النسخ في اللغه ممكن ان يأتي بمعنى الازاله. ومثال على ذلك في قوله سبحانه وتعالى (ما ننسخ من آية أو ننسها)، أي لا نزيل أي آية أو نجعلك يا محمد تنساها. سنقرئك فلا تنسى. وهي كقوله تعالى: ما (لا) يبدل القول لدي. "ما ننسخ من آية أو ننسها نأتي بخير منها أو مثلها". ومعناها ان الله سبحانه وتعالى لا يزيل آية قرآنية انزلها على عبده وآخر أنبيائه محمد (صلى الله عليه وسلم) أو يجعله ينساها، وإنما ينزل آيات تشبهها في المعنى أو خير منها في البيان. والآيات المتشابهات في القرآن كثيرة، وهي المقصودة في قوله تعالى "خير منها (في البيان) أو مثلها". ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير. وفي هذا اشارة غير مباشرة للكافرين بالقرآن وقد تحداهم الله بأن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا. وهنا يظهر لهم سبحانه وتعالى قدرته. لانه هو مصدر القرآن، فهوا قادر على ان يأتي بمثل الموجود وخير منه في البيان.
طبقا للقاعدة الاصولية القائلة: ما تطرق إليه الاحتمال لا يصح به الاستدلال. فإن الآية أعلاه لا تصلح ان تكون دليلا على وقوع النسخ في القرآن وهي في نفس الوقت تنفيه! وإذا افترضنا جدلا انها تصلح لذلك، فكيف تكون الايات منسوخة (مزالة) وهي لاتزال موجودة في القرآن؟ فهل أصبح القرآن أرشيفا للاخبار والقوانين القديمه المنتهية صلاحيتها؟ أما قوله تعالى سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله. فهذا لا يعني بالضرورة ان الله شاء لمحمد ان ينسى. قال الفراء في تفسير هذه الايه: وهو لم يشأ سبحانه أن ينسى محمد صلى الله عليه وسلم شيئاً كقوله: "خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك".
بحث
قائمة الأعضاء
التقويم
وثائق المساعدة
