للكاتبة الجنوبية السعودية عائشة الحشر
كتاب رائع يحرك المياه الراكدة في السعودية.
تقول الكاتبة عائشة عبد العزيز في كتباها الصادر حديثا عن الدار العربية للعلوم بعنوان "خلف أسوار الحرملك": أحاول في هذا الكتاب أن أسجل ما حدث ويحدث داخل المجتمع النسائي، وأن أتلمس ضمن ما أكتبه الأسباب التي جعلته بالصورة التي هو عليها مضيفة بين صفحاته بعض المواقف التي مررت بها في مجال تعليم البنات والذي عملت فيه عشرين عاماً حتى الآن.. وما دمنا لا نزال نناقش قضية المرأة بينما هي قضية محسومة في الوعي الإنساني خارج مجتمعنا عفا عليها الزمن، فإني أحاول أن أكون موضوعية إلى أقصى درجة أستطيعها. ولعلي بما أكتبه أكون قد أضأت بعض الأماكن التي ظلت معتمة وستظل كذلك إلى أن يرى الناس أن للمرأة حق في الحياة لا يقل عن حق الرجل فيها.
وبرغم ما يتضمنه الكتاب من وصف للعلاقة بين الرجل والمرأة في مواقف مختلفة إلا أن كل ما تناولته ينصب على وضع النساء القائم. وأرى أن وجود عدد من السعوديات اللواتي استطعن الشذوذ عن القاعدة والخروج عن المألوف فتفوقن في مجال من المجالات وتناولهن الإعلام ليثبت من خلالهن تغير وضع المرأة أقول -هن الشذوذ الذي يؤكد القاعدة. وإذا درسنا في مجال معين فسنجد أن معظمهن من عائلات تختلف في تعاملها مع المرأة عن المألوف ولا تخضع لكل ما تعرف عليه الناس في بلادنا بخصوص النساء. أضيف إلى هذا وجود بعض التفاوت في التعامل. إذ أن ما تراه قبيلة من القبائل عيباً قد يكون في عرف قبيلة أخرى مقبولاً أو ربما مستحباً. وهذا ما يجعلني أتناول ما هو سائد بشكل أكثر وأتجنب الخوض في عادات خاصة جداً بفئة قليلة من الناس. فإذا قلنا مثلاً إن بعض النساء لا زالت تخفي وجهها عن زوجها ببرقعها داخل منزل الزوجية إلى اليوم -وهذا يحدث فعلاً عند بعض القبائل- أقول: هذا شأن خاص بفئة معينة ولا ينطبق على الأغلبية.. وكما أني قلت إن المتميزات جداً غير معنيات بما سأكتبه هنا، فإن ذوات العادات الخاصة جداً مستثنيات مما سأكتب أيضاً.