يتبين لك في مجتمعك أنه يتكون من دائرتين و تكون مخير بينهما ربما و ربما ترجع إلى دائرة ألتي كنت فيها بالجزمة الدائرة الأولى هي التبعية و أن تعيش أعمى و أصم و أبكم لا كلمة لك فيها طوعاً أو كرهاً تمشي مع كلمة هذا أو ذاك حيث لا تشعر بقيمتك و قيمة وجودك في هذه الدائرة كأن وجودك حرام إلا إذا اتبعت عدة شروط في هذه الدائرة ألتي تقبع فيها و تكون مجرد ظل مع غيرك من الظلال رغم البهرجة و الصور الفنتازية المخيلة إليك من وعيدهم لك بأنك الأفضل معهم و أنهم خير من غيرهم و لا تدري بماذا .
الدائرة الأخرى و هي الإستقلالية باذات و تبصر و تسمع و تقول لك الحق في أن تشعر بذاتك و الإفتخار بها و لكن تكون في مجتمعك مجرد منبوذ حلت عليه لعائن من في الوجود فيصيبوك بمرض ارتياب و الوساوس القهري و يقولون لك بأن هذا ضريبة الخروج من الدائرة السابقة هذا إن جعلوك تخرج منها بسلام .
فأنت بذلك بين دائرتين يا معنا أو ضدنا في جنتنا أو في جحيمنا رغم علمك بأنك الأحق في تقرير سير حياتك و لكنك ستكون في دائرة المغضوب عليهم و الضال .
لا تدري ما فائدة هذه الدوائر و باي امتيازات الوهمية و الزائفة ألتي يوهموك بها و كأن الله حباهم بما لم يحبي غيرهم و أصلاً أي تجمعات إنسانية تقوم على هذه الدوائر هي مجتمعات بائدة بشهادة التاريخ فكم من تصنيفات أدت إلى حروب لا تنتهي أسالت بحاراً من الدماء ففي تاريخ عصور الوسطى أبادت محاكم التفتيش الملايين من الرجال و النساء بسبب تصنيفهم بأنهم أهل هرطقة و الزندقة أو في عالمنا الإسلامي عندما بدأ فترة التصنيف في عهد عثمان و علي و معاوية مع ظهور الخوارج و هذا الأمر يثبت مدى غوغائية عقول أهل التصنيف و تابعيهم

مازلنا غرقى فى الرؤية الذاتية.

Array
مازلنا غرقى فى الرؤية الذاتية.
[/quote]

للأسف لا يدركون حاجات و حقوق الغير فيفرضون عليهم قوانين مجحفة و كأنهم رعايا أو أطفال و إذا رفضنا الإنصياع لهم حلت علينا لعنتهم