اتذكر رواية كومارك مكارثي (كل الخيول الجميلة). عندما يسؤل البطل عن الموت فيقول :ليس كمثلة شيء ؟. جسدي لا يهم عندما اموت.. فهو وعاء لا اكثر ولا اقل ..ولكني اخاف على شيء واحد بعد موتي وإلا وهو : الذاكرة. كل ذكرياتي السيئة والجميلة والحلوة والمرة كل شيء ..عندما اموت لا اريد ان تمحى ذاكرتي .
ولكن العلم يقف بالمرصاد في وجهي . نعم الطريق الوحيد بعد عبور الغفوة التي تسمى الموت هو طريق واحد ؟. التحلل . سوف ادخل في دولاب الكون العظيم هذا, اتحول الى سماد للامنا الارض الجميلة . نترات واملاح ومعادن . ولكن ذكرياتي ارجوكم اين هي؟. لا جواب .لم يرجع احد من ذلك العالم .
اسمع تلك المرثية بصوت المغنية الكردية شهربان وهي تقول : اين زليخا اين يوسف .. لمن هذا الفلك واين سوف يرسوا ..لم تدم إلى شخص .. كأس وتدور حولنا .. نعم هي كردية والاكراد قوم لا يعرفون غير ثلاثة اشياء : الحب والحرب والقتال .. اشبه بالاسبارطين فهم مقاتلون بالسليقة .. مع بعض الاستثناء قومي لا يحبون التوسع فقط يدافعون عن انفسهم ..ولكن صوت شهربان الممتلئة وهي تجلس على تلة رائعة في كردستان .. تله تقدح بزهرة النرجس .. دفعت امي ان تقول :بني .. ادفني في قريتي ..هناك تلة مزروعة بالنرجس .. انا احب ان ادفن بالربيع وفي تلة تحوي النرجس .. يا الله كم هي شاعرية هذة السيدة اريد ان اقول ( نحن معادن .. املاح ..نرجع الى الارض مثل السماد ).. اعرف كم هي مؤمنة .. لو احتاج الله برهان على وجوده ..يجب ان يبعث رسالة الى كل العالم على شكل وحي : ام محارب النور هي دليل وجودي .. تعشق الله وتؤمن به ..نعم امي نعم .. ولكن عندما اموت انا :ادفنيني في مقلب زبالة ؟. قال لماذا : لاني اعشق النرجس واتمنى ان يتحول كل جسدي الى بقعة من زهر النرجس .. وظيفتي تجميل العالم ولو على حساب جسدي .. كل حبي لهذة الحياة اتمنى ان يكون على شكل بقعة من النرجس قصير العمر .