سقوط الإخوان بدأ بتصنيفهم للناس، هذا علماني وهذا كافر وهذا ضال وهذا مبتدع، لقد عجزوا عن معاملة الناس بإنسانيتهم.. بل بما يقولون، وهذا المنهج مضاد للدين بالكلية.

فالدين يجمع الناس ولا يفرقهم ، ولا يهم الدين ما يقوله الناس أن ذلك يأتي بالحوار والتعايش تحت سقف اختلاف الأمم، وأن غاية الحق تأتي بالحوار و القناعة وليس بالإجبار والإكراه.

إذا افترق الناس تحت دعاوى الدين فاعلموا أن ذلك ليس دينا، قال تعالى.."واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا".
"هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين، وألّف بين قلوبهم، لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألّفت بين قلوبهم"

لو عمل الإخوان على تأليف قلوب الناس لتغيرت أوضاعهم، وما تركوا عقولهم فريسة للسلفيين أن يكذبوا عليهم باسم الله، فرغم ما يظهر من خلاف بين الإخوان والسلفيين إلا أن مذهبهم ومنهجهم واحد..

تخيلوا أن الاثنين قواعدهم كانت كالتالي.

1+1=2
2+2=4
4+4=8

و بدلاً من استكمال الجدول يذهبون في اتجاه آخر ويبدأون في تقعير المعادلات

1 أس2 _8=كذا وكذا

رغم أنهم ليسوا في حاجة إلى ذلك قبل استكمال الجدول، ولكن بما أن قواعدهم كانت في الأول غير سليمة ضلّوا وأضلّوا.

الإخوان بحاجة إلى مراجعة قواعدهم التي هي بالأصل قواعد المذهب

عليهم بتعريف جديد للكُفر والإيمان، والغريب أن الصورة التي يحكمون بها هي صورة حديثية مكذوبة على الرسول وليست قرآنية صحيحة، فهم يعبدون الله بالمذهب قال فلان وقال علان وليس بالدين قال الله.

عليهم بتعريف الجهاد مجرداً وكذلك ضمن إطار الدولة الحديثة، وأن يفهموا ما معنى السلطة وعلاقتها بالدولة، وما معنى الديمقراطية، هذه مفاهيم جعلوها لمصالحهم فأوّلوها بالخطأ، وما بُنيَ على باطل فهو باطل.