احد مظاهر ثقافتنا إلتباس الأمور و الأفكار بعضها ببعضها الآخر فيصير رفض الكهنوت الديني رفضاً للدين!
و يصير نقد هذه الممارسات و الخزعبلات رفضاً للدين نفسه!
هل المشكلة مع الدين نفسه ؟!
لم تكن ابداً كذلك
بكل امانة أنا على قناعة كاملة ان علة المجتمعات المتخلفة ليست في دينها و انما فيها ؛ فلا المسيحية و لا الإسلام و لا اي ديانة المشكلة ، إن كل دين يحتمل كل القراءات التي يمكن ان نتخيلها المتعصب يستخرج منه تعصبه و المتسامح كذلك يفعل إنها ازمة ثقافة تلك التي نعاني منها و إذا اردنا فعلاً ان ننهض فأول شيء يجب ان نفعله هو ان نعترف بأننا متخلفون ، نعم هذا الاعتراف بالتخلف الذي يراه البعض خطأً جلداً للذات مطلوب و نعم هي امة ضحكت من جهلها الأمم تلك التي تعيش بهذا النمط الثقافي المتخلف و تعربد على شعوب الأرض من موقف المهزوم الخائب العاجز ، هل المطلوب ان نتغنى بالماضي التليد ؟!
ثم ماذا نفعل بعد ذلك ؟!
هل هذا الغرور و التباهي الاجوف بماضينا من شأنه ان يغير شيء بحقيقة واقعنا المتخلف؟ بالطبع لا
هل سنصبح غير متخلفين عندما ننتفخ غروراً كاذباً؟ هل سنحل ازمة الشعب الفلسطيني التي نعجز و نحن امة من 300 مليون فيها عن اخذ الحق من 3 ملايين !
لازال اخوان البنا و من على شرعتهم صباح مساء يكررون علينا تلك الاسطوانة المشروخة الرجوع للدين و كأننا كفرة : "رجوع للدين ، رجوع للدين" لواقع ليس إلا رجوع المقلد الاعمى القشيري الطفيلي ، طيب ها نحن الآن اكثر شعوب الارض صلاة وصياماً و تغطية للمرأة و تصاب حياتنا و اقتصادنا بالشلل الكامل كل رمضان من كل عام و بشكل متزايد حتى كدنا لا ننتج شيء اتحدى ان كان في هذا العالم شعب عنده عشر تعبدنا و تديننا و مظاهرنا الدينية ، ماذا بعد ما الذي حققناه في ضوء كل هذا إلا المزيد من التراجع و التقهقر و التخلف.
أنا لا افهم حقيقة إلى متى ؟ إلى متى نظل اسيري الخوف من مواجهة الافيونيين الكهنوتيين؟
المسألة يا قوم لا علاقة لها بالتدين لا من قريب و لا من بعيد ، أقولها و لا ارتجي اجراً ، الخروج من التخلف و ازمته المستحكمة طريقه العلم و الانتاج و تكريس قيم العدالة الاجتماعية و الحرية بكل مجالاتها و اشكالها ، ليكن الدين دعوة طيبة لمكارم الاخلاق تهتم بعلاقة الانسان مع ربه لا مشكلة و لا ازمة في هذا و ايضاً لا دخل له بحالنا المتخلف الذي يحتاج تنمية و ليس عبادات و هرطقات تفخيم الذات و افينة الوعي ، لقد بتنا نعيش وضعاً مقرفاً بكل معنى الكلمة وعي غائب عن الواقع لا هم له و لا شغل إلا ما جرى في القرون الوسطى في جزيرتنا العربية!
أي اعجاز علمي هذا الذي يتطفل على كل منجزات العلم ويصيب عجزنا امامه بالرعب قلوبنا فيأتينا زغلول بالأفيون كي لا نحس فالمطلوب ان لا نحس و ان نقول لانفسنا نحن زي الفل و بلاش جلد للذات و كما ترون فكل ما يكتشفه العالم يأتينا زغلول ليقول لا تحزنوا كله موجود هنا! أإعجاز علمي هذا ام عجز علمي بالله عليكم؟
ازمات في كل مناحي حياتنا بدون استثناء و مع ذلك نتعالى على كل هذا ، رسام مغمور بوزن متواضع جداً في دولة اسكندنافية صغيرة لا دور سياسي مهم لها بل و معروفة بمواقفها العالمية الانسانية نقلب الدنيا بالمظاهرات و نذهب للامم المتحدة اعتراضاً طبعا لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى إلا إذا اريق على جوانبه الدم
لكن يا قوم اي دم بالضبط؟
لماذا ضد الدنمارك و ليس اسرائيل ؟
لماذا ضد الدنمارك و ليس ضد ابن لادن و ابو حمزة المصري و امثالهم ممن خلقوا هذه الصورة المتوحشة و الهمجية للاسلام؟
لماذا لا تثورون هكذا لكرامتكم التي تهدر في شوارع مدننا العربية صباح مساء؟
لماذا لا تثورون دفاعاً عن كرامتكم كشعوب لتكونوا شعوب حرة يحترمها حكامها قبل ان تطالب باحترام العالم لها؟
لماذا لا تثورون اصلاً ضد من قدم هذه الصورة الهمجية عن النبي الكريم و عن الاسلام قبل ان تلوموا من عبر عن ما رأته عيناه في الغرب؟!
لماذا لا تثورون دفاعاً عن سجناء الرأي في بلادكم و سجناء الكرامة و الحرية و العدالة ؟
لماذا لا تثورون وتتظاهرون من اجل العدل الاجتماعي من اجل حقوقكم السياسية التي تدوسها بساطير العسكر و تتدحرج عليها براميل النفط صباح مساء؟
لماذا لا تثورون ضد السماسرة و نصابي البنوك و نصابي توظيف الاموال و تجار الشعوب الذين يمتصون دماءكم صباح مساء ؟!
لماذا و ألف لماذا؟
إن كانت كتابتي جلداً للذت فليكن يا صديقي لعل هذه الذات تصحو من نومة أهل الكهف ، انها صرخات ضد الكهنوت الديني و ليست ضد الدين قد قالها علي يوماً : القرآن حمال اوجه. يستغل هذا الكهنوت الديني تلك الخاصة ليمرر مشروعاته التي كلها بدون استثناء صناعات كهنوتية لا تصنع بالمحصلة إلا قيوداً و اغلالاً لهذا المجتمع مهما بدت براقة و مهما لفقت فهي بالنهاية تخرج للناس فهم للدين تحله بديلاً لأساليب الواقع العملي ، قوموا للعمل للانتاج للبناء و التنمية احموا الحرية و دافعوا عن حقوقكم السياسية ، هي صرخات ضد لقهر و القمع ايضاً ضد بساطير العسكر و غطرشة القوة ضد الجهل و المرض و الفقر و الاستغلال.

إذا كنا و بعد كل هذه الصفعات التي تنهال علينا من كل حدب وصوب من الداخل و الخارج لازلنا بنفس النفس العنجهي نرفض ان نعترف بواقعنا المتخلف و نحن نتطفل بكل شيء على العالم الآخر نصر ان نتعالى عليه و نقول ما يضحك علينا امم الارض نحن خيرالأمم!!!!!! نعم نحن بحاجة لصدمات الذات النائمة و ليس لجلد الذات فقط ، ليس اصدق من صدمات الواقع تحكي عنا و عن تخلفنا و تطفلنا الاسطوري الذي نعيش افتحوا احصائيات الامم المتحدة في اي مجال تريدون و ستعرفون الحقيقة المرة ، عندما لا يكون بين افضل مئتي جامعة في العالم اي جامعة عربية و عندما تكون نسبة الامية 40% فنعم آه يا امة ضحكت من جهلها الامم.

و آخر قولي :
عيش الشعوب بانجاز لمعجزة لا بالتباكي على تاريخ من ذهبوا
إن الحياة لمن رأساً يكون بها لا تستحق حياة امة ذنب

تحياتي
عمر

الحر · 09-30-2007, 09:32 PM

الزميل عمر

اوافقك في كل حرف قلته .

مودتي (f)

عمر أبو رصاع · 10-01-2007, 08:03 PM

اهلا بك اخي الكريم و دمت حراً

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	التطرف الديني والحروب العربية	فارس اللواء	0	471	02-12-2014, 08:10 PM آخر رد: فارس اللواء
	إشكالية القانون الديني والقانون المدني في العالم العربي	رائد قاسم	0	918	09-29-2012, 01:05 PM آخر رد: رائد قاسم
	نموذج مما يسمى بالحوار الديني	غالي	4	1,753	02-10-2011, 06:03 PM آخر رد: yasser_x
	الترويج للانقسام الديني بفلسطين	vodka	0	901	01-25-2011, 11:06 PM آخر رد: vodka
	هل الدين شر محض أم فيه خير ؟	Sniper +	6	1,703	11-20-2010, 05:15 PM آخر رد: ماجن