للنظام السوري الحاكم حالياً و بين معارضته، فكلاهما متفقان على آليات اقتصاد السوق التي دمرت الكثير من البنى الاجتماعية الريفية و قسماً مهماً من الطبقة المتوسطة و حولتها إلى أحزمة من الفقر حول المدن الكبرى، كلاهما متفقان على الاستمرار في هذا النهج الاقتصادي المدمر و خلافهما يكمن فقط في التفاصيل التي تختص بمن يحق له سرقة الجموع و حكمها عبر آليات تركيز رؤوس الأموال في يد القلة القليلة و استبدال طبقة الفساد الحكومية بأخرى توالي المعارضة و تحقق انتصارها السياسي و فيما بعد الاقتصادي.
أظهرت هذه الأزمة مواضع خلل اجتماعي و صراعات طائفية و فساد وصل إلى النخاع و أظهرت أيضاً طبقة مجرمة من التجار اللصوص المحميين بقوة من قبل الدولة و مراكز نفوذها السياسي و الأمني، و هم محميين إلى الآن حتى بعد أن باعوا الشعب السوري في سوق النخاسة من أجل الحفاظ على أرباحهم و مكتسباتهم، كل هذه الأزمات التي عصفت بسوريا مجتمعة لم تدفع أي من الجهات السياسية المتصارعة إلى إعادة تقييم سلوكها و تصويبه و إلى دراسة الأسباب الحقيقية لهذه الأزمة و إصدار تحليلات سياسية و اقتصادية جدية تناقش أسبابها و تقترح طرق معالجتها، فالكل متفق على جملة واحدة : “بعد أن نجلس في الحكم و نتحكم في رقاب الجميع سيعم السلام و الخير على الشعب السوري!” أما كيف يتحقق ذلك و بأي وسيلة فلا يحق لهذا الشعب – القطيع أن يستفسر عنه أو يسأل لأن مهمة القطعان هي العشق و أما التفكير فهو وباء خطير يحتاج الاستئصال دون شفقة أو رحمة.
كانت الصفحات البسيطة على مواقع التواصل الاجتماعي خلال هذه الأزمة أكثر جذرية و جرأة من العاشق و المعشوق، فقد دعت هذه الصفحات المنبوذة من فضاء الإعلام الرسمي و المعارض إلى وضع حلول جذرية لمشاكل سوريا بدءاً من إلغاء التعليم الديني الذي يوجه الأطفال منذ نعومة أظافرهم إلى القنوات الطائفية – أذكر هنا حرجي الشديد أما ابني عندما أتى و هو ابن السنوات الست ليسألني بلهجته الطفولية :” أنا إسلامية أم مسيحية؟” و كان يقصد اسم المادة التي سيدرسها بعد أن سألته معلمته في الصف و لم يعرف جواباً لسؤالها، هذا السؤال الجرح و الذي اضطررت للإجابة عليه مازال ألمه حاضراً في قلبي لأن تلك اللحظة كانت أول مرة يعرف فيها هذا الولد الصغير أن زميله في المقعد مختلف عنه لأسباب قدرية و ليست عقلية – مروراً بالدعوات الجادة إلى إقرار الزواج المدني ، و غيرها من الصفحات التي دعت إلى تغيير جذري في النهج الاقتصادي، و لا ننسى الصفحات التي جرّمت الفساد و فضحته بعنف و جرأة سواء كان في المجال الاقتصادي أو السياسي ، و أخيراً نذكر الصفحات التي حاولت سد الفراغات الكثيرة و المعيبة في إعلامنا الرسمي فقامت بنشاط خلّاق و مميز كتابة و ترجمة و تحليلاً و مع ذلك بقي كل هذا الحراك الشعبي بعيداً عن أجندة السياسيين السوريين -معارضة و نظاماً– الذين لا يريدون إزعاج مراكز القوى و النفوذ التقليدية سواء الخارجية منها أو الداخلية، كما بقي كل هذا الحراك بعيداً عن عقول عشاق السياسيين و مرفوضاً و مذموماً من قبلهم و من العشق ما قتل و من العشق ما خرّب البلاد و دمرها.
متى يخرج هؤلاء الثائرين على الظلم و الفساد و الذين يتكلمون باسم الشعب السوري ببيانات و خطط عملٍ يكون الفيصل فيها انتخابات نزيهة يشترك بها الجميع نقاشاً و تحليلاً و إقراراً و التزاماً بها, متى يكف هؤلاء عن التمسح بأقدام السفراء و الملوك و يتعلمون الكرامة من بسطاء الشعب السوري الذين لم يتورط الكثير منهم في لعبة العشق، متى … و متى … و متى …. ..
لا أدري …
لكن ما أعرفه أن هذا الخراب الذي نشاهده الآن سيتكرر و يتكرر … إلى أن نكفّ عن استخدام مفردات الحب في السياسة أو استخدام مفردات السياسة في الحب.
الصدق مع النفس – قبل الصدق مع الآخرين – هو الحل.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 01-03-2014, 05:00 AM بواسطة Rfik_kamel.)
|
|
01-03-2014, 04:35 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
Rfik_kamel
Banned
المشاركات: 3,925
الانضمام: Apr 2011
|
الرد على: «إخوان» آل سعود في المصيدة السورية
بالنهاية فهمت أن الإمبريالية تهمهما مصلحتها ولا تفرق بين دين وآخر ولا بين يسار إنتهازي وآخر أما اليسار الذي تتحدث عنه فقد فرغ من مضمونه الثوري وأصبح مجرد عربة تسوقها الإحتكارات التي يغلب على رجالاتها الصهاينه وأتباعهم من الإبل وكذلك الإعلام الصهيوني الذي لا تخطئه عين
اليمين المسيحي قوي في أمريكا وكندا وهم قريبون للصهاينه أكثر من قربهم للكاثوليك أو المسيحيين المشرقيين
أما أنت يا إبن القاعدة فما أدراك بالقروي وإبن المدينة وما علاقتك بالحضارة أصلا , فأنت تكره إبن المدينة الشيعي لأنه شيعي والروسي لأنه روسي .. وها نحن نخرجك من رمالك وأملاحك ونعري غباءك ونخاف عليك من أخونجية النادي القرويين أن يتعشوا كبدك
القروي ليست مسبة وإبن المدينة ليس مفخرة وبالعكس , فلطالما طوع المستعمرون أهل المدن لسوء الحظ, لقد عير الإخوان المسلمون الشياطين بعضهم حسب أدبياتهم فالحمصي غير الشامي غير الحلبي , هكذا هم وهكذا سيبقون نكرات جهلة خارج التاريخ
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 01-04-2014, 06:33 AM بواسطة Rfik_kamel.)
|
|
01-04-2014, 06:31 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}