احمد مصطفى
بي بي سي ـ لندن
رسم التقرير السنوي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن صورة ضبابية لاوضاع العالم في العام المقبل، مشيرا الى ان "الخطر من الارهاب الاسلامي لا يزال عاليا ويبدو انه سيزداد".
واشار "المسح الاستراتيجي" للمعهد الى ان احداث العام الحالي، اضافة الى ضعف الدور الامريكي على المسرح الدولي بسبب فشل السياسة الامريكية في العراق، لا يبشر باي حلول لمشاكل العالم في العام المقبل.
وحذر التقرير من ان التوقع الاسوأ هو ان تملك ايران قنبلة نووية بحلول 2009 او 2010، وشدد على ضرورة العمل لمواجهة مخاطر التغيرات المناخية مشيرا الى ان ما تفعله البشرية في النصف الاول من القرن الحالي سيحدد ما اذا كنا سنشهد كارثة بيئية ام لا.
خطر القاعدة
وامنيا، خلص تقرير المعهد، الذي يعد حجة في الصراعات السياسية/العسكرية، الى ان تنظيم القاعدة اصبح اكثر مرونة وقدرة على مواجهة الحملات. واضاف : "بدلا من ان تكون تحطمت، طورت مجموعة القاعدة الارهابية نواة صلبة يمكنها اطلاق اعمال ارهابية حول العالم".
ويذكر التقرير كيف ان مرونة التنظيم جعلت تنظيمات اخرى تلتزم الولاء له، مثل القاعدة في بلاد الرافدين والقاعدة في المغرب. ويشير ايضا الى الهجمات الفاشلة في اوروبا والمشتبه بهم فيها من مواطنين محليين.
وقال مدير المعهد د. جون تشيبمان في حفل اصدار التقرير الاربعاء: "التحدي على المدى الطويل هو مواجهة الايديولوجية المتطرفة التي تؤدي الى الارهاب والتي استطاعت القاعدة بذكاء ومهارة نشرها".
وعن خطر المسلمين في الغرب، قال تشيبمان ان مقولة ان المسلمين يتعرضون لظلم من غيرهم بحاجة لمعالجتها، في العالم الاسلامي وخارجه.
واضاف ان من الضروري اعادة التفكير في قضايا من قبيل التوازن النسبي بين حقوق الفرد والجماعة "لايجاد طرق اكثر انسيابية لتحقيق الاندماج الفعال للاقليات المسلمة في المجتمعات الاوروبية"
اوضاع العراق
ويعلق التقرير على زيادة القوات الامريكية في بغداد، وكيف ان تكثيف نشرها بين سكان المدينة "زاد من قدرة القاعدة في بلاد الرافدين على القيام بهجمات اكثر دموية في المدينة وحولها".
ويخلص التقرير الى ان " تسريع الجهود نحو التوافق السياسي يظل الحافز الاهم في العراق، ومن اجل الحفاظ على المكاسب العسكرية". ويضيف: "لكي يتحقق ذلك، على الولايات المتحدة ان تمارس مزيدا من الضغوط السياسية على الحكومة العراقية لتصلح نفسها".
ويقترح واضعو تقرير المعهد انه اذا لم تسفر الضغوط عن تحقيق التوافق والمصالحة السياسية، فعل واشنطن ان تفكر في خفض دعمها المالي والعسكري للقوى التي لا تستجيب لمطالبها.
ايران والخليج
يشير التقرير في الجزء المتعلق بالانتشار النووي الى احتمال امتلاك ايران قنبلة نووية. ويضيف انه خلال عام 2208 ستحتاج السياسة حول ايران الى اهتمام بالغ ودقيق.
يقول التقرير: "ستتركز الجهود الرئيسية على بناء اجماع اكثر عمقا بين الاعضاء الدائمين في مجلس الامن الدولي".
ويلخص واضعو التقرير الوضع كالتالي: "ان القلق المزدوج بشان ايران نووية او هجوم استباقي امريكي يعكس (ازمة السجين) التي تأسر معظم قادة دول الخليج: فايران جارهم الطاغي، لكنه دائم والولايات المتحدة حليف ضروري لكنه غير محبوب".
AM-PA
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/in_depth/n...000/6992950.stm