المعلوم أن نظرية دارون ظهرت قبل أن يضع ماندل قوانين الوراثة وما تلى ذلك من اكتشاف المادة الوراثية " الجينات " في بداية القرن الماضي ولذلك فإن دارون لم يوضح الألية التي تتم بها تحول الصفات الجديدة المكتسبة الى مادة وراثية " حينات" حتى يتم توريثها الى الأجيال التالية ، فمثلا إذا اكتسبت عضوية ما صفة جديدة ناجمة عن تغير وراثي في عضو معين فما الذي يجعل هذا التغير ينتتقل الى المادة الوراثية للخلايا التناسلية لتلك العضوية . إذا لا بد من آلية يتم بموجبها الاتصال بين المادة الوراثية لخلايا العضو الذي اكتسب الصفة الوراثية والمادة الوراثية للخلايا التناسلية التي ستورث هده الصفة الى الأبناء وإلا فإن تلك العضوية ستموت وستموت معها تلك الصفة التي اكتسبتها دون أن تورث لذلك هناك gap لذلك سيفترض العلماء مثلا وجود آلية بيولوجية غير مكتشفة وسيفترض آخرون وجود قوة عاقلة أوخفية تقف وراء ذلك
وسيملأ المؤمنون هذا الفراغ بالاله " اله الفراغات " god of the gaps لذلك يرى البعض أن تلك العملية تتم تحت توجيه قوة ذكية .

حديثا يبدو أنه قد بدأت تتكشف هذه العملية انظر هذا المقال

"قوى خفية تتحكم بالمورثات والتطور" بقلم طريف سردست

http://www.alzakera.eu/music/vetenskap/B...o-0071.htm
ولابد أن أشير هنا أن الدارونية الجديددة قد حاولت معالجة القصور في نظرية دارون
انظر " صانع الساعات الأعمى " لرتشارد دوكنز
بالنسبة للذين لا يؤمنون بالتطور سأضرب لهم هذا المثال الذي يعرفه كل من قرأ عن تشكل جنين الانسان داخل بطن أمه ، ففي بداية تشكل الجنين في الأيام الأولى يتخذ الجنين شكلا يشبه الى حد بعيد أجنة الطيور والحيوانات الآخرى حتى لا يكاد يفرق بينها
ثم تبدأ عملية التمايز تحت قيادة الجينات . فإذا كانت عملية خلق الانسان عملية مستقلة كما يدعي الخلقيون فلماذا لاتكون عملية تشكل الجنين مميزة وما الداعي للتشابه مع أجنة الحيوانات والطيور أليست هذه العملية تذكير وراثي بالأسلاف
ومما يجب أن نذكره هنا هو أن هناك تماثل بالمادة الوراثية بين الانسان والشامبانزي بنسبة 98% وبين الانسان وذبابة الفاكهة 75%
مودتي