هل كنا نحتاج لكل هذا الخراب ؟
أكثر تعليق سمعته و قرأته منذ عودة حمص لأهلها و عودتهم لها ، هو :" لم أكن أصدق أنه سيأتي يوم و أعود إلى حمص .. كنا نتعامل مع حمص وكأنها لم تعد موجودة .. و لا أمل بالعودة لها !!" .
أصدقاء قالوا لي :" كنا نبكي لكننا لم نشعر بالحزن .. ؟"
لماذا هذا المزيج بين البكاء و الفرح ..؟؟
أظننا أننا نبكي ضعفنا أمام الأفكار السلبية و نفرح عندما نعرف أنها مجرد أفكار لا يجب الاستماع لها .
إننا نفرح لأننا اكتشفنا طاقات عجيبة من التحمل و من الصبر و نوافذ لا نهاية لها من النور .
نبكي لأننا لم نكن نعرف ذاتنا و قللنا كثيراً من قدراتها ونفرح لأننا نتعرف عليها من جديد .....
عندما رأيتُ منذ أكثر من عامين صور بيت أهل زوجتي مدمراً ، استغربتُ كيف أنني ما زلت حياً أمام هول المنظر ، فقد كان هذا المكان بالنسبة لي جزءاً أرضياً من الجنة ، تفقدتُّ روحي لأجد أنها أيضاً ما زالت حية .
وبدل أن أشعر بالألم شعرتُ بفرح البقاء حياً .. حياً..
كَناجٍ من موت نفسي محتم ..
من يحزن لمنظر خراب خارجي .. يعلن موته وحيداً ..
وكأن هذا الخراب حولنا يقول لنا ..
لا تحزن عليّ بل افرح من نفسك.. ومن حياة انتظرتكَ رغم أنك نسيتها
أظننا أننا كنا في حالة نحتاج فيها لكل هذا الخراب .. حتى نعرف أننا نملك حياة داخلية أكثر أهمية و أكثر غنى ..
مثلما عادت حمص .. ستعود كل سورية.. فقط اتركوا للحياة فيكم أن تحيا أكثر ..
د. رفيف المهنا
#عن_حارتنا_الحميدية_ببساطة