لقد كان لروايتان (( أوديسة )) و (( إلياذة )) للمؤرخ و الراوي اليوناني الكبير هوميروس أثراً مدوياً في الفكر اليوناني و بالأخص (( أوديسة )) ألتي ألهمت رجالات و أبطال الشعب الإيجي و ألتي أسهمت إلهامها في إظهار الإسكندر الأكبر و دخوله الكبير في سجلات و دواوين التاريخ بسبب حبه لأحد أبطال الرواية و هو آخيل و ألذي جعل من إسكندر مصدر إلهام أيضاً للقادة و الملوك من بعده ............. هذا ما جال في فكري عندما سمعت أحد الحضور في مجالسنا يقول بأن الأدب لا تسهم شيئاً في الحضارة ......... لا أدري لما يقول ذلك رغم كبر سنه و حكمته و إلمامه الكبير في قراءة الكتب فالأدب مرتبطة كمادة بالحضارة إرتباطاً وثيقاً و غليظاً فالإنسان لا يقدم الكثير إذا لم تقدم حضارته كثيراً لا بل الحضارة نفسها و الحب النفس لتحقيق الذات و إعتباره كانت للمادة الأدب دوراً و إسهاماً كبيراً في ذاته و جوهره فالأدب لم تأتي من جهل الإنسان بل تأتي من وعيه بالحياه و حبه لجعلها مادة مهمة في حياته فلو وجدتم الإنسان بليداً ستجدون بسبب ضعف أدبه و أدب المحيط به أو تجدوا لديه أدباً رديئاً و متكسراً ....... عندما تبحثون في مصنفات لتاريخ الشعوب القديمة ستجدوا فرقاً بين أدبهم في الماضي و أدبهم في الحاضر إذ ألتي في الحاضر أكثر فلسفياً و درامياً من سابقته ألتي تتكلم عن الخرافات و التصورات الغير الموزونة و حتى الأدب ألتي تتكلم عن الخيالات العلمية في زمننا هذا أكثر منطقية ألتي يقبلها العقل .......... وللأدب مكان في ذات الإنسان و جوهره فتجد البعض يشعر بالدرامات الأدب سواء أكانت تراجيدية أم كوميدية لا و بل من الأدب من تزرع الهمة في نفوس الكثير من الناس و تزيد وعيه و إدراكه للواقع فكم من أديب ألهم الناس بمواجهة المجهول و البحث في المغيبات و بل بقراءة المستقبل حيث أن الكثير من روايات تكلمت عن أشياء تسبق أوانها بالكثير ..... حيث أدرك الإنسان الواعي أهمية الأدب و تقريبها من عقول و قلوب الناس فوجد ضالته في السوائل الإعلاميه لتكون الأدب أقرب ما يكون من الناس بمستوياتهم المختلفة و نحن البشرية إلا الآن ننذل من عجايبها ألتي تغذي العقل و الروح فأنظروا إلى الأدب الغربي كيف هي واقعية و داخلة في تنمية عقول مجتمعانهم و ألتي تخرج الآلاف شهرياً و هذا يدل على وعيهم بأهمية الأدب و الأدب ألتي بين أيدينا كيف هي بعيدة كل البعد عن واقعنا و عن تنمية العقل في مجتمعاتنا و ألتي ننتجها بالعشرات في السنة الواحدة ............... ففتحت عيني و قلت لهذا المتحاذق بل الأدب هي أم العلوم و روح الفكر و كلمته .................. و لكم مودتي و حبي ........... أخوكم البارنور في بحر الظلمات .