{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مهاجر يغير فرنسا
سيناتور غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,957
الانضمام: Mar 2007
مشاركة: #1
مهاجر يغير فرنسا
سمير عطا الله


يقول الكاتب الفرنسي جان دورميسون إن سر السلطة هو الطاقة. ويكاد يصعب على الفرنسيين اللحاق بطاقة نيكولا ساركوزي الذي عبر المحيط الأطلسي ثلاث مرات وتجول في آثار مصر الفرعونية وتغدى في ألمانيا وتعشى في مدريد وطلق زوجته وها هو يستعد للزواج من صديقته، وألقى خطابا في الكونغرس الأميركي وحل مشكلة الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني في ليبيا وواجه إضرابين عامين في فرنسا ـ وكل ذلك في سبعة أشهر.

بالنسبة إلى صحافي تابع السياسات الفرنسية منذ أربعة عقود، يبدو لي أن ثمة حقبة قد انتهت في فرنسا، هي الحقبة التي بدأت مع ديغول العام 1958 تحت عنوان الجمهورية الخامسة. في تلك المرحلة كان الهاجس الأكبر المحافظة على استقلال فرنسا من تأثيرات التمدد الأميركي، سياسة وثقافة. وقد رأى ديغول ومن بعده خلفاؤه، وحتى الاشتراكي فرنسوا ميتيران، أن المدّ الأميركي يهدد حضارة فرنسا وموقعها في العالم ودورها في محيطها المتوسطي. أما ساركوزي فكانت أول خطوة رئيسية قام بها، هي السفر إلى واشنطن ومخاطبة الأميركيين بعبارات الصداقة.

ثمة تغير واضح في السلوك الرئاسي، في كل شيء. لم يحدث ـ بقدر ما أعلم ـ أن التقطت لرئيس فرنسي صورة «بالشورت» وهو مع صديقته. وقد كان لجيستار ديستان وفرنسوا ميتيران مغامرات كثيرة لكنها بقيت في الستر. فلم يرَ أحد صورة أم ابنته غير الشرعية إلا وهي تسير في جنازته. ولم يطلق زوجته بعد وصوله إلى الإليزيه. ولم يذهب إلى مخاطبة الكونغرس بعد ثلاثة أيام من إعلان الطلاق. فرنسا اليوم في ظل رئيس مشحون بالطاقة وغير مقيد بالتقاليد. جاك شيراك كان يستقبل سعد الحريري في الإليزيه، برغم العلاقات العائلية المعروفة. أما نيكولا ساركوزي فقد عقد محادثاته مع الحريري الابن في مطعم «نورة»، في ساحة تحمل اسم بيروت. وكانت الكتب عن حياة ميتيران الشخصية والعاطفية قد بدأت تظهر في أواخر ولايته وعمره. لكن بعد سبعة أشهر من الإليزيه صدرت على الأقل أربعة كتب عن الرئيس الجديد، الذي يذكّر الفرنسيين بنابوليون الأول، بقامته وعشقه للنساء وكونه من جذور غير فرنسية.

انتخب الفرنسيون رئيساً «ديغولياً» لخلافة شيراك. لكن الرئيس الجديد فاجأهم بضم مجموعة من الاشتراكيين إلى حكومته، بينهم وزير الخارجية، برنار كوشنير، بالإضافة إلى عدد من النساء وذوي الأصول المهاجرة. ولعل ساركوزي هو أقل رؤساء فرنسا خبرة في الشؤون الخارجية. فقد كان محامياً يتعاطى القضايا الداخلية كرئيس لبلدية «نويي»، في حين أن سلفه شيراك بدأ جنديا في الجزائر وبعدها طالبا في هارفارد وهاويا لتاريخ الشرق الأقصى القديم، ومن ثم رئيساً للوزراء. غير أن طاقة كبرى تدفع الرجل غير محدود الطموح، الذي كانت عقدته أن أشقاءه أطول منه وذهبوا إلى مدارس أفضل من مدرسته. إنه يثأر.

http://www.asharqalawsat.com/leader.asp?se...amp;issue=10640
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 01-15-2008, 09:00 AM بواسطة سيناتور.)
01-15-2008, 08:58 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  وقفة مع تهديدات "بن لادن" لـ"فرنسا" المفكر أركون 0 1,112 10-31-2010, 11:59 PM
آخر رد: المفكر أركون
  مصحف البحر الميت : سقوط مندوب فرنسا إلينا ابن نجد 13 3,752 10-04-2010, 07:02 PM
آخر رد: ابن نجد
  من الذي يغير العالم ويصنع الحضارة والتاريخ هل هو الشاعر أم الباحث العلمي أم السياسي؟ thunder75 13 4,557 01-27-2010, 11:17 PM
آخر رد: سهيل
  دعوة للتحقيق الدولي في جرائم فرنسا بالجزائر Hajer 32 5,953 07-29-2008, 12:11 PM
آخر رد: Jugurtha
  فرنسا : صراع حضارات أم صراع طبقات ؟ أبو إبراهيم 6 1,398 12-01-2007, 08:18 PM
آخر رد: حمزة الصمادي

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS