{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
سوريا بوصلة العرب .. لا فلسطين
أبو علي المنصوري غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 94
الانضمام: Nov 2011
مشاركة: #1
سوريا بوصلة العرب .. لا فلسطين
مع اقتراب الثورة السورية من إتمام عامها الثالث ، ورغم تحولها من حراك سلمي إلى ثورة مسلحة فأزمة فحَرب ، يبدو لمتابعيها سواء القريبين من نارها وأحلامها أو البعيدين ، أنها ترسّخ خاصيتها كمعيار جديد .. معيار للتفكير للأفراد وللجماعات ، للتنظير السياسي والثقافي والأخلاقي .. كميزان لعلاقات كثيرة ، ضمن العائلة الواحدة أو الطائفة أو المنطقة أو حتى الحزب ، وبين أصدقاء العُمر وزملاء العمل والمعارف .

سوريا النموذج الأشرس لاستبداد الحاكم وقهره وجرائمه ، والثورة على نظام يتمسك بكل ما أوتي من قوة بكرسي الحكم ، حكم سوريا والتحكم بها أرضا" وشعبا"، فهي حقه وحق عائلته الذي ربما تنبأت له به كتب الجفر والتوراة ، فهو لأجل ذلك مستعد لجعلها شلالا" من الدماء ، وقتل الألوف بل الملايين من أهلها ، المؤيدين والمعارضين فالكل لديه سواء فداء القائد وسلالته ، أما المعارضة التي خرجت إلى النور، بعد عقود مظلمة، لتصارع ظلماً طال وفي بطنها تتصارع تراكيبنا المتخلّفة مع قضايانا المحقة. . فقد باتت التمثيل الأكثر فجاجة ، ليس فقط لأقصى الديكتاتوريات في بقعتنا هذه من الأرض ، ديكتاتوريات "أقتل شعبك لتبقى ".. بل هي أيضاً العيّنة الأكثر صراحة من شعوبنا المغلوبة على أمرها ، بطوائفها وقومياتها وتشظّي جماعاتها .. منها وبها نفهم أنفسنا ، أو بالأحرى ما زلنا في مرحلة النظر – النظر فعلاً – في المرآة .. لذا بات الموقف، أي موقف من القضية السورية الآن ، بوصلة.. بات مؤشراً على ماهية صاحب الموقف .. عمقه السياسي نظافته أو بساطته أو إنحيازاته المنطقي منها والغريزي .

حتى بالمعنى السياسي والأخلاقي الأعمّ... فإن فلسطين لم تعد البوصلة.. فلقد سقطت بثورات الربيع العربي (وربما قبلها)، مقولة القضية العربية المركزية ، ولعبة زعماء عرب يطمسون الداخل من أجل دور خارجي شعاره المزعوم هو "فلسطين " و" الصراع مع إسرائيل " ، على غرار ما فعل حافظ الأسد (وبعده بشار) أو رؤساء مصريون منذ جمال عبد الناصر وغيرهم .. فجميعهم بدون إستثناء كذابون أفاقون ، وعندما كان أحدهم ينطق بحقيقتهم ويفضح غاياتهم ، في لحظة عابرة ، كعبد السلام عارف والقذافي وصفوه بالبسيط المغفل أو المجنون المخبول ..
فالأرجح أن فلسطين لم تكن في ذاتها ، أداة لقياس الصواب السياسي أخلاقياً ، فهي من حيث المبدأ قضية واضحة ، وإن واجه الفلسطينيون إشكاليات في بلدان لجوئهم عَمّمت الايديولوجيات السائدة في المنطقة نظرة تنميطية لليهود ، أو نفت المحرقة النازية ، أو وظفت لمصالحها تناقضاتٍ من نوع: السلام/الاستسلام، الهدنة/التطبيع، الدولة/الدولتين، فتح/حماس الخ.. هي مفاصل مهمة، بلا شك، لكن شيئاً لا يضاهي القضية السورية اليوم كمحكّ إنساني وتاريخي .. ولعله، كان يفترض بهذا التفكير المركزي في شأن فلسطين ، أن يندثر منذ زمن ، منذ أثبتت القومية العربية وأخواتها من العقائد جمودها الصلف ، وأنها ليست سوى واسطة للاستبداد والقمع والتهميش .. ولو أن احتلال فلسطين عومل كقضية الفلسطينيين ، لربما كانت النتائج اليوم أفضل مما "أنجزه " العرب لـ " أشقائهم " ، اللاجئين كما الصامدين في أراضيهم.. لقد ظُلمت فلسطين عندما صودرت من الفلسطينيين ، وعلى هذا النحو بدأت تُظلَم الثورة السورية .

ليس في تاريخ العالم العربي ، منذ نصف قرن على الأقل ، ما يضاهي االقضية السورية من حيث أنها الميزان للأخلاق والسياسة ، وإمكان دفع التفكير في اتجاه أكثر تركيباً ، وبحمولة واقعية تحوي في ما تحوي ، فسيفساءنا المربك والمعقّد ... وعلاقة ذلك كله بنظام حكم وحاكم ، بمفهوم التسلّط والعسكرة والمدنية ، ودورات الاقتصاد والإبداع بأنواعه، بل والتاريخ نفسه .. لا الحرب (الحروب) الأهلية اللبنانية صعدت هذا الدرب إلى آخره ، ولا الوقفات السياسية/الثقافية/الاجتماعية في مصر أو تونس أو ليبيا أو اليمن أو الجزائر وصلت إلى ما وصلت إليهالأمور في سورية ، فهنا فُضحت صداقات، وتعرّى مثقفون وزعماء وأفراد .

وأطلقت القضية السورية السؤال : هل ما زال بإمكاني أن أحب نتاج شاعر ما ، أو باحث، أو روائي، أو صحافي، أو حتى موسيقي.. بمعزل عن موقفه من القضية السورية؟؟ السؤال في حد ذاته مسألة ، ناهيك عن الإجابات المحتملة، مع الثورة، أم ضدها، أم توليفاً مركّباً بتفكير نقدي للنظام والثوار معاً .. رفع الحدث السوري غلالات قديمة ، عن حصيلة تجارب سياسية وحزبية ، وصعدت من قعر النفوس أهواء وعصبيات لتعبّر عن نفسها بوقاحة ، لكنها رغم كل شيء، صحّية، لأنها الحقيقة، العلّة الأصل الواجب مواجهتها أخيراً .

باتت سوريا تعرّف الأشخاص والجماعة إلى حد كبير، وثمة المزيد من الأسئلة القيّمة لذاتها: كيف أناصر الثورة؟ أو بالأحرى كيف أنقد ما أناصر؟ وكيف أقارع ما أناهض تحت طائلة أن أتحوّل إلى نسخة مما أثور عليه؟ عيّنات من حوارات، تدور مثلاً في شبكات التواصل الاجتماعي، تضيء صنو النقاش هذا .. التمرين الذي استحقّ، وحان وقته، بل تأخّر، لكنه حلّ في النهاية .

تلك أسئلة قد لا تجول في عقول وصدور الجميع. لكنها تقال بصوت مسموع، والجميع يسمع إن لم يسأل. قد يكون \"الحق\" السوري واضحاً. لا ينكره، في حدّه الأدنى، حتى عتاة "الشبيحة "، بدليل أنه أساس "الإصلاحات " التي ذرّها بشار الأسد عبثاً في عيون شعبه .. لكن تفاعلاته هي المتشابكة، والتشابك هذا صورة واقعية تطفو جليّة على سطح الوعي، للمرة الأولى منذ عقود. هذا خطير بلا شك.. لكنه الحتمية والضرورة ، وهو بالضبط ما يجعل القضية السورية مستحِقّة للقب "الميزان "، الفردي والجماعي. يتأرجح التفكير السياسي ، كما الثقافة والاجتماع على كفتيه.. حتى يستوي في تحديد علاقة فرد بجماعة، أو بفرد آخر، أو علاقة جماعة بـ\"وطن\". ما هو الوطن؟ من أنا؟ من أنتم؟ هل فهمنا ماضينا؟ وهل ندرك أي مستقبل نريد؟ اسئلة تطرحها الثورة السورية، وهي أيضاً تُسأل ناسها وجمهورها الأوسع خلف حدودها ، في الضاحية الجنوبية لبيروت كما في عرسال واللبوة البقاعيتين .. في جبل لبنان ، والأشرفية ، وطرابلس الشمال .. في المقاهي والمسارح وجبهات القتال .. في مجلس التعاون الخليجي، وفي قاعات أوروبية وأميركية. من فوق ومن تحت البراميل المُسقطة من الطائرات .. في صفوف الجيش السوري النظامي والشبيحة و"الجيش الحر "، وعلى جوانب "النصرة " و\"داعش " و "كتائب عبد الله العزام".

ربما هي الانتفاضات العربية برمتها. من التونسي محمد البوعزيزي إلى إعتصامات الطلاب في الجامعة الأميركية في بيروت .. لكن سوريا خلطت كل شيء في وعائها ، فباتت وليمة "قُل لي ماذا تأكل ههنا.. أقُل لك من أنت " .. غذاء التفكير والأفعال ، متطرّفاً كان أو معقلناً أو شارداً .. طرحت علينا جميعاً زيارات ثانية وثالثة ورابعة: لجوهر الخوف ، لمعنى الدولة ، الفوضى ، الشعب ، المواطنة ، النظام ، الحرية ، الديموقراطية ، الحرب ، اللجوء ، الكتابة ، الصحافة ، الإبداع ، الحوار ، الدين ، العنف ، الاعتقال، الخطف ، الأقليات ، الآخر ، العروبة ، اليسار ، المقاومة ، الغرب والمشرق وإسرائيل.. وفلسطين باعتبارها فلسطينيين في "اليرموك " بدلاً من أرض مجرّدة لا يدخل أهلها في حسابات "الشرف والكرامة".

ثلاث سنوات من الموت والصمود ... بدءاً من الموت رمياً بالرصاص في ساحات الكرامة ... إلى الموت إختناقاً ... فالموت تحت البراميل وختاماً الموت جوعاً ... ومع هذا تستمر الثورة .. فما جرى وما زال يجري في سوريا ، فريد في نوعه ، ولم يسبق حصوله في أي من البلدان العربية الأخرى .. فهي اللعنة والنعمة في آن واحد .
03-21-2014, 10:35 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
observer غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,133
الانضمام: Mar 2005
مشاركة: #2
RE: سوريا بوصلة العرب .. لا فلسطين
بل يمكن القول و باختصار شديد، بأن اعمال الشغب و التخريب العشوائية و غير المنظمة و التي يطلق عليها زورا و بهتانا مسمى ''ثورة''، عبارة عن حراك غوغائي غبي فاقد للبوصلة منذ اليوم الاول! فاختار هذا الحراك فتح البلد على مصراعيه لأعتى ارهابيي العالم ليدعونهم للمساعدة في تدمير الوطن و مؤسساته بحجة مكافحة النظام. ما يسمى بالثورة نجحت في شيء واحد، و هو جعل سوريا المنافس الحقيقي لافغانستان و الصومال!
03-21-2014, 11:03 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  رجم إمرأة سوريا بتهمة الزنى ..رجم لأمنا سوريا Rfik_kamel 2 510 07-19-2014, 09:55 PM
آخر رد: JOHN DECA
  مستقبل المقاومة في فلسطين فارس اللواء 0 276 07-19-2014, 03:26 PM
آخر رد: فارس اللواء
  لا للعدوان على سوريا ... لا لتدمير سوريا وذبح شعبها لا والف لا . زحل بن شمسين 1 926 08-27-2013, 10:38 AM
آخر رد: مصطفى علي الخوري
  فلسطين وسوريا والسودان..فليضحك الإسلاميون! فارس اللواء 37 6,132 11-27-2012, 08:57 PM
آخر رد: Rfik_kamel
  للاخوة من فلسطين خليل خليل 10 2,242 05-26-2012, 05:22 AM
آخر رد: فلسطيني كنعاني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS