الهوة تزداد اتساعا بشكل ينذر بخطر محدق
وحينما أشاهد أجهزة الاعلام المصرية الآن أن تكرس أغلب البرامج التي عليها اقبال من المشاهدين
أصبحت تقوم بمقام الشحاتة للمعوزين وأصحاب الحاجة فهذه سبة بجبين أية أمة
لأن هناك طرق أكثر حضارة وتقدما تجدها في الدول الغربية الشبه رأسمالية أسمها نظام التكافل الاجتماعي
وهي التي تضمن ألا يصل الأمر الى أن تتصادم طبقات الشعب نتيجة هذا الظلم الاجتماعي البشع
هذا النظام هو فرض الضرائب وبحزم على من يملك ممتلكات وتحقيق أرباح سنوية أعلى من رقم مادي معين
كما أن تقوم الدولة بالرعاية الصحية الحقيقية لجميع طبقات الشعب عن طريق التأمين الصحي في الشركات
سواء الخاصة أو العاملين في قطاعات الحكومة ,,, هذا ناهيك عن مجانية التعليم ...
ولا ننتظر شهر رمضان لكي يذود به من له ضمير أو خشية من الحسد أو ... مبررات أخرى ترجع الى خلق وأخلاق المتبرع
التي ربما يتبرع بذرة من مكتسباته الحقيقية
العيش فوق سطح منزل أفضل من النوم في الشارع
حياة ثانية على أسطح المنازل في القاهرة
نصف سكان القاهرة يسكنون فوق أسطح البنايات وفي مناطق عشوائية غير مخططة ولم تصلها الخدمات.
ميدل ايست اونلاين
القاهرة – من ويل راسموسن
مثل الاف اخرين في القاهرة عاش أشرف علي (33 عاما) حياته كلها فوق سطح أحد المباني بوسط العاصمة المصرية.
وعلى ارتفاع سبعة أدوار من أحد شوارع القاهرة التي تنتشر بها القاذورات ويملؤها الضجيج يستمتع علي بنسيم منعش في شهر سبتمبر\أيلول يمر بالغرفة الخشبية التي يقيم فيها مع زوجته وطفليه.
وقال وهو يتأمل السطح المترب حيث يبلغ الايجار اقل مما يعادل دولارا واحدا في الشهر "في الصيف نأكل ونشرب وننام في الخارج هنا. هذا أفضل من العيش في الاسفل هناك".
وينعم بعض سكان الاسطح في القاهرة بمراحيض مؤقتة وأنابيب مياه بل وحتى حمامات. لكن اخرين لم تصل اليهم أنابيب المياه كما لا يجدون ما يحميهم من شمس الصيف الحارقة أو مياه الامطار. ومن بين هذه "الطبقة الدنيا" يمكن للمحظوظين الاعتماد على كرم ضيافة جيرانهم الايسر حالا في الشقق "بالطوابق السفلى" في الحصول على المياه واستخدام الحمامات.
وقال غيث زيدان محمد (70 عاما) الذي نشأ وتزوج وربى ثلاثة أبناء فوق سطح مبنى قريب في وسط المدينة "لا نملك اموالا لشراء شقة. الى اين يمكننا أن نذهب؟".
ولا يمتلك مئات الالاف من المصريين الذين تدفقوا على القاهرة خلال فترة انتعاش اقتصادي في السبعينات أموالا لاستئجار شقة وبدلا من ذلك يقيمون مساكن فوق أسطح المنازل بالمدينة.
وبالنسبة لبعض أبنائهم فان الحياة فوق أسطح المنازل علامة على فشل الانتعاش الاقتصادي الحالي في البلاد في تحسين مستويات المعيشة للفقراء.
لكن اخرين يقولون ان الحياة ليست شديدة السوء. فالايجار رخيص والعمل قريب وربما كان الامر الاكثر أهمية على الاطلاق أنهم يشعرون أنهم ابتعدوا عن الصخب والزحام بالاسفل.
وقال ابراهيم محمود (67 عاما) الذي ربى ثلاثة أبناء في غرفة فوق سطح مبنى مكون من 12 طابقا "الحياة فوق السطح رائعة بسبب النسيم والشمس".
وانتقل محمود وهو عامل تليفونات في شركة للبلاستيك على بعد عدة بنايات الى القاهرة منذ نحو 35 عاما قادما من صعيد مصر واختار العيش فوق سطح منزل لان ذلك كان أرخص.
ويدفع محمود حاليا ما يعادل أقل من أربعة دولارات شهريا ويقول ان ايجار شقة في نفس الحجم في الطوابق السفلى قد يصل الى عشرة امثال ذلك.
ويقول محللون ان العيش فوق اسطح المنازل عادة ما يكون حلا مناسبا لازمة الاسكان في القاهرة.
وقال أبو زيد راجح الرئيس السابق للمركز القومي لبحوث الاسكان والبناء في مصر ان قرابة نصف سكان القاهرة البالغ عددهم نحو 14 مليون نسمة يسكنون مناطق عشوائية غير مخططة أو لم تصلها أنابيب المياه.
وأضاف "أغلب الاستثمارات سواء من أجل الانتاج أو الخدمات تتركز في منطقة القاهرة... ذلك هو سبب الهجرة من المناطق الريفية الى المركز الحضري الكبير".
وسجل الاقتصاد المصري العام الماضي أسرع معدل للنمو منذ عشرين عاما مما جذب المزيد من الاشخاص الى القاهرة حيث تصل الكثافة السكانية الى نحو 70 ألف شخص لكل 1.6 كيلومتر مربع وهي كثافة أعلى من مثيلتها في مانهاتن.
وقالت مديحة الصفتي أستاذة علم الاجتماع بالجامعة الاميركية في القاهرة والتي تكتب في وسائل اعلام موضوعات بخصوص قضايا الاسكان "القاهرة تنمو بمعدل خارج عن نطاق السيطرة. الاسكان العشوائي يمكن ان يكون حلا عمليا للغاية".
لكن الزحام يمكن أن يؤدي الى فوضى. فقد أغلق محتجون عددا من الطرق السريعة في حوادث عديدة خلال الصيف بسبب انقطاع مياه الشرب في بعض المناطق بالقاهرة.
وقال ابو زيد "تتحدث الحكومة عن مشكلة الاسكان العشوائي لكن لم يتم عمل سوى القليل بالفعل".
لكن العيش فوق سطح منزل أفضل لدى البعض من النوم في الشارع.
وانتقلت نادية عوض حسنين (55 عاما) للعيش في غرفة خشبية فوق سطح أحد المنازل في منطقة مصر القديمة بالقاهرة قبل نحو عشر سنوات وتقول انها تنام هناك لانها لا تجد عملا ولا مصدرا للدخل.
وتصعد كل مساء سلما للوصول الى الغرفة المسقوفة بالاطارات القديمة التي يعلوها الصدأ وبصفيح خردة لمنع تسرب مياه الامطار الى الكوخ.
وقالت "عندما تشتد سخونة الجو.. أنام في الخارج على السطح".
وفوق بعض أسطح المبانى الكبيرة يمكن أن تنشأ تجمعات لاسر في بيئة يفضلها من يقيمون في شقق اسفلهم. وعادة ما يتعامل سكان الاسطح مع بعضهم فقط ويستخدمون درجا منفصلا يتجنب باقي المبنى.
وعاش محمود رجب (48 عاما) منذ طفولته فوق نفس سطح المبنى.
وتقيم اربع أسر فوق السطح وعادة ما يتجمع افرادها بالخارج بعد الظهر أو في المساء.
وقال "نحن أسرة واحدة هنا مثل الاخوة"